انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شهادة السيدة فاطمة (ع)»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
imported>Ali110110
طلا ملخص تعديل
سطر ١٦: سطر ١٦:
إن للشيعة موسم [[العزاء|عزاء]] باسم [[الأيام الفاطمية]]، وذلك لإقامة العزاء على شهادة السيدة الزهراء{{ها}}،<ref>مظاهری، فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص365.</ref> كما وقع الخلاف في تاريخ شهادتها بين أربعين يوماً بعد [[وفاة النبي]]{{ص}}،<ref>شهیدی، زندگانی فاطمه زهرا، 1363ش ، ص 154.</ref> وبين (75) يوماً، أي: [[13 جمادى الأولى]]،<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 1 ، ص 241 و 458.</ref> و(95) يوماً،<ref>الطبرسي، إعلام الورى، 1417 هـ، ج 1 ، ص 300.</ref> أي: [[3 جمادى الآخرة]]<ref>الطوسي، مصباح المتهجد، 1411 هـ، ج 2 ، ص 793.</ref> التي هي من أشهر الأقوال عند [[الشيعة]].<ref>شبیری، «شهادت فاطمه(س)» ، ص 347.</ref>  
إن للشيعة موسم [[العزاء|عزاء]] باسم [[الأيام الفاطمية]]، وذلك لإقامة العزاء على شهادة السيدة الزهراء{{ها}}،<ref>مظاهری، فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص365.</ref> كما وقع الخلاف في تاريخ شهادتها بين أربعين يوماً بعد [[وفاة النبي]]{{ص}}،<ref>شهیدی، زندگانی فاطمه زهرا، 1363ش ، ص 154.</ref> وبين (75) يوماً، أي: [[13 جمادى الأولى]]،<ref>الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 1 ، ص 241 و 458.</ref> و(95) يوماً،<ref>الطبرسي، إعلام الورى، 1417 هـ، ج 1 ، ص 300.</ref> أي: [[3 جمادى الآخرة]]<ref>الطوسي، مصباح المتهجد، 1411 هـ، ج 2 ، ص 793.</ref> التي هي من أشهر الأقوال عند [[الشيعة]].<ref>شبیری، «شهادت فاطمه(س)» ، ص 347.</ref>  


يُقيم الشيعة في مختلف البلدان العزاء لها {{ها}} بهذه المناسبة، كما يُعدّ في [[إيران]]  يوم [[3 جمادى الآخرة|3 من جمادى الآخرة]]<ref> شبیری، «شهادت فاطمه(س)»، ج 1، ص 347.</ref> عطلة رسمية،<ref>[https://aftabnews.ir/fa/news/126651/ «ماجرای تعطیل شدن روز شهادت حضرت زهرا»]، سایت آفتاب‌نیوز.</ref> وبما أن الشيعة تعتقد بأن السبب الرئيسي في استشهاد فاطمة{{ع}} هو [[عمر بن الخطاب]]، فإنهم يلقون الكلمات التي تذمه في أكثر مجالس العزاء التي تنعقد فيها،<ref> مظاهری، فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص366.</ref> وبلغت هذه القضية درجة جعلت بعض الشيعة يفرحون بيوم [[9 ربيع الأول]] وهو يوم مقتل [[عمر بن الخطاب]] على رواية، وهناك من عدّه عيداً تحت عنوان عيد الزهراء{{ها}}.<ref>مسائلی، نهم ربیع، جهالت‌ها، خسارت‌ها، 1387ش، ص 117-119.</ref>
يُقيم الشيعة في مختلف البلدان العزاء لها {{ها}} بهذه المناسبة، كما يُعدّ في [[إيران]]  يوم [[3 جمادى الآخرة|3 من جمادى الآخرة]]<ref> شبیری، «شهادت فاطمه(س)»، ج 1، ص 347.</ref> عطلة رسمية،<ref>[https://aftabnews.ir/fa/news/126651/ «ماجرای تعطیل شدن روز شهادت حضرت زهرا»]، سایت آفتاب‌نیوز.</ref> وبما أن الشيعة تعتقد بأن السبب الرئيسي في استشهاد فاطمة{{ع}} هو [[عمر بن الخطاب]]، فإنهم يلقون الكلمات التي تذمه في أكثر مجالس العزاء التي تنعقد فيها،<ref> مظاهری، فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص366.</ref> وبلغت هذه القضية درجة جعلت بعض الشيعة يفرحون بيوم [[9 ربيع الأول]] وهو يوم مقتل [[عمر بن الخطاب]] على رواية، وهناك من عدّه عيداً تحت عنوان عيد الزهراء{{ها}}.<ref>مسائلی، نهم ربیع، جهالت‌ها، خسارت‌ها، 1387ش، ص 117-119.</ref>


== التاريخ ==
== التاريخ ==
سطر ٤٣: سطر ٤٣:


