الفرق بين المراجعتين لصفحة: «واقعة سقيفة بني ساعدة»
لا يوجد ملخص تحرير
M.fakhreddin (نقاش | مساهمات) |
M.fakhreddin (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
==مجريات السقيفة== | ==مجريات السقيفة== | ||
وفقاً لمدلونغ وهو مستشرق | وفقاً لمدلونغ وهو مستشرق ألماني ولد عام 1930م فإن غالبية الروايات التي نقلت الواقعة تصل إلى [[عبد الله بن العباس]] نقلاً عن [[عمر بن الخطاب]] في زمن خلافته وهو على المنبر خلال [[موسم الحج]]. وجميع الروايات الأخرى قد أخذت من رواية ابن عباس، ونقلها ابن هشام، والطبري، وعبد الرزاق بن همّام، و<nowiki/>[[البخاري]]، {{و}}[[أحمد بن حنبل|ابن حنبل]]، مع اختلاف يسير في سلسلة الرواة.<ref>Madelung, Wilfred, The Succession To Muhammad, p 28></ref> | ||
يمكن تقسيم الأحداث التي وقعت في السقيفة إلى مرحلتين؛ قبل إلتحاق [[الشيخين]] بالأنصار، وبعد إلتحاقهما وبرفقة [[أبو عبيدة بن الجراح]]. | يمكن تقسيم الأحداث التي وقعت في السقيفة إلى مرحلتين؛ قبل إلتحاق [[الشيخين]] بالأنصار، وبعد إلتحاقهما وبرفقة [[أبو عبيدة بن الجراح]]. | ||
سطر ٤٣: | سطر ٤٣: | ||
'''قبل التحاق المهاجرين''' | '''قبل التحاق المهاجرين''' | ||
في البداية اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليولّوا [[سعد بن عبادة]] الأمر بعد النبي{{صل}} وقد خرج وهو مريض، وكان ولده يتكلم بكلامه ويسمع الناس. وقد ذكر للأنصار فضائلاً لم تتّسم بها قبيلة من العرب، إلى أن انتهى بدعوتهم للإستئثار بالحكم،<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 12-15.</ref> فأيّده القوم ووصفوه بخير المؤمنين لتولي الأمر.<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 455-456.</ref> | في البداية اجتمعت [[الأنصار]] في [[سقيفة بني ساعدة]] ليولّوا [[سعد بن عبادة]] الأمر بعد رحيل النبي{{صل}} وقد خرج وهو مريض، وكان ولده يتكلم بكلامه ويسمع الناس. وقد ذكر للأنصار فضائلاً لم تتّسم بها قبيلة من العرب، إلى أن انتهى بدعوتهم للإستئثار بالحكم،<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 12-15.</ref> فأيّده القوم ووصفوه بخير المؤمنين لتولي الأمر.<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 455-456.</ref> فأوعز سعد إليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة، غير مكترثين بآراء الناس بقوله: "استبدوا بهذا الأمر دون الناس".<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref> فيجيبوه بأجمعهم: "وُفقت في الرأى وأصبت في القول ولن نعدو ما رأيت، نوليك هذا الأمر فإنك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضى" ثم إنهم تبادلوا الكلام بينهم عن ما لو رفض المهاجرون ذلك، فاقترح بعضهم أن يجيبوهم باقتسام الأمر بأن يكون للأمة خليفتان أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين، فأجابهم سعد بن عبادة حين سمع ذلك بأن هذا أول ضعف المسلمين. وهكذا تداول حشد الأنصار الأمر فيما بينهم قبل أن يلتحق بهم المهاجرون.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455 - 459.</ref> | ||
'''بعد التحاق المهاجرين''' | '''بعد التحاق المهاجرين''' | ||
بعد أن وصل خبر السقيفة إلى [[عمر بن الخطاب]] أرسل إلى [[أبوبكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] وهو في داره بأنه قد حدث أمر لابدّ من حضوره، وعندما خرج إليه، أخبره بأمر الأنصار واجتماعهم في السقيفة ليولّوا سعد بن عبادة أمور الخلافة. فانطلقا إلى الأنصار ليروا ما هم عليه.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 456.</ref> وفي طريقهم التقوا بأبي عبيدة بن الجراح، ثم بعاصم بن عدي وعويم بن ساعدة، فأخبروهم عن مجريات السقيفة ونصحوهم بالرجوع، إلا أنهم لم يأخذوا بالنصيحة، فوصلوا والأنصار مجتمعين،<ref>تاري، حقائق السقيفة، ص 40.