انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صدام حسين»

من ويكي شيعة
imported>Saeedi
imported>Saeedi
سطر ١٢٩: سطر ١٢٩:
===مجزرة الدجيل===
===مجزرة الدجيل===
{{مفصلة|مجزرة الدجيل}}
{{مفصلة|مجزرة الدجيل}}
في شهر [[رمضان]] سنة [[1402 هـ]] زار صدام حسين مدينة الدجيل، _وهي مدينة بها تعداد كبير من السكان [[الشيعة]] _،<ref>[https://www.maghress.com/alittihad/102981 "صدام يتحدث عن قضية الدجيل التي أعدم بسببها".]</ref> وهناك أُطلقت عليه النيران من قبل بعض أعضاء [[حزب الدعوة]] في محاولة لاغتياله، ولكنه باء بالفشل، وإثر ذلك هجمت القوات البعثية بدعم القوات الجوية على المدينة، وتم اعتقال  المئات من النساء والرجال والأطفال، وتعرّض عدد كبير منهم للتعذيب الذي انتهى بوفاتهم، كما أصدر الحكم ب[[الإعدام]]  على الكثير منهم،<ref>[http://www.toraseyat.com/2016/07/08/%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AC%D9%8A%D9%84-96-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D9%8F%D8%B9%D9%92%D8%AF%D9%90%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%B4%D9%86%D9%82%D8%A7%D9%8B-%D9%88-25/ "مذبحة الدجيل"]</ref> والذين قتلوا في هذه المذبحة يصل عددهم إلى  148 شخصا،<ref>الأسدي، موجز تاريخ العراق السياسي الحديث، ص 173.</ref>  ولم تكتف الحكومة بذلك بل قامت بتدمير أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.<ref>[http://www.toraseyat.com/2016/07/08/%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AC%D9%8A%D9%84-96-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D9%8F%D8%B9%D9%92%D8%AF%D9%90%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%B4%D9%86%D9%82%D8%A7%D9%8B-%D9%88-25/ "مذبحة الدجيل"]</ref>
في شهر [[رمضان]] سنة [[1402 هـ]] زار صدام حسين مدينة الدجيل، _وهي مدينة بها تعداد كبير من السكان [[الشيعة]] _،<ref>[https://www.maghress.com/alittihad/102981 "صدام يتحدث عن قضية الدجيل التي أعدم بسببها".]</ref> وهناك أُطلقت عليه النيران من قبل بعض أعضاء [[حزب الدعوة]] في محاولة لاغتياله، ولكنه باء بالفشل، وإثر ذلك هجمت القوات البعثية بدعم القوات الجوية على المدينة، وتم اعتقال  المئات من النساء والرجال والأطفال، وتعرّض عدد كبير منهم للتعذيب الذي انتهى بوفاتهم، كما أصدر الحكم ب[[الإعدام]]  على الكثير منهم،<ref>[http://www.toraseyat.com/2016/07/08/%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AC%D9%8A%D9%84-96-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D9%8F%D8%B9%D9%92%D8%AF%D9%90%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%B4%D9%86%D9%82%D8%A7%D9%8B-%D9%88-25/ "مذبحة الدجيل"]</ref> والذين قتلوا في هذه المذبحة يصل عددهم إلى  148 شخصا،<ref>الأسدي، موجز تاريخ العراق السياسي الحديث، ص 173.</ref>  وإضافة إلى ذلك قامت الحكومة بتدمير أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.<ref>[http://www.toraseyat.com/2016/07/08/%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AC%D9%8A%D9%84-96-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D9%8F%D8%B9%D9%92%D8%AF%D9%90%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%B4%D9%86%D9%82%D8%A7%D9%8B-%D9%88-25/ "مذبحة الدجيل"]</ref>


وفي سنة 2006 م أصدر حكم بالإعدام على صدام حسين بسبب مذبحة الدجيل، وأعدم إثره.<ref>خضر، إعدام رئيس بداية ونهاية صدام حسين، ص 317.</ref>
وفي سنة 2006 م أصدر حكم بالإعدام على صدام حسين بسبب مذبحة الدجيل، وأعدم إثره.<ref>خضر، إعدام رئيس بداية ونهاية صدام حسين، ص 317.</ref>

