انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أهل البيت عليهم السلام»

ط
سطر ١٢٩: سطر ١٢٩:
ويتفق [[أهل السنة]] مع الشيعة على إنَّ [[أصحاب الكساء]] من أهل البيت{{اختصار/عليهم}}. وقد رويت العديد من الأحاديث في مصادر سنية مختلفة، أنَّ رسول الله{{اختصار/ص}} قام مراراً وتكراراً بتقديم [[الإمام علي|علي]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[فاطمة الزهراء|فاطمة]] و<nowiki/>[[الحسنين]]{{اختصار/عليهما}} على أنهم أهل بيته.<ref>النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1871؛ الترمذي، سنن الترمذي، ج5، ص75، 204، ج6، ص83، 132، 182؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج14، ص138، 140، 148، ج41، ص25، ج42، ص112، ج67، ص25؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص627.</ref>  
ويتفق [[أهل السنة]] مع الشيعة على إنَّ [[أصحاب الكساء]] من أهل البيت{{اختصار/عليهم}}. وقد رويت العديد من الأحاديث في مصادر سنية مختلفة، أنَّ رسول الله{{اختصار/ص}} قام مراراً وتكراراً بتقديم [[الإمام علي|علي]]{{اختصار/ع}} و<nowiki/>[[فاطمة الزهراء|فاطمة]] و<nowiki/>[[الحسنين]]{{اختصار/عليهما}} على أنهم أهل بيته.<ref>النيسابوري، صحيح مسلم، ج4، ص1871؛ الترمذي، سنن الترمذي، ج5، ص75، 204، ج6، ص83، 132، 182؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج14، ص138، 140، 148، ج41، ص25، ج42، ص112، ج67، ص25؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص627.</ref>  


وجاء في المصادر السنية أيضاً أنَّ [[رسول الله]]{{اختصار/ص}} قال في علي وفاطمة والحسنين: «من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني».<ref>ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج14، ص154؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص627.</ref> وفي رواية أخرى قال رسول الله{{اختصار/ص}}: من أحب أهل البيت كان معي في درجتي [[يوم القيامة]].<ref>الترمذي، سنن الترمذي، ج6، ص90؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص627.</ref> وذكر الفخر الرازي أحد مفسري أهل السنة، أنَّ رسول الله{{اختصار/ص}} كان يحب علي وفاطمة والحسن والحسين، فوجب على كل الأمة الإسلامية حبهم؛ لأنَّ في اتباع الرسول تحصل الهداية.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج27، ص595.</ref> وقال ابن حجر الهيتمي، أحد علماء [[المذهب الشافعي]] في [[القرن العاشر الهجري]]، وعلم من الأحاديث وجوب محبَّة أهل البيت و<nowiki/>[[الحرمة|تحريم]] بغضهم بالتحريم الغليظ، وقد صرح البيهقي والبغوي وغيرهما، إنَّ محبة أهل البيت من فرائض الدين.<ref>ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص506.</ref> كما صرح [[محمد بن إدريس الشافعي|الشافعي]] ـ أحد فقهاء أهل السنة الأربعة ـ في بعض أبياته، بوجوب محبة أهل البيت:<ref>الشافعي، ديوان الشافعي، ص121.</ref>
وجاء في المصادر السنية أيضاً أنَّ [[رسول الله]]{{اختصار/ص}} قال في علي وفاطمة والحسنين: «من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني».<ref>ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج14، ص154؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص627.</ref> وفي رواية أخرى قال رسول الله{{اختصار/ص}}: من أحب أهل البيت كان معي في درجتي [[يوم القيامة]].<ref>الترمذي، سنن الترمذي، ج6، ص90؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص627.</ref> وذكر الفخر الرازي أحد مفسري أهل السنة، أنَّ رسول الله{{اختصار/ص}} كان يحب علي وفاطمة والحسن والحسين، فوجب على كل الأمة الإسلامية حبهم؛ لأنَّ في اتباع الرسول تحصل الهداية.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج27، ص595.</ref> وقال ابن حجر الهيتمي، أحد علماء [[المذهب الشافعي]] في [[القرن العاشر الهجري]]، وعلم من الأحاديث وجوب محبَّة أهل البيت و<nowiki/>[[الحرمة|تحريم]] بغضهم بالتحريم الغليظ، وقد صرح البيهقي والبغوي وغيرهما، إنَّ محبة أهل البيت من فرائض الدين.<ref>ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص506.</ref> كما صرح [[محمد بن إدريس الشافعي|الشافعي]] ـ أحد [[المذاهب الأربعة|فقهاء أهل السنة الأربعة]] ـ في بعض أبياته، بوجوب محبة أهل البيت:<ref>الشافعي، ديوان الشافعي، ص121.</ref>
{{بداية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ|فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ}}
{{بيت|يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ|فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ}}
سطر ١٣٧: سطر ١٣٧:
{{بيت|إن كانَ رَفضا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ|فَليَشهَدِ الثَّقَلانِ أنّي رَافِضِيٌّ}}
{{بيت|إن كانَ رَفضا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ|فَليَشهَدِ الثَّقَلانِ أنّي رَافِضِيٌّ}}
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}
واعتبر الزمخشري، أحد مفسري أهل السنة وصاحب تفسير الكشاف، أنَّ آية المباهلة أقوى دليل على أفضلية أصحاب الكساء.<ref>الزمخشري، الكشاف، ج1، ص370.</ref> وذكر جعفر السبحاني، اعترف الكثير من علماء أهل السنة بالأفضلية العلمية، والمعرفة الدينية لأهل البيت.<ref>السبحاني، دليل المرشدين إلى الحق اليقين، ص234.</ref> وعلى سبيل المثال روي عن أبي حنيفة مؤسس المذهب الحنفي وأحد فقهاء أهل السنة الأربعة، أنني لم أر فقيهاً أفضل من جعفر بن محمد.<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6، ص257.</ref> وهذه الجملة رواها أيضاً محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، أحد التابعين وفقيه ومحدث من أهل السنة في القرن الأول والثاني الهجري، حول الإمام السجاد.<ref>أبو زرعة الدمشقي، تاريخ أبي زرعة الدمشقي، ص536.</ref> كما اعتبر الشافعي، مؤسس المذهب الشافعي، أن الإمام السجاد هو أفقه أهل المدينة المنورة.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج15، ص274.</ref>
واعتبر الزمخشري، أحد مفسري أهل السنة وصاحب تفسير الكشاف، إنَّ [[آية المباهلة]] أقوى دليل على أفضلية أصحاب الكساء.<ref>الزمخشري، الكشاف، ج1، ص370.</ref> وذكر [[جعفر السبحاني]]، إنَّ الكثير من علماء أهل السنة أعترفوا بالأفضلية العلمية، والمعرفة الدينية لأهل البيت.<ref>السبحاني، دليل المرشدين إلى الحق اليقين، ص234.</ref> وعلى سبيل المثال روي عن [[أبو حنيفة|أبي حنيفة]] مؤسس [[المذهب الحنفي]] وأحد فقهاء أهل السنة الأربعة، أنني لم أر فقيهاً أفضل من [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد]]{{اختصار/ع}}.<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6، ص257.</ref> وهذه الجملة رواها أيضًا محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ـ أحد [[التابعين]] وفقيه ومحدث من أهل السنة في القرن الأول والثاني [[الهجري]] ـ حول [[الإمام السجاد]]{{اختصار/ع}}.<ref>أبو زرعة الدمشقي، تاريخ أبي زرعة الدمشقي، ص536.</ref> كما اعتبر الشافعي، مؤسس المذهب الشافعي، إنَّ الإمام السجاد{{اختصار/ع}} هو أفقه أهل [[المدينة المنورة]].<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج15، ص274.</ref>


