انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شهادة السيدة فاطمة (ع)»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٣٧: سطر ٣٧:
|الأولاد=[[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]]، [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]]، [[زينب الكبرى|زينب]]، [[أم كلثوم بنت الإمام علي عليه السلام|أم كلثوم]]، [[محسن بن علي|المحسن]]
|الأولاد=[[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]]، [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]]، [[زينب الكبرى|زينب]]، [[أم كلثوم بنت الإمام علي عليه السلام|أم كلثوم]]، [[محسن بن علي|المحسن]]
}}
}}
إن الخلاف حول موضوع شهادة [[السيدة فاطمة]] عليها السلام أو موتها الطبيعي خلاف طويل يعود على قرون متمادية، فبناء على قول بعض الباحثين ورد في كتاب "التحريش" لضرار بن عمرو والذي ألف في القرن الثاني للهجرة، أن [[الشيعة]] تعتقد بأن فاطمة توفيت على أثر ما ضربها [[عمر بن الخطاب]].<ref>[https://www.valiasr-aj.com/persian/shownews.php?idnews=12364 «آیا اعتقاد به شهادت و مظلومیت حضرت زهرا سلام الله علیها دارای سابقه تاریخی می‌باشد؟»]، سایت تحقیقاتی ولی‌عصر(عج).</ref> وفي خبر آخر أن عبد الله بن يزيد الفزاري وهو من [[متكلم|متكلمي]] القرن الثاني للهجرة أشار في كتاب "الردود" إلى أن الشيعة تعتقد بأن فاطمة أسقطت جنينها بسبب ما أصابها من الضرب والإيذاء من قبل  بعض الصحابة.<ref>[https://www.kateban.com/post/4858 «شيعيان و "رافضه" در نيمه سده دوم قمری درباره ... واقعه شهادت حضرت زهراء (ع) چه باورهایی داشتند؟»]، حلقه کاتبان</ref> وقال [[محمد حسين كاشف الغطاء]] (وفاة [[1373 هـ]]) أن شعراء الشيعة في القرن الثاني والثالث أمثال [[الكميت الأسدي]]، {{و}}[[السيد الحميري]]، و[[دعبل الخزاعي]] وغيرهم أوردوا في أشعارهم وقصائدهم ما أصاب فاطمة {{ها}} من الظلم والاضطهاد.<ref> كاشف الغطاء، جنة المأوى، 1429 هـ، ص 62.</ref>
إن الخلاف حول موضوع شهادة [[السيدة فاطمة]] عليها السلام أو موتها الطبيعي خلاف طويل يعود على قرون متمادية، فبناء على قول بعض الباحثين ورد في كتاب "التحريش" لضرار بن عمرو والذي ألف في القرن الثاني للهجرة، أن [[الشيعة]] تعتقد بأن فاطمة توفيت على أثر ما ضربها [[عمر بن الخطاب]].<ref>[https://www.valiasr-aj.com/persian/shownews.php?idnews=12364 «آیا اعتقاد به شهادت و مظلومیت حضرت زهرا سلام الله علیها دارای سابقه تاریخی می‌باشد؟»]، سایت تحقیقاتی ولی‌عصر(عج).</ref> وفي خبر آخر أن عبد الله بن يزيد الفزاري وهو من [[متكلم|متكلمي]] القرن الثاني للهجرة أشار في كتاب "الردود" إلى أن الشيعة تعتقد بأن فاطمة أسقطت جنينها بسبب ما أصابها من الضرب والإيذاء من قبل  بعض الصحابة.<ref>[https://www.kateban.com/post/4858 «شيعيان و "رافضه" در نيمه سده دوم قمری درباره ... واقعه شهادت حضرت زهراء (ع) چه باورهایی داشتند؟»]، حلقه کاتبان</ref> وقال [[محمد حسين كاشف الغطاء]] (وفاة [[1373 هـ]]) أن شعراء الشيعة في القرن الثاني والثالث أمثال [[الكميت الأسدي]]، {{و}}[[السيد الحميري]]، {{و}}[[دعبل الخزاعي]] وغيرهم أوردوا في أشعارهم وقصائدهم ما أصاب فاطمة {{ها}} من الظلم والاضطهاد.<ref> كاشف الغطاء، جنة المأوى، 1429 هـ، ص 62.</ref>