مراجعة ٠٩:٣١، ١ نوفمبر ٢٠١٩

صدام حسين
معلومات شخصية
اللقبالتكريتي
المهنةعسكري _ سياسي
تاريخ الولادة1937 م
مكان الولادةالعراق
تاريخ الوفاة2006 م
مكان الوفاةالعراق
سبب الوفاةالإعدام
الزوجةساجدة - سميرة شاهبندر
الأبناءعدي وقصي وعلي
معلومات دينية ومذهبية
الدينالإسلام
المذهبأهل السنة
الانتماء السياسيعضو في حزب البعث العراقي
الجنسيةعراقي


صدام حسين (1937 - 2006 م)، رئيس جمهورية العراق من سنة 1979 إلى 2003 م، وعضو في حزب البعث العراقي، والذي أصبح نائب رئيس الجمهورية بعد انقلاب حزب البعث في سنة 1968 م، وتولّى الرئاسة في سنة 1979 م.

لقد كان صدام يُولي أهمية كبيرة للفكر القومي العربي، ويعتقد أن على المرء النظر إلى أبعد من الدين ليتقدّم بالثورة، وقيد العزاء الحسيني ومنع مسيرة الأربعين، وبذل الجهود من أجل تضعيف المؤسسات الدينية والحوزات العلمية، ووفقا لما قاله الإمام الخميني أفتى السيدُ محسن الحكيم بأن قيادات حزب البعث بما فيهم صدام من المشركين.

ولقد أعدمَ صدام آلافا من معارضيه، وقمَع جميع الانتفاضات التي حدثت في فترة رئاسته، واستخدم القنابل الكيماوية في العراق وإيران، وقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين، واعتبرته مجلة نيويورك تايمز أقسى إنسان في القرن الراهن.

شن صدام في سنة 1980 م حربا على إيران، استمرت لمدّة 8 سنوات، أسفرت عن مقتل 400 ألف شخص من كلا الطرفين، وخسائر تبلغ مئات المليارات من الدولارات لكلا البلدين، ثم غزا الكويت، ولكنه انسحب منها بعد أشهر قليلة؛ بسبب هجمات قوات الائتلاف العسكري بقيادة أمريكا.

وفي سنة 2003 م غزت أمريكا العراقَ، وألقت القبض على صدام في نفس السنة، وتمّ إعدامه في سنة 2006 م، لما قام به مِن مجازر بحق الشعب العراقي ومنها مجزرة الدجيل.

حياته

صدام في طفولته

ولد صدام حسين في عائلة سنية سنة 1937 م[١] في قرية العوجة التابعة لمحافظة تكريت،[٢] وقد عمل في طفولته بالرعي مع زوج والدته،[٣] وأمضى سنوات من حياته مع والدته صبحة وزوجها حتى انتقل إلى بغداد للعيش مع خاله خير الله طلفاح،[٤] وحاول الالتحاق بأكاديمية بغداد العسكرية، ولكنه فشل في الامتحان.[٥]

أسرته

تزوج صدام في سنة 1963 م مِن بنت خاله ساجدة،[٦] وأنجب منها: ابنين وهما عُدي وقُصي، الذين قتلتهما القوات الأمريكية عند احتلالها العراق، وثلاث بنات، تزوجت اثنتان منهما من الأخوين حسين كامل وصدام كامل،[٧] الذين قُتلا بأمر من صدام عقب عودتهما إلى العراق؛ بعدما فرّا سنة 1995 م إلى الأردن نتيجة خلاف بين حسين كامل وعدي صدام،[٨] وقد تزوج صدام مرة ثانية من "سميرة شاهبندر" وأنجب منها ابنه علي.[٩]

عضويته في حزب البعث

التحق صدام بحزب البعث العراقي،[١٠] وشارك سنة 1959 م مع جماعة من البعثيين في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء حينها، ولكن المحاولة فشلت،[١١] فهرب صدام إلى سوريا ثم إلى مصر، وفي سنة 1962 م عاد إلى بغداد،[١٢] واعتقل بعد فترة قصيرة، وانتخب حينها أمينا لحزب البعث، وفي سنة 1966 م هرب من السجن، وبدأ حياته السرية.[١٣]