</ref> فأراد عمر البدء بالكلام فاستأذنه أبو بكر ليتكلم أولاً وبدأ الكلام ببيان فضل المهاجرين على الأنصار وأولوية قريش في الخلافة، ولكن قوبل كلامه بالقبول والرفض وأشار بعض الحاضرين إلى أحقية علي بالخلافة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 456.</ref> | بعد أن وصل خبر السقيفة إلى [[عمر بن الخطاب]] أرسل إلى [[أبوبكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] وهو في داره بأنه قد حدث أمر لابدّ من حضوره، وعندما خرج إليه، أخبره بأمر الأنصار واجتماعهم في السقيفة ليولّوا سعد بن عبادة أمور الخلافة. فانطلقا إلى الأنصار ليروا ما هم عليه.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 456.</ref> وفي طريقهم التقوا بأبي عبيدة بن الجراح، ثم بعاصم بن عدي وعويم بن ساعدة، فأخبروهم عن مجريات السقيفة ونصحوهم بالرجوع، إلا أنهم لم يأخذوا بالنصيحة، فوصلوا والأنصار مجتمعين،<ref>تاري، حقائق السقيفة، ص 40.</ref> فأراد عمر البدء بالكلام فاستأذنه أبو بكر ليتكلم أولاً وبدأ الكلام ببيان فضل المهاجرين على الأنصار وأولوية [[قريش]] في الخلافة، ولكن قوبل كلامه بالقبول والرفض وأشار بعض الحاضرين إلى أحقية [[الإمام علي|علي]] بالخلافة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 456.</ref> | ||
===نقاشات السقيفة === | ===نقاشات السقيفة === | ||
سجّلت المصادر التاريخية النقاشات التي درات في السقيفة بين جهة وأخرى وعلى لسان أشخاص محدّدين وبحذافيرها، مما آل إلى مشادات كلامية مشينة وأوشكت أن تؤدي إلى العنف والاعتداء. | سجّلت المصادر التاريخية النقاشات التي درات في السقيفة بين جهة وأخرى وعلى لسان أشخاص محدّدين وبحذافيرها، مما آل إلى مشادات كلامية مشينة وأوشكت أن تؤدي إلى العنف والاعتداء. | ||
*فيبدأ [[أبو بكر]] بعد ما يحمد الله ويثني عليه قائلاً: "إن الله بعث [[محمد (ص)|محمداً]] رسولاً إلى خلقه وشهيداً على أمته ليعبدوا الله ويوحدوه وهم يعبدون من دونه آلهة شتى ويزعمون أنها لهم عنده شافعة ولهم نافعة وإنما هي من حجر منحوت وخشب منجور ثم يقرأ {{قرآن|ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله}} ويقولون (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم فخصّ الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه والإيمان به... | *فيبدأ [[أبو بكر]] بعد ما يحمد الله ويثني عليه قائلاً: "إن الله بعث [[محمد (ص)|محمداً]] رسولاً إلى خلقه وشهيداً على أمته ليعبدوا الله ويوحدوه وهم يعبدون من دونه آلهة شتى ويزعمون أنها لهم عنده شافعة ولهم نافعة وإنما هي من حجر منحوت وخشب منجور ثم يقرأ {{قرآن|ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله}} ويقولون (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم فخصّ الله المهاجرين الأولين من قومه بتصديقه والإيمان به...، إلى أن يقول: "فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالله وبالرسول وهم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من بعده ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم ثم يردف قائلاً: "وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم في الدين ولا سابقتهم العظيمة في الإسلام رضيكم الله أنصاراً لدينه ورسوله وجعل اليكم هجرته وفيكم جلة أزواجه وأصحابه فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم فنحن الأمراء وأنتم الوزراء لا تفتاتون بمشورة ولا نقضي دونكم الأمور".<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref> | ||
*فهنا يقوم [[الحباب بن المنذر]] بن الجموح فيقول: "يا معشر الأنصار أملكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم وفي ظلكم ولن يجترئ مجترئ على خلافكم، ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم، أنتم أهل العز والثروة، وأولوا العدد والمنعة والتجربة، ذوو البأس والنجدة، وإنما ينظر الناس إلى ما تصنعون، ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم وينتقض عليكم أمركم، أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير ومنكم أمير".<ref>الطبري، التاريخ: ج 2، ص 455-459.</ref> | |||