قال ابن حجر الهيتمي: سمى رسول الله القرآن وأهل البيت بالثقلين؛ لأن الثقل كل ثمين ونفيس مصون، والقرآن والعترة كذلك، فهما معدن العلوم الدينية والأسرار والحكم العلية، والأحكام الشرعية؛ ولذا حث رسول الله على الاقتداء والتمسك بهم.<ref>ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص442.</ref> ويذكر ابن حجر الهيتمي في أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاعهم إلى يوم القيامة؛ وكذلك التمسك بالقرآن.<ref>ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص442.</ref>
قال ابن حجر الهيتمي: سمى [[رسول الله]]{{اختصار/ص}} [[القرآن]] وأهل البيت{{اختصار/عليهم}} بالثقلين؛ لأن الثقل كل ثمين ونفيس مصون، والقرآن والعترة كذلك، فهما معدن العلوم الدينية والأسرار والحكم العلية، و<nowiki/>[[الأحكام الشرعية]]؛ ولذا حث رسول الله{{اختصار/ص}} على الاقتداء والتمسك بهم.<ref>ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص442.</ref> ويذكر ابن حجر الهيتمي في أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت، إلى عدم انقطاعهم إلى [[يوم القيامة]]، وكذلك التمسك بالقرآن.<ref>ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج2، ص442.</ref>


ومن وجهة نظر علي الرباني الكلبايكاني، بحسب اعتقاد أهل السنة لا شك في عصمة أهل البيت الأخلاقية والعملية، ولكن مورد الاختلاف في عصمتهم العلمية.<ref>الرباني الكلبايكاني، «أهل البيت»، ص556.</ref>
ومن وجهة نظر [[علي الرباني الكلبايكاني]]، بحسب اعتقاد [[أهل السنة]] لا شك في عصمة أهل البيت{{اختصار/عليهم}} الأخلاقية والعملية، ولكن مورد الاختلاف في عصمتهم العلمية.<ref>الرباني الكلبايكاني، «أهل البيت»، ص556.</ref>


==الدراسات==
==الدراسات==
confirmed، movedable، templateeditor
٩٬٢٠٦

تعديل