وفي سنة 1968 م نجح انقلاب حزب البعث على السلطة، وعُيِّن أحمد حسن البكر رئيسا للبلد، وفي السنة التالية أصبح صدام نائبا له،[١٤] وفي سنة 1979 م اضطرّ صدامُ أحمدَ حسن البكر إلى الاستقالة، وأصبح رئيسا للبلد، وقائدا عاما للقوات المسلحة، وأمينا عامّا لحزب البعث،[١٥] ومن أهم الأحداث في فترة رئاسة أحمد حسن البكر ونيابة صدام تأميم شركة نفط العراق.[١٦]

تعامله مع الدين والعنصرية

صدام في الزي العربي

كان لحزب البعث بمن فيهم صدام حسين ثلاثة شعارات رئيسية: الوحدة، والحرية، والاشتراكية،[١٧] كما كان للفكر القومي العربي دورٌ مهم في معتقداتهم، ومن هنا يرى الباحثون في السياسة أن الدين والمذهب لم يكن مِن هواجس حكام العراق، وكذلك لم تكن مكانة للدين والعلماء في الهيكل القانوني، والحقوقي، والحكومي للعراق.[١٨]

قام حزب البعث الاشتراكي قبل تولّي السلطة بتكريم الدين والإشادة بذكره، ولكنه بعد ذلك انطلق يعارض الدين.[١٩]

واعترف هذا الحزب بالإسلام كدين وحركة عربية، كان هدفها إحياء العروبة وتكاملها، [٢٠] وكان صدام من أتباع المذهب السني،[٢١] وعلى الرغم من أنه كان يحاول أن يظهر نفسه دينيا، فقد كان يعتقد أنه يجب أن يُنظر إلى أبعد من الدين مِن أجل التقدّم بالثورة،[٢٢] ومِن أجل التماسك القومي كان يعتقد بأنه يجب على الدولة أن تترك نشر أي مذهب إسلامي.[٢٣]

وكان صدام يعتقد بأن فلسفة حزب البعث ليست دينية بل هي دنيوية، إلا أنه في الظاهر كان يقول: لا ينبغي للحزب أن يرفض المعتقدات الدينية للشعب.[٢٤]

وبذل صدام بعد وفاة السيد محسن الحكيم زعيم الحوزة العلمية في النجف، جهودا كثيرة لتضعيف الحوزة العلمية والقضاء عليها،[٢٥] وكان الإمام الخميني معتقدا بأن صدام حسين بغض النظر عن تظاهره بالإسلام، شخصٌ يسعى لتدمير الإسلام والحوزة العلمية في النجف.[٢٦]

وفقا لما قاله الإمام الخميني، أفتى السيد محسن الحكيم -المرجع الكبير الشيعي في عصره- بأن قادةَ حزب البعث من المشركين.[٢٧]

عرقلة المراسيم الدينية

"لا يتمكن هذا الحاكم (صدام) من مواصلة حكمه؛ حيث يحكم على الناس بالعنف ويمنع الناس من حقوقهم الأولى وحريتهم في أداء المراسيم الدينية؛ فإنه لا يمكن الحكم على الناس بالعنف والسلطة دائما"



السيد محمد الصدر[٢٨]

بعد مضي فترة على حكومة حزب البعث العراقي واجهت المراسيم الدينية للشيعة مشكلات وصراعات،[٢٩] وأصدرت حكومة العراق في عهد رئاسة أحمد حسن البكر ونيابة صدام حسين في سنة 1977 م أوامر بتقييد أو منع الشعائر الحسينية؛ حيث منعت إقامة أيّ موكب في أيام الزيارة الأربعينية للإمام الحسينعليه السلام، ومنعت مسيرة الأربعين، واتخذت إجراءات للحدّ من إقامة مجالس العزاء الحسيني، فلم يسمح لها إلا في ظل ظروف خاصة، وبقيت هذه الأوامر طيلة سلطة حزب البعث.[٣٠]