=== جذور الخلاف ===
=== جذور الخلاف ===
يعود أساس الخلاف في قضية شهادة فاطمة إلى أنّ فاطمة توفيت بعد فترة قصيرة من [[رحيل النبي (ص)]] وأثناء النزاعات على [[الخلافة|خلافة النبي]]، فبعد أن [[البيعة|بايع]] جماعة من [[المهاجرين]] {{و}}[[الأنصار]] أبا بكر في [[سقيفة بني ساعدة]]، امتنع جماعة أخرى من [[الصحابة]] عن مبايعة [[أبي بكر]]، وذلك بناء على وصية النبي بالخلافة ل[[علي بن أبي طالب]]، وعليه أمر أبو بكر عمرَ بن الخطاب وجماعة أخرى أن يتوجهوا إلى بيت علي (ع) لأخذ البيعة منه، فهدّد عمر بإحراق البيت على من فيها إذا لم تتم البيعة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387 هـ، ج ‏3، ص202؛ ابن عبد ربه، العقد الفرید، 1407 هـ، ج 5، ص13.</ref> وفي هذه الفترة واحتجاجا على [[مصادرة فدك]] من قبل عمّال أبي بكر، التقت فاطمة بأبي بكر  وطالبت منه إرجاع [[فدك]]،<ref>البلاذري، فتوح البلدان، 1956م، ص40 و 41.</ref> وبعد امتناع جهاز الخلافة من إرجاع فدك ألقت [[الخطبة الفدكية|خطبة احتجاجية]] في [[مسجد النبي]].<ref> شهیدی، زندگانی فاطمه زهرا علیهاالسلام، 1362ش، ص126-135.</ref>        
يعود أساس الخلاف في قضية شهادة فاطمة إلى أنّ فاطمة توفيت بعد فترة قصيرة من [[رحيل النبي (ص)]] وأثناء النزاعات على [[الخلافة|خلافة النبي]]، فبعد أن [[البيعة|بايع]] جماعة من [[المهاجرين]] {{و}}[[الأنصار]] أبا بكر في [[سقيفة بني ساعدة]]، امتنع جماعة أخرى من [[الصحابة]] عن مبايعة [[أبي بكر]]، وذلك بناء على وصية النبي بالخلافة ل[[علي بن أبي طالب]]، وعليه أمر أبو بكر عمرَ بن الخطاب وجماعة أخرى أن يتوجهوا إلى بيت علي (ع) لأخذ البيعة منه، فهدّد عمر بإحراق البيت على من فيها إذا لم تتم البيعة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387 هـ، ج ‏3، ص202؛ ابن عبد ربه، العقد الفرید، 1407 هـ، ج 5، ص13.</ref> وفي هذه الفترة واحتجاجا على [[مصادرة فدك]] من قبل عمّال أبي بكر، التقت فاطمة بأبي بكر  وطالبت منه إرجاع [[فدك]]،<ref>البلاذري، فتوح البلدان، 1956م، ص40 و 41.</ref> وبعد امتناع جهاز الخلافة من إرجاع فدك ألقت [[الخطبة الفدكية|خطبة احتجاجية]] في [[مسجد النبي]].<ref> شهیدی، زندگانی فاطمه زهرا علیهاالسلام، 1362ش، ص126-135.</ref>    


وتتفق أغلب المصادر الشيعية أن المحسن وهو جنين فاطمة أُسقط إثر [[الهجوم على بيت الزهراء|الهجوم على البيت]]،<ref>الله اکبری، «محسن بن علی»، ص68-72. على سبيل المثال ينظر: مقدس اردبیلی، اصول دین، 1387ش، ص113-114؛ مفید، الاختصاص، 1413 هـ، ص 185.</ref> وهناك بعض مصادر [[أهل السنة]] تذهب أنه وُلد حيا، ثم مات طفلا،<ref> ابن قتيبة الدينوري، المعارف، 1960م، ص211.</ref> وعلى رغم ذلك، فقد أشار شارح [[نهج البلاغة]] [[ابن أبي الحديد المعتزلي]] (وفاة [[656 هـ]]) في مناظرة مع أستاذه أبي جعفر  النقيب إلى أن المحسن أُسقط في أحداث أخذ [[البيعة]] من علي (ع)،<ref> ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404 هـ، ج 14، ص192–193.</ref> كما ينسب هذا الرأي إلى إبراهيم بن السيار الشهير بالنَظّام المعتزلي (وفاة [[221 هـ]]).<ref> الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.</ref>                                              
وتتفق أغلب المصادر الشيعية أن المحسن وهو جنين فاطمة أُسقط إثر [[الهجوم على بيت الزهراء|الهجوم على البيت]]،<ref>الله اکبری، «محسن بن علی»، ص68-72. على سبيل المثال ينظر: مقدس اردبیلی، اصول دین، 1387ش، ص113-114؛ مفید، الاختصاص، 1413 هـ، ص 185.</ref> وهناك بعض مصادر [[أهل السنة]] تذهب أنه وُلد حيا، ثم مات طفلا،<ref> ابن قتيبة الدينوري، المعارف، 1960م، ص211.</ref> وعلى رغم ذلك، فقد أشار شارح [[نهج البلاغة]] [[ابن أبي الحديد المعتزلي]] (وفاة [[656 هـ]]) في مناظرة مع أستاذه أبي جعفر  النقيب إلى أن المحسن أُسقط في أحداث أخذ [[البيعة]] من علي (ع)،<ref> ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404 هـ، ج 14، ص192–193.</ref> كما ينسب هذا الرأي إلى إبراهيم بن السيار الشهير بالنَظّام المعتزلي (وفاة [[221 هـ]]).<ref> الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.</ref>                                          


