مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مناظرات الإمام الكاظم (ع)»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Rezvani طلا ملخص تعديل |
imported>Ali110110 طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٤: | سطر ٤: | ||
== المناظرة مع أبي حنيفة == | == المناظرة مع أبي حنيفة == | ||
بناء على رواية أتى أبو حنيفة ذات يوم إلى الإمام الصادق (ع) حتى يسأله عن بعض الأسئلة لكن واجه موسى بن جعفر(ع) الذي كان آنذاك له من عمر 5 سنوات، فكان عنده سؤالا أراد أن يسأله الإمام الصادق (ع) فوجهه إلى الإمام الكاظم (ع) قائلا: يا غلام ممن المعصية ؟ فقال عليه السلام: إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث: إما أن تصدر من الله وليست منه فلا ينبغي للرب أن يعذب العبد على ما لا يرتكب. وإما أن تصدر منه ومن العبد وليست كذلك، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف. وإما أن تصدر من العبد وهي منه، فإن عفا بكرمه وجوده، وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته. ثم قال أبو حنيفة: فانصرفت ولم ألق أبا عبد الله الصادق عليه السلام واستغنيت بما سمعت من الإمام الكاظم (ع).<ref>ابن شعبه حرانی، تحف العقول، | بناء على رواية أتى أبو حنيفة ذات يوم إلى الإمام الصادق (ع) حتى يسأله عن بعض الأسئلة لكن واجه موسى بن جعفر(ع) الذي كان آنذاك له من عمر 5 سنوات، فكان عنده سؤالا أراد أن يسأله الإمام الصادق (ع) فوجهه إلى الإمام الكاظم (ع) قائلا: يا غلام ممن المعصية ؟ فقال عليه السلام: إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث: إما أن تصدر من الله وليست منه فلا ينبغي للرب أن يعذب العبد على ما لا يرتكب. وإما أن تصدر منه ومن العبد وليست كذلك، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف. وإما أن تصدر من العبد وهي منه، فإن عفا بكرمه وجوده، وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته. ثم قال أبو حنيفة: فانصرفت ولم ألق أبا عبد الله الصادق عليه السلام واستغنيت بما سمعت من الإمام الكاظم (ع).<ref>ابن شعبه حرانی، تحف العقول، 1404ق، ص411-412؛مجلسی، بحارالانوار، 1403ق، ج10، ص247.</ref> | ||
ورد أن أبا حنيفة قال يوما ما للإمام الصادق (ع) أنه رأيت ابنك موسى كان يصلي والناس يمرون أمامه وأطرافه فلا ينهاهم فقال الإمام الصادق (ع) نادوا لي موسى فجاء إليه فقال الصادق: يا بني إن أبو حنيفة يقول إنك كنت تصلي و الناس يمرون أمامك، فلم تنههم، فأجاب: نعم، يا أبي، إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إلى منهم؛ إذ يقول: "وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد"(سورة ق، آية 16).<ref>کلینی، الکافی، | ورد أن أبا حنيفة قال يوما ما للإمام الصادق (ع) أنه رأيت ابنك موسى كان يصلي والناس يمرون أمامه وأطرافه فلا ينهاهم فقال الإمام الصادق (ع) نادوا لي موسى فجاء إليه فقال الصادق: يا بني إن أبو حنيفة يقول إنك كنت تصلي و الناس يمرون أمامك، فلم تنههم، فأجاب: نعم، يا أبي، إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إلى منهم؛ إذ يقول: "وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد"(سورة ق، آية 16).<ref>کلینی، الکافی، 1407ق، ج3، ص297.</ref> | ||
