انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البهائية»

أُزيل ٣٬٧٦١ بايت ،  ٢٩ يونيو ٢٠١٧
ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ٥٧: سطر ٥٧:
لقد كان حسين علي النوري المازندراني (بهاء الله) من أتباع [[علي محمد الباب|علي محمد الشيرازي]] (الباب) مؤسس [[البابية]] التي ظهرت في القرن الثالث عشر هجري، بعد وفاة [[السيد كاظم الرشتي]] وقد إدعى (علي محمد الباب) أنّه الباب للإمام المهدي{{عج}}، ثم بعد ذلك ادّعى أنّه هو المهدي بنفسه، ثم أخيرا ادّعى النبوة من [[الله]]،<ref>همتي، البابيون والبهائيون، ص 37 - 38.</ref> أُعدم علي محمد الباب [[سنة 1266]] هـ في [[تبريز]].<ref>صقر، منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التفسير، ص 298.</ref>  
لقد كان حسين علي النوري المازندراني (بهاء الله) من أتباع [[علي محمد الباب|علي محمد الشيرازي]] (الباب) مؤسس [[البابية]] التي ظهرت في القرن الثالث عشر هجري، بعد وفاة [[السيد كاظم الرشتي]] وقد إدعى (علي محمد الباب) أنّه الباب للإمام المهدي{{عج}}، ثم بعد ذلك ادّعى أنّه هو المهدي بنفسه، ثم أخيرا ادّعى النبوة من [[الله]]،<ref>همتي، البابيون والبهائيون، ص 37 - 38.</ref> أُعدم علي محمد الباب [[سنة 1266]] هـ في [[تبريز]].<ref>صقر، منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التفسير، ص 298.</ref>  


نشطت الدعاية البابية بعد مصرع [[علي محمد الباب|الباب]]، فنشطت الحكومة الفارسية في إخماد حركتهم، فدبروا مؤامرة لاغتيال ناصر الدين شاه سنة 1852 م، ولكن المؤامرة فشلت، فتعقبت الحكومة [[أنصار العقيدة]]، فقتلت وسجنت منهم الكثير، وكان منهم حسين علي النوري (بهاء الله)، وبسبب وساطة السفير الروسي لم يعدموا بهاء الله، واكتفوا بنفيه إلى [[العراق]] هو ومن وعدد من البابيين، وكان هذا في أوائل الخمسينات من القرن التاسع عشر.<ref>البلاغي، موسوعة العلامة البلاغي، المدخل، ص 62.</ref>
دبّر البابيون مؤامرة لاغتيال ناصر الدين شاه سنة 1852 م، ولكن المؤامرة فشلت، فتعقبتهم الحكومة، فقتلت وسجنت منهم الكثير، وكان منهم حسين علي النوري (بهاء الله)، وبسبب وساطة السفير الروسي لم يعدموا بهاء الله، واكتفوا بنفيه إلى [[العراق]] هو ومن وعدد من البابيين، وكان هذا في أوائل الخمسينات من القرن التاسع عشر.<ref>البلاغي، موسوعة العلامة البلاغي، المدخل، ص 62.</ref>


لما شعر [[علي محمد الباب|الباب الشيرازي]] بقرب إعدامه جمع مكتوباته وخاتمه ولباسه ومقلمته ومخلفاته في جعبة، وأرسلها مع مفتاحها إلى الميرزا [[يحيى صبح الأزل]] - وهو الأخ الأصغر لبهاء الله - الذي اختاره خليفة من بعده، وأرفق بها وصيته.
وإدعى حسين علي (بهاء الله) انه الخليفة الحقيقي، ولكن الباب دفع بأخيه الأصغر صبح الأزل إلى المنصب صيانة له ولإخفائه عن جواسيس الحاكم الذين كانوا تربصون لإقتلاع البابيين من جذورهم.<ref>محمود، حقيقة البهائية، ص 55 - 57. </ref>
وإدعى حسين علي (بهاء الله) انه الخليفة الحقيقي، ولكن الباب دفع بأخيه الأصغر صبح الأزل إلى المنصب صيانة له ولإخفائه عن جواسيس الحاكم الذين كانوا تربصون لإقتلاع البابيين من جذورهم.<ref>محمود، حقيقة البهائية، ص 55 - 57. </ref>


