انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عثمان بن عفان»

imported>Alkazale
imported>Alkazale
سطر ١١٠: سطر ١١٠:
==بعض أعماله==
==بعض أعماله==
*'''حمايته لعبد الله بن سعد بن أبي سرح'''
*'''حمايته لعبد الله بن سعد بن أبي سرح'''
لما فتح [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} [[مكة]] آمن الناس إلا أربعة رجال وامرأتين، وهم [[عكرمة بن أبي جهل]]، وعبد اللَّه بن خطل، ومقيس بن صبابة، و[[عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح]]، وقال{{صل}}: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلّقين بأستار [[الكعبة]]، ولكن عثمان بن عفان خبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عنده، ولما دعا [[النبي]]{{صل}} الناس إلى [[البيعة]] جاء به عثمان وأوقفه على [[النبي]] {{صل}}، فقال: يارسول الله بايع عبد الله، فرفع [[النبي الأعظم|النبي]]{{صل}} رأسه ونظر إليه ثلاثاً وهو يأبى مبايعته، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه وقال لهم: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إِلى هذا حين رآني كففتُ يدي عن بيعته فيقتله؟ <ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج6، ص561-562.</ref> وقد ولّى عبد الله بن سعد بن أبي سرح كل من [[عمر ابن الخطاب|عمر بن الخطاب]] وعثمان بن عفان بعده.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص409.</ref>
لما فتح [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} [[مكة]] آمن الناس إلا أربعة رجال وامرأتين، وهم [[عكرمة بن أبي جهل]]، وعبد اللَّه بن خطل، ومقيس بن صبابة، و[[عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح]]، وقال{{صل}}: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلّقين بأستار [[الكعبة]]، ولكن عثمان بن عفان خبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عنده، ولما دعا [[النبي]]{{صل}} الناس إلى [[البيعة]] جاء به عثمان وأوقفه على [[النبي]] {{صل}}، فقال: يارسول الله بايع عبد الله، فرفع [[النبي الأعظم|النبي]]{{صل}} رأسه ونظر إليه ثلاثاً وهو يأبى مبايعته، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه وقال لهم: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إِلى هذا حين رآني كففتُ يدي عن بيعته فيقتله؟ <ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 6، ص 561-562.</ref> وقد ولّى عبد الله بن سعد بن أبي سرح كل من [[عمر ابن الخطاب|عمر بن الخطاب]] وعثمان بن عفان بعده.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 409.</ref>
*'''حمايته ل[[معاوية بن المغيرة]] (جادع أنف [[حمزة بن عبد المطلب]]{{ع}})'''
*'''حمايته ل[[معاوية بن المغيرة]] (جادع أنف [[حمزة بن عبد المطلب]]{{ع}})'''
إنَّ معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وهو الذي جدع أنف حمزة ومثَّل به مع من مثَّل به، وبعد رجوعه من [[معركة أحد]] أخطأ الطريق، فلما أصبح أتى دار عثمان بن عفان، فأدخله عثمان داره، وقصد رسول اللَّه{{صل}} ليشفع فيه، فأخرجه [[المسلمون]] من بيت عثمان وانطلقوا به إِلى [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}}، فقال عثمان: والذي بعثك بالحق ما جئتُ إِلَّا لأطلب له أماناً فهبه لي، فوهبه له وأجَّله ثلاثة أيام، وأقسم لئن أقام بعدها ليقتلنه، فجهّزه عثمان وقال له: ارتحل.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص53.</ref>
إنَّ معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وهو الذي جدع أنف حمزة ومثَّل به مع من مثَّل به، وبعد رجوعه من [[معركة أحد]] أخطأ الطريق، فلما أصبح أتى دار عثمان بن عفان، فأدخله عثمان داره، وقصد رسول اللَّه{{صل}} ليشفع فيه، فأخرجه [[المسلمون]] من بيت عثمان وانطلقوا به إِلى [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}}، فقال عثمان: والذي بعثك بالحق ما جئتُ إِلَّا لأطلب له أماناً فهبه لي، فوهبه له وأجَّله ثلاثة أيام، وأقسم لئن أقام بعدها ليقتلنه، فجهّزه عثمان وقال له: ارتحل.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 53.</ref>