== مناظراته مع علماء اليهود والمسيح == | == مناظراته مع علماء اليهود والمسيح == | ||
سطر ١٥: | سطر ١٥: | ||
فحسب هذه الرواية أجاب الإمام الكاظم (ع) بالتفاصل عن معاجز النبي (ص)، فقال اليهود له، من أين نعلم أن معاجز النبي (ص) كما عددتها لنا؟ فقال موسى بن جعفر فكيف نحن نعلم أن معاجز موسى كما ترونها أنتم؟ قالوا: إنا ننقله من البررة الصادقين، فقال لهم الإمام: فاعلموا صدق ما أنبأتكم به ، بخبر طفل لقنه الله من غير تلقين ، ولا معرفة عن الناقلين . | فحسب هذه الرواية أجاب الإمام الكاظم (ع) بالتفاصل عن معاجز النبي (ص)، فقال اليهود له، من أين نعلم أن معاجز النبي (ص) كما عددتها لنا؟ فقال موسى بن جعفر فكيف نحن نعلم أن معاجز موسى كما ترونها أنتم؟ قالوا: إنا ننقله من البررة الصادقين، فقال لهم الإمام: فاعلموا صدق ما أنبأتكم به ، بخبر طفل لقنه الله من غير تلقين ، ولا معرفة عن الناقلين . | ||
فنطق اليهود بالشهادتين، واعترفوا بإمامة أئمة الشيعة، ثم قبّل الإمام الصادق (ع) بين عيني موسى بن جعفر، ثم قال : أنت القائم من بعدي.<ref>[http://lib.eshia.ir/27041/1/330 حمیری، قرب الإسناد، مؤسسه آلالبیت، | فنطق اليهود بالشهادتين، واعترفوا بإمامة أئمة الشيعة، ثم قبّل الإمام الصادق (ع) بين عيني موسى بن جعفر، ثم قال : أنت القائم من بعدي.<ref>[http://lib.eshia.ir/27041/1/330 حمیری، قرب الإسناد، مؤسسه آلالبیت، 317 - 330.]</ref> | ||
=== المناظرة مع بريهة === | === المناظرة مع بريهة === | ||
روى الشيخ الصدوق وآخرون عن هشام بن الحكم أن بريهة هو كبير الأساقفة أتى مع جماعة إلى هشام ليناظر معه، فغلبه هشام في المناظرة، ثم توجه بريهة مع هشام لزيارة الإمام الصادق من العراق إلى المدينة. | روى الشيخ الصدوق وآخرون عن هشام بن الحكم أن بريهة هو كبير الأساقفة أتى مع جماعة إلى هشام ليناظر معه، فغلبه هشام في المناظرة، ثم توجه بريهة مع هشام لزيارة الإمام الصادق من العراق إلى المدينة. | ||
فعند دخولهم على الإمام التقوا بابنه موسى بن جعفر، وبناء على الأخبار الواردة حكى هشام ما جرى مع بريهة، ثم دار الكلام بين الإمام الكاظم وبريهة، وبعد أن انتهوا مما تحدثا به أسلم بريهة والمرأة التي كانت برفقته،<ref>صدوق، توحید، | فعند دخولهم على الإمام التقوا بابنه موسى بن جعفر، وبناء على الأخبار الواردة حكى هشام ما جرى مع بريهة، ثم دار الكلام بين الإمام الكاظم وبريهة، وبعد أن انتهوا مما تحدثا به أسلم بريهة والمرأة التي كانت برفقته،<ref>صدوق، توحید، 1398ق، ص270-275؛ مجلسی، بحارالانوار، 1403ق، ج26، ص180، 183-184.</ref> فأخبر هشام الإمام الصادق (ع) بما جرى، وكيف اعتناقهما للإسلام، فتلا الإمام الصادق (ع): ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَميعُ عَليمُ.<ref>کلینی، الکافی، 1407ق، ج1، ص227.</ref> | ||