انقسمت البابية إلى عدة فرق، وهي:
بسبب الصراعات التي دارت بين البابية أنفسهم سافر حسين علي (بهاء الله) إلى كردستان [[العراق]] إلى منطقة (سركلو)،وبعد مدة رجع إلى [[بغداد]]، وادعى انه هو [[المهدي]]، وما [[علي محمد الباب|الباب]] إلاّ مبشّر ومنجٍ له من أعدائه.<ref>البلاغي، موسوعة العلامة البلاغي، المدخل، ص 63.</ref>
#الأزليين: الذين اتبعوا يحيى صبح الأزل.
#البهائيين: الذين اتبعوا حسين علي (بهاء الله).
#الأسديين: الذين اتبعوا الميرزا [[أسد الله التبريزي]].
#البابيين الخلص: هؤلاء بقوا على ولائهم [[علي محمد الباب]].<ref>محمود، حقيقة البهائية، ص 55 - 57. </ref>
بدأ الصراع الدموي بين هذه الفرق بقتل أسد الله من قبل البهائيين بإغراقه في شط العرب بعد أن أوثقوا رجليه بحجر ثقيل، وقد طالب بهاء الله أتباعه بشتم أخيه، وقال عنه: إنه نقطة الظلمة، وقال عنه: أنه من [[المشركين]] في كتاب كان بالحق مرقوما.<ref>محمود، حقيقة البهائية، ص 55 - 57. </ref>


بسبب هذه الصراعات سافر حسين علي (بهاء الله) إلى كردستان [[العراق]] إلى منطقة (سركلو)، وهناك وضع كتابه (إيقان)، وبعد مدة من الزمن رجع من كردستان إلى [[بغداد]]، وهو عازم على نسخ الدعوة التي نادى بها الباب، وبأن يقول: انه هو [[المهدي]]، وما [[علي محمد الباب|الباب]] إلاّ مبشّر ومنجٍ له من أعدائه.<ref>البلاغي، موسوعة العلامة البلاغي، المدخل، ص 63.</ref>
اتصل علماء [[الشيعة]] في [[النجف]] و[[كربلاء]] و[[الكاظمية]]، بالحكومات المحلية، واتصل سفير إيران في بغداد ب[[الحكومة العثمانية]]، وطلب منها نقل البابيين من بغداد إلى محل بعيد لكيلا يتأثر بابيو إيران بحركاتهم وأعمالهم، فقبل العثمانيون طلب الجميع، وصدر أمر الحكومة العثمانية بنقلهم من بغداد إلى الأستانة - القسطنطينية - سنة 1280 هـ الموافق 20 أبريل 1863 م.<ref>سراج الدين، البهائية والنظام العالمي الجديد، ج 2، ص 32.</ref>


وردد حسين علي النوري أن كل خطوة خطاها الباب كانت بوحي منه، وإن مصرع الباب كان ليظل حسين على النوري بعيدا عن أيدي الناقمين حتى يُتم رسالته.<ref>أسلمنت، منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد، ص 26 - 32.</ref>
قبل خروج حسين علي النوري (بهاء الله) ومن معه من بغداد إلى الأستانة أعلن في يوم 22 إبريل (نيسان) على 3 مايو (أيّار) سنة 1863 م البشارة بأنه هو الموعود الذّي أخبر بظهوره الباب، وأنّه هو المختار الذي اختاره الله والموعود الذي أخبرت بمجيئه جميع [[الأنبياء|رسل]] [[الله]]، وقد عُرفت  الحديقة التي أعلنت فيها هذه الدعوة بـ(حديقة الرضوان)، وسُمِيَ ذلك اليوم بـ (عيد الرضوان)، <ref>أسلمنت، منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد، ص 44 - 45.</ref> لم يكن هذا الإعلان عاما للجميع، بل أطلع خاصة أحبابه ورفاقه، فقد أعلن دعواه للجميع في أدرنة عام 1867 م.<ref>سراج الدين، البهائية والنظام العالمي الجديد، ج 2، ص 35.</ref>


