الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القاضي النعمان المغربي»

'''النعمان بن محمد'''، المعروف باسم '''القاضي النعمان''' (283-363هـ) هو أكبر فقيه [[الإسماعيلية|إسماعيلي]]، شغل مناصباً كثيرة في [[الفاطميون|الحكومة الفاطمية]] مثل قاضي القضات. كان القاضي مع الفاطميين من أول دعوتهم، وعاصر أربعة من الخلفاء الفاطميين.

للقاضي النعمان العديد من المؤلفات التي تدل على إحاطته بعلم [[الكلام الإسلامي|الكلام]] و<nowiki/>[[الفقه الإسلامي|فقه الإمامية]]. ومن مؤلفاته "[[دعائم الإسلام (كتاب)|دعائم الإسلام]]" و"[[أساس التأويل]]" و"[[المجالس والمسايرات]]".

اعتبره بعض علماء الشيعة [[الإثني عشرية]] مثل [[العلامة المجلسي]] شيعياً اثني عشرياً، لكن الأدلة التاريخية ومؤلفات النعمان تشير إلى أنه إسماعيلي.

نعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيّون التميمي، المكنى بأبي حنيفة، والذي يطلق عليه أئمة [[الإسماعيلية]] اسم "النعمان" فقط. واسمه أشهرة من كنيته؛ وذلك لتجنب الاشتباه بينه وبين [[أبو حنيفة|أبي حنيفة]] [[المجتهد|فقيه]] المذهب [[الحنفية|الحنفي]].<ref>القاضي النعمان، كتاب المجالس والمسايرات، 1996م، ص6.</ref>

والده أبو عبد الله محمد، توفي في [[رجب]] عام 351هـ عن عمر ناهز ال104 أعوام، و<nowiki/>[[صلاة الميت|صلى]] النعمان على جثمانه، ودفن في باب السلم (أحد أبواب [[قيروان]]).<ref>ابن خلكان، وفيات الأعیان، 1997م، ج5، ص416.</ref>

تاريخ ميلاد النعمان غير واضح. ومع ذلك، فمن الممكن اعتبار ولادته بين 283 و290هـ، {{ملاحظة|القاضي النعمان، كتاب المجالس والمسايرات، 1996م، ص6؛ ذكر محمد كامل حسين احتمالات سنة ميلاد القاضي النعمان ورجّح سنة 259هـ. انظر: مقدمة "الهمة في آداب اتباع الأئمة"، ص5؛ تردّد كاتب المقدمة وهو نفس مؤلف كتاب "في أدب مصر الفاطمية" بين الأقوال في سنة تولد القاضي. انظر: في أدب مصر الفاطمية، ص66}} كانت ولادته ونموه في قيروان ([[تونس]] اليوم)، لا يعرف الكثير عن عائلته.<ref>زرلي، الأعلام، 2002م، ج8، ص41.</ref> وقد تكهن بعض الكتاب الإسماعيليين بأن والده كان أيضا رجل دين إسماعيلياَ.<ref>جوان آراسته، «القاضي النعمان و مذهبه»، ص49.</ref>

ارتبط النعمان بأربعة من الخلفاء [[الفاطميين]] (المهدي والقائم والمنصور والمعز) وخدمهم،<ref>زركلي، الأعلام، 2002م، ج8، ص41.</ref> وتوفي في 29 جمادى الثاني<ref>إدريس عماد الدين، عيون الأخبار، ج6، ص287.</ref> أو 1 رجب<ref>ابن مُيسّر، المنتقى من أخبار مصر، ص165</ref> من عام 363هـ.<ref>الکندي، ولاة وقضاة مصر، ص586.</ref>

ونقل عن [[المعز لدين الله]] (الخليفة الفاطمي الرابع) قوله عن القاضي نعمان: "من أتى بعشر عشير ما أتى به النعمان، ضمنت له على الله [[الجنة]]".<ref>إدريس عماد الدين، تاريخ الخلفاء الفاطميين بالمغرب: القسم الخاص من كتاب عيون الأخبار، 1985م، ص569.</ref> كما أشاد [[ناصر خسرو]] (شاعر وباحث من القرن الخامس) بالقاضي النعمان في قصائده،<ref>دفتري، الإسماعيليون؛ تاريخهم وعقائدهم، 2014م، ص349.</ref> يعتبر بعض الإسماعيليين أن أعمال القاضي النعمان هي أهم المصادر الدينية بعد كتب أئمتهم.<ref>بوناوالا، السير التاريخي في آثار القاضي النعمان، 1401شِ، ص24.</ref>

للقاضي النعمان العديد من الأعمال التي تدل على إحاطته [[الكلام الإسلامي|بالكلام]] و<nowiki/>[[الفقه|فقه الإمامية]]. قال آصف الفيضي عن القاضي النعمان في مقدمته على كتاب [[دعائم الإسلام]]: "كان القاضي النعمان رجلا ذا مواهب عديدة، غزير العلم، واسع المعرفة، باحثا محققا، مكثرا في التأليف."<ref>القاضي النعمان، دعائم الإسلام، 1963م، ص11.</ref> كما نقل ابن خلكان عن كتاب أخبار قضاة مصر فيما كتب عن القاضي النعمان:<blockquote>وكان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل، من أهل القرآن والعلم بمعانيه، وعالماً بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر الفحل والمعرفة بأيام الناس، مع عقل [[الإنصاف|وإنصاف]]، وألف [[أهل البيت عليهم السلام|لأهل البيت]] من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف وأملح سجع، وعمل في المناقب والمثالب كتاباً حسناً، وله ردود على المخالفين: له رد على [[أبو حنيفة|أبي حنيفة]] وعلى [[مالك بن أنس|مالك]] و<nowiki/>[[الشافعي]] و<nowiki/>[[ابن سريج]].<ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، 1997م، ج5، ص416.</ref></blockquote>