انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «واقعة المباهلة»

أُزيل ٢٬٧٠٣ بايت ،  ٢٠ يونيو ٢٠٢٣
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{قالب:الإمام علي عليه السلام ـ عمودي}}
{{قالب:الإمام علي عليه السلام ـ عمودي}}
{{عن|مباهلة النبي مع نصارى نجران|لمباهلة في القرآن|آية المباهلة}}
{{عن|مباهلة النبي مع نصارى نجران|لمباهلة في القرآن|آية المباهلة}}
'''المباهلة،''' هي الواقعة التي حدثت بين [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|الرسول الأكرم]] {{صل}} {{و}}[[النصارى|نصارى]] نجران إثر محاورة دارت بينهما، فبعد أن أصرّوا على عنادهم دعاهم رسول الله {{ص}} إلى المباهلة (الملاعنة) و[[الدعاء]] بإنزال لعنة [[الله]] على [[الكذب|الكاذب]] من الطرفَين المتلاعنين. ونزلت [[آية 61 من سورة آل عمران]] بهذا الشأن، كما اصطحب النبي{{ص}} معه في يوم المباهلة [[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] {{ع}} {{و}}[[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] {{ع}} {{و}}[[الحسنين]] {{هما}}.
'''واقعة المباهلة''' وهي من الأحداث التي وقعت في صدر الإسلام، والتي تعتبر من علامات أحقية دعوة رسول الله، كما تدل على فضيلة النبي والذين معه في المباهلة، وهم الإمام علي، وفاطمة الزهراء، والحسن والحسين.
وکانت هذه الواقعة في يوم [[24 ذي الحجة]] [[سنة 9 هـ]]، وهناك من ذهب إلى وقوعها في [[25 ذي الحجة]].


==المباهلة لغة==
لقد تحدثت الآية 61 من سورة آل عمران حول واقعة المباهلة؛ لذلك تُعرف هذه الآية بآية المباهلة. يعتقد الشيعة أن الإمام علي في هذه الآية بمنزلة نفس رسول الله؛ ولذلك يعتبرون هذه الآية من فضائل الإمام علي. وقد تم نقل هذه الواقعة في المصادر الشيعية والسنية.
«المُباهَلة» في الأصل من مادة «بَهْل» (على وزن اَهل) بمعنى إطلاق وفكّ القيد عن الشيء وبذلك يقال للحيوان الطلق حيث لا توضع محالبها في كيس كي يستطيع وليدها أن يرضع بسهولة، يقال له: «باهِلٌ». و تستعمل بمعنی اللعن أيضا؛ قال أهل اللغة: المُباهَلة المُلاعَنة، مفاعَلةٌ من البُهْلة وهي اللَعنة، <ref>الجوهري، الصحاح، ص 1407. مادة بهل.</ref> و«بهله الله» لعنه وأبعده من رحمته.<ref>الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص 368.</ref>


==آية المباهلة==
حسب ما جاء في المصادر، بعدما ناظر رسول الله نصارى نجران ولم يؤمنوا، اقترح رسول الله عليهم المباهلة فقبلوا بها، ولكن في يوم موعد المباهلة، رفض نصارى نجران المباهلة؛ وذلك عندما شاهدوا أنَّ رسول الله قد جاء بأهل بيته، فالمباهلة هو أن يجتمع الطرفين اللذين يدور بينهم الجدال ويتضرعون إلى‌ اللَّه سائلين منه أن يفضح الكاذب ويعاقبه.
{{مفصلة|آية المباهلة}}
وهي الآية 61 من [[سورة آل عمران]] والتي جاء فيها: {{قرآن|فَمَنْ حَاجَّك فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَك مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبينَ}} <ref>آل عمران: 61.</ref>


