انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عائشة بنت أبي بكر»

imported>Alkazale
imported>Alkazale
سطر ١٠٥: سطر ١٠٥:
روى المدائني في كتاب الجمل قال: لما قُتل عثمان، كانت عائشة بمكة، وبلغ قتله إليها وهى بشراف، فلم تشكَّ في أن طلحة هو صاحب الأمر، وكانت تقول: اقتلوا [[نعثل|نعثلاً]]، قتل الله نعثلاً .
روى المدائني في كتاب الجمل قال: لما قُتل عثمان، كانت عائشة بمكة، وبلغ قتله إليها وهى بشراف، فلم تشكَّ في أن طلحة هو صاحب الأمر، وكانت تقول: اقتلوا [[نعثل|نعثلاً]]، قتل الله نعثلاً .


وقالت: بُعداً لنعثلَ وسحقاً! إيهٍ ذا الإصبع! إيهٍ أبا شبل! إيهٍ يا ابن عم! لكأنّي أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له: حثّوا الإابل ودعدعوها . وكانت تقول: اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً!
وقالت: بُعداً لنعثلَ وسحقاً! إيهٍ ذا الإصبع! إيهٍ أبا شبل! إيهٍ يا ابن عم! لكأنّي أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له: حثّوا الإابل ودعدعوها. وكانت تقول: اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً!


وقال أيضاً: قال كل مَن صنف في السير والأخبار: إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، حتى إنها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله ص فنصبته في منزلها، وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله ص لم يبلَ، وعثمان قد أبلى سُنّتَه<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 215</ref>.
وقال أيضاً: قال كل مَن صنف في السير والأخبار: إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، حتى إنها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله ص فنصبته في منزلها، وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله ص لم يبلَ، وعثمان قد أبلى سُنّتَه<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج ص 215.</ref>.


===بعد مقتل عثمان===
===بعد مقتل عثمان===
كانت عائشة في [[مكة المكرمة|مكة]]، وخرجت من مكة متوجهة إلى [[المدينة المنورة|المدينة]]، فمرّ بها راكب وقال: قُتل [[عثمان بن عفان|عثمان]] وبايع الناس [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|علياً]]، فقالت: واعثماناه ورجعت إلى مكة فضربت لها قباءً في [[المسجد الحرام]] وقالت: يا معشر [[قريش]]، إن [[عثمان بن عفان|عثمان]] قد قتل، قتله علي بن أبي طالب... وأقامت بمكة <ref>البلاذري، أنساب الأشراف ج 6 ص 212 ـ 213</ref>.
كانت عائشة في [[مكة المكرمة|مكة]]، وخرجت من مكة متوجهة إلى [[المدينة المنورة|المدينة]]، فمرّ بها راكب وقال: قُتل [[عثمان بن عفان|عثمان]] وبايع الناس [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|علياً]]، فقالت: واعثماناه ورجعت إلى مكة فضربت لها قباءً في [[المسجد الحرام]] وقالت: يا معشر [[قريش]]، إن [[عثمان بن عفان|عثمان]] قد قتل، قتله علي بن أبي طالب... وأقامت بمكة <ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج ص 212 ـ 213.</ref>.


===في يوم الجمل===
===في يوم الجمل===
{{مفصلة|معركة الجمل}}
{{مفصلة|معركة الجمل}}


في العاشر من شهر [[جمادى الأولى]] سنة 36 هـ بعد مقتل [[عثمان بن عفان]] بايع المسلمون [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) طوعاً وكانت عائشة قد سألها [[الأحنف بن قيس]] عمن يُبايع بعد [[عثمان بن عفان|عثمان]]، فأمرته بمبايعة [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|الإمام علي]] (ع). لكن عائشة و طلحة و [[الزبير بن العوام|الزبير]] بعد أن بايعوا علياً قصدوا البصرة مطالبين علياً بمعاقبة قتلة عثمان، فخرج الإمام علي (ع) إلى البصرة حيث هم هناك <ref>القاضي أبو بكر بن العربي، العواصم من القواسم، تحقيق محب الدين الخطيب</ref>.
في العاشر من شهر [[جمادى الأولى]] سنة 36 هـ بعد مقتل [[عثمان بن عفان]] بايع المسلمون [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|الإمام علي بن أبي طالب]] (ع) طوعاً وكانت عائشة قد سألها [[الأحنف بن قيس]] عمن يُبايع بعد [[عثمان بن عفان|عثمان]]، فأمرته بمبايعة [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|الإمام علي]] (ع). لكن عائشة و طلحة و [[الزبير بن العوام|الزبير]] بعد أن بايعوا علياً قصدوا البصرة مطالبين علياً بمعاقبة قتلة عثمان، فخرج الإمام علي (ع) إلى البصرة حيث هم هناك <ref>القاضي أبو بكر بن العربي، العواصم من القواسم، تحقيق محب الدين الخطيب.</ref>.