وأدّت معارضة الحكومة مع إ`صرار الشيعة على إقامة المراسيم الدينية إلى صراعات وانتفاضات، وأبرزها انتفاضة صفر في سنة 1977 م.[٣١]

طرد الإيرانيين

قامت حكومة حزب البعث برئاسة أحمد حسن البكر ونيابة صدام حسين بالتضييق على الإيرانيين المقيمين في العراق، مِن خلال وضع بعض القوانين،[٣٢] وطردت الحكومة في شتاء سنة 1972 م الكثير من الإيرانيين المقيمين في العراق، وكان معظمهم من طلبة العلوم الدينية ورجال الدين، وكذلك طردت في سنة 1976 بعضا آخر من الإيرانيين.[٣٣]

وتكرّر طرد الإيرانيين في سنة 1980 م،[٣٤] ففي هذه المرة قامت الحكومة بطرد الأثرياء والتجار، ومِن ثم استولت على ممتلكاتهم، واكتسبت أكثر من 3 مليارات دولار بهذه الطريقة.[٣٥]

وقد وصف بعض الباحثين في العلوم السياسية المعاصرين هذا النوع من السلوك بأنه الموقف الأكثر ظلما وفظاعة للنظام العراقي تجاه أقلية ظلت في العراق لعدة سنوات وأحيانا لعدة أجيال، ولعبت دورا أساسيا في إعمار العراق وتطوره.[٣٦]

فلسطين في وجهة نظره

كان صدام يدعو إلى تحرير فلسطين إلى حد كبير، وذلك بسبب تشديده على العرق العربي،[٣٧] وكان يعتقد بأن فلسطين هي أرض العرب، والقبلة الأولى للمسلمين، وثالث الأماكن المقدسة للمسلمين،[٣٨] وقد ذكر أنه كيف يمكن للمسلم أن يدّعي أنه مؤمن ويتأكد أن صلاته مقبولة عند الله مع أن القدس تحت سيطرة الصهاينة؟![٣٩] ووعد أنه سيحرق نصف إسرائيل، وقد ذمّ البعض صدام، فقالوا إن صدام وعد إحراق نصف إسرائيل، لكنه أحرق أربيل، ووعد القضاء على إسرائيل، لكنه ابتلع الكويت.[٤٠]

الإعدامات والانتفاضات

شهد العراق في فترة حكم صدام حسين عمليات القتل والمجازر الجماعية، وقد قام صدام باعتقال السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى، ثم أعدمهما،[٤١] وكذلك بذل صدام جهودا كثيرة على قتل أعضاء حزب الدعوة،[٤٢] وكانت إعدامات صدام كثيرة جدا، وقد وصفته مجلة نيويورك بأنه أكثر الناس قسوة في القرن الراهن.[٤٣]

القتل بالقنابل الكيماوية

قصف حلبجة بالقنابل الكيماوية

استخدمت الحكومة العراقية القنابل الكيماوية ضد الأهداف الإيرانية والعراقية، العسكرية منها والمدنية،[٤٤] وكذلك استخدم الجيش العراقي غاز الأعصاب ضد الأهداف المدنية بما فيها مدينة حلبجة العراقية، وقرية زردة (مقاطعة دالاهو) الإيرانية، مضافا إلى استخدام غاز الخردل في مدينة مريوان وسردشت. [٤٥]

وإضافة إلى ذلك استخدم نظام البعث القنابل الكيماوية في الصراعات العسكرية، وقصف بها المناطق الحربية في عمليات بدر، وخيبر، والفجر 8، وكذلك منطقة الفاو. [٤٦]

ولقد بدأ العراق هجماته الكيماوية بجدية منذ سنة 1984 م، وفي الحرب العراقية الإيرانية،[٤٧] واستمرت هذه الهجمات إلى نهاية الحرب في سنة 1988،[٤٨]وراح ضحيتها ما يقارب 100،000 شهيد وجريح من المدنيين والعسكريين.[٤٩]

