انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نزول القرآن»

ط
imported>Foad
imported>Foad
سطر ١٢: سطر ١٢:
بما أنَّ القرآن ليس بجسم حتى ينتقل من مكان أعلى إلى مكان أدنى، فالنزول بالمعنى اللغوي أو المادي للقرآن فغير صحيح؛ لأن مبدأ نزول القرآن هو [[الله تعالى]] المنزه عن المكان والجسمية، وقد ورد في الآية 194 و195 من [[سورة الشعراء]]ما يؤيد هذا المعنى،<ref> نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ </ref> من أنَّ محل نزول القرآن على قلب النبي{{اختصار/ص}}.<ref>أحمدي، قرآن در قرآن، 1374ش، ص115.</ref> وطبق هذا الرأي أنَّ النبي{{اختصار/ص}} كان يتلقى الوحي الإلهي من جهة عليا معنوية، وهي [[الله سبحانه]]، فيُقال في اللغة إن [[القرآن]] نزل عليه، للإشارة باستعمال لفظ النزول إلى علو الجهة التي اتصل بها النبي{{اختصار/ص}} عن طريق [[الوحي]] وتلقى عنها القرآن الكريم؛<ref>الحكيم، علوم القرآن، 1417هـ، ص25.</ref> ولهذا السبب اعتبر البعض ومن باب تشبيه المعقول بالمحسوس، أنَّ كلمة النزول حول القرآن تم استخدامها بالمعنى المجازي.<ref>عابديني، «معناشناسی نزول در قرآن …»، ص98 ـ 99.</ref>
بما أنَّ القرآن ليس بجسم حتى ينتقل من مكان أعلى إلى مكان أدنى، فالنزول بالمعنى اللغوي أو المادي للقرآن فغير صحيح؛ لأن مبدأ نزول القرآن هو [[الله تعالى]] المنزه عن المكان والجسمية، وقد ورد في الآية 194 و195 من [[سورة الشعراء]]ما يؤيد هذا المعنى،<ref> نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ </ref> من أنَّ محل نزول القرآن على قلب النبي{{اختصار/ص}}.<ref>أحمدي، قرآن در قرآن، 1374ش، ص115.</ref> وطبق هذا الرأي أنَّ النبي{{اختصار/ص}} كان يتلقى الوحي الإلهي من جهة عليا معنوية، وهي [[الله سبحانه]]، فيُقال في اللغة إن [[القرآن]] نزل عليه، للإشارة باستعمال لفظ النزول إلى علو الجهة التي اتصل بها النبي{{اختصار/ص}} عن طريق [[الوحي]] وتلقى عنها القرآن الكريم؛<ref>الحكيم، علوم القرآن، 1417هـ، ص25.</ref> ولهذا السبب اعتبر البعض ومن باب تشبيه المعقول بالمحسوس، أنَّ كلمة النزول حول القرآن تم استخدامها بالمعنى المجازي.<ref>عابديني، «معناشناسی نزول در قرآن …»، ص98 ـ 99.</ref>


وقد استخدم المفكرون الإسلاميون تعابير مختلفة كالنزول الروحاني، والنزول الحقيقي للإشارة إلى نزول القرآن، وقد استخدم حسن المصطفوي في كتاب التحقيق في كلمات القرآن عبارة النزول الروحاني،<ref> المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن، 1385ش، ج12، ص96.</ref> وقد أشار العلامة الطباطبائي؛ وبسبب علو مقام الله تعالى الرفيع، وتدني مقام عباده إلى النزول المقامي،<ref>الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج3، ص8.</ref> واستفاد مصباح اليزدي أيضاً وبالنظر إلى الكلمتين المتقابلتين النزول المادي والنزول الاعتباري، من كلمة النزول الحقيقي حول القرآن.<ref>مصباح اليزدي، قرآن‌ شناسی، 1385ش، ج1، ص32.</ref> ووفق هذا الرأي ففي الأمور الحقيقية غير الحسية مثل القرآن، والذي تم نزوله من مقام العلم الإلهي إلى مرحلة اللفاظ والمفاهيم البشرية، فيكون من الأنسب استخدام تعبير النزول الحقيقي.<ref>مصباح اليزدي، قرآن‌ شناسی، 1385ش، ج1، ص32.</ref>
وقد استخدم المفكرون الإسلاميون تعابير مختلفة كالنزول الروحاني، والنزول الحقيقي للإشارة إلى نزول القرآن، وقد استخدم [[حسن المصطفوي]] في كتاب [[التحقيق في كلمات القرآن]] عبارة النزول الروحاني،<ref> المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن، 1385ش، ج12، ص96.</ref> وقد أشار [[العلامة الطباطبائي]]؛ وبسبب علو مقام [[الله تعالى]] الرفيع، وتدني مقام عباده إلى النزول المقامي،<ref>الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج3، ص8.</ref> واستفاد [[مصباح اليزدي]] أيضاً وبالنظر إلى الكلمتين المتقابلتين النزول المادي والنزول الاعتباري، من كلمة النزول الحقيقي حول القرآن.<ref>مصباح اليزدي، قرآن‌ شناسی، 1385ش، ج1، ص32.</ref> ووفق هذا الرأي ففي الأمور الحقيقية غير الحسية مثل القرآن، والذي تم نزوله من مقام العلم الإلهي إلى مرحلة اللفاظ والمفاهيم البشرية، فيكون من الأنسب استخدام تعبير النزول الحقيقي.<ref>مصباح اليزدي، قرآن‌ شناسی، 1385ش، ج1، ص32.</ref>


وفي الآيات القرآنية يتم استخدام مشتقات كلمة نزول أحياناً في مسألة نزول القرآن، مثل: «أنزلنا»، و«نزلنا»، وفي آيات أخرى تُستخدم كلمة «أوحينا»، و«سنُلقي»، و«سنقرئُك»، و«نتلوها»، و«ورتلناه».<ref>عابديني، «معناشناسی نزول در قرآن …»، ص112.</ref>
وفي [[الآيات القرآنية]] يتم استخدام مشتقات كلمة نزول أحياناً في مسألة نزول القرآن، مثل: «أنزلنا»، و«نزلنا»، وفي آيات أخرى تُستخدم كلمة «أوحينا»، و«سنُلقي»، و«سنقرئُك»، و«نتلوها»، و«ورتلناه».<ref>عابديني، «معناشناسی نزول در قرآن …»، ص112.</ref>


==كيفية نزول القرآن==
==كيفية نزول القرآن==
مستخدم مجهول