مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صلح الإمام الحسن عليه السلام»
←لماذا صالح الإمام الحسنُ (ع) وثار الإمام الحسين ُ(ع)؟
imported>Baselaldnia |
imported>Baselaldnia |
||
سطر ٢٤٣: | سطر ٢٤٣: | ||
يضاف إلى ذلك محاولات الاغتيال غير الناجحة التي دبرها معاوية– أكثر من مرّة- للتخلص من الإمام الحسن {{ع}} بالسمّ تارة والقتل أخرى.<ref>المفيد، الإرشاد: ص357.</ref> ولمّا أعيته السبل وجد معاوية في [[جعدة بنت محمد]] بن الأشعث الكندي لتكون هي الأداة المناسبةـ بكافة المواصفات لتنفيذ الجريمة، فاستطاع معاوية أن يتصل بجعدة وراح يعرض عليها الإغراءات المادية ويحدثها عن الأموال الطائلة والضِياع والثروة التي سيعطيها إيّاها ووعدها أيضاً بتزويجها من ابنه يزيد... ولكن بشرط أن تدسّ السم إلى الإمام الحسن {{ع}}، ففعلت ذلك.<ref>المفيد، الإرشاد: ج2، ص13.</ref> وبهذا يكون معاوية قد نقض الفقرة الأخيرة من الصلح ولم يف بواحد منها. | يضاف إلى ذلك محاولات الاغتيال غير الناجحة التي دبرها معاوية– أكثر من مرّة- للتخلص من الإمام الحسن {{ع}} بالسمّ تارة والقتل أخرى.<ref>المفيد، الإرشاد: ص357.</ref> ولمّا أعيته السبل وجد معاوية في [[جعدة بنت محمد]] بن الأشعث الكندي لتكون هي الأداة المناسبةـ بكافة المواصفات لتنفيذ الجريمة، فاستطاع معاوية أن يتصل بجعدة وراح يعرض عليها الإغراءات المادية ويحدثها عن الأموال الطائلة والضِياع والثروة التي سيعطيها إيّاها ووعدها أيضاً بتزويجها من ابنه يزيد... ولكن بشرط أن تدسّ السم إلى الإمام الحسن {{ع}}، ففعلت ذلك.<ref>المفيد، الإرشاد: ج2، ص13.</ref> وبهذا يكون معاوية قد نقض الفقرة الأخيرة من الصلح ولم يف بواحد منها. | ||
==لماذا صالح الإمام الحسنُ | ==لماذا صالح الإمام الحسنُ {{ع}} وثار الإمام الحسين {{ع}}؟== | ||
يعتقد الشيعة أن موقف [[الامام الحسن]] | يعتقد الشيعة أن موقف [[الامام الحسن]] {{ع}}، وموقف [[الامام الحسين]] {{ع}} واحد، فلا تعارض ولا تنافي بين موقفيهما {{ع}}. بمعنى أنه لمّا كان موقف الإمام الحسن {{ع}} هو الصلح مع [[معاوية]] كان موقف الإمام الحسين {{ع}} ذلك أيضاً، وإلا لثار على معاوية، وعارض أخيه الحسن {{ع}} على صلحه، بينما ينقل لنا التاريخ مساندته لأخيه الحسن {{ع}} ومعاضدته. | ||
وهكذا لو قدّر الله تعالى أن يكون | وهكذا لو قدّر الله تعالى أن يكون الإمام الحسن {{ع}} حيّاً [[يوم عاشوراء]]، لكان موقفه {{ع}} نفس موقف أخيه الحسين {{ع}}، ولا يرضى بالصلح مع يزيد.<ref>http://www.aqaed.com/faq/1157/</ref> | ||
وأما الجواب: فقد أُجيب عن هذا السؤال بعدة أجوب؛ هي كالتالي: | وأما الجواب: فقد أُجيب عن هذا السؤال بعدة أجوب؛ هي كالتالي: | ||
#إن شخصية [[معاوية]] تختلف عن شخصية [[يزيد بن معاوية|يزيد]]، فمعاوية لم يكن يشكّل خطراً جدياً على [[ | #إن شخصية [[معاوية]] تختلف عن شخصية [[يزيد بن معاوية|يزيد]]، فمعاوية لم يكن يشكّل خطراً جدياً على [[الإسلام]] بمقدار ما كان يشكّله يزيد، لأنّ معاوية كان يحافظ على بعض المظاهر [[الاسلام|الإسلامية]]، بينما كان يزيد متجاهراً بالفسق والفجور، وشرب الخمور، وقتل النفس المحترمة، ولم يراع أي شيء من المظاهر الإسلامية. وعليه فكان الصلح مع معاوية ممكنناً دون الصلح مع يزيد.<ref>http://www.aqaed.com/faq/1157/</ref> | ||