وذكر عبد الكريم الشهرستاني (وفاة [[548 هـ]]) وهو باحث سني في الفرق الإسلامية، أن إبراهيم بن السيار الشهير بالنَظّام المعتزلي (وفاة [[221 هـ]]) كان يذهب أن فاطمة أسقطت جنينها إثر ما أصابها من ضرب [[عمر بن الخطاب]]،<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.</ref> وحسب ما أورده الشهرستاني فإن ما ذهب إليه النظام المعتزلي جعلته أن يبتعد عن أقرانه.<ref> الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.</ref>  
وذكر عبد الكريم الشهرستاني (وفاة [[548 هـ]]) وهو باحث سني في الفرق الإسلامية، أن إبراهيم بن السيار الشهير بالنَظّام المعتزلي (وفاة [[221 هـ]]) كان يذهب أن فاطمة أسقطت جنينها إثر ما أصابها من ضرب [[عمر بن الخطاب]]،<ref>الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.</ref> وحسب ما أورده الشهرستاني فإن ما ذهب إليه النظام المعتزلي جعلته أن يبتعد عن أقرانه.<ref> الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.</ref>  
وأشار الالقاضي عبد الجبار المعتزلي (وفاة [[415 هـ]]) في كتاب "تثبيت دلائل النبوة" إلى ما تعتقده [[الشيعة]] حول ما تلقته فاطمة من الضرب واللطم وإسقاط الجنين، كما ذكر أسماء بعض علماء الشيعة المعاصرين له في [[مصر]] و[[بغداد]] وبعض مناطق [[الشام]]، ويقول بأنهم يقيمون العزاء لفاطمة وابنها [[المحسن ابن علي|المحسن]].<ref> القاضي عبد الجبار، تثبيت دلائل النبوة، 2006 م، ج 2، ص595.</ref> وبالنسبة إلى كتب أهل السنة فإنها تعتبر من يعتقد بشهادة السيدة الزهراء (ع) [[رافضي|رافضيا]].<ref>ينظر: الصفدي، الوافي بالوفيات، 1420 هـ، ج 6، ص15؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 1405 هـ، ج 15، ص578؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 2002 م، ج 1، ص609.</ref>
وأشار الالقاضي عبد الجبار المعتزلي (وفاة [[415 هـ]]) في كتاب "تثبيت دلائل النبوة" إلى ما تعتقده [[الشيعة]] حول ما تلقته فاطمة من الضرب واللطم وإسقاط الجنين، كما ذكر أسماء بعض علماء الشيعة المعاصرين له في [[مصر]] {{و}}[[بغداد]] وبعض مناطق [[الشام]]، ويقول بأنهم يقيمون العزاء لفاطمة وابنها [[المحسن ابن علي|المحسن]].<ref> القاضي عبد الجبار، تثبيت دلائل النبوة، 2006 م، ج 2، ص595.</ref> وبالنسبة إلى كتب أهل السنة فإنها تعتبر من يعتقد بشهادة السيدة الزهراء (ع) [[رافضي|رافضيا]].<ref>ينظر: الصفدي، الوافي بالوفيات، 1420 هـ، ج 6، ص15؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 1405 هـ، ج 15، ص578؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 2002 م، ج 1، ص609.</ref>


=== جذور الخلاف ===
=== جذور الخلاف ===
يعود أساس الخلاف في قضية شهادة فاطمة إلى أنّ فاطمة توفيت بعد فترة قصيرة من [[رحيل النبي (ص)]] وأثناء النزاعات على [[الخلافة|خلافة النبي]]، فبعد أن [[البيعة|بايع]] جماعة من [[المهاجرين]] و[[الأنصار]] أبا بكر في [[سقيفة بني ساعدة]]، امتنع جماعة أخرى من [[الصحابة]] عن مبايعة [[أبي بكر]]، وذلك بناء على وصية النبي بالخلافة ل[[علي بن أبي طالب]]، وعليه أمر أبو بكر عمرَ بن الخطاب وجماعة أخرى أن يتوجهوا إلى بيت علي (ع) لأخذ البيعة منه، فهدّد عمر بإحراق البيت على من فيها إذا لم تتم البيعة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387 هـ، ج ‏3، ص202؛ ابن عبد ربه، العقد الفرید، 1407 هـ، ج 5، ص13.</ref>  وفي هذه الفترة واحتجاجا على [[مصادرة فدك]] من قبل عمّال أبي بكر، التقت فاطمة بأبي بكر  وطالبت منه إرجاع [[فدك]]،<ref>البلاذري، فتوح البلدان، 1956م، ص40 و 41.</ref> وبعد امتناع جهاز الخلافة من إرجاع فدك ألقت [[الخطبة الفدكية|خطبة احتجاجية]] في [[مسجد النبي]].<ref> شهیدی، زندگانی فاطمه زهرا علیهاالسلام، 1362ش، ص126-135.</ref>         
