مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صلح الإمام الحسن عليه السلام»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Madani |
imported>Madani طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٣: | سطر ٣: | ||
[[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن بن علي بن أبي طالب]] (عليه السلام) هو الإمام الثاني من أئمة [[أهل البيت]] (عليه السلام). تصدّى لمسند [[الخلافة]] بعد مبايعة الناس له، فوقف في بادئ الأمر أمام دسائس معاوية وكان يرفض منحه أي مشروعية لكونه يرى المشروعية في الحكم منحصرة به (عليه السلام) فقط. ومن هنا تأزم الوضع بينهما حتى كادت الحرب أن تنشب بين الطرفين. | [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن بن علي بن أبي طالب]] (عليه السلام) هو الإمام الثاني من أئمة [[أهل البيت]] (عليه السلام). تصدّى لمسند [[الخلافة]] بعد مبايعة الناس له، فوقف في بادئ الأمر أمام دسائس معاوية وكان يرفض منحه أي مشروعية لكونه يرى المشروعية في الحكم منحصرة به (عليه السلام) فقط. ومن هنا تأزم الوضع بينهما حتى كادت الحرب أن تنشب بين الطرفين. | ||
[[ملف:صلح الحسن ع.jpg|تصغير|يسار|صلح الإمام الحسن (ع).jpg]] | |||
==الكوفة بعد شهادة الإمام علي (عليه السلام)== | ==الكوفة بعد شهادة الإمام علي (عليه السلام)== | ||
بايع [[الكوفة|الكوفيون]] [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]] (عليه السلام) خليفة للمسلمين بعد موارة [[أمير المؤمنين]] (عليه السلام) الثرى مباشرة، الا أن الوضع المضطرب في الكوفة لم يكن يبشر بخير ولم يظهر فيه ما يدل على استقرار الوضع وهدوء الساحة، ومن هنا كانت المهمة الاولى الملقاة على عاتق الإمام التفكير بمعالجة الجبهة الداخلية وتهدئة الوسط الكوفي ثم بعث الولاة الى الولايات– باستثناء [[الشام]] التي كانت تحت حكم [[معاوية]]- ك[[مصر]] و[[الحجاز]] و[[خراسان]] و[[آذربايجان]] وسائر المناطق [[إيران|الايرانية]] وغيرها. | بايع [[الكوفة|الكوفيون]] [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]] (عليه السلام) خليفة للمسلمين بعد موارة [[أمير المؤمنين]] (عليه السلام) الثرى مباشرة، الا أن الوضع المضطرب في الكوفة لم يكن يبشر بخير ولم يظهر فيه ما يدل على استقرار الوضع وهدوء الساحة، ومن هنا كانت المهمة الاولى الملقاة على عاتق الإمام التفكير بمعالجة الجبهة الداخلية وتهدئة الوسط الكوفي ثم بعث الولاة الى الولايات– باستثناء [[الشام]] التي كانت تحت حكم [[معاوية]]- ك[[مصر]] و[[الحجاز]] و[[خراسان]] و[[آذربايجان]] وسائر المناطق [[إيران|الايرانية]] وغيرها. | ||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
===مقدمات المعركة وإرهاصاتها=== | ===مقدمات المعركة وإرهاصاتها=== | ||
في المقابل نجد [[معاوية بن أبي سفيان]] قد حشد كل قواه وسخر كل طاقاتها وحرّك مرتزقته ليثيروا الفتن ويخلقوا المشاكل في [[الحجاز]] و[[اليمن]] و[[مصر]]، بل امتدت حركتهم الى داخل [[الكوفة]] التي تمثل مركز حكومة الإمام (عليه السلام) وتمكّنوا من استقطاب رؤوساء القبائل وكبار البيوتات والأسر هناك بالمال تارة والتهديد والترهيب أخرى. | في المقابل نجد [[معاوية بن أبي سفيان]] قد حشد كل قواه وسخر كل طاقاتها وحرّك مرتزقته ليثيروا الفتن ويخلقوا المشاكل في [[الحجاز]] و[[اليمن]] و[[مصر]]، بل امتدت حركتهم الى داخل [[الكوفة]] التي تمثل مركز حكومة الإمام (عليه السلام) وتمكّنوا من استقطاب رؤوساء القبائل وكبار البيوتات والأسر هناك بالمال تارة والتهديد والترهيب أخرى. | ||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
وبعد أن انجز مرتزقة معاوية المهام الموكلة اليهم سار بجيشه نحو [[العراق]] وعسكر في منطقة [[مسكن]]، وكان [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] (عليه السلام) قد أعدّ في أخريات حياته جيشاً لمحاربة الشاميين وكان على هذا الجيش أن يواصل مهمته لكن وقع الخلاف في من يقود هذا الجيش فهل تكون القيادة ل[[قيس بن سعد]] بن عبادة أو ل[[عبيد الله بن عباس]]؟ | وبعد أن انجز مرتزقة معاوية المهام الموكلة اليهم سار بجيشه نحو [[العراق]] وعسكر في منطقة [[مسكن]]، وكان [[أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب|أمير المؤمنين]] (عليه السلام) قد أعدّ في أخريات حياته جيشاً لمحاربة الشاميين وكان على هذا الجيش أن يواصل مهمته لكن وقع الخلاف في من يقود هذا الجيش فهل تكون القيادة ل[[قيس بن سعد]] بن عبادة أو ل[[عبيد الله بن عباس]]؟ | ||
