انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشهيد الثاني»

ط
imported>Odai78
imported>Odai78
سطر ١٠٠: سطر ١٠٠:


===أسفاره ورحلاته===
===أسفاره ورحلاته===
عرف عن الشهيد ولعه بطلب العلم والانتهال من نمير علماء الأمصار والمناطق التي يسافر إليها منذ صباه حيث كان العلم ضالته التي يشدّ الرحال إليها أينما وجدها، حيث ارتحل من ميس إلى كرك [[النبي نوح عليه السلام|نوح]] (ع) وقرأ فيها على السيد حسن ابن [[السيد جعفر الكركي]] (صاحب كتاب ''المحجة البيضاء'') وبعد ثلاث سنين قضاها في جُبَع توجه صوب [[دمشق]] مشتغلا بطلب العلم على يد الشيخ الفاضل المحقق الفيلسوف شمس الدين محمد بن مكي فقرأ عليه مجموعة من كتب الطب والهيئة وبعض حكمة الإشراق لـ[[السهروردي|لسهروردي]].
عرف عن الشهيد ولعه بطلب العلم والانتهال من نمير علماء الأمصار والمناطق التي يسافر إليها منذ صباه حيث كان العلم ضالته التي يشدّ الرحال إليها أينما وجدها، حيث ارتحل من ميس إلى كرك [[النبي نوح عليه السلام|نوح]] (ع) وقرأ فيها على السيد حسن ابن [[السيد جعفر الكركي]] (صاحب كتاب ''المحجة البيضاء'') وبعد ثلاث سنين قضاها في جُبَع توجه صوب [[دمشق]] مشتغلا بطلب العلم على يد المحقق والفيلسوف [[شمس الدين محمد بن مكي]] فقرأ عليه مجموعة من كتب الطب والهيئة وبعض حكمة الإشراق لـ[[السهروردي|لسهروردي]].


وقرأ في تلك المدة بدمشق على المرحوم الشيخ أحمد بن جابر، الشاطبية َفي علم القراءة. وفي دمشق تتلمذ على الشيخ شمس الدين بن طولون الدمشقي الحنفي وقرأ عليه جملة من صحيحي [[صحيح البخاري|البخاري]] و[[صحيح مسلم|مسلم]]. في سنة 943 هـ  وفي نسخة 942 هـ  توّجه صوب مصر مشتغلا بها على ستة عشر شيخاً من شيوخها فقرأ عليهم العلوم العقلية والعربية (المعاني، البيان، العروض) و[[تفسير القرآن|التفسير]] وغير ذلك من العلوم. وفي سنة 944 هـ توجه نحو الديار المقدسة لأداء فريضة [[الحج]]، وفي سنة 946 هـ  سافر إلى [[العراق]] لزيارة [[الأئمة الأطهار (ع)|الأئمة الأطهار]] (ع). وتخلل تلك الأسفار العودة بين الفينة والأخرى إلى موطنه جُبَع. وفي سنة 948 هـ  توجّه لزيارة [[بيت المقدس‏]] واجتمع في تلك الرحلة بالشيخ شمس الدين بن أبي اللطف المقدسي وقرأ عليه بعض صحيح البخاري وبعض صحيح مسلم وأجازه إجازة عامة ثم رجع إلى وطنه جُبع. وفي [[سنة 949 هـ]]  قرر السفر إلى القسطنطينية واصفا ذلك بقوله:
وقرأ في تلك المدة بدمشق على المرحوم الشيخ أحمد بن جابر، الشاطبية َفي علم القراءة. وفي دمشق تتلمذ على الشيخ [[شمس الدين بن طولون الدمشقي الحنفي]] وقرأ عليه جملة من صحيحي [[صحيح البخاري|البخاري]] و[[صحيح مسلم|مسلم]]. في [[سنة 943]] هـ  وفي نسخة 942 هـ  توّجه صوب [[مصر]] مشتغلا بها على ستة عشر شيخاً من شيوخها فقرأ عليهم العلوم العقلية والعربية (المعاني، البيان، العروض) و[[تفسير القرآن|التفسير]] وغير ذلك من العلوم. وفي [[سنة 944 للهجرة]] هـ توجه نحو الحجاز لأداء فريضة [[الحج]]، وفي [[سنة 946 للهجرة|سنة 946]] هـ  سافر إلى [[العراق]] لزيارة [[الأئمة الأطهار (ع)|الأئمة الأطهار]] (ع). وتخلل تلك الأسفار العودة بين الفينة والأخرى إلى موطنه [[جُبَع]]. وفي [[سنة 948 للهجرة|سنة 948]] هـ  توجّه لزيارة [[بيت المقدس‏]] واجتمع في تلك الرحلة بالشيخ [[شمس الدين بن أبي اللطف المقدسي]] وقرأ عليه بعض صحيح البخاري وبعض صحيح مسلم وأجازه إجازة عامة ثم رجع إلى وطنه جُبع. وفي [[سنة 949 هـ]]  قرر السفر إلى [[القسطنطينية]] واصفا ذلك بقوله:


::«ثم برزت لي الأوامر الإلهية والإشارات الربانية (يشير إلى [[الاستخارة]]) بالسفر إلى جهة الروم والاجتماع بمن فيها من أهل الفضائل والعلوم»
::«ثم برزت لي الأوامر الإلهية والإشارات الربانية (يشير إلى [[الاستخارة]]) بالسفر إلى جهة الروم والاجتماع بمن فيها من أهل الفضائل والعلوم»


وكان وصوله إلى مدينة القسطنطينية [[سنة 952 هـ]]. كتب في الأيام الأولى من وصوله رسالة جيدة تشتمل على عشرة مباحث جليلة كل بحث في فن من الفنون العقلية والفقهية والتفسير وغيرها وأوصلها إلى قاضي العسكر وهو محمد بن قطب الدين بن محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومي وهو رجل فاضل أديب عاقل لبيب من أحسن الناس خلقا وتهذيبا وأدبا فوقعت منه موقعا حسنا وحصل له بسبب ذلك منه حظّ عظيم وأكثر من تعريفه والثناء عليه للأفاضل وفي اليوم الثاني عشر من اجتماعه به أرسل إليه الدفتر المشتمل على الوظائف والمدارس وبذل له ما اختاره وأكّد في كون ذلك في الشام أو حلب فاقتضى الحال أن اختار منه المدرسة النورية بـ[[بعلبك]]. ثمّ شدّ الرحال لزيارة [[الأئمة الأطهار]] (ع) ومن هناك رجع إلى موطنه جُبَع ملقيا فيها رحله ومشتغلا بالتدريس والتأليف حتى شهادته.<ref>الأميني، أعيان الشيعة، ج 7، ص 147 - 152.</ref>
وكان وصوله إلى مدينة القسطنطينية [[سنة 952 هـ]]. كتب في الأيام الأولى من وصوله رسالة جيدة تشتمل على عشرة مباحث جليلة كل بحث في فن من الفنون العقلية والفقهية والتفسير وغيرها وأوصلها إلى قاضي العسكر وهو [[محمد بن قطب الدين بن محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومي]] وهو رجل فاضل أديب عاقل لبيب من أحسن الناس خلقا وتهذيبا وأدبا فوقعت منه موقعا حسنا وحصل له بسبب ذلك منه حظّ عظيم وأكثر من تعريفه والثناء عليه للأفاضل وفي اليوم الثاني عشر من اجتماعه به أرسل إليه الدفتر المشتمل على الوظائف والمدارس وبذل له ما اختاره وأكّد في كون ذلك في الشام أو حلب فاقتضى الحال أن اختار منه المدرسة النورية بـ[[بعلبك]]. ثمّ شدّ الرحال لزيارة [[الأئمة الأطهار]] (ع) ومن هناك رجع إلى موطنه جُبَع ملقياً فيها رحله ومشتغلاً بالتدريس والتأليف حتى شهادته.<ref>الأميني، أعيان الشيعة، ج 7، ص 147 - 152.</ref>


==مرجعيته==
==مرجعيته==
مستخدم مجهول