وإضافة إلى شن الهجمات الكيماوية على المدن والقرى القريبة من الحدود الإيرانية، استخدمت الحكومة العراقية العمليات النفسية، لتفاقم الضغط على السلطات الإيرانية، ولذلك هدّدت المدنَ الكبيرة ومراكز المحافظات الإيرانية بقصف القنابل والصواريخ الكيماوية، وبرأي الباحثين في هذا المجال كان تنفيذ هذا التهديد متوقعا؛ فإنه كان مؤثرا في قبول اتفاقية 598 مِن قبل إيران. [٥٠]

انتفاضة صفر

قام حزب البعث بتقييد المراسيم الدينية، كما حظر إقامة مواكب العزاء، ومسيرة الأربعين،[٥١] ورغم ذلك جهّز أهالي النجف أنفسهم لإقامة مراسيم مسيرة الأربعين في 15 صفر سنة 1398 هـ (1977 م)،[٥٢] وانطلقت المسيرة بمشاركة 30 ألف شخص، ومنذ البداية شهدت المسيرة اشتباكات مع الحكومة ممّا أدّى إلى استشهاد عدد من الناس، وفي الطريق إلى كربلاء هجمت قوات الجيش على الناس[٥٣] وقتلوا بعضهم،[٥٤] واعتقلوا آلافا منهم،[٥٥] ثم حُكم على بعضهم بالإعدام، وعلى بعضهم الآخر بالسجن المؤبد،[٥٦] ولقد شارك في هذه الانتفاضة السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم، وكان لهما دورٌ مهمّ،[٥٧] واستحسن الإمام الخميني هذه الانتفاضة الشعبية.[٥٨]

مجزرة الدجيل

في شهر رمضان سنة 1402 هـ زار صدام حسين مدينة الدجيل، _وهي مدينة بها تعداد كبير من السكان الشيعة[٥٩] وهناك أُطلقت عليه النيران من قبل بعض أعضاء حزب الدعوة في محاولة لاغتياله، ولكنه باء بالفشل، وإثر ذلك هجمت القوات البعثية بدعم القوات الجوية على المدينة، وتم اعتقال المئات من النساء والرجال والأطفال، وتعرّض عدد كبير منهم للتعذيب الذي انتهى بوفاتهم، كما أصدر الحكم بالإعدام على الكثير منهم،[٦٠] والذين قتلوا في هذه المذبحة يصل عددهم إلى 148 شخصا،[٦١] وإضافة إلى ذلك قامت الحكومة بتدمير أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.[٦٢]

وفي سنة 2006 م أصدر حكم بالإعدام على صدام حسين بسبب مذبحة الدجيل، وأعدم إثره.[٦٣]

انتفاضة شعبان

بعد الهزيمة في الحرب الكويتية انتفض الشعب العراقي ضد النظام البعثي وصدام حسين، وكانت الانتفاضة في شعبان سنة 1411 هـ (1991 م).[٦٤]

وهناك أمورٌ تسببت في انتفاضة الناس في جميع أنحاء العراق، كثماني سنوات من الحرب مع إيران، والهزيمة المطلقة في الحرب الكويتية، والوضع الاقتصادي السيئ، وتدمير العديد من البنى التحتية الاقتصادية والرفاهية، وبدأت الانتفاضة من البصرة، وسرعان ما انتشرت في سائر المحافظات،[٦٥] ووقعت أربع عشرة مِن ثماني عشرة محافظة في أيدي المحتجين،[٦٦] واستمرت هذه الانتفاضة 15 يوما،[٦٧] فلجأ الجيش العراقي إلى قمع الناس، وقتل عشرات الآلاف منهم، وشرّد نحو مليوني نفر،[٦٨] وتعرض حرم الإمام عليعليه السلام وحرم الإمام الحسينعليه السلام للأضرار والخسائر، وتعطّلا لستة أشهر،[٦٩] وقامت القوات البعثية في كربلاء والنجف بتدمير العشرات من المساجد، والمدارس الدينية، والحسينيات.[٧٠]

الحروب

خاض العراق عدة حروب في زمن صدام:

الحرب العراقية الإيرانية

شن الجيش العراقي بأمر من صدام حسين حربا على إيران في 22 سبتمر (أيلول) سنة 1980،[٧١] وطمح صدام بذلك إلى تحقيق أمور كالآتي:

  • إلغاء اتفاقية الجزائر وإعادة شط العرب (المعروف بأروند رود) إلى العراق، ويعتقد البعض بأن احتلال المحمرة (خرمشهر) وبعض المناطق الأخرى من محافظة خوزستان من قبل الجيش العراقي دليل على أن العراق طمح إلى ضم خوزستان.[٧٢]
  • الإطاحة بالجمهورية الإسلامية الناشئة وتجزئة إيران وتقسيمها:
أفاد البعض بأن دراسة أعمال المسؤولين العراقيين وتصريحاتهم آنذاك إشارة واضحة إلى أن صدام سعى إلى الإطاحة بالجمهورية الإسلامية الناشئة وتجزئة إيران وتقسيمها.[٧٣]
  • احتلال الجزر الثلاث:
صرّح صدام بأن إيران يجب أن تتخلّى عن الجزر الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى.[٧٤]

استمرّت هذه الحرب 2888 يوما، واعتبرت من أعظم الحروب في القرن الراهن،[٧٥] وألحقت أضرارا كبيرة بالبلدين، وضيقت العيش على ملايين من الناس في كلا البلدين، حيث دمّرت البنى التحتية والإنتاجية، وهدمت المدن والقرى السكنية الحدودية، وشرّدت سكّانها، وخرّبت الثروات الطبيعية، والتراث الثقافي، وما إلى هنالك من الأضرار.[٧٦]

وكلفت البلدين أكثر من 200 مليار دولار،[٧٧] وتسببتْ بخسائر تبلغ نحو 1500 مليار دولار، وأسفرت عن 188 ألف قتيل، و519 ألف جريح، و42 ألف أسير من الإيرانيين،[٧٨] و200 ألف قتيل، و600 ألف جريج، وقرابة 60 ألف أسير من العراقيين.[٧٩]


الغزو العراقي للكويت

صدام بعد القبض عليه

شن الجيش العراقي في 2 أغسطس سنة 1990 م هجوما على الكويت،[٨٠] واستولى عليه في ثلاث ساعات،[٨١] وأعلن العراق بعد فترة أن الكويت يعتبر التاسعة عشرة من محافظات العراق،[٨٢] وأما بالنسبة لأسباب الاحتلال فقد تم ذكر عدة أمور، كالنزاعات الحدودية بين العراق والكويت، والفشل السياسي، والعكسري، والاستراتيجي للعراق في خوض الحرب مع إيران خلال ثماني سنوات، وكذلك الديون الثقيلة على كاهل العراق بسبب الحرب العراقية الإيرانية.[٨٣]

وفي 17 يناير (كانون الثاني) سنة 1991 هجمت قوات الائتلاف العسكري بقيادة أمريكا على الجيش العراقي، لطرده من الكويت، فشنت غارات جوية وصاروخية شاملة،[٨٤] وبعد مرور 38 يوما من هذه الهجمات وتدمير الكثير من المواقع النظامية والاقتصادية العراقية، أطلقت قوات الائتلاف هجوما برّيا، وفي غضون 4 أيام هزمت الجيش العراقي، وحرّرت الكويت.[٨٥]

وقامت القوات العراقية أثناء هذه الحرب بإطلاق 39 صاروخا على إسرائيل مِن خلال 17 هجوما.[٨٦]

الغزو الأمريكي للعراق

بعد هجمات 11 سبتمبر على مدينة نيويورك، أعدّ الأمريكيون الرأي العام لغزو العراق من خلال إشاعة أن لصدام حسين دورا في هذه الهجمات، وأن هناك علاقة وثيقة بين القاعدة ونظام البعث العراقي، وكذلك توفر أسلحة الدمار الشامل في العراق،[٨٧] وأخيرا أطلقت أمريكا مع حلفائها غزوها على العراق في 2003 م، واحتلت العراق. [٨٨]

