انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غيبة الإمام المهدي»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
imported>Alsaffi
لا ملخص تعديل
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
===الغيبة مصطلح ديني===
===الغيبة مصطلح ديني===
استخدم [[الشيعة الإمامية]] هذا المصطلح وقوفا على ما لديهم من النصوص الدينية ، فقد كان [[النبي محمد|رسول الله]] (ص) وكذا باقي [[الأئمة المعصومين|الأئمة المعصومين (عليهم السلام)]]
استخدم [[الشيعة الإمامية]] هذا المصطلح وقوفا على ما لديهم من النصوص الدينية ، فقد كان [[النبي محمد|رسول الله]] (ص) وكذا باقي [[الأئمة المعصومين|الأئمة المعصومين (عليهم السلام)]]
أخبروا بغيبة  الإمام المهدي (عجل الله فرجه) كما أخبروا بولادتة ، كما أشارت هذه الروايات إلى أن غيبته على مرحلتين : صغرى وكبرى .
أخبروا بغيبة  [[الإمام المهدي (عج)|الإمام المهدي (عجل الله فرجه)]] كما أخبروا بولادتة ، كما أشارت هذه [[الروايات]] إلى أن غيبته على مرحلتين : صغرى وكبرى .


==صور غيبته==
==صور غيبته==
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
الصورة الثانية: «وهي صورة خفاء العنوان والتي تقول: إنّ الناس يرون الإمام المهدي (عج) بشخصه من دون أن يكونوا عارفين أو ملتفتين لحقيقته».
الصورة الثانية: «وهي صورة خفاء العنوان والتي تقول: إنّ الناس يرون الإمام المهدي (عج) بشخصه من دون أن يكونوا عارفين أو ملتفتين لحقيقته».


ويظهر من كلام كبار العلماء وبالاستناد إلى بعض الروايات أنّ الصورة الثانية هي الأصح، حتى أنّه إذا ظهر لم يبق شخص إلا وقد كان شاهده قبل ذلك.<ref>يوم الخلاص ص 321.</ref>
ويظهر من كلام كبار العلماء وبالاستناد إلى بعض [[الروايات]] أنّ الصورة الثانية هي الأصح، حتى أنّه إذا ظهر لم يبق شخص إلا وقد كان شاهده قبل ذلك.<ref>يوم الخلاص ص 321.</ref>


==بيان مصداق الغيبة==
==بيان مصداق الغيبة==


تؤمن الشيعة الإمامية بأنّ الأرض لا تخلو من حجّة و[[الإمام|إمام]]، وعليه يكون الإمام في الأرض في عصرنا الراهن هو [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام الثاني عشر]] من سلسلة [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة المعصومين]] (ع)، [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|محمد بن الحسن العسكري]] (ع) المولود [[سنة 255 للهجرة|سنة 255 هجرية]]، وأنه استتر عن الناس بأمر من الله تعالى وبإرادة منه جلّ شأنه، وسيؤذن له بالخروج مرّة أخرى ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، وهو الموعود [[الانتظار|المنتظر]] الذي تترقب ظهورة جميع الأمم والأديان البشرية ليقيم دولة العدل والحق في ربوع المعمورة.
تؤمن [[الشيعة الإمامية]] بأنّ الأرض لا تخلو من [[حجة الله|حجّة]] و[[الإمام|إمام]]، وعليه يكون [[الإمام]] في الأرض في عصرنا الراهن هو [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|الإمام الثاني عشر]] من سلسلة [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة المعصومين]] (ع)، [[الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه|محمد بن الحسن العسكري]] (ع) المولود [[سنة 255 للهجرة|سنة 255 هجرية]]، وأنه استتر عن الناس بأمر من [[الله تعالى]] وبإرادة منه جلّ شأنه، وسيؤذن له [[خروج القائم|بالخروج]] مرّة أخرى ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، وهو الموعود [[الانتظار|المنتظر]] الذي تترقب ظهورة جميع الأمم والأديان البشرية ليقيم دولة العدل والحق في ربوع المعمورة.