*فهنا يقوم [[الحباب بن المنذر]] بن الجموح فيقول: "يا معشر الأنصار أملكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم وفي ظلكم ولن يجترئ مجترئ على | *فيقول [[عمر بن الخطاب]]: "هيهات لا يجتمع اثنان في قرن والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم، وولي أمورهم منهم ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة". | ||
* | *ثم يقوم الحباب بن المنذر فيقول: "يا معشر الأنصار أملكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فإن أبوا عليكم ما سألتموه فاجلوهم عن هذه البلاد وتولّوا عليهم هذه الأمور فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان ممن لم يكن يدين أنا جذيلها المحكك وغذيقها المرجب، أما والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة". | ||
* | *فيقول له عمر: "إذاً يقتلك الله، فيرد ابن منذر: بل إياك يقتل". <ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref> | ||
* | *ثم يحذر [[أبو عبيدة بن الجراح|أبو عبيدة]]، الأنصار من التحريف في أصل الدين وأساسه: "يا معشر الأنصار إنكم أول من نصر وآزر، فلا تكونوا أول من بدّل وغيّر". | ||
* | *فيقول [[بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير]] -وهو من الأنصار- محذرا إياهم تجاهل أحقية المهاجرين قائلا: "يا معشر الأنصار إنا والله لئن كنا أولى فضيلة في جهاد المشركين وسابقة في هذا الدين ما أردنا به إلا رضى ربنا وطاعة نبينا والكدح لأنفسنا فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك ولا نبتغي به من الدنيا عرضاً فإن الله ولي المنة علينا بذلك، ألا إن محمداً{{صل}} من قريش وقومه أحق به وأولى وأيم الله لا يرانى الله أنازعهم هذا الأمر أبداً فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم". <ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref> | ||
*كما | *كما فضّل [[عبد الرحمن بن عوف]] المهاجرين على الأنصار بسبب فقدانهم لشخصيات مثل أبي بكر وعمر وعلي.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 123.</ref> | ||
*أما [[زيد بن أرقم]] -وهو من الأنصار- يصف علياً أنه هو الشخص المؤهل لتولّي المنصب ولو قدّم نفسه لما كان أحد يقدر على منافسته.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 123.</ref> ونقلت المصادر بأن الأنصار | *أما [[زيد بن أرقم]] -وهو من الأنصار- يصف علياً أنه هو الشخص المؤهل لتولّي المنصب ولو قدّم نفسه لما كان أحد يقدر على منافسته.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 123.</ref> ونقلت المصادر بأن الأنصار قالوا: لا نبايع إلا علياً.<ref>الطبري، ابن جرير، تاريخ الطبري، ج 3، ص 202.</ref> | ||
===بيعة السقيفة=== | ===بيعة السقيفة=== | ||
فبعد أن انشق رأي الأنصار في السقيفة وحدث شقاق جديد | فبعد أن انشق رأي الأنصار في السقيفة وحدث شقاق جديد بين قبيلتي [[الأوس]] {{و}}[[الخزرج]]، أتى دور أبي بكر؛ | ||
*وقال: "هذا عمر وهذا أبو عبيدة، فأيهما شئتم فبايعوا" | *وقال: "هذا عمر وهذا أبو عبيدة، فأيهما شئتم فبايعوا" | ||
*فقالا لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك، فإنك أفضل المهاجرين [[ثاني إثنين|وثاني إثنين]] إذ هما في الغار وخليفة [[رسول الله]] على [[صلاة أبي بكر نيابة عن الرسول|الصلاة]]، والصلاة أفضل دين المسلمين، فمن ذا ينبغى له أن يتقدمك أو يتولى هذا الأمر عليك، ابسط يدك نبايعك. | *فقالا لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك، فإنك أفضل المهاجرين [[ثاني إثنين|وثاني إثنين]] إذ هما في الغار وخليفة [[رسول الله]] على [[صلاة أبي بكر نيابة عن الرسول|الصلاة]]، والصلاة أفضل دين المسلمين، فمن ذا ينبغى له أن يتقدمك أو يتولى هذا الأمر عليك، ابسط يدك نبايعك. |