سطر ٧٥: | سطر ٧٥: | ||
فلما أتت الحسن اشترط اضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك، وأمسكها عنده، وأمسك معاويه صحيفه الحسن (عليه السلام) التي كتب اليه يسأله ما فيها، فلما التقى معاويه والحسن (عليه السلام)، ساله الحسن (عليه السلام) أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذى ختم معاويه في أسفله، فأبى معاويه أن يعطيه ذلك، | فلما أتت الحسن اشترط اضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك، وأمسكها عنده، وأمسك معاويه صحيفه الحسن (عليه السلام) التي كتب اليه يسأله ما فيها، فلما التقى معاويه والحسن (عليه السلام)، ساله الحسن (عليه السلام) أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذى ختم معاويه في أسفله، فأبى معاويه أن يعطيه ذلك، | ||
فقال: لك ما كنت كتبت الي أوّلا تسألني أن أعطيكه، فاني قد اعطيتك حين جاءني كتابك. | فقال: لك ما كنت كتبت الي أوّلا تسألني أن أعطيكه، فاني قد اعطيتك حين جاءني كتابك. | ||
قال الحسن (عليه السلام): وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك، وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه فاختلفا في ذلك، فلم ينفذ للحسن (عليه السلام) من الشروط شيئا.<ref>الطبري، تاريخ الرسل و الملوك (تاريخ الطبري) بريل، 1881م، ج7، ص2؛ نقلا عن جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص160.</ref> وروى مضمون ذلك ابن الأثير في تاريخه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت: دار صادر، 1385هـ ق، ج3، ص405؛ نقلا عن جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص160.</ref> | قال الحسن (عليه السلام): وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك، وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه فاختلفا في ذلك، فلم ينفذ للحسن (عليه السلام) من الشروط شيئا.<ref>الطبري، تاريخ الرسل و الملوك (تاريخ الطبري) بريل، 1881م، ج7، ص2؛ نقلا عن جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص160.</ref> وروى مضمون ذلك ابن الأثير في تاريخه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت: دار صادر، 1385هـ ق، ج3، ص405؛ نقلا عن جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص160.</ref> | ||
سطر ٩٣: | سطر ٩٣: | ||
وقد تعرض الباحث جعفر الشهيدي لهذه الرواية بالنقد والتحليل، قائلا: | وقد تعرض الباحث جعفر الشهيدي لهذه الرواية بالنقد والتحليل، قائلا: | ||
إن هؤلاء المؤرخين لم يلتفوا الى حقيقة مهمة وهي أن الإمام الحسن (عليه السلام) لو كان– حقيقة- قد ركز في صلحه على البعد المالي والمصالح المادية الخاصة لكان قد أوصد الطريق أمامه في التحرك في أوساط شيعته ولخلق له خصوماً في الوسط الشيعي لا يأمن مكرهم به والقضاء على حياته وحياة اتباعه؛ يضاف إلى ذلك الفاصلة الكبيرة بين الكوفة وبين دارابجرد فاين خراج دارابجرد واين الكوفة؟ أليس من المناسب ان يطلب الإمام الحسن (عليه السلام) تأمين المال من خزانة الدولة في [[الشام]]؟ | إن هؤلاء المؤرخين لم يلتفوا الى حقيقة مهمة وهي أن الإمام الحسن (عليه السلام) لو كان– حقيقة- قد ركز في صلحه على البعد المالي والمصالح المادية الخاصة لكان قد أوصد الطريق أمامه في التحرك في أوساط شيعته ولخلق له خصوماً في الوسط الشيعي لا يأمن مكرهم به والقضاء على حياته وحياة اتباعه؛ يضاف إلى ذلك الفاصلة الكبيرة بين الكوفة وبين دارابجرد فاين خراج دارابجرد واين الكوفة؟ أليس من المناسب ان يطلب الإمام الحسن (عليه السلام) تأمين المال من خزانة الدولة في [[الشام]]؟ | ||
وهل كان يضر [[معاوية]]- على فرض تصديق الخبر- أن يدفع المال من بيت المال في الشام او من مكان آخر؟ أ ليس كل ذلك يعود الى بيت المال وإن تعددت مصادره؟! ثم اين الشروط الاساسية التي تمثل العمود الفقري لمعاهدة الصلح لماذا أخفاها | وهل كان يضر [[معاوية]]- على فرض تصديق الخبر- أن يدفع المال من بيت المال في الشام او من مكان آخر؟ أ ليس كل ذلك يعود الى بيت المال وإن تعددت مصادره؟! ثم اين الشروط الاساسية التي تمثل العمود الفقري لمعاهدة الصلح لماذا أخفاها | ||
الطبري وغيره من المؤرخين؟!<ref>جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص161.</ref> | الطبري وغيره من المؤرخين؟!<ref>جعفر شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام، ص161.</ref> | ||