وقد أجمع المفسرون من الفريقين على أن [[الآيات]] نزلت في وفد نجران العاقب والسيد ومن معهما حينما قالوا لرسول الله{{صل}}: هل رأيت ولداً من غير ذكر غير [[النبي عيسى عليه السلام|عيسى]] (ع) فهو أحد الأقانيم الثلاثة، فنزلت: (إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم...) الآيات فقرأها عليهم ولمّا أصروا على عنادهم بأنّ عيسى (ع) أحد الأقانيم الثلاثة دعاهم رسول الله إلى المباهلة.<ref>القرآن الكريم، توضيحات ومصطلحات بهاء الدين خرمشاهي، 1376، في هامش آية المباهلة، ص 57.</ref>
توجد آراء متعددة حول السنة واليوم التي حدثت فيها هذه الواقعة، فذهب مشهور المؤرخين أنها حدثت في السنة العاشرة للهجرة. كما ورد في كتب الدعاء أعمال خاصة بيوم 24 ذي الحجة بعنوان يوم المباهلة.
كما تم كتابة جملة من المؤلفات، وإقامة الأعمال الفنية حول واقعة المباهلة، ومن أقدم هذه الأعمال لوحة ضمن نسخة من كتاب الآثار الباقية لأبو ريحان البيروني، تمت كتابة هذه النسخة عام 707 هـ.


وذهب كبار مفسري [[السنة|السنّة]] [[الزمخشري|كالزمخشري]] <ref>الزمخشري، تفسير الكشاف، في هامش  الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> و[[الفخر الرازي]] <ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، في هامش  الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> والبيضاوي<ref>البيضاوي، تفسير أنوار التنزيل وأسرار التأويل، في هامش الآية 61 من سورة آل عمران.</ref> وغيرهم إلى أن المراد من أبنائنا [[الإمام الحسن عليه السلام|الحسن]] و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع)ومن نسائنا [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (ع) ومن أنفسنا [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) وهم [[أصحاب الكساء]] أو [[أصحاب الكساء|آل العباء]] بالاضافة إلى شخص النبي الأكرم (ص). وذهب كل من الزمخشري والفخر الرازي إلى نزول الآية 33 من [[سورة الأحزاب]] والمعروفة ب[[آية التطهير]] عقيب ذلك وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء (ع).
==المكانة والأهمية==
تُعتبر مباهلة رسول الله مع نصارى نجران من الأحداث التي يُستفاد منها إثبات أحقية نبي الإسلام في دعوته.<ref>باكنيا، «مباهله، روشن‌ترین باورهای شیعه»، ص51.</ref> وقد ذكر القرآن الكريم هذه الحادثة المهمة في سورة آل عمران.<ref>سورة آل عمران: الآية 61.</ref> كما تعتبر هذه الواقعة من الفضائل الخاصة بخمسة أشخاص وهو النبي، والإمام علي، فاطمة، والحسن، والحسين.<ref>التستري، إحقاق الحق، 1409، ج3، ص46.</ref> التي تم ذكرها في المصادر التفسيرية<ref>الطبرسي، مجمع البيان، 1415، ج2، ص310؛ الفخر الرازي، التفسير الكبير، 1420هـ، ج8، ص247.</ref> والتاريخية.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385ش، ج2، ص293 ـ 294.</ref>
==بيان الواقعة==
في نفس الوقت الذي أرسل فيه رسول الله رسائل إلى حكام العالم، كتب رسالة إلى أسقف نجران، ودعا سكان نجران إلى قبول الإسلام، فتوجهت مجموعة تمثل مسيحيي نجران إلى المدينة المنورة وجرت محادثات مع النبي في المسجد النبوي، وعندما بدأ رسول الله يُعرف نفسه، ذكر النبي عيسى على أنَّه عبدا من عبيد الله تعالى، فلم يقبلوا ذلك وقالوا بما أنَّ عيسى ولد من دون أب فهذا دليل على ألوهيته.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج2، ص578.</ref>
وبعد جملة من الحوارات أصر كلا الطرفين على صحة آرائهما، فتم أتخاذ القرار على المباهلة لإنهاء الحوار{{ملاحظة| عندما يقوم الأشخاص بالجدال حول مسألة دينية مهمة ولا تجدي الاستدلالات المنطقية فيها، فيجتمع الذين يدور بينهم الجدال ويتضرعون إلى‌ اللَّه سائلين منه أن يفضح الكاذب ويعاقبه، فيقال لهذا الأمر المباهلة (مكارم الشيرازي، نفحات القرآن، ج9، ص182.)}} فقرر أن يستعدوا جميعاً للمباهلة في اليوم التالي خارج المدينة في الصحراء، فخرج الرسول يوم المباهلة من المدينة ومعه الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين، وعندما رأى النصارى أنَّ رسول الله جاء مع أعزّ قومه من أجل المباهلة، فتقدم رسول الله فجثا على ركبتيه كما تجثوا الأنبياء للمباهلة، فانصرفوا عن المباهلة وطلبوا من رسول الله الصلح، فوافق الرسول الله الصلح بشرط أن يدفعوا الجزية، وبعد عودة النصارى إلى نجران، أتى أثنان من كبرائهم بهدايا إلى رسول الله وأسلما.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج2، ص310؛ ابن سعد الطبقات الكبرى، ج5، ص392.</ref> ذكر الفخر الرازي أحد مفسري أهل السنة (ت 606هـ) أنَّ المفسرين والمحدثين متفقون على هذه الواقعة.<ref>الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج8، ص247.</ref>


