الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مصر»

'''مصر'''، هي دولة عربية [[الإسلام|مسلمة]]، تقع في شمال شرقي [[أفريقيا]]، وعاصمتها [[القاهرة]]، وتوجد فيها أقلية [[الشيعة|شيعية]]، فتحها المسلمون في [[سنة 20 للهجرة|سنة 20 هـ]] بقيادة [[عمرو بن العاص]]، في زمن [[عمر بن الخطاب]]، ويعتبر تواجد أتباع [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} [[أبو ذر الغفاري|كأبي ذر الغفاري]]، و[[أبي أيوب الأنصاري]]، و[[المقداد بن الأسود]]، في فتح مصر بداية للثقافة الشيعية فيها، وقد تولّى الشيعة [[الإسماعيلية]] الحكم فيها [[سنة 358 للهجرة|سنة 358 هـ]]، واستمرت حكومتهم لمدة قرنين، وتركوا آثارا كثيرة، منها مدينة القاهرة التي تمّ بناؤها في عصر [[الفاطميين]]، والجامع الأزهر، وكذلك قاموا بإرجاع فقرة [[حي على خير العمل]] إلى [[الأذان]]، وأقاموا [[العزاء الحسيني]] في [[يوم عاشوراء|عاشوراء]].

ويتواجد المحبون والموالون [[أهل البيت|لأهل البيت]]   {{عليهم السلام}} في مصر، كما أن الصوفية يرون الحب لهم ضروريا، والبغض لهم [[الارتداد|ارتدادا]] عن الدين، وتوجد فيها مراقد ومقامات لأهل البيت {{عليهم السلام}} يؤمّها المصريون [[الزيارة|للزيارة]]، [[مقام رأس الحسين|كمقام رأس الحسين]]، و[[مقام السيدة زينب]]، ومرقد [[السيدة نفيسة]]. وهناك تقارير كشفت عن وجود ضغوط على الشيعة في مصر اليوم، حيث لا يتمتعون بالحرية المذهبية، ويحرمون حقوقهم.  

قام مجموعة من علماء الشيعة و[[أهل السنة]] بتأسيس [[دار التقريب]] سنة 1947 م، وكانت هذه بداية اعتراف أهل السنة بالشيعة في مصر، لكن بالتزامن مع انتصار [[الثورة الإسلامية الإيرانية|الثورة الإسلامية]] في [[إيران]] نشبت الخلافات بين مصر وإيران حول القضية [[فلسطين|الفلسطينية]]، فبدأت الضغوط على شيعة مصر، ومِن جرّائها أوقفت المؤسسات الثقافية الشيعية كجمعية آل البيت {{عليهم السلام}}.

تعتبر بداية وجود الثقافة [[الشيعة|الشيعية]] في مصر منذ فتح مصر على يد [[المسلمين]]؛ لأن أتباع [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} وشيعته [[أبو ذر الغفاري|كأبي ذرّ الغفاري]]، و[[أبي أيوب الأنصاري]]، و[[المقداد بن الأسود]] حضروا فتح مصر، وكذلك استقر [[عمار بن ياسر]] بعد الفتح في مصر، وذلك في عهد [[عثمان بن عفان]]،<ref>الناصري، فاطميان در مصر، ص 70؛ الجليلي، "كرايشهاي شيعي در مصر تا ميانه سده سوم هجري"، ص 68؛ باك آيين، "مودة آل البيت (ع) في مصر"، ص 218؛ ابن تغري، النجوم الزاهرة، ج 1، ص 22.</ref> ومع ذلك فإن أول دور شيعي ضد [[الخلافة]] [[بنو العباس|العباسية]] في مصر، كانت ثورة علي بن محمد بن [[محمد بن عبد الله بن الحسن|النفس الزكية]].<ref>الناصري، فاطميان در مصر، ص 70.</ref>

ولمّا بويع الإمام علي {{عليه السلام}} ولّى [[قيس بن سعد بن عبادة]] مصر،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 389.</ref> وبعد فترة عَزل قيس، ونصب مكانه [[محمد بن أبي بكر]]،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، صص 554 و55؛ ابن تغري، النجوم الزاهرة، ج 1، ص 107.</ref> ولكن [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] بعث [[عمرو بن العاص]] في جيش إلى مصر، فقتلوا محمد بن أبي بكر، وأخذوا مصر.<ref>ابن تغري، النجوم الزاهرة، ج 1، صص 107 - 111.</ref>