وبناء على روايات متعددة أن فاطمة [[دفن|دفنت]] ليلا،<ref>يوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، 1438 هـ، ج 4، ص157-162.</ref> وأورد الباحث الإسلامي في التاريخ في القرن الخامس عشر للهجرة يوسفي الغروي أن فاطمة هي التي [[وصايا فاطمة|أوصت]] بأن تُدفن ليلا؛<ref> يوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، 1438 هـ، ج 4، ص144-147.</ref> إذ ورد في عدة روايات<ref>على سبيل المثال ينظر: فتال نیشابوری، روضة الواعظین، 1375 ش، ج 1، ص151.</ref> أن فاطمة كرهت أن يحضر [[تشييع السيدة الزهراء|تشييع جنازتها ودفنها]] من ظلمها.
وبناء على روايات متعددة أن فاطمة [[دفن|دفنت]] ليلا،<ref>يوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، 1438 هـ، ج 4، ص157-162.</ref> وأورد الباحث الإسلامي في التاريخ في القرن الخامس عشر للهجرة يوسفي الغروي أن فاطمة هي التي [[وصايا فاطمة|أوصت]] بأن تُدفن ليلا؛<ref> يوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، 1438 هـ، ج 4، ص144-147.</ref> إذ ورد في عدة روايات<ref>على سبيل المثال ينظر: فتال نیشابوری، روضة الواعظین، 1375 ش، ج 1، ص151.</ref> أن فاطمة كرهت أن يحضر [[تشييع السيدة الزهراء|تشييع جنازتها ودفنها]] من ظلمها.
سطر ٥١: سطر ٥١:
== مصادر الشيعة لإثبات الشهادة ودلائلهم ==
== مصادر الشيعة لإثبات الشهادة ودلائلهم ==
{{أهم أحداث حياة الزهراء (ع)}}
{{أهم أحداث حياة الزهراء (ع)}}
وتستند [[الشيعة]] لاستشهاد السيدة الزهراء (ع) على روايات، منها: رواية عن [[الإمام الكاظم (ع)]] ورد فيها أن السيدة فاطمة (ع) صدّيقة شهيدة،<ref>الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج 1، ص458.</ref> وقد أورد المتكلم [[الإمامي]] [[محمد بن جرير بن رستم|محمد بن جرير الطبري]] في كتاب [[دلائل الإمامة]] رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] أنها استشهدت بسبب إسقاط جنيها بسب ما أصابها من الضرب،<ref>الطبري، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134.</ref> وبناء على هذه الرواية أن [[قنفذ]] وهو عبد ل[[عمر بن الخطاب]] ضربها بأمر عمر،<ref> الطبري، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134.</ref> وعلى رواية أخرى وردت في [[نهج البلاغة]] تحدث الإمام علي (ع) عن ''تضافر الأمّة على هضم فاطمة''.<ref> نهج البلاغة، تصحيح صبحي صالح، ص319، خطبه202.</ref>
وتستند [[الشيعة]] لاستشهاد السيدة الزهراء (ع) على روايات، منها: رواية عن [[الإمام الكاظم (ع)]] ورد فيها أن السيدة فاطمة (ع) صدّيقة شهيدة،<ref>الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج 1، ص458.</ref> وقد أورد المتكلم [[الإمامي]] [[محمد بن جرير بن رستم|محمد بن جرير الطبري]] في كتاب [[دلائل الإمامة]] رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] أنها استشهدت بسبب إسقاط جنيها بسب ما أصابها من الضرب،<ref>الطبري، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134.</ref> وبناء على هذه الرواية أن [[قنفذ]] وهو عبد ل[[عمر بن الخطاب]] ضربها بأمر عمر،<ref> الطبري، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134.</ref> وعلى رواية أخرى وردت في [[نهج البلاغة]] تحدث الإمام علي (ع) عن ''تضافر الأمّة على هضم فاطمة''.<ref> نهج البلاغة، تصحيح صبحي صالح، ص319، خطبه202.</ref>