القبض والإعدام

إعدام صدام حسين

أعلنت القوات الأمريكية في ديسمبر 2003 م إلقاء القبض على صدام حسين في حقل زراعي قريب من تكريت،[٨٩] وعقدت محاكمة صدام في سنة 2005 م، وبعد عدة اجتماعات حول مجزرة الدجيل حُكِم على صدام بالإعدام؛[٩٠] فإنه كان قد قتل 148 شخصا فيها،[٩١] وتمّ تنفيذ حكم الإعدام في صبيحة يوم عيد الأضحى الموافق ل‍ 30 ديسمبر سنة 2006 م،[٩٢] في مقر دائرة الاستخبارات العسكرية في مدينة الكاظمية،[٩٣] المكان الذي أعدم فيها السيد محمد باقر الصدر قبلها.[٩٤]

الهوامش

  1. المرسومي، دراسات في فكر القائد صدام حسين، ص 14.
  2. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 11.
  3. خضر، إعدام رئيس بداية ونهاية صدام حسين، ص 70.
  4. الديلمي، صدام حسين من الزنزانة الأمريكية: هذا ما حدث، ص 42؛ عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 13 ــ 14.
  5. تبرائيان، انتفاضة شعبانية، ص 76.
  6. الديلمي، صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث، ص 44.
  7. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 15.
  8. الملك يكشف اسرار هروب حسين كامل من العراق للأردن.
  9. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 16.
  10. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 12.
  11. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 13؛ الديلمي، صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث، ص 43.
  12. الديلمي، صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث، ص 44.
  13. الديلمي، صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث، ص 46.
  14. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 20.
  15. تبرائيان، انتفاضة شعبانية، ص 76.
  16. "حياة صدام حسين في سطور"
  17. العباسي، صفحات سوداء من بعث العراق، ص 49.
  18. أفشون، "دين وعلمانيت در ساختار حقوقي - حاكميتي عراق"، ص 48.
  19. فولادزادة، إيدئولوزي حزب سوسياليست بعث عراق، ص 26.
  20. الأردستاني، "صدام وحزب بعث ماهيت وكنش، ص 40.
  21. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 11.
  22. فولادزادة، إيدئولوزي حزب سوسياليست بعث عراق، ص 29.
  23. فولادزادة، إيدئولوزي حزب سوسياليست بعث عراق، ص 30.
  24. عاشور، الدين والتراث في فكر الرئيس القائد صدام حسين، ص 186.
  25. الطالقاني، "دراسة حول انتفاضة صفر المجيدة عام 1977 ميلادية".
  26. مركز تنظيم ونشر آثار إمام خميني، صحيفة إمام، ج 12، ص 233.
  27. مركز تنظيم ونشر آثار إمام خميني، صحيفة إمام، ج 12، ص 244.
  28. كاظم، أرقام وآراء حول نظام البعث في العراق، ص 266.
  29. المؤمن، سنوات الجمر، ص 164.
  30. كاظم، أرقام وآراء حول نظام البعث في العراق، ص 158.
  31. المظاهري، فرهنك سوك شيعي، صص 101 و102.
  32. بهلوان، "تحركات جمعيتي در منطقة"، ص 147.
  33. جعفريان، "تشيع در عراق ومناسبات با إيران"، ص 203.
  34. المؤمن، سنوات الجمر، ص 272.
  35. المؤمن، سنوات الجمر، ص 278.
  36. جعفريان، "تشيع در عراق ومناسبات با إيران"، ص 204.
  37. المرسومي، دراسات في فكر القائد صدام حسين، ص 190.
  38. المرسومي، دراسات في فكر القائد صدام حسين، ص 192.
  39. المرسومي، دراسات في فكر القائد صدام حسين، ص 192.
