انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النبي يوسف (ع)»

ط
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٤٧: سطر ٤٧:


==حياته==
==حياته==
لقد حكى [[القرآن الكريم]] قصة حياة يوسف، وذلك بدء من مرحلة صباه وإلقاءه في البئر على يد إخوته حتى وصوله إلى مكانة عالية في حكومة [[مصر]]،<ref>سورة يوسف، الآيات 8 حتی 100.</ref> وعدّها أحسن القصص.<ref>سورة يوسف، الآية 3.</ref>
لقد حكى [[القرآن الكريم]] قصة حياة يوسف، وذلك بدء من مرحلة صباه وإلقاءه في البئر على يد إخوته حتى وصوله إلى مكانة عالية في حكومة [[مصر]]،<ref>يوسف: الآيات 8 حتی 100.</ref> وعدّها أحسن القصص.<ref>يوسف: 3.</ref>
===إلقاءه في البئر ونجاته وانتقاله إلى مصر===
===إلقاءه في البئر ونجاته وانتقاله إلى مصر===
[[ملف:یوسف و چاه.jpg|250px|تصغير|يمين|صورة تمثیلیة علی القاشاني تحكي إلقاء یوسف في البئر ]]
[[ملف:یوسف و چاه.jpg|250px|تصغير|يمين|صورة تمثیلیة علی القاشاني تحكي إلقاء یوسف في البئر ]]
كان إخوة يوسف يعتقدون أن أباهم يعقوب يحبّ يوسف وبنيامين أكثر منهم وكانوا مستائين بهذا السبب.<ref>سورة يوسف، الآية 8.</ref> فذات يوم استأذنوا أباهم أن يذهبوا بيوسف معهم إلى الصحرا  عند رعي الأغنام حتى يلعب.<ref>سورة يوسف، الآية 12.</ref> ولكن بحسب ما نقله الطباطبائي عن التوراة أن يعقوب هو الذي طلب من يوسف أن یصحب إخوته، ليتأكد من سلامة إخوته وسلامة الأغنام<ref>الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 11، ص 261، نقلاً عن الإصحاح ٣٧ من سفر التكوين.</ref>
كان إخوة يوسف يعتقدون أن أباهم يعقوب يحبّ يوسف وبنيامين أكثر منهم وكانوا مستائين بهذا السبب.<ref>يوسف: 8.</ref> فذات يوم استأذنوا أباهم أن يذهبوا بيوسف معهم إلى الصحرا  عند رعي الأغنام حتى يلعب.<ref>يوسف: 12.</ref> ولكن بحسب ما نقله الطباطبائي عن التوراة أن يعقوب هو الذي طلب من يوسف أن یصحب إخوته، ليتأكد من سلامة إخوته وسلامة الأغنام<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 11، ص 261، نقلاً عن الإصحاح 37 من سفر التكوين.</ref>


وبعد أن أذن لهم يعقوب اصطحبوا يوسف معهم وألقوه في بئر،<ref>سورة يوسف، الآية 10.</ref> ورجعوا إلى أبيهم باكين وقالوا له إنا غفلنا عن يوسف فأكله الذئب،<ref>سورة يوسف،‌ الآية 16 - 17.</ref>
وبعد أن أذن لهم يعقوب اصطحبوا يوسف معهم وألقوه في بئر،<ref>يوسف: 10.</ref> ورجعوا إلى أبيهم باكين وقالوا له إنا غفلنا عن يوسف فأكله الذئب،<ref>يوسف: 16 - 17.</ref>
لكن يعقوب لم يصدّقهم،<ref>سورة يوسف،‌ الآية 18.</ref> وأخذ يبكي على فراق يوسف فطال بكائه لأعوام إلى أن ذهبت عيناه.<ref>سورة يوسف، الآية 84.</ref>
لكن يعقوب لم يصدّقهم،<ref>يوسف: 18.</ref> وأخذ يبكي على فراق يوسف فطال بكائه لأعوام إلى أن ذهبت عيناه.<ref>يوسف: 84.</ref>