ويعدّ [[المرجع الديني]] في القرن الخامس عشر [[الميرزا جواد التبريزي]] ما قاله الإمام علي (ع) حين [[دفن]] فاطمة (ع)، ورواية الإمام الكاظم (ع)، ورواية الإمام الصادق (ع) في دلائل الإمامة، واختفاء قبر فاطمة (ع)، ووصيتها بأن تُدفن ليلاً من الدلائل لإثبات شهادتها.<ref> تبریزی، صراط النجاة، 1418 هـ، ج 3، ص440-441.</ref>
ويعدّ [[المرجع الديني]] في القرن الخامس عشر [[الميرزا جواد التبريزي]] ما قاله الإمام علي (ع) حين [[دفن]] فاطمة (ع)، ورواية الإمام الكاظم (ع)، ورواية الإمام الصادق (ع) في دلائل الإمامة، واختفاء قبر فاطمة (ع)، ووصيتها بأن تُدفن ليلاً من الدلائل لإثبات شهادتها.<ref> تبریزی، صراط النجاة، 1418 هـ، ج 3، ص440-441.</ref>


=== مصادر الشيعة ===
=== مصادر الشيعة ===
وقد ورد في كتاب الهجوم تأليف عبد الزهراء مهدي في القرن الخامس عشر 260 رواية وخبر تاريخي عن طريق 150 روايا ومؤلفا شيعيا،  حيث تتحدث  كل واحدة منها عن قسم من أسباب شهادة فاطمة الزهراء، مثل الهجوم على [[بيت فاطمة]]، وإسقاط جنينها، ولطمها وضربها بالسياط.<ref>مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 221-356.</ref> كما أن أقدم مصدر استند عليه كتّاب الشيعة ومؤلفيها في هذا المجال هو [[كتاب سليم بن قيس]] المتوفى سنة 90 للهجرة،<ref>مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 221.</ref> وبناء على ما أورده [[الشيخ الطوسي]] (وفاة [[460 هـ]]) في كتاب تلخيص الشافي، ليس هناك أي خلاف بين الشيعة أن عمر ضرب بطن فاطمة فأسقطت بذلك جنينها،<ref>الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.</ref> وقد ورد روايات كثيرة عن الشيعة في هذا الخصوص.<ref> الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.</ref>
وقد ورد في كتاب الهجوم تأليف عبد الزهراء مهدي في القرن الخامس عشر 260 رواية وخبر تاريخي عن طريق 150 روايا ومؤلفا شيعيا،  حيث تتحدث  كل واحدة منها عن قسم من أسباب شهادة فاطمة الزهراء، مثل الهجوم على [[بيت فاطمة]]، وإسقاط جنينها، ولطمها وضربها بالسياط.<ref>مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 221-356.</ref> كما أن أقدم مصدر استند عليه كتّاب الشيعة ومؤلفيها في هذا المجال هو [[كتاب سليم بن قيس]] المتوفى سنة 90 للهجرة،<ref>مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 221.</ref> وبناء على ما أورده [[الشيخ الطوسي]] (وفاة [[460 هـ]]) في كتاب تلخيص الشافي، ليس هناك أي خلاف بين الشيعة أن عمر ضرب بطن فاطمة فأسقطت بذلك جنينها،<ref>الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.</ref> وقد ورد روايات كثيرة عن الشيعة في هذا الخصوص.<ref> الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.</ref>


=== استناد الشيعة إلى مصادر أهل السنة ===
=== استناد الشيعة إلى مصادر أهل السنة ===
سطر ٧٥: سطر ٧٥:


=== التشكيك في سقط المحسن بن علي ===
=== التشكيك في سقط المحسن بن علي ===
وقد شكّك جماعة من باحثي [[أهل السنة]] في قضية سقط [[المحسن بن  علي]] (ع) في أحداث يوم البيعة ويعتقدون أنه قد ولد من قبل، وتوفي في طفولته،<ref> ينظر: المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 3، ص411-414؛ الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 105-111.</ref> لكن معظم الشيعة يذهبون أنه أُسقط أثناء وقائع الهجوم على بيت علي (ع) وإثر الضرب بالسياط،<ref>الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.</ref> كما أن هناك عدد من مصادر أهل السنة أيضا تصرح أن محسنا قد سقط أو قد أسقط.<ref> الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 119-128.</ref> ويستنتج مؤلف كتاب "المحسن السبط مولود أم سقط" [[محمد مهدي الخرسان]] في باب الثالث من الكتاب ومن خلال مقارنة النصوص التاريخية  أن المحسن بن علي أُسقط في أحداث يوم الهجوم على بيت علي، وعلى أثر ما أصيبت فاطمة عليه السلام من الضرب واللطم.<ref> الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 207.</ref>
وقد شكّك جماعة من باحثي [[أهل السنة]] في قضية سقط [[المحسن بن  علي]] (ع) في أحداث يوم البيعة ويعتقدون أنه قد ولد من قبل، وتوفي في طفولته،<ref> ينظر: المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 3، ص411-414؛ الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 105-111.</ref> لكن معظم الشيعة يذهبون أنه أُسقط أثناء وقائع الهجوم على بيت علي (ع) وإثر الضرب بالسياط،<ref>الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.</ref> كما أن هناك عدد من مصادر أهل السنة أيضا تصرح أن محسنا قد سقط أو قد أسقط.<ref> الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 119-128.</ref> ويستنتج مؤلف كتاب "المحسن السبط مولود أم سقط" [[محمد مهدي الخرسان]] في باب الثالث من الكتاب ومن خلال مقارنة النصوص التاريخية  أن المحسن بن علي أُسقط في أحداث يوم الهجوم على بيت علي، وعلى أثر ما أصيبت فاطمة عليه السلام من الضرب واللطم.<ref> الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 207.</ref>