لما قدم [[الإمام علي]] (ع) [[البصرة]] دخل مما يلي [[الطف|الطفَّ]]، فسار مع جيشه حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، وسار [[طلحة]] و[[الزبير]] و[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]  من الفرضة.<ref>خليفة ‌بن‌ خياط‌، تاريخ خليفة ج۱ ص‌۱۱۱؛ الطبري‌، تاريخ الملوك والأمم ج ‌4 ص ‌5۰۰ ـ 5۰۱؛ المسعودي، مروج الذهب ج ‌۳ ص ‌۱۰4 ـ ۱۰6</ref> وجاءت عائشة من منزلها الذي كانت فيه حتى نزلت في [[المسجد|مسجد]] الحدّان في الأزد وكان القتال في ساحتهم<ref>الطبري‌، ج ‌4 ص 503</ref>.
لما قدم [[الإمام علي]] (ع) [[البصرة]] دخل مما يلي [[الطف|الطفَّ]]، فسار مع جيشه حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، وسار [[طلحة]] و[[الزبير]] و[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]  من الفرضة.<ref>خليفة ‌بن‌ خياط‌، تاريخ خليفة، ج 1، ص‌ 111؛ الطبري‌، تاريخ الملوك والأمم، ج ‌4، ص ‌500- 501؛ المسعودي، مروج الذهب، ج ‌3، ص ‌104-106.</ref> وجاءت عائشة من منزلها الذي كانت فيه حتى نزلت في [[المسجد|مسجد]] الحدّان في الأزد وكان القتال في ساحتهم<ref>الطبري‌، ج ‌4، ص 503.</ref>.


وبعد أن وضعت الحرب أوزارها أخرجوا عائشة من هودجها وضربوا لها خيمة، وقال لها الإمام (ع): «ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين أخرجوك إذ صانوا عقائلهم وأبرزوك»، وأمر أخاها [[محمد بن أبي بكر|محمد]]اً فأنزلها في دار صفية بنت الحارث بن طلحة العبدي. فبقيت هناك عدة أيام فبعث (ع) [[عبد الله بن عباس]] إلى عائشة يأمرها بالخروج إلى [[المدينة المنورة|المدينة]]. فقالت: «أبيت ما قلت وخالفت ما وصفت، فمضى إلى [[الإمام علي|علي]] (ع)، فخبره بامتناعها، فرده إليها، وقال: «إن أمير المؤمنين (ع) يعزم عليك أن ترجعي»، فخرجت [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] من [[البصرة]]، وقد بعث معها علي(ع) أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أو محمد بن أبي بكر مع مجموعة من النساء من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان وغيرهما، ألبسهن العمائم وقلدهن السيوف‏ وأرجعها إلى بيتها معززة مكرمة<ref>المسعودي، مروج الذهب ج 3 ص ‌113 ـ 114</ref>.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها أخرجوا عائشة من هودجها وضربوا لها خيمة، وقال لها الإمام (ع): «ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين أخرجوك إذ صانوا عقائلهم وأبرزوك»، وأمر أخاها [[محمد بن أبي بكر|محمد]]اً فأنزلها في دار صفية بنت الحارث بن طلحة العبدي. فبقيت هناك عدة أيام فبعث (ع) [[عبد الله بن عباس]] إلى عائشة يأمرها بالخروج إلى [[المدينة المنورة|المدينة]]. فقالت: «أبيت ما قلت وخالفت ما وصفت، فمضى إلى [[الإمام علي|علي]] (ع)، فخبره بامتناعها، فرده إليها، وقال: «إن أمير المؤمنين (ع) يعزم عليك أن ترجعي»، فخرجت [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] من [[البصرة]]، وقد بعث معها علي(ع) أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أو محمد بن أبي بكر مع مجموعة من النساء من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان وغيرهما، ألبسهن العمائم وقلدهن السيوف‏ وأرجعها إلى بيتها معززة مكرمة<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج ص ‌113-114.</ref>.


==وفاتها==
==وفاتها==
مستخدم مجهول