ومن جانبه اتفق أن مرّت قافة بالبئر فأخرجوا يوسف منها،<ref>سورة يوسف، الآية 19.</ref> وذهبوا به معهم إلى [[مصر]] ليبيعوه عبداً، فاشتراه [[عزيز مصر]] وهكذا انتقل يوسف إلى قصر عزيز مصر.<ref>سورة يوسف، الآية 21.</ref>
ومن جانبه اتفق أن مرّت قافة بالبئر فأخرجوا يوسف منها،<ref>يوسف: 19.</ref> وذهبوا به معهم إلى [[مصر]] ليبيعوه عبداً، فاشتراه [[عزيز مصر]] وهكذا انتقل يوسف إلى قصر عزيز مصر.<ref>يوسف: 21.</ref>


===همّ زليخا بيوسف لجماله===
===همّ زليخا بيوسف لجماله===
أكدت مصادر قصص القرآن أن يوسف كان له حظّ وافر من الجمال.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، 1423 هـ، ص 217.</ref> فأحبّته [[زليخا]] امرأة عزيز مصر، وهمّت به، فتعفّف يوسف وأبى أن يستسلم لطلبها.<ref>سورة يوسف، الآية 23.</ref> وعندما علم الناس بهوى زليخا ليوسف أخذت بعض النساء تلوم زليخا، فأقامت مجلسا ودعتهنّ للحضور فيه وأمرت أن تُقدَّم لکل منهنّ سكّينة وفاكهة وعندها دعت يوسف إلى المجلس، فما إن رأينه حتى قطعن أيديهن.<ref>سورة يوسف، الآية 30 - 31.</ref>
أكدت مصادر قصص القرآن أن يوسف كان له حظّ وافر من الجمال.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 217.</ref> فأحبّته [[زليخا]] امرأة عزيز مصر، وهمّت به، فتعفّف يوسف وأبى أن يستسلم لطلبها.<ref>يوسف: 23.</ref> وعندما علم الناس بهوى زليخا ليوسف أخذت بعض النساء تلوم زليخا، فأقامت مجلسا ودعتهنّ للحضور فيه وأمرت أن تُقدَّم لکل منهنّ سكّينة وفاكهة وعندها دعت يوسف إلى المجلس، فما إن رأينه حتى قطعن أيديهن.<ref>يوسف: 30 - 31.</ref>
وبعد ذلك اليوم بدأت نساء يطلبن يوسف لأنفسهنّ، فدعا يوسف ربّه أن يخلّصه منهن وقال: {{قرآن|رَ‌بِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}}، فما إن مضت أيام حتى سجن يوسف بأمر زليخا.<ref> الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، 1423 هـ، ص 221؛ سورة يوسف، الآية 33-35.</ref>
وبعد ذلك اليوم بدأت نساء يطلبن يوسف لأنفسهنّ، فدعا يوسف ربّه أن يخلّصه منهن وقال: {{قرآن|رَ‌بِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}}، فما إن مضت أيام حتى سجن يوسف بأمر زليخا.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 221؛ يوسف: 33 - 35.</ref>