=== عدم الإشارة إلى إحراق البيت في المصادر التاريخية ===
=== عدم الإشارة إلى إحراق البيت في المصادر التاريخية ===
من التساؤلات والغموض في قضية شهادة [[السيدة الزهراء (ع)]] أن ما ورد في العديد من الكتب التاريخية والحديثية لأهل السنة هو مجرد تهديد بإحراق البيت ولم يصرح بأن هذه العملية تم تنفيذها،<ref> مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 467؛ فضل الله الزهراء القدوة، 1421 هـ، ص 109-110.</ref> لكن مع كل هذا، فإن الباحثين ألّفوا كتبا في المصادر التي تثبت أنّ أصل قضية الهجوم حدثت، منها: كتاب الهجوم على بيت فاطمة،<ref>مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 154-217.</ref> وكتاب إحراق بيت فاطمة،<ref>غیب‌غلامی، احراق بیت فاطمه، 1375ش.</ref> وقد صرحت بعض المصادر بأن فاطمة (ع) ضربت، وهناك من دخل في بيتها وأسقط جنينها.<ref>سلیم بن قیس، کتاب سلیم بن قیس، 1420 هـ، ج 1، ص150؛ مسعودی، اثبات الوصیة، 1384ش، ص146؛ طبری، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134؛ العياشي، تفسير العياشي، 1380 هـ، ج 2، ص67.</ref>
من التساؤلات والغموض في قضية شهادة [[السيدة الزهراء (ع)]] أن ما ورد في العديد من الكتب التاريخية والحديثية لأهل السنة هو مجرد تهديد بإحراق البيت ولم يصرح بأن هذه العملية تم تنفيذها،<ref> مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 467؛ فضل الله الزهراء القدوة، 1421 هـ، ص 109-110.</ref> لكن مع كل هذا، فإن الباحثين ألّفوا كتبا في المصادر التي تثبت أنّ أصل قضية الهجوم حدثت، منها: كتاب الهجوم على بيت فاطمة،<ref>مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 154-217.</ref> وكتاب إحراق بيت فاطمة،<ref>غیب‌غلامی، احراق بیت فاطمه، 1375ش.</ref> وقد صرحت بعض المصادر بأن فاطمة (ع) ضربت، وهناك من دخل في بيتها وأسقط جنينها.<ref>سلیم بن قیس، کتاب سلیم بن قیس، 1420 هـ، ج 1، ص150؛ مسعودی، اثبات الوصیة، 1384ش، ص146؛ طبری، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134؛ العياشي، تفسير العياشي، 1380 هـ، ج 2، ص67.</ref>