بعد رجوع حسين علي النوري (بهاء الله) إلى [[بغداد]] أخذ البابيون يسافرون من [[إيران]] ويتمركزون في [[بغداد]] إلى أن قويت جمعيتهم، فاضطرب مسلمو بغداد وعلماء [[الشيعة]] في [[النجف]] و[[كربلاء]] و[[الكاظمية]]، واتصلوا بالحكومات المحلية، واتصل سفير إيران في بغداد ب[[الحكومة العثمانية]]، وطلب منها نقل البابيين من بغداد إلى محل بعيد لكيلا يتأثر بابيو إيران بحركاتهم وأعمالهم، فقبل العثمانيون طلب الجميع، وصدر أمر الحكومة العثمانية بنقلهم من بغداد إلى الأستانة - القسطنطينية - سنة 1280 هـ الموافق 20 أبريل 1863 م.<ref>سراج الدين، البهائية والنظام العالمي الجديد، ج 2، ص 32.</ref>
أُخرج حسين علي النوري (بهاء الله) وأخاه يحيى صبح الأزل ومن معهما إلى الأستانة، فبلغوها في [[ربيع الأول]] [[1280 هـ]] الموافق 16 آب 1863 م،<ref>الحسني، البابيون والبهائيون، ص 39.</ref> ثم نُقلوا إلى أدرنة وفي عام 1867 م أعلن بهاء الله انه المظهر الأول للإرادة الإلهية التي بشّر بها [[علي محمد الباب|الباب]]، فحصل نزاع دام ٍ بين أنصار بهاء الله وأنصار أخيه صبح الأزل، ففرّق الحاكم العثماني بينهما فنفى بهاء الله وأتباعه إلى [[عكا]]، ونفى صبح الأزل وأتباعه إلى [[قبرص]] حيث خصصت له الحكومة البرطانية راتبا شهريا. <ref>بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية، ص 668.</ref>


قبل خروج حسين علي النوري (بهاء الله) ومن معه من بغداد إلى الأستانة أعلن في يوم 22 إبريل (نيسان) على 3 مايو (أيّار) سنة 1863 م - أي في السنة التّاسعة عشرة بعد إعلان بعثة الباب - البشارة بأنه هو الموعود الذّي أخبر بظهوره الباب، وأنّه هو المختار الذي اختاره الله والموعود الذي أخبرت بمجيئه جميع [[الأنبياء|رسل]] [[الله]]، وقد عُرفت تلك الحديقة التي أعلنت فيها هذه الدعوة بـ(حديقة الرضوان)، وسُمِيَ ذلك اليوم بـ (عيد الرضوان)، <ref>أسلمنت، منتخبات من كتاب بهاء الله والعصر الجديد، ص 44 - 45.</ref> لم يكن هذا الإعلان عاما للجميع، بل أطلع خاصة أحبابه ورفاقه، فقد أعلن دعواه للجميع في أدرنة عام 1867 م.<ref>سراج الدين، البهائية والنظام العالمي الجديد، ج 2، ص 35.</ref>
قُبض على علي حسين النوري وحزبه، وكُبلوا بالأغلال، بعد أن إتُهم بقتل رجال من أنصار أخيه صبح الأزل، ومكث بهاء الله في السجن 38 ساعة على قول البهائية وأربعة أشهر على قول الحكومة والأزلية.<ref>سراج الدين، البهائية والنظام العالمي الجديد، ج 2، ص 39  40.</ref>


