مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صلح الإمام الحسن عليه السلام»
ط
←نتيجة معاهدة الصلح
imported>Ahmadnazem |
imported>Ahmadnazem |
||
سطر ٢٢٦: | سطر ٢٢٦: | ||
==نتيجة معاهدة الصلح== | ==نتيجة معاهدة الصلح== | ||
بعد أن تم عقد الصلح بين الطرفين دخل [[معاوية]] [[مسجد الكوفة]] وارتقى المنبر قائلاً: «ألا وإني كنت منيت الحسن {{ع}} وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي له بشيء منها».<ref>الأربلي، كشف الغمة: ج1، ص542.</ref> | بعد أن تم عقد الصلح بين الطرفين دخل [[معاوية]] [[مسجد الكوفة]] وارتقى المنبر قائلاً: «ألا وإني كنت منيت الحسن {{ع}} وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي له بشيء منها».<ref>الأربلي، كشف الغمة: ج1، ص542.</ref> | ||
ولم يف معاوية بكل بنود الصلح بما فيها البند الأول ومع ذلك بقي الإمام {{ع}} رغم ما تعرض من ضغوط من قبل شيعته تطالبه برفض المعاهدة ومصرّة على أنّ الإتفاقية سقطت لعدم وفاء معاوية بما اشترط عليه الإمام {{ع}} من شروط، ومن مصاديق عدم وفائه بفقرات الصلح ومخالفته لسنة [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|الرسول]] {{صل}} «إلحاقه زياد بأبي سفيان» وهو مخالف لقول رسول الله {{صل}} '''الولد للفراش وللعاهر الحجر'''، و«إقامة [[صلاة الجمعة]] يوم الأربعاء»،<ref>راضي آل ياسين، صلح الحسن: ص192.</ref> و«تعطيل الحدود» و«تجويز [[الربا]]» و«الأذان لصلاة العيد» و«[[الخطبة]] قبل [[صلاة العيد]]» بالإضافة إلى الكذب ووضع الحديث و...».<ref>القرشي، حياة الحسن: ص410-402.</ref> ومن [[البدع]] التي قام بها معاوية استخلافه ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] كخليفة على المسلمين وبهذا يكون قد نقض الفقرة الثانية من المعاهدة.<ref>راضي ياسين، صلح الحسن: ص409.</ref> | ولم يف معاوية بكل بنود الصلح بما فيها البند الأول ومع ذلك بقي الإمام {{ع}} رغم ما تعرض من ضغوط من قبل شيعته تطالبه برفض المعاهدة ومصرّة على أنّ الإتفاقية سقطت لعدم وفاء معاوية بما اشترط عليه الإمام {{ع}} من شروط، ومن مصاديق عدم وفائه بفقرات الصلح ومخالفته لسنة [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|الرسول]] {{صل}} «إلحاقه زياد بأبي سفيان» وهو مخالف لقول رسول الله {{صل}} '''الولد للفراش وللعاهر الحجر'''، و«إقامة [[صلاة الجمعة]] يوم الأربعاء»،<ref>راضي آل ياسين، صلح الحسن: ص192.</ref> و«تعطيل الحدود» و«تجويز [[الربا]]» و«الأذان لصلاة العيد» و«[[الخطبة]] قبل [[صلاة العيد]]» بالإضافة إلى الكذب ووضع الحديث و...».<ref>القرشي، حياة الحسن: ص410-402.</ref> ومن [[البدع]] التي قام بها معاوية استخلافه ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] كخليفة على المسلمين وبهذا يكون قد نقض الفقرة الثانية من المعاهدة.<ref>راضي ياسين، صلح الحسن: ص409.</ref> | ||
كذلك نقض معاوية الفقرة الثالثة المطالبة بالتوقف عن سب [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] {{ع}} بل جعل سبّه ولعنه من شروط خطبة الجمعة التي لا يتخلف عنها أئمة الجمعات، ولما قيل ل[[مروان بن الحكم]] «ما لكم تسبون عليّاً على المنابر؟» برر ذلك بقوله: «إنّه لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك».<ref>القرشي، حياة الحسن: ص555-554.</ref> | كذلك نقض معاوية الفقرة الثالثة المطالبة بالتوقف عن سب [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] {{ع}} بل جعل سبّه ولعنه من شروط خطبة الجمعة التي لا يتخلف عنها أئمة الجمعات، ولما قيل ل[[مروان بن الحكم]] «ما لكم تسبون عليّاً على المنابر؟» برر ذلك بقوله: «إنّه لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك».<ref>القرشي، حياة الحسن: ص555-554.</ref> | ||
أما الفقرة الرابعة المتعلقة ب[[الخراج|خراج]] [[دارابجرد]] فإن أهل [[البصرة]] منعوه منه وقالوا: «هو فيئنا لا نعطيه أحداً».<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ص126.</ref> وكان منعهم بأمر معاوية.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج3، ص405.</ref> | أما الفقرة الرابعة المتعلقة ب[[الخراج|خراج]] [[دارابجرد]] فإن أهل [[البصرة]] منعوه منه وقالوا: «هو فيئنا لا نعطيه أحداً».<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ص126.</ref> وكان منعهم بأمر معاوية.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج3، ص405.</ref> | ||
أمّا مخالفته للفقرة الخامسة من الصلح فتمثّلت بما كتبه معاوية إلى عمّاله: «انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان»، ثم كتب كتاباً آخر: «من اتهمتموه ولم تقم عليه بينة فاقتلوه!!». وفي رواية أخرى أمر بحبسه وهدم داره.<ref>القرشي، حياة الحسن: ص568.</ref> | أمّا مخالفته للفقرة الخامسة من الصلح فتمثّلت بما كتبه معاوية إلى عمّاله: «انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان»، ثم كتب كتاباً آخر: «من اتهمتموه ولم تقم عليه بينة فاقتلوه!!». وفي رواية أخرى أمر بحبسه وهدم داره.<ref>القرشي، حياة الحسن: ص568.</ref> | ||
يضاف إلى ذلك محاولات الاغتيال غير الناجحة التي دبرها معاوية– أكثر من مرّة- للتخلص من الإمام الحسن {{ع}} بالسمّ تارة والقتل أخرى.<ref>المفيد، الإرشاد: ص357.</ref> ولمّا أعيته السبل وجد معاوية في [[جعدة بنت الأشعث]] الكندي لتكون هي الأداة المناسبةـ بكافة المواصفات لتنفيذ الجريمة، فاستطاع معاوية أن يتصل بجعدة وراح يعرض عليها الإغراءات المادية ويحدثها عن الأموال الطائلة والضِياع والثروة التي سيعطيها إيّاها ووعدها أيضاً بتزويجها من ابنه يزيد... ولكن بشرط أن تدسّ السم إلى الإمام الحسن {{ع}}، ففعلت ذلك.<ref>المفيد، الإرشاد: ج2، ص13.</ref> وبهذا يكون معاوية قد نقض الفقرة الأخيرة من الصلح ولم يف بواحد منها. | |||
يضاف إلى ذلك محاولات الاغتيال غير الناجحة التي دبرها معاوية– أكثر من مرّة- للتخلص من الإمام الحسن {{ع}} بالسمّ تارة والقتل أخرى.<ref>المفيد، الإرشاد: ص357.</ref> ولمّا أعيته السبل وجد معاوية في [[جعدة بنت | |||
==لماذا صالح الإمام الحسنُ {{ع}} وثار الإمام الحسين {{ع}}؟== | ==لماذا صالح الإمام الحسنُ {{ع}} وثار الإمام الحسين {{ع}}؟== |