فسأل الإمام الكاظم (ع) بريهة: يا بريهة، كم تعلم من كتابك؟ فأجاب: أنا به عالم، قال الإمام: كم تقف وتعلم من تأويله؟ أجاب: أن أعلمه جيدا. فبدأ الإمام عليه السلام بقراءة الإنجيل. قال بريهة: لقد كان المسيح يقرأ هكذا، وما قرأ هذه القراءة إلا المسيح، ثم قال بريهة: كنت أبحث عنك أو شخص مثلك منذ خمسين.<ref>صدوق، توحید، | فسأل الإمام الكاظم (ع) بريهة: يا بريهة، كم تعلم من كتابك؟ فأجاب: أنا به عالم، قال الإمام: كم تقف وتعلم من تأويله؟ أجاب: أن أعلمه جيدا. فبدأ الإمام عليه السلام بقراءة الإنجيل. قال بريهة: لقد كان المسيح يقرأ هكذا، وما قرأ هذه القراءة إلا المسيح، ثم قال بريهة: كنت أبحث عنك أو شخص مثلك منذ خمسين.<ref>صدوق، توحید، 1398ق، ص270-275؛ مجلسی، بحارالانوار، 1403ق، ج26، ص180، 183-184.</ref> | ||
=== المناظرة مع الراهب === | === المناظرة مع الراهب === | ||
ورد في المناقب لابن شهرآشوب ان الإمام الكاظم عليه السلام تحدث مع راهب نصارني، وبناء على هذه الرواية أن الإمام كان هاربا من الدولة فدخل إحدى قرى الشام، وتحديدا في كهف كان فيه راهب يعظ، وبعد أن علم الراهب أن الإمام مسلما وليس نصرانيا سأله عدة سؤالات، ثم أن الراهب بعد أن استمع لأجوبة الإمام أيد كلامه واعتنق الإسلام.<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، | ورد في المناقب لابن شهرآشوب ان الإمام الكاظم عليه السلام تحدث مع راهب نصارني، وبناء على هذه الرواية أن الإمام كان هاربا من الدولة فدخل إحدى قرى الشام، وتحديدا في كهف كان فيه راهب يعظ، وبعد أن علم الراهب أن الإمام مسلما وليس نصرانيا سأله عدة سؤالات، ثم أن الراهب بعد أن استمع لأجوبة الإمام أيد كلامه واعتنق الإسلام.<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، 1379ش، ج4، ص311-312.</ref> | ||
== المناظرة مع خلفاء بني العباس == | == المناظرة مع خلفاء بني العباس == | ||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
=== المناظرة مع المهدي العباسي === | === المناظرة مع المهدي العباسي === | ||
هناك مناظرات جرت بين موسى بن جعفر(ع) والمهدي العباسي حول فدك وتحريم الخمر في القرآن، فاستدل الإمام لتحريم الخمر بآية 33 من سورة الأعراف و22 من سورة البقرة،<ref>کلینی، الکافی، | هناك مناظرات جرت بين موسى بن جعفر(ع) والمهدي العباسي حول فدك وتحريم الخمر في القرآن، فاستدل الإمام لتحريم الخمر بآية 33 من سورة الأعراف و22 من سورة البقرة،<ref>کلینی، الکافی، 1407ق، ج6، ص406؛ حر عاملی، وسائل الشیعه، 1409ق، ج25، ص301.</ref> وعندما رد المهدي العباسي المظالم إلى أصحابها طالب الإمام الكاظم منه بفدك.<ref> طوسی، تهذیب الاحکام، 1407ق، ج4، ص149.