أُخرج حسين علي النوري (بهاء الله) وأخاه يحيى صبح الأزل ومن معهما إلى الأستانة عن طريق [[الموصل]] وساسون، فبلغوها في [[ربيع الأول]] [[1280 هـ]] الموافق 16 آب 1863 م،<ref>الحسني، البابيون والبهائيون، ص 39.</ref> ثم نُقلوا إلى أدرنة وفي عام 1867 م أعلن بهاء الله انه المظهر الأول للإرادة الإلهية التي بشّر بها [[علي محمد الباب|الباب]]، فحصل نزاع دام ٍ بين الفرقتين البهائية والأزلية، ففرّق الحاكم العثماني بينهما فنفى بهاء الله وأتباعه إلى [[عكا]]، ونفى صبح الأزل وأتباعه إلى [[قبرص]] حيث خصصت له الحكومة البرطانية راتبا شهريا. <ref>بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية، ص 668.</ref>
شرع حسين علي النوري (بهاء الله) يدعى الدعاوى الواحدة تلو الأخرى، فكان خليفة للباب، ثم ادعى أنه الباب، ثم قال أنه [[المهدي المنتظر]] {{عج}}، وبعدها ادعى [[النبوة]] الخاصة، ومن ثم ادعى النبوة العامة، وختم دعاواه بارتقائه إلى مرتبة الإلوهية المطلقة، فكان يقول أنه [[الله]] في [[الأرض]] بعد ان كان مظهرا من مظاهره، ثم أوصى لولده عباس أفندي بالخلافة من بعده، ثم لولده الثاني المرزه محمد علي، ثم قفل الأمر مدة ألف سنة، توفي في 2 [[ذي القعدة]] سنة [[1309 هـ]] الموافق 28 أيار سنة 1892 م ودُفن في [[عكا]].<ref>الحسني، البابيون والبهائيون، ص 41 - 42.</ref>
 
أُرسل حسين علي النوري (بهاء الله) إلى عكا ومعه أربعة من أصحاب أخيه و68 من أتباعه الخُلّص، فبلغوها في 12 [[جمادى الأولى]] [[1285 هـ]] الموافق 31 آب 1868 م، ونُفي يحيى صبح الأزل إلى (فاماكوستا) في جزيرة قبرص، ومعه أربعة من أصحاب أخيه و 30 من أتباعه، وبلغوها في 5 [[ريبع الأول]] 1285 هـ الموافق 26 يوليو 1868 م.<ref>الحسني، البابيون والبهائيون، ص 40.</ref>
 
وقد قُتل الأربعة من أتباع يحيى صبح الأزل الذين رافقوا بهاء الله، فقد قُتل المرزه نصر الله وهو في أدرنة، والثلاثة الباقية وهم: محمد الأصفهاني الذي كان من رفاق الباب المخلصين، والآقا جان بك، والمرزه رضا قلي، فأبيدوا كلهم ليلا بالحراب والساطور، ولذلك قُبض على علي حسين النوري وحزبه، وكُبلوا بالأغلال، ومكث بهاء الله في السجن 38 ساعة على قول البهائية وأربعة أشهر على قول الحكومة والأزلية.<ref>سراج الدين، البهائية والنظام العالمي الجديد، ج 2، ص 39  40.</ref>
 
شرع حسين علي النوري (بهاء الله) يؤلف الكتب ويدّعي الدعوات الكبيرة، فكان خليفة للباب في البداية، ثم ادعى أنه الباب، ثم ترقى في الإدعاء وقال أنه [[المهدي المنتظر]] {{عج}} وانه هو الذي سيملأ الأرض عدلا، وبعدها إدعى [[النبوة]] الخاصة، ومن ثم ادعى النبوة العامة، وختم دعاواه بارتقائه إلى مرتبة الإلوهية المطلقة، فكان يقول أنه [[الله]] في [[الأرض]] بعد ان كان مظهرا من مظاهره، ثم كتب كتاب (عهدي) الذي كتب فيه وصيته ونص فيه على ولاية العهد لولده عباس أفندي، ثم لولده الثاني المرزه محمد علي، ثم قفل الأمر مدة ألف سنة، وكان إذا مشى في الطريق أسدل على وجهه برقعا لكيلا يُشاهد بهاء الله المتجلي في وجهه وبهاء الله لا يُرى بالأبصار، توفي في 2 [[ذي القعدة]] سنة [[1309 هـ]] الموافق 28 أيار سنة 1892 م ودُفن في [[عكا]].<ref>الحسني، البابيون والبهائيون، ص 41 - 42.</ref>


==تعريف البهائية==
==تعريف البهائية==
مستخدم مجهول