يعود أساس الخلاف في قضية شهادة فاطمة إلى أنّ فاطمة توفيت بعد فترة قصيرة من [[رحيل النبي (ص)]] وأثناء النزاعات على [[الخلافة|خلافة النبي]]، فبعد أن [[البيعة|بايع]] جماعة من [[المهاجرين]] {{و}}[[الأنصار]] أبا بكر في [[سقيفة بني ساعدة]]، امتنع جماعة أخرى من [[الصحابة]] عن مبايعة [[أبي بكر]]، وذلك بناء على وصية النبي بالخلافة ل[[علي بن أبي طالب]]، وعليه أمر أبو بكر عمرَ بن الخطاب وجماعة أخرى أن يتوجهوا إلى بيت علي (ع) لأخذ البيعة منه، فهدّد عمر بإحراق البيت على من فيها إذا لم تتم البيعة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387 هـ، ج ‏3، ص202؛ ابن عبد ربه، العقد الفرید، 1407 هـ، ج 5، ص13.</ref>  وفي هذه الفترة واحتجاجا على [[مصادرة فدك]] من قبل عمّال أبي بكر، التقت فاطمة بأبي بكر  وطالبت منه إرجاع [[فدك]]،<ref>البلاذري، فتوح البلدان، 1956م، ص40 و 41.</ref> وبعد امتناع جهاز الخلافة من إرجاع فدك ألقت [[الخطبة الفدكية|خطبة احتجاجية]] في [[مسجد النبي]].<ref> شهیدی، زندگانی فاطمه زهرا علیهاالسلام، 1362ش، ص126-135.</ref>         


وتتفق أغلب المصادر الشيعية أن المحسن وهو جنين فاطمة أُسقط إثر [[الهجوم على بيت الزهراء|الهجوم على البيت]]،<ref>الله اکبری، «محسن بن علی»، ص68-72. على سبيل المثال ينظر: مقدس اردبیلی، اصول دین، 1387ش، ص113-114؛ مفید، الاختصاص، 1413 هـ، ص 185.</ref> وهناك بعض مصادر [[أهل السنة]] تذهب أنه وُلد حيا، ثم مات طفلا،<ref> ابن قتيبة الدينوري، المعارف، 1960م، ص211.</ref>  وعلى رغم ذلك، فقد أشار شارح [[نهج البلاغة]] [[ابن أبي الحديد المعتزلي]] (وفاة [[656 هـ]]) في مناظرة مع أستاذه أبي جعفر  النقيب إلى أن المحسن أُسقط في أحداث أخذ [[البيعة]] من علي (ع)،<ref> ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404 هـ، ج 14، ص192–193.</ref>  كما ينسب هذا الرأي إلى إبراهيم بن السيار الشهير بالنَظّام المعتزلي (وفاة [[221 هـ]]).<ref> الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.</ref>                                               
وتتفق أغلب المصادر الشيعية أن المحسن وهو جنين فاطمة أُسقط إثر [[الهجوم على بيت الزهراء|الهجوم على البيت]]،<ref>الله اکبری، «محسن بن علی»، ص68-72. على سبيل المثال ينظر: مقدس اردبیلی، اصول دین، 1387ش، ص113-114؛ مفید، الاختصاص، 1413 هـ، ص 185.</ref> وهناك بعض مصادر [[أهل السنة]] تذهب أنه وُلد حيا، ثم مات طفلا،<ref> ابن قتيبة الدينوري، المعارف، 1960م، ص211.</ref>  وعلى رغم ذلك، فقد أشار شارح [[نهج البلاغة]] [[ابن أبي الحديد المعتزلي]] (وفاة [[656 هـ]]) في مناظرة مع أستاذه أبي جعفر  النقيب إلى أن المحسن أُسقط في أحداث أخذ [[البيعة]] من علي (ع)،<ref> ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404 هـ، ج 14، ص192–193.</ref>  كما ينسب هذا الرأي إلى إبراهيم بن السيار الشهير بالنَظّام المعتزلي (وفاة [[221 هـ]]).<ref> الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.</ref>                                               