فلمّا كان الغد جاء النّبي (ص) ومعه علي (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) وفاطمة (ع)، وخرج النصارى يتقدمهم اسقفهم. فلمّا رأوا صدق النّبي (ص) وأنّه قد أقبل بخاصّة أهله أحجموا عن المباهلة، وقالوا: إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم.<ref>القرآن الكريم، توضيحات ومصطلحات بهاء الدين خرمشاهي، 1376، في هامش آية المباهلة، ص 57.</ref>
==آية المباهلة==
 
{{صندوق اقتباس
==يوم المباهلة==
|class = <!-- Advanced users only. See the "Custom classes" section below. -->
ذكر [[الشيخ المفيد]] أنّ المباهلة وقعت قبل [[حجة الوداع]] (السنة التاسعة للهجرة).<ref>المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 166 - 171.</ref>
|title =
 
|quote =
واختلف الباحثون أنّ المباهلة وقعت في اليوم الرابع والعشرين من [[ذي الحجة|ذي الحجّة]]<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 144.</ref> أم وقعت في الحادي والعشرين من نفس الشهر،<ref>الميبدي، كشف الاسرار وعدّة الأبرار، ج 2، ص 147.</ref> وذهب [[الشيخ الأنصاري]] - وهو المشهور - أنها حدثت في يوم الرابع والعشرون من [[ذي الحجة]]،<ref>الأنصاري، كتاب الطهارة، ج 3، ص 48 - 49.</ref> ويؤيده [[الشيخ عباس القمي]] في [[مفاتيح الجنان]] حيث ذكر [[مستحبات]] وأعمال ذلك اليوم منها [[الغسل|غسل]] يوم الرابع والعشرين من ذي الحجّة؛ علماً أن الاختلاف في تاريخ وقوعها لايضر مع التسالم على أًصل حدوث الواقعة.
{{قرآن|فَمَنْ حَاجَّك فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبينَ}}<ref>آل عمران: الآية 61.</ref>
 
|align =center
==شخصيات المباهلة==
|width =
من المسلّم به بين المؤرخين والمفسرين أن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي (ص)]] خرج للمباهلة يستصحب معه [[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] (ع) و[[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] (ع) و[[الإمام الحسن عليه السلام|الحسن]] (ع) و[[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]] (ع)، وأمّا بالنسبة إلى تفاصيل الواقعة وما دار بين الطرفين ومن هم الحاضرون من [[النصارى]]، فقد اختلفت كلمة الباحثين، فيمكن الرجوع فيها إلى المصادر التي فصّلت البحث في هذه الواقعة، وكذلك الرجوع إلى ما يأتي من أبحاث.
|border =
 
|fontsize =110%
==واقعة المباهلة==
|bgcolor =#EBF0EB
 
|style =
لمّا كان اليوم التالي للمحاورة التي وقعت بين النبي الأكرم وبين النصارى، جاء [[النبي (ص)]] آخذاً بيد [[علي بن أبي طالب]]{{ع}} و[[الحسن (ع)|الحسن]]{{ع}} و[[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} بين يديه يمشيان و[[فاطمة (ع)|فاطمة]]{{ع}} تمشي خلفه، وخرج النصارى يتقدمهم أسقفهم، فلمّا رأى النّبيَّ (ص) قد أقبل بمَن معه سأل عنهم، فقيل له:
|title_bg =
 