وجماعة من كتّاب وباحثي أهل السنة شككوا في صحة سند هذه الأخبار التاريخية،<ref>المدیهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص21-35.</ref> لكن في بعض الأحيان إشكالهم ليس من الجانب السندي، على سبيل المثال المديهش وهو كاتب سني في كتاب فاطمة بنت النبي في الرد على أحداث الهجوم وقضية السقط، أسقط كتاب [[تاريخ اليعقوبي]] من الاعتبار، وذلك بذريعة أن المؤلف [[رافضي]] وكتابه لا قيمة له من الناحية العلمية،<ref>المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص80.</ref> ويصف ما يرويه ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد -الذي ليس فيه إشكال سندي- بالمنكر ويقول قد يكون ابن عبد ربه [[شيعي|شيعياً]]، ويجب التحقيق في مذهبه،<ref> المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص63.</ref> كما يرفض ما ورد في كتاب الإمامة والسياسية بذريعة أن مؤلفه ليس ابن قتيبة الدينوري،<ref>المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص79-80.</ref> حتى أن المديهش  لنفي الاستناد إلى كلام الإمام علي (ع) ينكر انتساب كتاب [[نهج البلاغة]] إلى [[الإمام علي (ع)]].<ref> المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص81.</ref> ورغم جميع هذا، فإن مؤلفي أهل السنة وبسبب الروايات العديدة التي وردت حول التهديد، فإنهم لا ينكرون أصل التهديد والاجتماع أمام بيت فاطمة وعلي (ع).<ref>المدیهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص21-35.</ref>
وجماعة من كتّاب وباحثي أهل السنة شككوا في صحة سند هذه الأخبار التاريخية،<ref>المدیهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص21-35.</ref> لكن في بعض الأحيان إشكالهم ليس من الجانب السندي، على سبيل المثال المديهش وهو كاتب سني في كتاب فاطمة بنت النبي في الرد على أحداث الهجوم وقضية السقط، أسقط كتاب [[تاريخ اليعقوبي]] من الاعتبار، وذلك بذريعة أن المؤلف [[رافضي]] وكتابه لا قيمة له من الناحية العلمية،<ref>المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص80.</ref> ويصف ما يرويه ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد -الذي ليس فيه إشكال سندي- بالمنكر ويقول قد يكون ابن عبد ربه [[شيعي|شيعياً]]، ويجب التحقيق في مذهبه،<ref> المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص63.</ref> كما يرفض ما ورد في كتاب الإمامة والسياسية بذريعة أن مؤلفه ليس ابن قتيبة الدينوري،<ref>المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص79-80.</ref> حتى أن المديهش  لنفي الاستناد إلى كلام الإمام علي (ع) ينكر انتساب كتاب [[نهج البلاغة]] إلى [[الإمام علي (ع)]].<ref> المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص81.</ref> ورغم جميع هذا، فإن مؤلفي أهل السنة وبسبب الروايات العديدة التي وردت حول التهديد، فإنهم لا ينكرون أصل التهديد والاجتماع أمام بيت فاطمة وعلي (ع).<ref>المدیهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص21-35.</ref>


=== التعبير بالوفاة في المصادر القديمة ===
=== التعبير بالوفاة في المصادر القديمة ===
سطر ٨٦: سطر ٨٦:


=== العلاقة الحسنة للإمام علي (ع) مع الخلفاء ===
=== العلاقة الحسنة للإمام علي (ع) مع الخلفاء ===
من القضايا التي يستدل بها أهل السنة لإنكار شهادة فاطمة الزهراء (ع) العلاقة الودّية بين [[الخلفاء الثلاث|الخلفاء]] والإمام علي (ع) وأهل بيته، ففي كتاب "فاطمة بنت النبي" حاول المؤلف إظهار أن [[الخليفة الأول]] {{و}}[[الخليفة الثاني|الثاني]] كانا يحبّان السيدة فاطمة (ع) كثيرا،<ref>ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص357، تا آخر، و ج5 از ابتدا تا ص89.</ref> ورغم هذا، يصرح المؤلف أن فاطمة بعد [[قضية فدك]] قطعت علاقتها بأبي بكر، ولم تبايعه.<ref>ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص521-523.</ref> ولمحمد النافع الكاتب السني كتاب باسم "رحماء بينهم"، حاول في كتابه أن يقول [[الخلفاء الثلاثة]] كانت لهم علاقة حسنة مع علي (ع)،<ref>[https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb185806-154633&search=books «رحماء بینهم»]، سایت نیل و فرات.</ref> كما أن في مقال نشرتها مجلة نداء الإسلام الفصلية ذكر مؤلف المقال عدة مواقف عن علاقة الخلفاء مع الإمام علي (ع)، وأيضا علاقة نساء وبناتهم مع فاطمة (ع)، وسعى من خلالها إثبات أن هذه العلاقات لا تتلائم مع الإساءة لفاطمة وضربها والتعدي عليها.<ref> مرجانی، [http://sunnionline.us/farsi/2016/07/6823 «ارتباط و محبت خلفای ثلاثه با علی و فاطمه رضی‌الله عنهما»]، سایت سنی‌آنلاین.</ref>
من القضايا التي يستدل بها أهل السنة لإنكار شهادة فاطمة الزهراء (ع) العلاقة الودّية بين [[الخلفاء الثلاث|الخلفاء]] والإمام علي (ع) وأهل بيته، ففي كتاب "فاطمة بنت النبي" حاول المؤلف إظهار أن [[الخليفة الأول]] {{و}}[[الخليفة الثاني|الثاني]] كانا يحبّان السيدة فاطمة (ع) كثيرا،<ref>ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص357، تا آخر، و ج5 از ابتدا تا ص89.</ref> ورغم هذا، يصرح المؤلف أن فاطمة بعد [[قضية فدك]] قطعت علاقتها بأبي بكر، ولم تبايعه.<ref>ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص521-523.</ref> ولمحمد النافع الكاتب السني كتاب باسم "رحماء بينهم"، حاول في كتابه أن يقول [[الخلفاء الثلاثة]] كانت لهم علاقة حسنة مع علي (ع)،<ref>[https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb185806-154633&search=books «رحماء بینهم»]، سایت نیل و فرات.</ref> كما أن في مقال نشرتها مجلة نداء الإسلام الفصلية ذكر مؤلف المقال عدة مواقف عن علاقة الخلفاء مع الإمام علي (ع)، وأيضا علاقة نساء وبناتهم مع فاطمة (ع)، وسعى من خلالها إثبات أن هذه العلاقات لا تتلائم مع الإساءة لفاطمة وضربها والتعدي عليها.<ref> مرجانی، [http://sunnionline.us/farsi/2016/07/6823 «ارتباط و محبت خلفای ثلاثه با علی و فاطمه رضی‌الله عنهما»]، سایت سنی‌آنلاین.</ref>