سطر ٨٦: سطر ٨٦:


=== العلاقة الحسنة للإمام علي (ع) مع الخلفاء ===
=== العلاقة الحسنة للإمام علي (ع) مع الخلفاء ===
من القضايا التي يستدل بها أهل السنة لإنكار شهادة فاطمة الزهراء (ع) العلاقة الودّية بين [[الخلفاء الثلاث|الخلفاء]] والإمام علي (ع) وأهل بيته، ففي كتاب "فاطمة بنت النبي" حاول المؤلف إظهار أن [[الخليفة الأول]] و[[الخليفة الثاني|الثاني]] كانا يحبّان السيدة فاطمة (ع) كثيرا،<ref>ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص357، تا آخر، و ج5 از ابتدا تا ص89.</ref> ورغم هذا، يصرح المؤلف أن فاطمة بعد [[قضية فدك]] قطعت علاقتها بأبي بكر، ولم تبايعه.<ref>ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص521-523.</ref> ولمحمد النافع الكاتب السني كتاب باسم "رحماء بينهم"، حاول في كتابه أن يقول [[الخلفاء الثلاثة]] كانت لهم علاقة حسنة مع علي (ع)،<ref>[https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb185806-154633&search=books «رحماء بینهم»]، سایت نیل و فرات.</ref>  كما أن في مقال نشرتها مجلة نداء الإسلام الفصلية ذكر مؤلف المقال عدة مواقف عن علاقة الخلفاء مع الإمام علي (ع)، وأيضا علاقة نساء وبناتهم مع فاطمة (ع)، وسعى من خلالها إثبات أن هذه العلاقات لا تتلائم مع الإساءة لفاطمة وضربها والتعدي عليها.<ref> مرجانی، [http://sunnionline.us/farsi/2016/07/6823 «ارتباط و محبت خلفای ثلاثه با علی و فاطمه رضی‌الله عنهما»]، سایت سنی‌آنلاین.</ref>
من القضايا التي يستدل بها أهل السنة لإنكار شهادة فاطمة الزهراء (ع) العلاقة الودّية بين [[الخلفاء الثلاث|الخلفاء]] والإمام علي (ع) وأهل بيته، ففي كتاب "فاطمة بنت النبي" حاول المؤلف إظهار أن [[الخليفة الأول]] {{و}}[[الخليفة الثاني|الثاني]] كانا يحبّان السيدة فاطمة (ع) كثيرا،<ref>ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص357، تا آخر، و ج5 از ابتدا تا ص89.</ref> ورغم هذا، يصرح المؤلف أن فاطمة بعد [[قضية فدك]] قطعت علاقتها بأبي بكر، ولم تبايعه.<ref>ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص521-523.</ref> ولمحمد النافع الكاتب السني كتاب باسم "رحماء بينهم"، حاول في كتابه أن يقول [[الخلفاء الثلاثة]] كانت لهم علاقة حسنة مع علي (ع)،<ref>[https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb185806-154633&search=books «رحماء بینهم»]، سایت نیل و فرات.</ref>  كما أن في مقال نشرتها مجلة نداء الإسلام الفصلية ذكر مؤلف المقال عدة مواقف عن علاقة الخلفاء مع الإمام علي (ع)، وأيضا علاقة نساء وبناتهم مع فاطمة (ع)، وسعى من خلالها إثبات أن هذه العلاقات لا تتلائم مع الإساءة لفاطمة وضربها والتعدي عليها.<ref> مرجانی، [http://sunnionline.us/farsi/2016/07/6823 «ارتباط و محبت خلفای ثلاثه با علی و فاطمه رضی‌الله عنهما»]، سایت سنی‌آنلاین.</ref>