==الغائب الحاضر==
==الغائب الحاضر==
لقد عبرت الروايات عن حال الإمام (عليه السلام) بـ(الغائب) ؛ لأنه ليس ظاهراً، لا أنه ليس حاضراً . ففرق بين (الظهور) و (الحضور) ولذا فالمؤمنون به (عليه السلام) يطلبون من الله التعجيل في ظهوره . فهناك روايات تشير إلى أن معنى غياب [[الإمام المهدي]] (ع) عدم معرفته والتعرف عليه، فإذا ظهر (عليه السلام) فالكل يقول: (كنت أراه) أو (لقد رأيته). <ref>يوم الخلاص ص 321.</ref></ref>
لقد عبرت الروايات عن حال الإمام (عليه السلام) بـ(الغائب) ؛ لأنه ليس ظاهراً، لا أنه ليس حاضراً . ففرق بين (الظهور) و (الحضور) ولذا فالمؤمنون به (عليه السلام) يطلبون من [[الله]] التعجيل في ظهوره . فهناك روايات تشير إلى أن معنى غياب [[الإمام المهدي]] (ع) عدم معرفته والتعرف عليه، فإذا ظهر (عليه السلام) فالكل يقول: (كنت أراه) أو (لقد رأيته). <ref>يوم الخلاص ص 321.</ref></ref>


==نماذج قرآنية لهذا النوع من الغيبة==
==نماذج قرآنية لهذا النوع من الغيبة==
سطر ١٠٢: سطر ١٠٢:
اتفقت كلمة [[فقهاء الشيعة|أعلام الشيعة]] على أنّ [[الغيبة الصغرى]] بدأت سنة 260هـ  بعد شهادة والده [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري]] (ع) مباشرة واستمرت حتى عام 329 هـ ولمدة 69 سنة، مقارنة بانتهاء فترة نيابة [[النواب الأربعة|السفراء الأربعة]] وبدايات [[الغيبة الكبرى]].
اتفقت كلمة [[فقهاء الشيعة|أعلام الشيعة]] على أنّ [[الغيبة الصغرى]] بدأت سنة 260هـ  بعد شهادة والده [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن العسكري]] (ع) مباشرة واستمرت حتى عام 329 هـ ولمدة 69 سنة، مقارنة بانتهاء فترة نيابة [[النواب الأربعة|السفراء الأربعة]] وبدايات [[الغيبة الكبرى]].


وكان الإمام طوال هذه الفترة غائباً عن الأنظار، أما من كانوا على اتصال به فكانوا يسمون [[النواب الأربعة|بـ(النواب الأربعة)]] . وكانوا يعيشون في بغداد يديرون شؤون الشيعة، وهم:
وكان الإمام طوال هذه الفترة غائباً عن الأنظار، أما من كانوا على اتصال به فكانوا يسمون [[النواب الأربعة|بـ(النواب الأربعة)]] . وكانوا يعيشون في [[بغداد]] يديرون شؤون [[الشيعة]]، وهم:
#أبو عمرو، [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان ‌بن‌ سعيد العمري]] السمّان .
#أبو عمرو، [[عثمان بن سعيد العمري|عثمان ‌بن‌ سعيد العمري]] السمّان .
#أبو جعفر، [[محمد بن عثمان العمري|محمد بن‌ عثمان ‌بن ‌سعيد العمري]] السمّان.
#أبو جعفر، [[محمد بن عثمان العمري|محمد بن‌ عثمان ‌بن ‌سعيد العمري]] السمّان.
سطر ١١٦: سطر ١١٦:
{{مفصلة|الظهور}}
{{مفصلة|الظهور}}


وتبدأ هذه الفترة من حين ظهور الإمام (ع) وسيطرته على العالم وإرساء قواعد العدل والصلح في كافة أطرافه، وتنتهي [[الاستشهاد|باستشهاده]] .
وتبدأ هذه الفترة من حين ظهور الإمام (ع) وسيطرته على العالم وإرساء قواعد [[العدل]] [[الصلح|والصلح]] في كافة أطرافه، وتنتهي [[الاستشهاد|باستشهاده]] .