===تعبير رؤيا الملك وتفويض أمور مصر إليه===
===تعبير رؤيا الملك وتفويض أمور مصر إليه===
كان يوسف يعرف علم تعبير الرؤيا، ففي المدة التي كان في السجن، حكى سجينان رؤياهما على يوسف، فعبّر منامهما: أن أحدهما سيقتل والآخر سيطلق سراحه، وسيصبح من المقربين للملك، فتحقق تعبيره.<ref>سورة يوسف الآية 41.</ref> ثم رأى الملك في منامه أنّ {{قرآن|سَبْعَ بَقَرَ‌اتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ‌ وَأُخَرَ‌ يَابِسَاتٍ}} .<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، 1423 هـ، ص 223؛ سورة يوسف، الآية 43.</ref> فعجز المعبّرون عن تعبيره، فتذكّر السجین الذي نجى من السجن أن يوسف خبير بتعبير الرؤيا، فأخبر الملك به.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، 1423 هـ، ص 223؛ سورة يوسف، الآية 44 - 45.</ref>
كان يوسف يعرف علم تعبير الرؤيا، ففي المدة التي كان في السجن، حكى سجينان رؤياهما على يوسف، فعبّر منامهما: أن أحدهما سيقتل والآخر سيطلق سراحه، وسيصبح من المقربين للملك، فتحقق تعبيره.<ref>يوسف: 41.</ref> ثم رأى الملك في منامه أنّ {{قرآن|سَبْعَ بَقَرَ‌اتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ‌ وَأُخَرَ‌ يَابِسَاتٍ}}.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 223؛ يوسف: 43.</ref> فعجز المعبّرون عن تعبيره، فتذكّر السجین الذي نجى من السجن أن يوسف خبير بتعبير الرؤيا، فأخبر الملك به.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 223؛ يوسف: 44 - 45.</ref>
فأرسل الملك إليه ليعبر منامه، فقال يوسف سيأتي عليكم سبعة أعوام تمطر السماء وتكون الخصوبة، ثم تاتي سبعة أعوام تصابون فيها بالمجاعة، فأكد لهم يوسف أن يزرعوا في السبع الأولى ويدخروا ما يحصدونها في سنبله، حتى لا يفسد.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، 1423 هـ، ص 223؛ سورة يوسف، الآية 47-49.</ref>
فأرسل الملك إليه ليعبر منامه، فقال يوسف سيأتي عليكم سبعة أعوام تمطر السماء وتكون الخصوبة، ثم تاتي سبعة أعوام تصابون فيها بالمجاعة، فأكد لهم يوسف أن يزرعوا في السبع الأولى ويدخروا ما يحصدونها في سنبله، حتى لا يفسد.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 223؛ يوسف: 47 - 49.</ref>


فلما سمع الملك بتعبير یوسف استحسنه ودعاه إليه، لكن عندما أتى رسول الملك إلى السجن قال له يوسف اسأل الملك {{قرآن|مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}} فدعا الملك النساء إلى قصره وسألهن عن القصة، فشهدت النساء ببراءة يوسف كما اعترفت [[زليخا]] بذنبها.<ref>سورة يوسف الآية 50 - 51.</ref>
فلما سمع الملك بتعبير یوسف استحسنه ودعاه إليه، لكن عندما أتى رسول الملك إلى السجن قال له يوسف اسأل الملك {{قرآن|مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}} فدعا الملك النساء إلى قصره وسألهن عن القصة، فشهدت النساء ببراءة يوسف كما اعترفت [[زليخا]] بذنبها.<ref>يوسف: 50 - 51.</ref>


فأمر الملك بإطلاق سراح يوسف، فقرّبه إلى نفسه واختاره وزيرا له.<ref>سورة يوسف، الآية 54.</ref><ref>[http://lib.eshia.ir/22029/1/188/%D9%85%D8%A7_%D8%A8%D8%A7%D9%84_%DB%8C%D9%88%D8%B3%D9%81 لجزائري، النور المبين، ص 188.]</ref>
فأمر الملك بإطلاق سراح يوسف، فقرّبه إلى نفسه واختاره وزيرا له.<ref>يوسف: 54.</ref><ref>[http://lib.eshia.ir/22029/1/188/%D9%85%D8%A7_%D8%A8%D8%A7%D9%84_%DB%8C%D9%88%D8%B3%D9%81 لجزائري، النور المبين، ص 188.]</ref>