وذكر المتكلم الشيعي [[السيد المرتضى]] (وفاة [[436 هـ]]) بأن ما كان يقدّمه الإمام علي (ع) للخلفاء من استشارة ونصح لا يستفاد منه أنه كان يتعاون معهم؛ إذ أن التنبيه على الصواب في [[الأحكام]] والدفاع عن المسلمين واجب على كل عالم.<ref>السيد المرتضى، الشافي في الإمامة، 1410 هـ، ج 3، ص251.</ref> كما ناقش مؤلف موسوعة "روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفاء" (العلاقات السياسية للإمام علي (ع) مع الخلفاء) 107 موقف من استشارات الإمام علي (ع) للخلفاء، ثم استنتج أن هذه الاستشارات لا تكشف عن موافقة الإمام علي (ع) للخلفاء وتعاطفه معهم؛ إذ لم تكن استشاراتهم موجهة بصورة خاصة للإمام، بل كانت في ندواتهم ومجالسهم العامة وعند استفسارهم من عامة الناس، وليس أن الخلفاء قد عينوا عليا (ع) وزيراً ومستشاراً لهم، بل كان علي في عزلة سياسية يعمل في الزارعة وحفر الآبار، وإذا استشار الخلفاء الإمامَ عليا (ع) فكان ذلك لا محيص لهم ولحل العُقد والمشكلات.<ref>لباف، دانشنامه روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفا، 1388ش، ص73-76.</ref>
وذكر المتكلم الشيعي [[السيد المرتضى]] (وفاة [[436 هـ]]) بأن ما كان يقدّمه الإمام علي (ع) للخلفاء من استشارة ونصح لا يستفاد منه أنه كان يتعاون معهم؛ إذ أن التنبيه على الصواب في [[الأحكام]] والدفاع عن المسلمين واجب على كل عالم.<ref>السيد المرتضى، الشافي في الإمامة، 1410 هـ، ج 3، ص251.</ref> كما ناقش مؤلف موسوعة "روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفاء" (العلاقات السياسية للإمام علي (ع) مع الخلفاء) 107 موقف من استشارات الإمام علي (ع) للخلفاء، ثم استنتج أن هذه الاستشارات لا تكشف عن موافقة الإمام علي (ع) للخلفاء وتعاطفه معهم؛ إذ لم تكن استشاراتهم موجهة بصورة خاصة للإمام، بل كانت في ندواتهم ومجالسهم العامة وعند استفسارهم من عامة الناس، وليس أن الخلفاء قد عينوا عليا (ع) وزيراً ومستشاراً لهم، بل كان علي في عزلة سياسية يعمل في الزارعة وحفر الآبار، وإذا استشار الخلفاء الإمامَ عليا (ع) فكان ذلك لا محيص لهم ولحل العُقد والمشكلات.<ref>لباف، دانشنامه روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفا، 1388ش، ص73-76.</ref>
سطر ٩٨: سطر ٩٨:
وقدّم السيد علي الشهرستاني (ولادة 1337 ش) في كتاب باسم "التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي" دراسة مفصلة عن التسمية في صدر [[الإسلام]] والقرون اللاحقة، وبعد ذكر 29 نقطة أساسية استنتج أن مثل هذه التسميات لا تكشف عن العلاقة الحسنة بين الأشخاص،<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 477-488.</ref> كما أن عدم التسمية أيضا لا تكشف عن العداوة؛ إذ أن هذه الأسماء كانت رائجة قبل الخلفاء وبعدهم.<ref> الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 98-99.</ref> ومن جهة أخرى وبناء على رواية وردت عن [[الخليفة الثاني]] أن الإمام علي (ع) اعتبره كاذبا وخائنا،<ref>نیشابوری، المسند الصحیح، دار احیاء التراث العربی، ج3، ص1377.</ref> أو أن أبا بكر أساسا لم يكن اسما لشخص خاص، بل كنية يكنّى بها، ولم يسمّي شخص ابنه بالكنية.<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 427-472.</ref>
وقدّم السيد علي الشهرستاني (ولادة 1337 ش) في كتاب باسم "التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي" دراسة مفصلة عن التسمية في صدر [[الإسلام]] والقرون اللاحقة، وبعد ذكر 29 نقطة أساسية استنتج أن مثل هذه التسميات لا تكشف عن العلاقة الحسنة بين الأشخاص،<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 477-488.</ref> كما أن عدم التسمية أيضا لا تكشف عن العداوة؛ إذ أن هذه الأسماء كانت رائجة قبل الخلفاء وبعدهم.<ref> الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 98-99.</ref> ومن جهة أخرى وبناء على رواية وردت عن [[الخليفة الثاني]] أن الإمام علي (ع) اعتبره كاذبا وخائنا،<ref>نیشابوری، المسند الصحیح، دار احیاء التراث العربی، ج3، ص1377.</ref> أو أن أبا بكر أساسا لم يكن اسما لشخص خاص، بل كنية يكنّى بها، ولم يسمّي شخص ابنه بالكنية.<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 427-472.</ref>