من مسلمات العقائد [[الشيعة|الشيعية]] [[الإيمان]] بانتهاء مرحلة [[النيابة]] الخاصّة بوفاة السفير الرابع للإمام المهدي (عج) [[علي بن محمد السمري|علي بن محمّد السمري]] وبداية دخول الإمام المهدي (عج) في مرحة [[الغيبة الكبرى]].
من مسلمات العقائد [[الشيعة|الشيعية]] [[الإيمان]] بانتهاء مرحلة [[النيابة]] الخاصّة بوفاة [[السفير الر ابع|السفير الرابع]] للإمام المهدي (عج) [[علي بن محمد السمري|علي بن محمّد السمري]] وبداية دخول الإمام المهدي (عج) في مرحة [[الغيبة الكبرى]].


وفي هذه المرحلة يرجع [[الشيعة الاثني عشرية|الشيعة]] في معالجة مسائلهم الشرعية إلى [[الفقيه|فقهاء]] المذهب وأعلامه الذين [[الاستنباط (أصول الفقه)|استنبطوا]] [[الحكم الشرعي|الحكم الشرعي]] من مصادره الأساسية [[القرآن الكريم|القرآن]] [[السنة الشريفة|والسنة]]، وذلك بأمر من الإمام نفسه حيث روي عنه (ع): «من كان من [[الفقهاء]] صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فعلى العوام أن [[التقليد (الفقه)|يقلدوه]]» وهذا الأمر يُعدّ من [[ضروريات المذهب الإمامي.]]
وفي هذه المرحلة يرجع [[الشيعة الاثني عشرية|الشيعة]] في معالجة مسائلهم الشرعية إلى [[الفقيه|فقهاء]] المذهب وأعلامه الذين [[الاستنباط (أصول الفقه)|استنبطوا]] [[الحكم الشرعي|الحكم الشرعي]] من مصادره الأساسية [[القرآن الكريم|القرآن]] [[السنة الشريفة|والسنة]]، وذلك بأمر من [[الإمام]] نفسه حيث روي عنه (ع): «من كان من [[الفقهاء]] صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فعلى العوام أن [[التقليد (الفقه)|يقلدوه]]» وهذا الأمر يُعدّ من [[ضروريات المذهب الإمامي.]]


==فلسفة الغيبة==
==فلسفة الغيبة==
سطر ١٢٩: سطر ١٢٩:
* إن مثل وجوده وَ نفعه للمجتمع كمثل وجود الشمس ، فإن غيبته لا تمنع من الاستفادة بوجوده الشريف.
* إن مثل وجوده وَ نفعه للمجتمع كمثل وجود الشمس ، فإن غيبته لا تمنع من الاستفادة بوجوده الشريف.
ما ورد في جواب الحجة (عج) لإسحاق بن يعقوب كما في توقيعه الشريف:('''وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض ،كما أن النجوم أمان أهل السماء''').
ما ورد في جواب الحجة (عج) لإسحاق بن يعقوب كما في توقيعه الشريف:('''وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض ،كما أن النجوم أمان أهل السماء''').
* الإمام الحجة أمان لأهل الأرض بوجوده وَدعائه وَ بركاته.
* الإمام [[الحجة (ع)|الحجة]] أمان لأهل الأرض بوجوده وَدعائه وَ بركاته.
ما ورد في جواب الحجة (عج) لإسحاق بن يعقوب كما في توقيعه الشريف: ('''وإني لأمان لأهل الأرض ، كما أن النجوم أمان أهل السماء''').
ما ورد في جواب الحجة (عج) لإسحاق بن يعقوب كما في توقيعه الشريف: ('''وإني لأمان لأهل الأرض ، كما أن النجوم أمان أهل السماء''').
* طلبه [[الدعاء]] له بالفرج لأن تضرع المؤمنين إلى الله بتعجيل فرجه له تأثير عند الله بتقريب ظهوره.
* طلبه [[الدعاء]] له بالفرج لأن تضرع [[المؤمنين]] إلى الله بتعجيل فرجه له تأثير عند الله بتقريب [[ظهور المهدي|ظهوره]].
ورد في جواب الإمام الحجة (عج) لإسحاق بن يعقوب كما في توقيعه الشريف: (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم)  
ورد في جواب الإمام الحجة (عج) لإسحاق بن يعقوب كما في توقيعه الشريف: (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم)  
* إن وجود المهدي حجة لله قائمة في الأرض يحفظ الله به البلاد و العباد.
* إن وجود المهدي حجة لله قائمة في الأرض يحفظ الله به البلاد و العباد.
سطر ١٥٤: سطر ١٥٤:


==وظائف الإمام في الغيبة==
==وظائف الإمام في الغيبة==
من مهام الإمام (عليه السلام) : الهداية والقيادة، وحفظ المسلمين والشيعة، وإيجاد وتهيئة الأرضية لنصرة قيامه وثورته العالمية، أخذه بأيدي العاجزين، إرشاد الضالين، شفاء المرضى، الشفقة على [[المؤمنين]] [[الدعاء|والدعاء]] لهم، المشاركة في [[تشييع الجنازة|تشييع جنائز]] بعضهم، حل بعض معضلات العلماء العلمية، الإخبار عن بعض الحوادث المهمة والعوئق الباطنية لبعض الأفراد؛ سواء عرف الإمام (عليه السلام) أم لا، وسواء يكون ذلك بصورة مباشرة أم عن طريق بعض [[أصحاب الإمام المهدي (عج)|أصحاب الإمام]] وخواصه وغير ذلك... .
من مهام الإمام (عليه السلام) : الهداية والقيادة، وحفظ [[المسلمين]] [[الشيعة|والشيعة]]، وإيجاد وتهيئة الأرضية لنصرة قيامه وثورته العالمية، أخذه بأيدي العاجزين، إرشاد الضالين، شفاء المرضى، الشفقة على [[المؤمنين]] [[الدعاء|والدعاء]] لهم، المشاركة في [[تشييع الجنازة|تشييع جنائز]] بعضهم، حل بعض معضلات العلماء العلمية، الإخبار عن بعض الحوادث المهمة والعوئق الباطنية لبعض الأفراد؛ سواء عرف الإمام (عليه السلام) أم لا، وسواء يكون ذلك بصورة مباشرة أم عن طريق بعض [[أصحاب الإمام المهدي (عج)|أصحاب الإمام]] وخواصه وغير ذلك... .


فالإمام (عليه السلام) يقوم بتمام وظائفه ومهامه على أحسن وجه ، وكما ورد في الرواية: «'''أما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب '''»<ref>المصدر نفسه، ص 485 باب 45 حديث 4</ref>.
فالإمام (عليه السلام) يقوم بتمام وظائفه ومهامه على أحسن وجه ، وكما ورد في الرواية: «'''أما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب '''»<ref>المصدر نفسه، ص 485 باب 45 حديث 4</ref>.
سطر ١٧٢: سطر ١٧٢:


*الحضور الدائم في موسم [[الحج]]
*الحضور الدائم في موسم [[الحج]]
عن محمد بن عثمان العمْري ـ النائب الثاني للإمام المهدي # ـ ذكر أن الإمام «'''والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه'''».<ref>ابن بابويه، [[الشيخ الصدوق|الصدوق القمي]]، [[كمال الدين وتمام النعمة]] ص 146 باب 43 حديث 8.</ref>
عن محمد بن عثمان العمْري ـ [[النائب الثاني]] [[للإمام المهدي]] # ـ ذكر أن الإمام «'''والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه'''».<ref>ابن بابويه، [[الشيخ الصدوق|الصدوق القمي]]، [[كمال الدين وتمام النعمة]] ص 146 باب 43 حديث 8.</ref>


==ظروف عصر الغيبة==
==ظروف عصر الغيبة==
مستخدم مجهول