|title_fnt =
هذا ابن عمّه وزوج ابنته، وأحب الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من علي، وهذه الجارية ابنته فاطمة وهي أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى قلبه، وتقدّم رسول الله (ص) فجثا على ركبتيه.
|tstyle =
 
|qalign =center
قال أبو حارثة الأسقف: جثا - والله - كما جثا الأنبياء للمباهلة. فرجع، ولم يقدم على المباهلة، فقال السيد: ادنُ يا أبا حارثة للمباهلة! فقال: لا. إنّي لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة وأنا أخاف أن يكون صادقاً ولئن كان صادقاً لم يحل - والله - علينا حول وفي الدنيا نصراني يطعم الماء. فقال الأسقف: يا [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|أبا القاسم]]! إنا لا نباهلك، ولكن نصالحك، فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول الله (ص) على ألفي حلّة من حلل الأواقي قيمة كلّ حلة أربعون درهماً فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك، و على عارية ثلاثين درعاً وثلاثين رمحاً وثلاثين فرساً إن كان باليمن كيد (أي حرب)، ورسول الله ضامن حتّى يؤديها، وكتب لهم بذلك كتاباً.
|qstyle =
 
|quoted =
وروي أن الأسقف قال لهم:
|salign =
:يا معشر النصارى، إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا [[الله]] أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا؛ فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى [[يوم القيامة]].<ref>الثعلبي، تفسير الثعلبي، ج 3، ص 85؛ القمي، منتهى الآمال، ج 1، ص 182 - 184.</ref>
|sstyle =
فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد والعاقب إلا يسيراً حتى رجعا إلى النبي (ص)، وأهدى العاقب له حلّة وعصا وقدحا ونعلين، وأسلما.<ref>الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 2، ص 310.</ref>
}}
 
قال القاضي نور الله التستري، أجمع المفسرون على أن «أبنائنا» الواردة في آية المباهلة تُشير إلى الحسن والحسين، و«نسائنا» إشارة إلى فاطمة، و«أنفسنا» إشارة إلى الإمام علي.<ref>التستري، إحقاق الحق، 1409، ج3، ص46.</ref> وذكر العلامة المجلسي إنَّ الأحاديث التي دلت على آية المباهلة وأنها نزلت في أصحاب الكساء متواترة.<ref>المجلسي، حق اليقين، ج1، ص67.</ref> وقد ورد في كتاب إحقاق الحق ما يُقارب ستين مصدراً لأهل السنة ورد فيها أنَّ آية المباهلة نزلت بحق هؤلاء الأفراد.<ref>التستري، إحقاق الحق، 1409، ج3، ص46 ـ 72.</ref>
==الاحتجاج بالمباهلة على مر التأريخ==
كما احتج أئمة الشيعة<ref>المفيد، الفصول المختارة، 1414هـ، ص38؛ الطباطبائي، الميزان، ج3، ص229 ـ 230.</ref> وبعض الصحابة أيضاً بآية المباهلة لإثبات أفضلية الإمام علي.<ref> الطباطبائي، الميزان، ج3، ص232.</ref>
 
==الزمان والمكان==
سجل التأريخ الكثير من المحاججات في كلمات أمير المؤمنين{{ع}} والحسن{{ع}} والحسين{{ع}} وسائر [[الأئمة]]{{ع}}، بل في كلمات سائر [[المسلمين]] والتي كان المستند فيها واقعة المباهلة، منها:
حسب ما ورد في المصادر التاريخية إنَّ واقعة المباهلة حدثت بعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة،<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج1، ص166ـ 171.</ref> ولكن توجد آراء متعددة حول السنة واليوم، فذكر الشيخ المفيد (ت 413هـ) أنَّ زمان وقوع المباهلة حدث بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج1، ص166ـ 171.</ref> وورد في تاريخ الطبري أنها كانت في السنة العاشرة للهجرة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387، ج3، ص139.</ref> وقال محمد محمدي الريشهري (ت 1401هـ) أنَّ المشهور بين المؤرخين أنها حدثت في السنة العاشرة للهجرة، وبعضهم في السنة التاسعة للهجرة.<ref>محمدي الريشهري، فرهنگ‌نامه مباهله، 1395ش، ص83 ـ 87.</ref>
 