===زواجه وأولاده===
===زواجه وأولاده===
روي أن يوسف تزوج في مصر، وكان له ابنان أحدهما إفرائيم وهو جدّ [[النبي يوشع]]، والآخر ميشا.<ref>المسعودي، إثبات الوصية، 1384 ش، ص 49.</ref>
روي أن يوسف تزوج في مصر، وكان له ابنان أحدهما إفرائيم وهو جدّ [[النبي يوشع]]، والآخر ميشا.<ref>المسعودي، إثبات الوصية، ص 49.</ref>
كما ورد في بعض الروايات أن يوسف تزوج من زليخا بعد أن أصبح عزيز مصر،<ref>قطب الدين الراوندي، قصص الأنبياء، 1430 هـ، ص 351.</ref> وقد روي أنه دعا لزليخا، فرجع شبابها، ثم تزوجها.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، 1423 هـ، ص 234.</ref>
كما ورد في بعض الروايات أن يوسف تزوج من زليخا بعد أن أصبح عزيز مصر،<ref>قطب الدين الراوندي، قصص الأنبياء، ص 351.</ref> وقد روي أنه دعا لزليخا، فرجع شبابها، ثم تزوجها.<ref>الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 234.</ref>
وذكر البعض أن ابني يوسف (أفرايم ومنشا) كلاهما من زلیخا.<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، بور سعید، ج 3، ص 69؛ ابن کثیر، البداية والنهاية، 1407 هـ، ج 1، ص 210.</ref>
وذكر البعض أن ابني يوسف (أفرايم ومنشا) كلاهما من زلیخا.<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، بور سعید، ج 3، ص 69؛ ابن کثیر، البداية والنهاية، ج 1، ص 210.</ref>
[[ملف:یوسف پیامبر...jpg|تصغير|ملصق لمسلسل «يوسف الصديق» من إنتاج إيران]]
[[ملف:یوسف پیامبر...jpg|تصغير|ملصق لمسلسل «يوسف الصديق» من إنتاج إيران]]


===لقاء يوسف بإخوته===
===لقاء يوسف بإخوته===
بعد أن حان فترة المجاعة الذي أخبر به يوسف في تعبيره لرؤيا الملك، ضاق العيش على الناس في  بعض البلاد ومنها [[كنعان]]، فذهب إخوة يوسف إلى مصر لشراء الطعام، فعندما رأى يوسف إخوته عرفهم لكنهم لم يعرفوه، فأحسن إليهم يوسف وعاملهم معاملة حسنة،<ref>[http://lib.eshia.ir/22029/1/189 الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 189.]</ref> كما أرسل قميصه لأبيه فـ«أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْ‌تَدَّ بَصِيراً».<ref>سورة يوسف، الآية 93-96.</ref>  
بعد أن حان فترة المجاعة الذي أخبر به يوسف في تعبيره لرؤيا الملك، ضاق العيش على الناس في  بعض البلاد ومنها [[كنعان]]، فذهب إخوة يوسف إلى مصر لشراء الطعام، فعندما رأى يوسف إخوته عرفهم لكنهم لم يعرفوه، فأحسن إليهم يوسف وعاملهم معاملة حسنة،<ref>[http://lib.eshia.ir/22029/1/189 الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 189.]</ref> كما أرسل قميصه لأبيه فـ«أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْ‌تَدَّ بَصِيراً».<ref>يوسف: 93 - 96.</ref>  
ثم توجه يعقوب مع أهله إلى مصر.<ref>[http://lib.eshia.ir/22029/1/197/%DB%8C%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8_%D9%85%D8%B5%D8%B1 الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 197.]</ref><ref>سورة يوسف، الآية99 - 100.</ref>
ثم توجه يعقوب مع أهله إلى مصر.<ref>[http://lib.eshia.ir/22029/1/197/%DB%8C%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8_%D9%85%D8%B5%D8%B1 الجزائري، النورالمبين في قصص الأنبياء والمرسلين، ص 197.]</ref><ref>يوسف: 99 - 100.</ref>


==ترك الأولي==
==ترك الأولي==
مستخدم مجهول