</ref> كانت فدك قرية وهبها النبي (ص) إلى بنته فاطمة عليها السلام، وبعد وفاة النبي صادرها أبوبكر لصالح الخلافة،<ref> کلینی، الکافی، 1407ق، ج1، ص543؛ شیخ مفید، المقنعة، 1410ق، ص289 و 290.</ref> ثم باتت في يد الخلفاء من بعده،<ref>بلاذری، فتوح البلدان، 1988م، ص41</ref> فطلب المهدي العباسي من الإمام الكاظم (ع) أن يحدد فدكا له فحددها الإمام بحدود خلافة الدولة العباسية آنذالك.<ref>قرشی، حیاة الامام موسی بن جعفر، 1429ق، ص472.</ref> وقد ورد المطالبة بفدك في كتاب المناقب أنها حدثت في عهد هارون العباسي، وقد حدّ الإمام فدكا بعدن، وسمرقند، وأفريقيا، وسيف البر، فأجاب هارون: " فلم يبقَ لنا شيء"، فقال موسى بن جعفر عليه السلام: "قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها".<ref>ابن شهرآشوب، ج4، ص320-324.</ref> | ||
=== المناظرة مع هارون العباسي === | === المناظرة مع هارون العباسي === | ||
أتى هارون ذات يوم إلى زيارة النبي (ص) ليظهر قربه من النبي فقال مخاطبا النبي السلام عليك يا ابن العم، فكان الإمام الكاظم حاضرا فسلم على النبي قائلا: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبة.<ref> ابن اثیر، الکامل فی التاریخ، | أتى هارون ذات يوم إلى زيارة النبي (ص) ليظهر قربه من النبي فقال مخاطبا النبي السلام عليك يا ابن العم، فكان الإمام الكاظم حاضرا فسلم على النبي قائلا: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبة.<ref> ابن اثیر، الکامل فی التاریخ، 1385ش، ج6، ص164.</ref> | ||
وهناك رواية تقول أن هارون قال للإمام الكاظم لم جوزتم للنانس أن ينسبوكم إلى النبي (ص) في حين أنتم أولاد علي ولستم أولاد النبي؟ فرد الإمام يسأل هارون: إذا رجع النبي حيا خطب منك ابنتك، هل تزوجه؟ فأجاب هارون: نعم وأفتخر على العرب والعجم وقريش، فقال الإمام: لكن النبي يخطب ابنتي ولا أزوجه، فقال هارون: لماذا، فقال الإمام: لأنه ولدني ولم يلدك، ثم سأل هارون الإمام ثانية: كيف تقولون أنتم ذرية رسول الله، في حين أن النبي لم يترك ولدا ذكرا بعده، فأقسم الإمام عليه بقبر النبي أن يعفيه من الجواب، لكنه رفض هارون، وألح عليه أن يبرهن له أنهم من ذرية النبي (ص)، فتلا الإمام: وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ، فسأله الإمام: من أبو عيسى؟ فرد هارون: ليس لعيسى أب، فقال: فألحق بذرية الأنبياء من طريق مريم، وكذلك الحقنا بذرية النبي من قبل أمنا فاطمة، ثم تلا آية المباهلة.<ref>صدوق، عيون أخبار الرضا، | وهناك رواية تقول أن هارون قال للإمام الكاظم لم جوزتم للنانس أن ينسبوكم إلى النبي (ص) في حين أنتم أولاد علي ولستم أولاد النبي؟ فرد الإمام يسأل هارون: إذا رجع النبي حيا خطب منك ابنتك، هل تزوجه؟ فأجاب هارون: نعم وأفتخر على العرب والعجم وقريش، فقال الإمام: لكن النبي يخطب ابنتي ولا أزوجه، فقال هارون: لماذا، فقال الإمام: لأنه ولدني ولم يلدك، ثم سأل هارون الإمام ثانية: كيف تقولون أنتم ذرية رسول الله، في حين أن النبي لم يترك ولدا ذكرا بعده، فأقسم الإمام عليه بقبر النبي أن يعفيه من الجواب، لكنه رفض هارون، وألح عليه أن يبرهن له أنهم من ذرية النبي (ص)، فتلا الإمام: وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ، فسأله الإمام: من أبو عيسى؟ فرد هارون: ليس لعيسى أب، فقال: فألحق بذرية الأنبياء من طريق مريم، وكذلك الحقنا بذرية النبي من قبل أمنا فاطمة، ثم تلا آية المباهلة.<ref>صدوق، عيون أخبار الرضا، 1378ق، ج1، ص84-85.</ref> | ||
=== خبر ابن شهرآشوب === | === خبر ابن شهرآشوب === | ||
أورد ابن شهرآشوب خبرا فيه مناظرة للإمام الكاظم(ع) مع هارون في مكة، وبناء عليه توجه هارون في رحلة رسمية إلى أداء مناسك الحج من بغداد إلى مكة، ففي هذه الرحلة منع الناس من التقدم عليه لينفرد وحده بأداء مناسك الحج، فبادر أعرابي للطواف وسبقه بالمناسك، وقبّل الحجر الأسود حتى قال له أحد حراسه تنح عنه، فرد الأعرابي: إِنَّ اللَّهَ سَاوَى بَيْنَ النَّاسِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فقال: "سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ". | أورد ابن شهرآشوب خبرا فيه مناظرة للإمام الكاظم(ع) مع هارون في مكة، وبناء عليه توجه هارون في رحلة رسمية إلى أداء مناسك الحج من بغداد إلى مكة، ففي هذه الرحلة منع الناس من التقدم عليه لينفرد وحده بأداء مناسك الحج، فبادر أعرابي للطواف وسبقه بالمناسك، وقبّل الحجر الأسود حتى قال له أحد حراسه تنح عنه، فرد الأعرابي: إِنَّ اللَّهَ سَاوَى بَيْنَ النَّاسِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فقال: "سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ". | ||
وبعد أن أنهى هارون المناسك استدعى الأعرابي، ولكنه لم يجبه، وقال لحارس هارون: ليس لدي حاجة عنده وإن كان عنده حاجة فيأتي هو إلي، ثم أتاه هارون ودار بينهم كلام، فاستأذن هارون بالجلوس، فأجاب الأعرابي: " مَا الْمَوْضِعُ لِي فَتَسْتَأْذِنُنِي فِيهِ بِالْجُلُوسِ إِنَّمَا هُوَ بَيْتُ اللَّهِ نَصَبَهُ لِعِبَادِهِ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَجْلِسَ فَاجْلِسْ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فَانْصَرِفْ فَجَلَسَ هَارُونُ"، وقال له: "وَيْحَكَ يَا أَعْرَابِيُّ! مِثْلُكَ مَنْ يُزَاحِمُ الْمُلُوكَ؟! قَالَ: نَعَمْ، فقال هارون: أسألك سؤالا فإن أجبتني وإلا عاقبتك، وتابع، ما هو الفرض، فأجاب الأعرابي ببعض الأعداد قائلا: " | وبعد أن أنهى هارون المناسك استدعى الأعرابي، ولكنه لم يجبه، وقال لحارس هارون: ليس لدي حاجة عنده وإن كان عنده حاجة فيأتي هو إلي، ثم أتاه هارون ودار بينهم كلام، فاستأذن هارون بالجلوس، فأجاب الأعرابي: " مَا الْمَوْضِعُ لِي فَتَسْتَأْذِنُنِي فِيهِ بِالْجُلُوسِ إِنَّمَا هُوَ بَيْتُ اللَّهِ نَصَبَهُ لِعِبَادِهِ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَجْلِسَ فَاجْلِسْ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فَانْصَرِفْ فَجَلَسَ هَارُونُ"، وقال له: "وَيْحَكَ يَا أَعْرَابِيُّ! مِثْلُكَ مَنْ يُزَاحِمُ الْمُلُوكَ؟! قَالَ: نَعَمْ، فقال هارون: أسألك سؤالا فإن أجبتني وإلا عاقبتك، وتابع، ما هو الفرض، فأجاب الأعرابي ببعض الأعداد قائلا: "1 ، 5، 17، 34، 94، 135، 1 من 12، 1 من 40، 1 من 250" (وَاحِدٌ وَ خَمْسَةٌ وَ سَبْعَةَ عَشَرَ وَ أَرْبَعٌ وَ ثَلَاثُونَ وَ أَرْبَعٌ وَ تِسْعُونَ وَ مِائَةٌ وَ ثَلَاثَةٌ وَ خَمْسُونَ عَلَى سَبْعَةَ عَشَرَ وَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ وَاحِدٌ وَ مِنْ أَرْبَعِينَ وَاحِدٌ وَ مِنْ مِائَتَيْنِ خَمْسٌ) | ||
ثم قال هارون اشرح هذه الأعداد؟ وإلا أمرت بقتلك بين الصفا والمروة؟ فقال حارس هارون: إياك أن تقتله في هذا المقام؟ فضحك الأعرابي، فسأله هارون عن سبب ضحكه، فرد الأعرابي: استغرب منكما لا أدري أيكما أجهل من الآخر، "الذي يستوهب أجلًا قد حضر أو الذي استعجل أجلًا لم يحضر"؟! | ثم قال هارون اشرح هذه الأعداد؟ وإلا أمرت بقتلك بين الصفا والمروة؟ فقال حارس هارون: إياك أن تقتله في هذا المقام؟ فضحك الأعرابي، فسأله هارون عن سبب ضحكه، فرد الأعرابي: استغرب منكما لا أدري أيكما أجهل من الآخر، "الذي يستوهب أجلًا قد حضر أو الذي استعجل أجلًا لم يحضر"؟! | ||
سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
فقال الأعرابي: أسألك أيها الخليفة سؤالا، فإن أجبتني تصبح هذه البدرة لك، وإن لم تجبني هب لي بدرة أخرى لأتصدق بها فقراء أقاربي. فسأل الأعرابي قائلا: إن الخنفساء تزق أم ترضع ولدها؟ فسكت طويلا لم يتمكن هارون من الرد، ثم قال: ويحك يا أعرابي أ مثلي يسأل هكذا أسئلة؟ فرد الأعرابي: سمعت ممن ينقل عن النبي أنه قال: من ولي أقواماً وهب له من العقل كعقولهم، وأنت إمام هذه الأمة يجب أن لا تسأل عن شي ء من أمر دينك ومن الفرائض إلا أجبت عنها، فهل تعلم الجواب؟ فقال هارون: لا، لكن اشرح لي ما قلت، وخذ البدرتين. | فقال الأعرابي: أسألك أيها الخليفة سؤالا، فإن أجبتني تصبح هذه البدرة لك، وإن لم تجبني هب لي بدرة أخرى لأتصدق بها فقراء أقاربي. فسأل الأعرابي قائلا: إن الخنفساء تزق أم ترضع ولدها؟ فسكت طويلا لم يتمكن هارون من الرد، ثم قال: ويحك يا أعرابي أ مثلي يسأل هكذا أسئلة؟ فرد الأعرابي: سمعت ممن ينقل عن النبي أنه قال: من ولي أقواماً وهب له من العقل كعقولهم، وأنت إمام هذه الأمة يجب أن لا تسأل عن شي ء من أمر دينك ومن الفرائض إلا أجبت عنها، فهل تعلم الجواب؟ فقال هارون: لا، لكن اشرح لي ما قلت، وخذ البدرتين. | ||