توجد آراء متعددة حول يوم المباهلة، مثل 21،<ref>الميبدي، كشف الأسرار، 1371ش، ج2، ص147.</ref> و24،<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، 1376هـ، ج3، ص144؛ الطوسي، مصباح المتهجد، 1411هـ، ج2، ص759.</ref> و25 ذي الحجة،<ref>الطوسي، مصباح المتهجد، 1411هـ، ج2، ص759.</ref> واعتبر الشيخ الأنصاري أن الرأي المشهور هو يوم 24 ذي الحجة. .<ref>الأنصاري، كتاب الطهارة، ج3، ص48 ـ 49.</ref> كما ورد في كتب الدعاء أعمال خاصة بيوم 24 ذي الحجة. <ref>الطوسي، مصباح المتهجد، 1411هـ، ج2، ص764.</ref> وقد ذكر الشيخ عباس القمي هذه الأعمال في كتاب مفاتيح الجنان، منها: الدعاء، والغسل، والصوم.<ref>القمي، مفاتيح الجنان، ص451ـ 458.</ref>
===احتجاج سعد بن أبي وقاص===
===المكان===
قال [[العلامة الطباطبائي]] جاء في [[صحيح مسلم]]، عن عامر بن [[سعد بن أبي وقاص]] عن أبيه قال: أمر [[معاوية بن أبي سفيان]] سعداً، فقال: ما يمنعك أن تسب [[أبو تراب|أبا تراب]]، قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (ص) فلن أسبه، لئن يكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من حمر النعم،...ثالثها لمّا نزلت هذه الآية: «قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم  وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل»، دعا رسول الله {{صل}}علياً{{ع}} وفاطمة{{ع}} وحسناً{{ع}} وحسيناً{{ع}} وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، تفسير الآية 61 من سورة آل عمران. وقد ورد أن عن مؤلف هذا الكتاب أن الحديث ورد في صحيح مسلم، وصحيح الترمذي، وأبو المؤيد الموفق بن أحمد في كتاب فضائل علي، وأبو نعيم في الحلية، والحمويني وفي كتاب فرائد السمطين.</ref> وأردف [[السيد محمد حسين الطباطبائي|العلامة الطباطبائي]] قائلا: ورواه [[الترمذي]] في صحيحه، ورواه أبو المؤيد [[الموفق بن أحمد]] في كتاب ''فضائل علي''، ورواه أيضا أبو نعيم في ''الحلية''، عن عامر بن سعد عن أبيه، ورواه الحمويني في كتاب ''[[فرائد السمطين]]''.
واقعة المباهلة حدثت في المدينة المنورة، ولكن لم يُشخص مكانها بشكل دقيق، حيث يوجد بالقرب من البقيع مسجد يعرف بمسجد المباهلة ومسجد الإجابة،<ref>فاضل اللنكراني، مناسك الحج، ص242.</ref> يزوره الناس بعنوان مكان المباهلة.<ref>النجمي، «مسجد الاجابه یا مسجد مباهله»، ص123.</ref> ولكنهم ذكروا إنَّه لا يوجد في المصادر التاريخية مسجد بهذا العنوان.<ref>النجمي، «مسجد الاجابه یا مسجد مباهله»، ص124.</ref> يعتقد الكاتب الشيعي محمد صادق النجمي أنَّ هذا المسجد لا علاقة له بالمباهلة وأنَّ الخطأ والاشتباه حدث بسبب تشابه مفهوم الإجابة والمباهلة. <ref>النجمي، «مسجد الاجابه یا مسجد مباهله»، ص122.</ref> وذكر ابن المشهدي (ت 610هـ) في المزار الكبير مسجد المباهلة وأوصى بصلاة فيه.<ref>ابن المشهدي، المزار الكبير، 1419هـ، ص102.</ref> وحسب محمد صادق النجمي؛ فإنَّ السبب في عدم بناء مسجد في مكان المباهلة، هو أنَّ النبي لم يُصلي في هذا المكان، وكان المسلمون يبنون المساجد في الأماكن التي صلى فيها النبي. <ref>النجمي، «مسجد الاجابه یا مسجد مباهله»، ص126.</ref>
 