قد قام [[العلويون]] بعدة ثورات في مصر، ومنها ثورة علي بن محمد شقيق [[محمد بن عبد الله بن الحسن|النفس الزكية]]، في [[سنة 145 للهجرة|سنة 145 هـ]]، لكنها فشلت،<ref>المقريزي،  المواعظ والاعتبار، ج 4، ص 385.</ref> وثورة أحمد بن محمد بن عبد الله بن طباطبا في [[سنة 255 للهجرة|سنة 255 هـ]] بالقرب من الإسكندرية،<ref>المقريزي،  المواعظ والاعتبار، ج 4، ص 386.</ref> وثورة إبراهيم بن محمد، من أحفاد الإمام علي {{عليه السلام}}، والمعروف بابن الصوفي، في سنة 256 هـ، وكانت هذه الثورة في منطقة الصعيد، وفي عصر حكومة الطولونيين.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 4، ص 392.</ref>

وبحسب ما كتبه المقريزي ([[سنة 766 للهجرة|766]] - [[سنة 854 للهجرة|845 هـ]]) - مِن مشاهير المؤرخين في مصر - في كتابه المواعظ والاعتبار، لمّا تجمّعت [[الشيعة]] في [[يوم عاشوراء]] مِن [[سنة 350 للهجرة|سنة 350 هـ]] حول مرقد كلثوم - مِن حفيدات [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}} - ليقوموا [[العزاء الحسيني|بالعزاء الحسيني]]، هجم [[بنو أمية|الأمويون]] عليهم، وقتلوا جمعا كثيرا منهم، وبدأت الضغوط تزداد على الشيعة، لدرجة أنهم كانوا يسألون كلّ مَن يمرّ بهم: مَن خالك؟، فإن كان جوابه غير "[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]"، كانوا يعاقبونه؛ لأنهم كانوا يعتقدون بأن معاوية "خال [[المؤمنين]]"،<ref>المقريزي، المواعظ والاعتبار، ج 4، ص 387.</ref> وكان هناك أشخاص يقومون في أيام [[يوم الجمعة|الجمعة]] أمام باب [[المسجد العتيق]]، وينادون بأعلى أصواتهم أن معاوية خال المؤمنين، وكانوا يسردون مناقب معاوية.<ref>المقريزي، المواعظ والاعتبار، ج 4، ص 387.</ref>

إن احترام الصوفية في مصر [[أهل البيت|لأهل البيت]] {{عليهم السلام}}، وتأثيرهم الثقافي، والاجتماعي، فقد جعل الشعب المصري أقرب [[المذهب الجعفري|للمذهب الجعفري]]،<ref>القاسمي، "صوفية مصر ونقاط همكرايي وواكرايي با شيعيان"، ص 121.</ref> بحيث اتهموا الصوفية بالتشيع، واعتبروها بوابة دخول [[التشيع]] إلى مصر، والعالم [[الإسلام|الإسلامي]].<ref>القاسمي، "صوفية مصر ونقاط همكرايي وواكرايي با شيعيان"، ص 134.</ref>   

وتعتبر محبة أهل البيت {{عليهم السلام}} من الأمور الضرورية لدى الصوفية، كما أن بغضهم يعتبر [[الارتداد|ارتدادا]] عن الدين، ويقول بعض فرقها إن [[الإمام الحسين]] هو [[الشهادة|الشهيد]] الحق، وتشابه الصوفيةُ الشيعةَ في أمور أخرى أيضا، وهي [[زيارة قبور]] أهل البيت {{عليهم السلام}}، والاعتناء [[الصحيفة السجادية|بالصحيفة السجادية]]، وإقامة حفلات مولد [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]]{{صل}}، ومواليد [[الأئمة]].<ref>القاسمي، "صوفية مصر ونقاط همكرايي وواكرايي با شيعيان"، ص 135.</ref>