ويعتقد العالم السني الشهير [[ابن تيمية الحراني]] (وفاة [[728 هـ]]) أن التسمية باسم أحد لا يدل على محبته، كما أن [[النبي (ص)]] و[[الصحابة]] كانوا يستخدمون أسماء الكفار للتسمية،<ref>ابن‌تیمیه، منهاج السنة، 1406 هـ، ج 1، ص41-42.</ref> ويقول السيد علي الشهرستاني أن هناك رسالتين أخريين كتبتا حول تسمية أولاد الأئمة باسم الخلفاء إحداها [[الوحيد البهبهاني|للوحيد البهبهاني]] (وفاة [[1205 هـ]])، والأخرى [[محمد بن سليمان التنكابني|للتنكابني]] (وفاة [[1302 هـ]]) مؤلف كتاب قصص العلماء.<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 14.</ref>
ويعتقد العالم السني الشهير [[ابن تيمية الحراني]] (وفاة [[728 هـ]]) أن التسمية باسم أحد لا يدل على محبته، كما أن [[النبي (ص)]] {{و}}[[الصحابة]] كانوا يستخدمون أسماء الكفار للتسمية،<ref>ابن‌تیمیه، منهاج السنة، 1406 هـ، ج 1، ص41-42.</ref> ويقول السيد علي الشهرستاني أن هناك رسالتين أخريين كتبتا حول تسمية أولاد الأئمة باسم الخلفاء إحداها [[الوحيد البهبهاني|للوحيد البهبهاني]] (وفاة [[1205 هـ]])، والأخرى [[محمد بن سليمان التنكابني|للتنكابني]] (وفاة [[1302 هـ]]) مؤلف كتاب قصص العلماء.<ref>الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 14.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
سطر ١٥٨: سطر ١٥٨:
{{عمر بن الخطاب}}
{{عمر بن الخطاب}}


[[Category:السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث حياة السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث السنة الحادية عشر للهجرة]]
[[Category:اختلافات بين الشيعة والسنة]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مقالات مترجمة من المقالات الصالحة للترجمة]]
[[Category:السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث حياة السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث السنة الحادية عشر للهجرة]]
[[Category:اختلافات بين الشيعة والسنة]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مقالات مترجمة من المقالات الصالحة للترجمة]]
[[Category:السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث حياة السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث السنة الحادية عشر للهجرة]]
[[Category:اختلافات بين الشيعة والسنة]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مقالات مترجمة من المقالات الصالحة للترجمة]]
[[Category:السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث حياة السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث السنة الحادية عشر للهجرة]]
[[Category:اختلافات بين الشيعة والسنة]]
[[Category:مقالات ذات أولوية ألف]]
[[Category:مقالات مترجمة من المقالات الصالحة للترجمة]]
[[Category:السيدة الزهراء]]
[[Category:السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث حياة السيدة الزهراء]]
[[Category:أحداث حياة السيدة الزهراء]]
مستخدم مجهول