==الكتب والأعمال الفنية==
===احتجاج الإمام الكاظم (ع)===
تم كتابة العديد من الكتب حول واقعة المباهلة، بعضها عبارة عن:
روى صاحب [[عيون أخبار الرضا عليه السلام|العيون]] بإسناده إلى [[الإمام الكاظم عليه السلام|موسى بن جعفر]]{{ع}}: في حديث له مع [[هارون الرشيد]قال الرشيد له: كيف قلتم إنا ذرية النبي (ص) والنبي (ص) لم يعقب، وإنّما العقب للذكر لا للأنثى، وأنتم ولد البنت ولا يكون له عقب؟.
*منبع شناسي واقعة المباهلة (مصادر واقعة المباهلة)، من تأليف محمد علي سكري ومحمد علي نجفي، تم طباعة الكتاب ونشره في عام 1401ش، وذُكر فيه حول المباهلة 80 كتاب و25 أطروحة، و100 مقالة، وعدد من المصادر الإلكترونية والإعلامية وبلغات مختلفة.<ref>[https://www.hawzahnews.com/news/1036519 «منبع‌شناسی واقعه مباهله وارد بازار نشر شد.»]، خبرگزاری رسمی حوزه.</ref>  
 
*فرهنگنامه مباهله (معجم المباهلة)، تأليف محمد محمدي الريشهري وآخرين، في هذا المؤلف تم ذكر واقعة المباهلة بناء على نقل الفخر الرازي المفسر السني، والشيخ المفيد المتكلم الشيعي، وذكر احتجاج أهل البيت به، وآداب يوم المباهلة. تم طباعته ونشره من قبل دار الحديث عام 1395 ش في 154 صفحة.<ref>[http://hadith.net/post/53550  فرهنگ‌نامه مباهله (روشی در رویارویی با دگراندیشان)]، حدیث‌نت.</ref>
فقلت: أسأله بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفاني عن هذه المسألة.
*المباهلة، للسيد عبد الله الحسيني السبيتي، قدم له السيد صدر الدين شرف الدين الموسوي، طهران، مطبوعات مكتبة النجاح طهران الطبعة الأولى 1366هـ‍/ 1947م، بغداد الطبعة الثانية 1402هـ / 1982م.
 
*مباهله در مدينة (المباهلة في المدينة) تأليف لويي ماسينيون: صدر هذا الكتاب عام 1378 ش، ترجمه وقدم له محمود افتخار زاده، وتم نشره من قبل انتشارات رسالة قلم.
فقال: تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي{{ع}} وأنت يا موسى{{ع}} يعسوبهم وإمام زمانهم، كذا أنهي إلي، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجّة من كتاب الله، وأنتم تدعون معشر ولد علي (ع) أنه لا يسقط عنكم منه شيء لا ألف ولا واو إلا تأويله عندكم، واحتججتم بقوله عز وجل: «ما فرّطنا في الكتاب من شيء» ([[سورة الأنعام|الأنعام]]، 38)، وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم.
*مباهله صادقين (مباهلة الصادقين) تأليف السيد محمد علي، قم، نغمات، 1383ش.
 
*آثار منتخب جشنواره ادبی مباهله (الأعمال المختارة في مهرجان المباهلة الأدبي): يُعتبر هذا الكتاب أول أثر أدبي مستقل حول المباهلة، ويحتوي على مجموعة مختارة من الأعمال المرسلة إلى مهرجان المباهلة الأدبي، ينقسم الكتاب إلى قسمين «الشعر» و«النثر الأدبي».<ref>[http://hadith.net/post/54787 «آثار منتخب جشنواره ادبی مباهله»]، حدیث‌نت.</ref>
فقلت: تأذن لي في الجواب؟
===الأعمال الفنية===
 