وذكر المتكلم الشيعي [[السيد المرتضى]] (وفاة [[436 هـ]]) بأن ما كان يقدّمه الإمام علي (ع) للخلفاء من استشارة ونصح لا يستفاد منه أنه كان يتعاون معهم؛ إذ أن التنبيه على الصواب في [[الأحكام]] والدفاع عن المسلمين واجب على كل عالم.<ref>السيد المرتضى، الشافي في الإمامة، 1410 هـ، ج 3، ص251.</ref> كما ناقش مؤلف موسوعة "روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفاء" (العلاقات السياسية للإمام علي (ع) مع الخلفاء) 107 موقف من استشارات الإمام علي (ع) للخلفاء، ثم استنتج أن هذه الاستشارات لا تكشف عن موافقة الإمام علي (ع) للخلفاء وتعاطفه معهم؛ إذ لم تكن استشاراتهم موجهة بصورة خاصة للإمام، بل كانت في ندواتهم ومجالسهم العامة وعند استفسارهم من عامة الناس، وليس أن الخلفاء قد عينوا عليا (ع) وزيراً ومستشاراً لهم، بل كان علي في عزلة سياسية يعمل في الزارعة وحفر الآبار، وإذا استشار الخلفاء الإمامَ عليا (ع) فكان ذلك لا محيص لهم ولحل العُقد والمشكلات.<ref>لباف، دانشنامه روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفا، 1388ش، ص73-76.</ref>
وذكر المتكلم الشيعي [[السيد المرتضى]] (وفاة [[436 هـ]]) بأن ما كان يقدّمه الإمام علي (ع) للخلفاء من استشارة ونصح لا يستفاد منه أنه كان يتعاون معهم؛ إذ أن التنبيه على الصواب في [[الأحكام]] والدفاع عن المسلمين واجب على كل عالم.<ref>السيد المرتضى، الشافي في الإمامة، 1410 هـ، ج 3، ص251.</ref> كما ناقش مؤلف موسوعة "روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفاء" (العلاقات السياسية للإمام علي (ع) مع الخلفاء) 107 موقف من استشارات الإمام علي (ع) للخلفاء، ثم استنتج أن هذه الاستشارات لا تكشف عن موافقة الإمام علي (ع) للخلفاء وتعاطفه معهم؛ إذ لم تكن استشاراتهم موجهة بصورة خاصة للإمام، بل كانت في ندواتهم ومجالسهم العامة وعند استفسارهم من عامة الناس، وليس أن الخلفاء قد عينوا عليا (ع) وزيراً ومستشاراً لهم، بل كان علي في عزلة سياسية يعمل في الزارعة وحفر الآبار، وإذا استشار الخلفاء الإمامَ عليا (ع) فكان ذلك لا محيص لهم ولحل العُقد والمشكلات.<ref>لباف، دانشنامه روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفا، 1388ش، ص73-76.</ref>


