الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المأمون العباسي»
←شهادة الإمام الرضا ع
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ٥٩: | سطر ٥٩: | ||
=== نقل العاصمة إلى بغداد === | === نقل العاصمة إلى بغداد === | ||
إنّ سياسات المأمون التي كانت بحسب الظاهر تميل إلى [[بلاد فارس|الفرس]] وتخالف توجّهات [[العباسيين]] أثارت حفيظة كبار العباسيين والناس في بغداد من تصرّفات المأمون، فقام مجموعة من وجهاء العباسيين في بغداد بإعلانهم رفض خلافة المأمون وبايعوا [[إبراهيم بن المهدي]] خليفة عليهم. أدى ذلك إلى اضطراب في عاصمة العباسيين [[بغداد]] ووقوع فتن داخلية هناك.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1960م، ج8، ص546.</ref> كما ازدادت الاضطرابات في كلّ من [[مصر]] و[[الجزيرة]]، وازداد خطر وقوع حرب أهلية بين أفراد البيت العباسي. كلّ ذلك حذا بالمأمون إلى التفكير بأنّ السبيل الوحيد للقضاء على تلك الاضطرابات هو تغيير سياسته ونقل عاصمته إلى بغداد عاصمة آبائه، فعزم على التوجه إلى هناك.<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 2009م، ص124،125.</ref> | إنّ سياسات المأمون التي كانت بحسب الظاهر تميل إلى [[بلاد فارس|الفرس]] وتخالف توجّهات [[العباسيين]] أثارت حفيظة كبار العباسيين والناس في بغداد من تصرّفات المأمون، فقام مجموعة من وجهاء العباسيين في بغداد بإعلانهم رفض خلافة المأمون وبايعوا [[إبراهيم بن المهدي]] خليفة عليهم. أدى ذلك إلى اضطراب في عاصمة العباسيين [[بغداد]] ووقوع فتن داخلية هناك.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1960م، ج8، ص546.</ref> كما ازدادت الاضطرابات في كلّ من [[مصر]] و[[الجزيرة]]، وازداد خطر وقوع حرب أهلية بين أفراد البيت العباسي. كلّ ذلك حذا بالمأمون إلى التفكير بأنّ السبيل الوحيد للقضاء على تلك الاضطرابات هو تغيير سياسته ونقل عاصمته إلى بغداد عاصمة آبائه، فعزم على التوجه إلى هناك.<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 2009م، ص124،125.</ref> | ||
=== شهادة الإمام الرضا ع === | === شهادة الإمام الرضا{{اختصار/ع}} === | ||
بعد أن وصل من خلال ولاية العهد إلى مبتغاه، أحسّ المأمون بأنّ بقاء [[الإمام الرضا]]{{اختصار/ع}} إلى جانبه ليس من مصلحته. وكانت هواجس المأمون تنبع من عدّة أسباب منها أفضلية الإمام الرضا في المناظرات التي كانت تجري مع علماء المذاهب المختلفة،<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 2009م، ص124،122.</ref> وازدياد شعبية ومحبة الإمام الرضا بين الناس، وكذلك انتقاد الإمام الصريح لبعض تصرفات المأمون.<ref>الصدوق، عیون أخبار الرضا، ج2، ص241.</ref> فقام المأمون من أجل الحفاظ على سلطته بالتآمر لقتل الإمام، وبالفعل قُتل الإمام مسموماً أثناء سفر المأمون إلى بغداد سنة 203هـ.<ref>ابن الصباغ المالكي، الفصول المهمة، 1409هـ، ص350؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 1378ش، ج2، ص471.</ref> هذا ويعتقد بعض علماء الشيعة أنّ الإمام الرضا لم يُقتل عل يد المأمون،<ref>جعفریان، حیات فکری و سیاسی امامان شیعه(ع)، 1381ش، ص445-446.</ref> حيث نقل [[علي بن عيسى الإربلي]] صاحب كتاب [[كشف الغمة]] ذلك القول عن [[السيد ابن طاووس]] وأبدى ميله إليه.<ref>الإربلي، کشف الغمة، 1381هـ، ج2، ص282.</ref> غير أنّ آخرين ومن بينهم المؤرخ [[رسول جعفريان]] يرون أنّ هذا الاعتقاد الخاطئ ناشئ عن التظاهر والازدواجية في التعامل التي مارسها المأمون مع الإمام الرضا.<ref>جعفریان، حیات فکری و سیاسی امامان شیعه(ع)، 1381ش، ص431.</ref> | بعد أن وصل من خلال ولاية العهد إلى مبتغاه، أحسّ المأمون بأنّ بقاء [[الإمام الرضا]]{{اختصار/ع}} إلى جانبه ليس من مصلحته. وكانت هواجس المأمون تنبع من عدّة أسباب منها أفضلية الإمام الرضا في المناظرات التي كانت تجري مع علماء المذاهب المختلفة،<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 2009م، ص124،122.</ref> وازدياد شعبية ومحبة الإمام الرضا بين الناس، وكذلك انتقاد الإمام الصريح لبعض تصرفات المأمون.<ref>الصدوق، عیون أخبار الرضا، ج2، ص241.</ref> فقام المأمون من أجل الحفاظ على سلطته بالتآمر لقتل الإمام، وبالفعل قُتل الإمام مسموماً أثناء سفر المأمون إلى بغداد سنة 203هـ.<ref>ابن الصباغ المالكي، الفصول المهمة، 1409هـ، ص350؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 1378ش، ج2، ص471.</ref> هذا ويعتقد بعض علماء الشيعة أنّ الإمام الرضا لم يُقتل عل يد المأمون،<ref>جعفریان، حیات فکری و سیاسی امامان شیعه(ع)، 1381ش، ص445-446.</ref> حيث نقل [[علي بن عيسى الإربلي]] صاحب كتاب [[كشف الغمة]] ذلك القول عن [[السيد ابن طاووس]] وأبدى ميله إليه.<ref>الإربلي، کشف الغمة، 1381هـ، ج2، ص282.</ref> غير أنّ آخرين ومن بينهم المؤرخ [[رسول جعفريان]] يرون أنّ هذا الاعتقاد الخاطئ ناشئ عن التظاهر والازدواجية في التعامل التي مارسها المأمون مع الإمام الرضا.<ref>جعفریان، حیات فکری و سیاسی امامان شیعه(ع)، 1381ش، ص431.</ref> | ||