كما تم إنتاج الكثير من الأعمال الفنية حول واقعة المباهلة، مثل اللوحات والرسوم المتحركة. ومن أقدم هذه الأعمال لوحة ضمن نسخة من كتاب الآثار الباقية لأبو ريحان البيروني، تمت كتابة هذه النسخة عام 707 هـ، وهي محفوظة في فرنسا.<ref>[https://historylib.com/articles/1545 «دو نقاشی بی نظیر از روز غدیر و مباهله در نسخه‌ای از الاثار الباقیه ابوریحان بیرونی»]، سایت کتابخانه تخصصی تاریخ اسلام.</ref> وذكر المؤرخ رسول جعفريان، من المحتمل أنَّ الناسخ أضاف هذه اللوحة إلى الكتاب.<ref>[https://historylib.com/articles/1545 «دو نقاشی بی نظیر از روز غدیر و مباهله در نسخه‌ای از الاثار الباقیه ابوریحان بیرونی»سایت کتابخانه تخصصی تاریخ اسلام.</ref>
فقال: هات.
==الهوامش==
 
قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم «ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس» (الانعام، 84-85)، من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟
 
فقال: ليس له أب.
 
فقلت: إنما ألحقه بذراري [[الأنبياء]] من طريق مريم، وكذلك ألحقنا الله تعالى بذراري النبي من أمّنا فاطمة
(ع)، أزيدك يا أمير المؤمنين؟
 
قال: هات.
 
قلت: قول الله عز وجل «فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم  ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم  ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين»، ولم يدع أحد أنّه أدخل النبي (ع) تحت الكساء عند المباهلة مع النصارى إلا علي بن أبي طالب{{ع}} وفاطمة{{ع}} والحسن{{ع}} والحسين{{ع}}، فكان تأويل قوله أبناءنا الحسن والحسين {{عليهما السلام}} ونساءنا فاطمة{{ع}} وأنفسنا علي بن أبي طالب {{ع}}.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ص 230 - 229.</ref>
 
===احتجاج الإمام الرضا (ع)===
قال [[المأمون]] يوما [[الإمام الرضا عليه السلام|للرضا]] (ع) أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين (ع) يدل عليها [[القرآن الكريم|القرآن]].
 
فقال له الرضا (ع): فضيلته في المباهلة «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ...»، فدعا رسول الله (ص) الحسن (ع) والحسين (ع)، فكانا ابنيه، ودعا فاطمة (ع)، فكانت في هذا الموضع نساءه، ودعا أميرالمؤمنين (ع)، فكان نفسه بحكم الله عزّ وجل، وقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق الله سبحانه أجل من رسول الله (ص) وأفضل، فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله (ص) بحكم الله عزّ وجل.
 
فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله الأبناء بلفظ الجمع، وإنما دعا رسول الله (ص) ابنيه خاصّة، وذكر النساء بلفظ الجمع وإنّما دعا رسول الله (ص) ابنته وحدها، فلم لا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره، فلا يكون لأمير المؤمنين (ع) ما ذكرت من الفضل؟
 
فقال له الرضا (ع) ليس بصحيح ما ذكرت يا أمير المؤمنين؛ وذلك أن الداعي إنّما يكون داعيا لغيره كما يكون الآمر آمراً لغيره، ولا يصح أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمراً لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله (ص) رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين (ع) فقد ثبت أنّه نفسه التي عناها الله تعالى في كتابه، وجعل حكمه ذلك في تنزيله.
 
فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال.<ref>المفيد، الفصول المختارة، ص 38.</ref>
 
==لمزيد الاطلاع==
 
راجع لمزيد الاطلاع المصادر التالية:
* [[آية المباهلة (كتاب)|آية المباهلة]]، تأليف [[السيّد علي الحسيني الميلاني]]، سلسلة الكتب العقائدية (69)، إعداد مركز الأبحاث العقائدية.
* [[المباهلة (كتاب)|المباهلة]]، للسيد [[السيد عبدالله الحسيني السبيتي|عبدالله الحسيني السبيتي]قدم له الكاتب القدير السيد صدر الدين شرف الدين الموسوي مطبوعات مكتبة النجاح طهران الطبعة الاولى 1366 ه‍ - 1947 م بغداد الطبعة الثانية 1982 - 1402.
 
==مقالات ذات صلة==
 
*[[أصحاب الكساء]]
 
== الهوامش ==
{{مراجع|2}}
{{مراجع|2}}


confirmed، movedable، templateeditor
٧٬٨٩٤

تعديل