*'''مساهمته في تجهيز جيش العسرة'''
*'''مساهمته في تجهيز جيش العسرة'''
ذكر أصحاب السيّر أن عثمان ساهم بمال كثير في تجهيز [[جيش العسرة |جيش العسرة]]، وهو الجيش الذي جهزه النبي {{صل}} ل[[غزوة تبوك]]، فقالوا: إنه تبرع بألف دينار، وقيل: بسبعمائة أوقية من ذهب، وقيل: بسبعمائة وخمسين ناقة، وخمسين فرسًا.<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص257.</ref>  
ذكر أصحاب السيّر أن عثمان ساهم بمال كثير في تجهيز [[جيش العسرة |جيش العسرة]]، وهو الجيش الذي جهزه النبي {{صل}} ل[[غزوة تبوك]]، فقالوا: إنه تبرع بألف دينار، وقيل: بسبعمائة أوقية من ذهب، وقيل: بسبعمائة وخمسين ناقة، وخمسين فرسًا.<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 257.</ref>  
*'''عدم إقامة الحد على [[عبيد الله بن عمر]]'''
*'''عدم إقامة الحد على [[عبيد الله بن عمر]]'''
لما قتل [[فيروز أبو لؤلؤة]] [[عمر بن الخطاب]] قام عبيد الله بن عمر بقتل كل من [[الهرمزان]] وبنت أبو لؤلؤة ثأراً لدم أبيه، فسُجن لقتله إياهم بدون ذنب، وقد قال [[علي]]{{ع}} لعبيد الله بن عمر ما ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها، فاستشار عثمان [[الصحابة]] فأشار عليه [[الإمام علي]]{{ع}} وأكابر الصحابة بقتل عبيد الله، ولكن عثمان خلّى سبيله بسبب وساطة [[عمرو بن العاص]]، فكان [[علي]]{{ع}} يقول: لو قدرت على عبيد الله بن عمر ولي سلطان [[القصاص|لاقتصصت]] منه.<ref>ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج38، ص68.</ref>
لما قتل [[فيروز أبو لؤلؤة]] [[عمر بن الخطاب]] قام عبيد الله بن عمر بقتل كل من [[الهرمزان]] وبنت أبو لؤلؤة ثأراً لدم أبيه، فسُجن لقتله إياهم بدون ذنب، وقد قال [[علي]]{{ع}} لعبيد الله بن عمر ما ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها، فاستشار عثمان [[الصحابة]] فأشار عليه [[الإمام علي]]{{ع}} وأكابر الصحابة بقتل عبيد الله، ولكن عثمان خلّى سبيله بسبب وساطة [[عمرو بن العاص]]، فكان [[علي]]{{ع}} يقول: لو قدرت على عبيد الله بن عمر ولي سلطان [[القصاص|لاقتصصت]] منه.<ref>ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 38، ص 68.</ref>
*'''منعه رواية حديث النبي {{صل}}'''
*'''منعه رواية حديث النبي {{صل}}'''
لقد نهى عثمان بن عفان عن [[منع تدوين الحديث|تدوين الحديث النبوي]] وروايته، بعد توليه للحكم، إلا ما سُمع به من الأحاديث في عهد [[أبي بكر]] وعهد [[عمر ابن الخطاب|عمر]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص256.</ref>
لقد نهى عثمان بن عفان عن [[منع تدوين الحديث|تدوين الحديث النبوي]] وروايته، بعد توليه للحكم، إلا ما سُمع به من الأحاديث في عهد [[أبي بكر]] وعهد [[عمر ابن الخطاب|عمر]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 256.</ref>
*'''رده [[الحكم بن أبي العاص]] طريد [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} وولده [[مروان بن الحكم|مروان]]'''
*'''رده [[الحكم بن أبي العاص]] طريد [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} وولده [[مروان بن الحكم|مروان]]'''
أخرج [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} الحكم بن أبي العاص من [[المدينة]] وطرده عنها، ولعنه فنزل [[الطائف]]، وخرج معه ابنه مروان، فنزل الطائف حتى قُبِضَ [[النبي]]{{صل}} فأرجعه عثمان بعد توليه الحكم إلى المدينة،<ref>ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج57، ص236.</ref> وأعطاه مائة ألف درهم.<ref>الدينوري، المعارف، ج1، ص194.</ref>