[[زيارة قبور]] ومزارات أحفاد [[أهل البيت]] {{عليهم السلام}}، وشيوخ الصوفية في مصر أمر شائع جدا،<ref> القاسمي، "صوفية مصر ونقاط همكرايي وواكرايي با شيعيان"، ص 135؛ ألورداني، "مصر، نكاه أز درون"، ص 13.</ref> ومن أشهر الأماكن التي يؤمّها [[الشيعة]]، وغيرهم للزيارة هي: [[مقام رأس الحسين]]، و[[مقام السيدة زينب]] (س)،<ref>باك آيين، تاريخجه محبت أهل بيت در أفريقا وأروبا، صص 83 و84.</ref> ومضجع [[السيدة نفيسة]] مِن احفاد [[الإمام الحسن]] {{عليه السلام}}.<ref>باك آيين، تاريخجه محبت أهل بيت در أفريقا وأروبا، صص 83 و84؛ حسام السلطنة، سفرنامه مكة، ص 258.</ref>

تعتبر هجرة  [[العلويين]] وأصحاب [[الأئمة]] إلى مصر مِن عوامل ميل الشعب المصري إلى [[أهل البيت]] {{عليهم السلام}}، وانتشار [[التشيع]] في مصر،<ref>جليلي، "كرايشهاي شيعي در مصر تا ميانه سده سوم هجري"، صص 82 و83. </ref>

ولقد هاجر أكثر من ثمانين شخصا من الطالبيين إلى مصر، وقد ذُكرت أسماؤهم في كتاب "[[منتقلة الطالبية]]،<ref>ابن طباطبا، منتقلة الطالبية، صص 291 - 306 </ref> وقد أصدر المتوكل العباسي في [[سنة 236 للهجرة|سنة 236 هـ]] حكما على كبار العلويين بنفيهم من مصر، مضافا إلى هدمه لمضجع [[الإمام الحسين]] {{عليه السلام}}،<ref>جليلي، "كرايشهاي شيعي در مصر تا ميانه سده سوم هجري"، ص 77. </ref> وقد اعتبر بعض الباحثين في التاريخ هذا الحكم مؤشرا على تأثير العلويين في مصر،<ref>الجباري، سازمان وكالت، ج 1، ص 107.</ref> وقد ذُكر أن ثورات العلويين منذ [[سنة 252 للهجرة|سنة 252 هـ]] إلى [[سنة 270 للهجرة|270 هـ]] كانت ردود فعلهم على القيود المفروضة على الشيعة.<ref>جليلي، "كرايشهاي شيعي در مصر تا ميانه سده سوم هجري"، صص 79 - 81. </ref>

تأسست جمعية آل البيت في سنة 1973 م، ويعتبر [[السيد طالب الرفاعي]] عضوا رئيسيا لها،<ref>الورداني، الشيعة في مصر،  ص 163.</ref> وقد قامت الجمعية بإصدار بعض الكتب الشيعية مثل كتاب "[[المراجعات]]" [[السيد عبد الحسين شرف الدين|للسيد عبد الحسين شرف الدين]]، الذي ألفه مؤلفه لإثبات حقية [[الشيعة]]، وكتاب "علي لا سواه"، من تأليف محمد الرضي الرضوي، في إثبات [[إمامة]] [[الإمام علي]] {{عليه السلام}}، وكتاب [[التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية]] من تأليفات [[السيد محمد باقر الصدر]].<ref>الورداني، الشيعة في مصر،  ص 164. </ref>  

وقد أدّى انتصار [[الثورة الإسلامية الإيرانية|الثورة الإسلامية]]  في سنة 1979 م، والخلافات بين حكومة مصر و[[إيران]]، إلى إيقاف جمعية [[آل البيت]] {{عليهم السلام}}.<ref>الورداني،  الشيعة في مصر، ص 164.</ref>

::ولد حسن شحاتة سنة 1946 م، ودرس في جامعة الأزهر، وتحوّل من المذهب السني للشيعي في الخمسين من عمره، ويعتبر مِن قادة أتباع [[أهل البيت]] {{عليهم السلام}}،<ref>"شهادت مظلومانه شيخ حسن شحاتة"، صص 72 و73؛ زارع خورميزي، نسل كشي سادات ومسلمانان شيعة، صص 629 و630.</ref> و[[الشهادة|استشهد]] في 23 يونيو من سنة 2013 م حيث شارك في مجلس الاحتفال بذكرى ميلاد [[الإمام المهدي]] {{عليه السلام}} في محافظة الجيزة،<ref>"شهادت مظلومانه شيخ حسن شحاتة"، ص 72.</ref> وكان مرتكبو جريمة القتل من [[السلفية|السلفيين]] المتطرفين.<ref>"شهادت مظلومانه شيخ حسن شحاتة"، ص 74.</ref>