مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التحكيم»
←المفاوضون
imported>Baselaldnia لا ملخص تعديل |
imported>Baselaldnia |
||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
==المفاوضون== | ==المفاوضون== | ||
التقى الجيشان ''[[العراق|العراقي]]'' [[الشام|والشامي]] فكانت ملحمة كبرى، قتل الكثير فيها، حتى إذا كانت [[ليلة الهرير]] كانت ليلة فاصلة في القتال، هبت فيها رياح النصر مع [[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] عليه | التقى الجيشان ''[[العراق|العراقي]]'' [[الشام|والشامي]] فكانت ملحمة كبرى، قتل الكثير فيها، حتى إذا كانت [[ليلة الهرير]] كانت ليلة فاصلة في القتال، هبت فيها رياح النصر مع [[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}}، وأبلت [[قبيلة ربيعة|ربيعة]] [[قبيلة همدان|وهمدان]] بلاءً حسناً ارتجّ له الميدان، و[[مالك الأشتر]] ينتقل من نصر إلى نصر، ويستنزل الظفر؛ وتداعت صفوف أهل الشام في الانهزام والفرار والقتل، وبدا عليهم الخذلان التام، فعندئذ استنجد معاوية بعمرو بن العاص، فتوصلا برفع [[القرآن الكريم|الصحف]] مكيدة وحيلة، وإذا بمنادي أهل الشام يقول: | ||
«هذا كتاب الله بيننا وبينكم من فاتحته إلى خاتمته، اللهَ اللهَ في العرب، الله الله في الإسلام، الله الله في الثغور...<ref> | «هذا كتاب الله بيننا وبينكم من فاتحته إلى خاتمته، اللهَ اللهَ في العرب، الله الله في الإسلام، الله الله في الثغور...<ref>الصغير، الإمام علي (ع) سيرته و قيادته: ص287 ــــ 289.</ref> | ||
فانطلت الحيلة على الكثير من العراقيين، واضطر [[أمير المؤمنين]] {{ع}} للرضوخ لأمر التحكيم على أن يختار العراقيون ممثلاً عنهم، ويختار الشاميون من ينوب عنهم في التحكيم شريطة أن يحكما بحكم كتاب الله تعالى، فاختار الشاميون [[عمرو بن العاص]]، وقرر [[أمير المؤمنين]] {{ع}} أن يمثلّه في التحكيم ابن عباس، فرفض القوم | فانطلت الحيلة على الكثير من العراقيين، واضطر [[أمير المؤمنين]] {{ع}} للرضوخ لأمر التحكيم على أن يختار العراقيون ممثلاً عنهم، ويختار الشاميون من ينوب عنهم في التحكيم شريطة أن يحكما بحكم كتاب الله تعالى، فاختار الشاميون [[عمرو بن العاص]]، وقرر [[أمير المؤمنين]] {{ع}} أن يمثلّه في التحكيم ابن عباس، فرفض القوم ذلك، وحينئذ اختار [[مالك الأشتر|مالكاً الأشتر]] لينوب عنه في التحكيم، إلا أنّ [[الأشعث بن قيس]] وجماعة رفضوا ذلك، قال صاحب [[الأخبار الطوال (كتاب)|الأخبار الطوال]]: «قال الأشعث ومن كان معه من قرّاء أهل العراق: قد رضينا نحن بأبى موسى بعد أن رشحه الشاميّون للتحكيم». | ||
فقال لهم علي | فقال لهم علي {{ع}}: «لست أثق برأي أبي موسى، ولا بحزمه، ولكن اجعل ذلك [[عبد الله بن عباس|لعبد الله بن عباس]]». | ||
قالوا: «والله ما نفرّق بينك وبين [[ابن عباس]]، وكأنّك تريد أن تكون أنت الحاكم، بل اجعله رجلاً هو منك ومن معاويه سواء، ليس إلى أحد منكما بأدنى منه إلى الآخر». | قالوا: «والله ما نفرّق بينك وبين [[ابن عباس]]، وكأنّك تريد أن تكون أنت الحاكم، بل اجعله رجلاً هو منك ومن معاويه سواء، ليس إلى أحد منكما بأدنى منه إلى الآخر». | ||
قال علي | قال علي {{ع}}: «فلم ترضون لأهل [[الشام]] بابن العاص، وليس كذلك؟». | ||
قالوا: «أولئك أعلم، إنما علينا أنفسنا». | قالوا: «أولئك أعلم، إنما علينا أنفسنا». | ||
سطر ٢١: | سطر ٢١: | ||
قال: «فإني اجعل ذلك إلى الأشتر». | قال: «فإني اجعل ذلك إلى الأشتر». | ||