أخرج [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} الحكم بن أبي العاص من [[المدينة]] وطرده عنها، ولعنه فنزل [[الطائف]]، وخرج معه ابنه مروان، فنزل الطائف حتى قُبِضَ [[النبي]]{{صل}} فأرجعه عثمان بعد توليه الحكم إلى المدينة،<ref>ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 57، ص 236.</ref> وأعطاه مائة ألف درهم.<ref>الدينوري، المعارف، ج 1، ص 194.</ref>
*'''نفيه [[أبي ذر الغفاري|لأبي ذر الغفاري]] إلى [[الشام]] ومن ثم إلى [[الربذة]]'''
*'''نفيه [[أبي ذر الغفاري|لأبي ذر الغفاري]] إلى [[الشام]] ومن ثم إلى [[الربذة]]'''
:::لما بلغ عثمان أن أبا ذر يقعد في [[المسجد النبوي|مسجد رسول الله]]{{صل}}، ويجتمع إليه الناس، فيحدث بما فيه الطعن عليه بما أحدثه من أمور، ولومه الأمة بعدم توليتها [[علي(ع)|لأمير المؤمنين علي]]{{ع}} فقد قال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله، وأخرتم من أخر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في [[أهل بيت(ع)|أهل بيت]] نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولي الله، ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من [[القرآن الكريم|كتاب الله]] و[[السنة|سنة نبيه]]، فأما إذ فعلتم ما فعلتم، فذوقوا وبال أمركم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
:::لما بلغ عثمان أن أبا ذر يقعد في [[المسجد النبوي|مسجد رسول الله]]{{صل}}، ويجتمع إليه الناس، فيحدث بما فيه الطعن عليه بما أحدثه من أمور، ولومه الأمة بعدم توليتها [[علي(ع)|لأمير المؤمنين علي]]{{ع}} فقد قال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله، وأخرتم من أخر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في [[أهل بيت(ع)|أهل بيت]] نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولي الله، ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من [[القرآن الكريم|كتاب الله]] و[[السنة|سنة نبيه]]، فأما إذ فعلتم ما فعلتم، فذوقوا وبال أمركم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


:::سيّره إلى [[الشام]] إلى [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]]، وكان يجلس في [[المسجد]]، فيقول كما كان يقول، فكتب معاوية إلى عثمان: إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر، فأجابه عثمان: أن احمله على قتب بغير وطاء، فقدم به إلى [[المدينة]]، وقد ذهب لحم فخذيه، فلم يقم بالمدينة إلا أياماً حتى أرسل إليه عثمان وقال له: والله لتخرجن عنها، فقال: أتخرجني من حرم [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}}؟ قال: نعم، وأنفك راغم، ولم يرضَ عثمان ذهابه إلى [[مكة]] ولا [[البصرة]] ولا [[الكوفة]]، بل أمر [[مروان بن الحكم]] بإخراجه إلى [[الربذة]] ليموت فيها، وأمر أن لا يُكلمه أحد حتى يخرج من [[المدينة]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص175.</ref>
:::سيّره إلى [[الشام]] إلى [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]]، وكان يجلس في [[المسجد]]، فيقول كما كان يقول، فكتب معاوية إلى عثمان: إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر، فأجابه عثمان: أن احمله على قتب بغير وطاء، فقدم به إلى [[المدينة]]، وقد ذهب لحم فخذيه، فلم يقم بالمدينة إلا أياماً حتى أرسل إليه عثمان وقال له: والله لتخرجن عنها، فقال: أتخرجني من حرم [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}}؟ قال: نعم، وأنفك راغم، ولم يرضَ عثمان ذهابه إلى [[مكة]] ولا [[البصرة]] ولا [[الكوفة]]، بل أمر [[مروان بن الحكم]] بإخراجه إلى [[الربذة]] ليموت فيها، وأمر أن لا يُكلمه أحد حتى يخرج من [[المدينة]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 175.</ref>
*'''ضربه ل[[عمار بن ياسر]]'''
*'''ضربه ل[[عمار بن ياسر]]'''