# من ناحية السياسة الخارجية: فمن ناحية السياسة الخارجية لتلك الفترة لم تكن الحرب الأهلية الداخلية في صالح العالم الإسلامي، لأنّ الروم الشرقية التي كانت قد تلقّت ضربات قوية من الإسلام كانت تتحيّن الفرصة المناسبة دائماً لضرب الإسلام ضربة انتقامية كبيرة كي تأمن سطوته وسلطته. وعندما وصل نبأ اصطفاف جيشي [[الإمام الحسن المجتبى|الإمام الحسن]] و[[معاوية]] أحدهما في وجه الآخر إلى قادة الروم، راحوا يعتقدون أنّهم حصلوا على أفضل فرصة ممكنة لتحقيق أهدافهم، ولذلك انطلقوا بجيش جرّار للهجوم على العالم الإسلامي لينتقموا من [[المسلم|المسلمين]]. وكتب اليعقوبي المؤرّخ المعروف: "ورجع معاوية إلى الشام سنة 41 وبلغه أنّ طاغية الروم قد زحف في جموع كثيرة وخلق عظيم، فخاف أن يشغله عمّا يحتاج إلى تدبيره وأحكامه، فوجه إليه فصالحه على مئة ألف دينار".<ref> تاريخ | # من ناحية السياسة الخارجية: فمن ناحية السياسة الخارجية لتلك الفترة لم تكن الحرب الأهلية الداخلية في صالح العالم الإسلامي، لأنّ الروم الشرقية التي كانت قد تلقّت ضربات قوية من الإسلام كانت تتحيّن الفرصة المناسبة دائماً لضرب الإسلام ضربة انتقامية كبيرة كي تأمن سطوته وسلطته. وعندما وصل نبأ اصطفاف جيشي [[الإمام الحسن المجتبى|الإمام الحسن]] {{ع}} و[[معاوية]] أحدهما في وجه الآخر إلى قادة الروم، راحوا يعتقدون أنّهم حصلوا على أفضل فرصة ممكنة لتحقيق أهدافهم، ولذلك انطلقوا بجيش جرّار للهجوم على العالم الإسلامي لينتقموا من [[المسلم|المسلمين]]. وكتب اليعقوبي المؤرّخ المعروف: "ورجع معاوية إلى الشام سنة 41 وبلغه أنّ طاغية الروم قد زحف في جموع كثيرة وخلق عظيم، فخاف أن يشغله عمّا يحتاج إلى تدبيره وأحكامه، فوجه إليه فصالحه على مئة ألف دينار".<ref> اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي: ج2، ص206. مركز نون للتأليف والترجمة، في رحاب سيرة أئمة أهل البيت {{هم}}: ص60.</ref> | ||
#إن [[الامام الحسن]] | #إن [[الامام الحسن]] {{ع}} قام بالثورة ضد معاوية، ولكن خانه أكثر قادته في بداية التحرّك، فاضطر {{ع}} إلى الصلح وترك الحرب لوجود هؤلاء الخونة، دون أخيه الحسين {{ع}} فقد وجد أنصاراً وأعواناً في البداية. فحوادث نقض بيعة الحسين كانت قد سبقت تعبئته للحرب، فجاء جيشه الصغير يوم وقف به للقتال، كجيش له أهدافه المثلى. أما جيش الإمام الحسن، فقد فر ثلثاه وشتّت قواه الدسائس المعادية، فكان رهينة الفوضى، وخسر به الإمام الحسن {{ع}} كل أمل من نجاح هذه الحرب.<ref>آل ياسين، راضي، صلح الحسن: ص371. منشورات الشريف الرضي، قم، 1414 هـ.</ref> | ||
#إن الامام الحسن | #إن الامام الحسن {{ع}} استشار الجموع الملتفة حوله في الظاهر، والمتخاذلة عنه في السر بقوله: "ألا وإن معاوية دعانا لأمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه، وحاكمناه إلى الله عزوجل بظبا السيوف، وان أردتم الحياة قبلناه، وأخذنا لكم الرضا ؟..."، فناداه الناس من كل جانب "البقية، البقية".<ref>ابن حمدون، التذكرة الحمدونية: ج6، ص247.</ref> فساير {{ع}} قومه، واختار ما اختاروه من الصلح، فصالح كارهاً كما قبل أبوه {{ع}} التحكيم من قبل وهو كاره له.<ref>http://www.aqaed.com/faq/1157/</ref> | ||
==مصنفات حول صلح الإمام الحسن(ع)== | ==مصنفات حول صلح الإمام الحسن(ع)== |