قال الأعرابي: هناك بعض ما خلق الله من الحيوانات [كالخنفساء] خلقها من التراب، وجعل رزقها وعيشها منه، فإذا فارق الجنين أمه لم تزقه ولم ترضعه وكان عيشها من التراب. ثم قال هارون: ما ابتلي أحد بمثل هذه المسألةـ فتبعه بعض الناس وسأل عنه فقيل هو موسى بن جعفر (ع).<ref>ابن شهر آشوب، مناقب، | قال الأعرابي: هناك بعض ما خلق الله من الحيوانات [كالخنفساء] خلقها من التراب، وجعل رزقها وعيشها منه، فإذا فارق الجنين أمه لم تزقه ولم ترضعه وكان عيشها من التراب. ثم قال هارون: ما ابتلي أحد بمثل هذه المسألةـ فتبعه بعض الناس وسأل عنه فقيل هو موسى بن جعفر (ع).<ref>ابن شهر آشوب، مناقب، 1379ش، ج4، ص312-313.</ref> | ||
== الهوامش == | == الهوامش == | ||
سطر ٥٧: | سطر ٥٧: | ||
== المصادر والمراجع == | == المصادر والمراجع == | ||
*ابن اثیر، علی بن محمد، الکامل فی التاریخ، بیروت، دار صادر، | *ابن اثیر، علی بن محمد، الکامل فی التاریخ، بیروت، دار صادر، 1385ق. | ||
*ابن شعبه حرانی، حسن بن علی، تحف العقول، تصحیح علیاکبر غفاری، قم، جامعه مدرسین، | *ابن شعبه حرانی، حسن بن علی، تحف العقول، تصحیح علیاکبر غفاری، قم، جامعه مدرسین، 1404ق. | ||
*ابن شهرآشوب، محمد بن علی، مناقب آل ابیطالب، قم، نشر علامه، | *ابن شهرآشوب، محمد بن علی، مناقب آل ابیطالب، قم، نشر علامه، 1379ق. | ||
*حرعاملی، محمد بن حسن، وسائل الشیعه، قم، مؤسسه آل البیت لاحیاء التراث، | *حرعاملی، محمد بن حسن، وسائل الشیعه، قم، مؤسسه آل البیت لاحیاء التراث، 1409ق. | ||
*بلاذری، احمد بن یحیی، فتوح البلدان، بيروت، دار و مکتبة الهلال، | *بلاذری، احمد بن یحیی، فتوح البلدان، بيروت، دار و مکتبة الهلال، 1988م. | ||
*سبحانی، جعفر، فروغ ولایت: تاریخ تحلیلی زندگانی امیر مؤمنان علی(ع)، قم، مؤسسه امام صادق(ع)، | *سبحانی، جعفر، فروغ ولایت: تاریخ تحلیلی زندگانی امیر مؤمنان علی(ع)، قم، مؤسسه امام صادق(ع)، 1380ش. | ||
*صدوق، محمد بن علی، التوحید، تصحیح هاشم حسینی، قم، جامعه مدرسین، | *صدوق، محمد بن علی، التوحید، تصحیح هاشم حسینی، قم، جامعه مدرسین، 1398ق. | ||
*طوسی، محمد بن حسن، تهذیب الاحکام، تصحیح= حسن موسوی خرسان، قم، دارالکتب الاسلامیه، | *طوسی، محمد بن حسن، تهذیب الاحکام، تصحیح= حسن موسوی خرسان، قم، دارالکتب الاسلامیه، 1407ق. | ||
*قرشی، باقر شریف، حیاة الإمام موسی بن جعفر علیهماالسلام، تحقیق مهدی باقر القرشی، مهر دلدار، | *قرشی، باقر شریف، حیاة الإمام موسی بن جعفر علیهماالسلام، تحقیق مهدی باقر القرشی، مهر دلدار، 1429ق. | ||
*کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، تصحیح علیاکبر غفاری و محمد آخوندی، تهران، دارالکتب الاسلامیه، | *کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، تصحیح علیاکبر غفاری و محمد آخوندی، تهران، دارالکتب الاسلامیه، 1407ق. | ||
*مجلسی، محمدباقر، بحارالانوار، بیروت، داراحیاءالتراث العربی، | *مجلسی، محمدباقر، بحارالانوار، بیروت، داراحیاءالتراث العربی، 1403ق. | ||
*مفید، محمد بن محمد بن نعمان، المقنعة، قم، مؤسسة النشر الإسلامی، | *مفید، محمد بن محمد بن نعمان، المقنعة، قم، مؤسسة النشر الإسلامی، 1410ق. | ||
{{الإمام الكاظم}} | {{الإمام الكاظم}} |