  40. خضر، إعدام رئيس بداية ونهاية صدام حسين، ص 60.
  41. النعماني، آيت الله العظمى شهيد سيد محمد باقر صدر، ص 560.
  42. الويلي، نهضت إسلامي شيعيان عراق، ص 88.
  43. MacFARQUHAR, Saddam Hussein.
  44. الاسلحة الكيماوية موت الحضارة البشرية الصامت.
  45. "خسارات وتلفات 8 سال جنك (بخش أول: عراق)"
  46. يكتا، "كاربرد سلاح‌هاي شيمياي در جنك إيران وعراق"
  47. عمليات خيبر، آغاز استفاده تاكتيكي رزيم عراق از جنك افزارهاي شيميايي.
  48. آخرين جنايت شيميايي عراق در مناطق غير نظامي إيران.
  49. "خسارات وتلفات 8 سال جنك (بخش أول: عراق)"
  50. "حمله شيمياي عراق به إيران ومهمترين قطعنامه سازمان ملل"
  51. المؤمن، سنوات الجمر، ص 165.
  52. الأسدي، تاريخ العراق السياسي الحديث، ص 101.
  53. الويلي، نهضت إسلامي شيعيان عراق، ص 81.
  54. الأسدي، موجز تاريخ العراق السياسي الحديث، ص 103.
  55. الويلي، نهضت إسلامي شيعيان عراق، ص 81.
  56. الأسدي، موجز تاريخ العراق السياسي الحديث، ص 103.
  57. المؤمن، سنوات الجمر، ص 169.
  58. المؤمن، سنوات الجمر، ص 170.
  59. "صدام يتحدث عن قضية الدجيل التي أعدم بسببها".
  60. "مذبحة الدجيل"
  61. الأسدي، موجز تاريخ العراق السياسي الحديث، ص 173.
  62. "مذبحة الدجيل"
  63. خضر، إعدام رئيس بداية ونهاية صدام حسين، ص 317.
  64. تبرائيان، انتفاضة شعبانية، ص 223.
  65. الأسدي، موجز تاريخ العراق السياسي الحديث، ص 200.
  66. تبرائيان، انتفاضة شعبانية، ص 230.
  67. آل طعمة، الانتفاضة الشعبانية في كربلاء، ص 17.
  68. "ماجراي انتفاضة شعبانية جيست؟"
  69. آل طعمة، الانتفاضة الشعبانية في كربلاء، ص 47.
  70. آل طعمة، الانتفاضة الشعبانية في كربلاء، صص 149 ـ 156.
  71. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 24.
  72. "آمده بودند بمانند..."
  73. الجعفري، أطلس نبردهاي ماندكار، ص 14.
  74. "حياة صدام حسين في سطور"
  75. "خسارات وتلفات 8 سال جنك (بخش دوم: إيران)"
  76. "خسارات وتلفات 8 سال جنك (بخش دوم: إيران)"
  77. أبو غزالة، الحرب العراقية الإيرانية، ص 6.
  78. "خسارات وتلفات 8 سال جنك (بخش دوم: إيران)"
  79. «خسارات و تلفات ۸ سال جنگ (بخش اول: عراق)»
  80. عبده، صدام حسين رحلة النهاية أم الخلود، ص 27.
  81. تبرائيان، انتفاضة شعبانية، ص 157.
  82. تبرائيان، انتفاضة شعبانية، صص 160 و161.
  83. الكريمي، "جنك عراق وكويت"، ج 11، ص 140.
  84. تبرائيان، انتفاضة شعبانية، ص 183.
  85. الكريمي، "جنك عراق وكويت"، ج 11، ص 140.
  86. تبرائيان، انتفاضة شعبانية، ص 187.
  87. الأميني، "رسانه‌ها وعمليات رواني، نبرد نيروهاي ائتلاف بر ضد عراق (مارس 2003)"، ص 151.
  88. "حياة صدام حسين في سطور"
  89. خضر، إعدام رئيس، بداية ونهاية صدام حسين، ص 314.
  90. "حياة صدام حسين في سطور"
  91. خضر، إعدام رئيس بداية ونهاية صدام حسين، ص 317.
  92. خضر، إعدام رئيس بداية ونهاية صدام حسين، ص 318.
  93. عشيرة-صدام-حسين-تتسلم-جثمانه-تمهيدا-لدفنه-بالرمادي
  94. تقدسي، "كفت وكوي "إيران" با منير حداد قاضي دادكاه صدام: ناكفته‌هاي إعدام ديكتاتور".

المصادر والمراجع

فولادزاده حائري، عبد الأمير، إيدئولوزي حزب سوسياليست بعث عراق، قم - إيران، الناشر: جنبش رانده‌شدكان عراق، 1410 هـ.