ومن القضايا التى يلجأ إليها لإثبات محبة عمر وولائه لأهل البيت [[زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب|زواجه من أم كلثوم]] بنت الإمام علي، الأمر الذي لا يتناسب مع استشهاد فاطمة (ع)،<ref> المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص54.</ref> فهناك من الباحثين ينفون وقوع هذا الزواج.<ref> ينظر: الله‌اکبری، «ازدواج ام‌کلثوم با عمر از نگاه فریقین»، ص11-12.</ref> ويعتبر المتكلم الشيعي [[السيد المرتضى]] (وفاة [[436 هـ]]) أنه تمّ هذا الزواج بالإكراه والتهديد،<ref> ينظر: السيد المرتضى، الشافي في الإمامة، 1410 هـ، ج 3، ص272-273.</ref> فليس دليلاً على وجود العلاقة الودية بين الطرفين،<ref> الله‌اکبری، «ازدواج ام‌کلثوم با عمر از نگاه فریقین»، ص11-12.</ref> وقد ورد في هذا المجال رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] عبر فيها عن الغصب، مما يؤيد الإكراه الذي استخدم في هذا الزواج.<ref> الكليني، الكافي، 1407، ج5، ص346، ح1.</ref>
ومن القضايا التى يلجأ إليها لإثبات محبة عمر وولائه لأهل البيت [[زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب|زواجه من أم كلثوم]] بنت الإمام علي، الأمر الذي لا يتناسب مع استشهاد فاطمة (ع)،<ref> المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص54.</ref> فهناك من الباحثين ينفون وقوع هذا الزواج.<ref> ينظر: الله‌اکبری، «ازدواج ام‌کلثوم با عمر از نگاه فریقین»، ص11-12.</ref> ويعتبر المتكلم الشيعي [[السيد المرتضى]] (وفاة [[436 هـ]]) أنه تمّ هذا الزواج بالإكراه والتهديد،<ref> ينظر: السيد المرتضى، الشافي في الإمامة، 1410 هـ، ج 3، ص272-273.</ref> فليس دليلاً على وجود العلاقة الودية بين الطرفين،<ref> الله‌اکبری، «ازدواج ام‌کلثوم با عمر از نگاه فریقین»، ص11-12.</ref> وقد ورد في هذا المجال رواية عن [[الإمام الصادق (ع)]] عبر فيها عن الغصب، مما يؤيد الإكراه الذي استخدم في هذا الزواج.<ref> الكليني، الكافي، 1407، ج5، ص346، ح1.</ref>


=== تسمية أولاد أهل البيت باسم الخلفاء ===
=== تسمية أولاد أهل البيت باسم الخلفاء ===


وهناك جماعة من أهل السنة يؤكدون أن الإمام علي (ع) سمّى بعض أولاده باسم [[الخلفاء الثلاث|الخلفاء]]؛ ولذا كان يحبهم،<ref>حسینی، «مقدمه مترجم»، نام خلفا بر فرزندان امامان، ص11.</ref> وهذا لا يتلائم مع ما يدعى من استشهاد السيدة الزهراء (ع)، وقد ورد هذه المعلومات في كراسة باسم "أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق".<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 12.</ref>  
وهناك جماعة من أهل السنة يؤكدون أن الإمام علي (ع) سمّى بعض أولاده باسم [[الخلفاء الثلاث|الخلفاء]]؛ ولذا كان يحبهم،<ref>حسینی، «مقدمه مترجم»، نام خلفا بر فرزندان امامان، ص11.</ref> وهذا لا يتلائم مع ما يدعى من استشهاد السيدة الزهراء (ع)، وقد ورد هذه المعلومات في كراسة باسم "أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق".<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 12.</ref>  


وقدّم السيد علي الشهرستاني (ولادة 1337 ش) في كتاب باسم "التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي" دراسة مفصلة عن التسمية في صدر [[الإسلام]] والقرون اللاحقة، وبعد ذكر 29 نقطة أساسية استنتج أن مثل هذه التسميات لا تكشف عن العلاقة الحسنة بين الأشخاص،<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 477-488.</ref> كما أن عدم التسمية أيضا لا تكشف عن العداوة؛ إذ أن هذه الأسماء كانت رائجة قبل الخلفاء وبعدهم.<ref> الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 98-99.</ref> ومن جهة أخرى وبناء على رواية وردت عن [[الخليفة الثاني]] أن الإمام علي (ع) اعتبره كاذبا وخائنا،<ref>نیشابوری، المسند الصحیح، دار احیاء التراث العربی، ج3، ص1377.</ref> أو أن أبا بكر أساسا لم يكن اسما لشخص خاص، بل كنية يكنّى بها، ولم يسمّي شخص ابنه بالكنية.<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 427-472.</ref>
وقدّم السيد علي الشهرستاني (ولادة 1337 ش) في كتاب باسم "التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي" دراسة مفصلة عن التسمية في صدر [[الإسلام]] والقرون اللاحقة، وبعد ذكر 29 نقطة أساسية استنتج أن مثل هذه التسميات لا تكشف عن العلاقة الحسنة بين الأشخاص،<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 477-488.</ref> كما أن عدم التسمية أيضا لا تكشف عن العداوة؛ إذ أن هذه الأسماء كانت رائجة قبل الخلفاء وبعدهم.<ref> الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 98-99.</ref> ومن جهة أخرى وبناء على رواية وردت عن [[الخليفة الثاني]] أن الإمام علي (ع) اعتبره كاذبا وخائنا،<ref>نیشابوری، المسند الصحیح، دار احیاء التراث العربی، ج3، ص1377.</ref> أو أن أبا بكر أساسا لم يكن اسما لشخص خاص، بل كنية يكنّى بها، ولم يسمّي شخص ابنه بالكنية.<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 427-472.</ref>
مستخدم مجهول