قال الأشعث: «وهل سعر هذه الحرب إلا الأشتر، وهل نحن إلا في حكم الأشتر؟».<ref>ابن أعثم، ج3، | قال الأشعث: «وهل سعر هذه الحرب إلا الأشتر، وهل نحن إلا في حكم الأشتر؟».<ref>ابن أعثم، الفتوح: ج3، ص163، الأخبارالطوال: ص192.</ref> | ||
وبعد أن رُشّح الحكمان تقرر أن يكون التحكيم في شهر [[رمضان]] أي بعد ثمانية أشهر.<ref>ابن مزاحم، | وبعد أن رُشّح الحكمان تقرر أن يكون التحكيم في شهر [[رمضان]] أي بعد ثمانية أشهر.<ref>ابن مزاحم، وقعة صفين: ص504.</ref> وأن يكون الاجتماع في منطقة [[دومة الجندل]].<ref>راجع: الشهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص142.</ref> | ||
===وثيقة التحكيم=== | ===وثيقة التحكيم=== | ||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
{{شطر|'''بسم الله الرحمن الرحيم'''|}} | {{شطر|'''بسم الله الرحمن الرحيم'''|}} | ||
{{نهاية قصيدة}} | {{نهاية قصيدة}} | ||
هذا ما تقاضى عليه [[علي بن أبي طالب|عليّ بن أبي طالب]] و [[معاوية بن أبي سفيان]] قاضى عليّ على أهل [[الكوفة]] | هذا ما تقاضى عليه [[علي بن أبي طالب|عليّ بن أبي طالب]] و[[معاوية بن أبي سفيان]] قاضى عليّ على أهل [[الكوفة]] ومن معهم من شيعتهم من المؤمنين والمسلمين، وقاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معهم من المؤمنين والمسلمين، إنا ننزل عند حكم اللّٰه و كتابه، ولا يجمع بيننا غيره وأن كتاب الله عز وجل بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحي ما أحيا، ونميت ما أمات، فما وجد الحكمان في كتاب الله عز وجل وهما أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص القرشي عملاً به، وما لم يجدا في كتاب الله عز وجل [[السنة النبوية|فالسنة]] العادلة الجامعة غير المفرقة. | ||
وأخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والميثاق والثقة من الناس أنّهما آمنان على أنفسهما وأهلهما والأمة لهما أنصار على | وأخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والميثاق والثقة من الناس أنّهما آمنان على أنفسهما وأهلهما والأمة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كلتيهما عهد الله وميثاقه أنا على ما في هذه الصحيفة، وأن قد وجبت قضيتهما على المؤمنين، فان الأمن والاستقامة ووضع السلاح بينهم أينما ساروا على أنفسهم وأهليهم وأموالهم وشاهدهم وغائبهم وعلى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه أن يحكما بين هذه الأمة، ولا يرداها في حرب ولا فرقة حتى يعصيا وأجل القضاء إلى [[شهر رمضان المبارك|رمضان]]، وإن أحبا أن يؤخرا ذلك أخراه على تراض منهما، وإن توفي أحد الحكمين فان أمير الشيعة يختار مكانه، ولا يألو من أهل المعدلة والقسط، وإنّ مكان قضيتهما الذي يقضيان فيه مكان عدل بين أهل [[الكوفة]] وأهل [[الشام]]، وإن رضيا، وأحبا فلا يحضرهما فيه إلاّ من أرادا، و يأخذ الحكمان من أرادا من الشهود، ثم يكتبان شهادتهما على ما في هذه الصحيفة. | ||
وهم أنصار على من ترك ما في هذه الصحيفة، وأراد فيه إلحاداً وظلماً. اللهم إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة.<ref>الطبري، ج3، ص53.</ref> | وهم أنصار على من ترك ما في هذه الصحيفة، وأراد فيه إلحاداً وظلماً. اللهم إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج3، ص53.</ref> | ||
==الإجراءات والمشورة التي قدمها الإمام علي (ع)== | ==الإجراءات والمشورة التي قدمها الإمام علي (ع)== |