لما كتب [[الصحابة]] كتاباً لعثمان وضّحوا فيه اعتراضهم على أفعاله، فقالوا: من يذهب به إليه؟ فأخذه [[عمار بن ياسر]]، فلما قرأه عثمان قال: أرغمَ اللهُ بأنفك، فقال عمار: وبأنف [[أبي بكر]] و[[عمر ابن الخطاب|عمر]]، فقام عثمان ووطئ عماراً حتى غُشي عليه، ثم أرسل إليه [[الزبير بن العوام|الزبير]] و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] يسترضيه لما فعل به، فلم يقبل عمار ولم يعذره، وقال: لا أقبل منه شيئاً حتى ألقى اللَّه.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص57.</ref>
لما كتب [[الصحابة]] كتاباً لعثمان وضّحوا فيه اعتراضهم على أفعاله، فقالوا: من يذهب به إليه؟ فأخذه [[عمار بن ياسر]]، فلما قرأه عثمان قال: أرغمَ اللهُ بأنفك، فقال عمار: وبأنف [[أبي بكر]] و[[عمر ابن الخطاب|عمر]]، فقام عثمان ووطئ عماراً حتى غُشي عليه، ثم أرسل إليه [[الزبير بن العوام|الزبير]] و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] يسترضيه لما فعل به، فلم يقبل عمار ولم يعذره، وقال: لا أقبل منه شيئاً حتى ألقى اللَّه.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 57.</ref>
*'''ضربه ل[[عبد الله بن مسعود]]'''
*'''ضربه ل[[عبد الله بن مسعود]]'''
لما أراد عثمان بن عفان جمع المصحف أمر [[عبد الله بن مسعود]] وهو في [[الكوفة]] أن يدفع مصحفه إلى [[عبد الله بن عامر]]، فامتنع فأمر بإحضار ابن مسعود إلى [[المدينة]]، فدخل المسجد وعثمان يخطب، فقال عثمان: إنه قد قدمت عليكم دابة سوء، فرده ابن مسعود بكلام غليظ فأمر به عثمان، فجزَّ برجله حتى كسر له ضلعان، وأُمر به فوطئ جوفه فغاب عنه وعيه، فلم يصلِ [[الظهر الشرعي|الظهر]] و[[العصر]]، ومنعه من العطاء، وبقي [[عبد الله بن مسعود]] غاضباً على عثمان بن عفان حتى توفي.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص174.</ref>
لما أراد عثمان بن عفان جمع المصحف أمر [[عبد الله بن مسعود]] وهو في [[الكوفة]] أن يدفع مصحفه إلى [[عبد الله بن عامر]]، فامتنع فأمر بإحضار ابن مسعود إلى [[المدينة]]، فدخل المسجد وعثمان يخطب، فقال عثمان: إنه قد قدمت عليكم دابة سوء، فرده ابن مسعود بكلام غليظ فأمر به عثمان، فجزَّ برجله حتى كسر له ضلعان، وأُمر به فوطئ جوفه فغاب عنه وعيه، فلم يصلِ [[الظهر الشرعي|الظهر]] و[[العصر]]، ومنعه من العطاء، وبقي [[عبد الله بن مسعود]] غاضباً على عثمان بن عفان حتى توفي.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 174.</ref>
*'''عزله [[عبد الله بن مسعود]] من أجل [[الوليد بن عقبة]]'''
*'''عزله [[عبد الله بن مسعود]] من أجل [[الوليد بن عقبة]]'''
خرج ذات يوم عبد الله بن مسعود على [[المسلمين]] وهم في [[المسجد]]، وقد كان أمين بيت مال [[الكوفة]]، وكان أمير الكوفة [[الوليد بن عقبة |الوليد بن عقبة]]، وقد أخذ من بيت مال المسلمين مائة ألف، فقال ابن مسعود:  يا أهل الكوفة، فقدت من بيت مالكم الليلة مائة ألف لم يأتني بها كتاب من أمير المؤمنين، ولم يكتب لي بها براءة، فكتب الوليد لعثمان بذلك فنزع ابن مسعود عن بيت المال.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص57.</ref>
خرج ذات يوم عبد الله بن مسعود على [[المسلمين]] وهم في [[المسجد]]، وقد كان أمين بيت مال [[الكوفة]]، وكان أمير الكوفة [[الوليد بن عقبة |الوليد بن عقبة]]، وقد أخذ من بيت مال المسلمين مائة ألف، فقال ابن مسعود:  يا أهل الكوفة، فقدت من بيت مالكم الليلة مائة ألف لم يأتني بها كتاب من أمير المؤمنين، ولم يكتب لي بها براءة، فكتب الوليد لعثمان بذلك فنزع ابن مسعود عن بيت المال.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 57.</ref>
*'''تقريبه مروان وإعطاؤه الأموال'''  
*'''تقريبه مروان وإعطاؤه الأموال'''  
كان [[مروان بن الحكم]] ابن عم عثمان بن عفان وصهره وكاتبه، وكان من أهم أسباب قتل عثمان هو تقريبه لمروان وإطلاق يده في التصرف، فقد قال [[ابن كثير الدمشقي]]: ومروان كان أَكبر الأسباب في حصار عثمان، لأنه زوَّرَ على لسانه كتابًا إِلى [[مصر]] بقتل ذلك الوفد، <ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج11، ص712.</ref> وقد أعطاه عثمان الكثير من الأموال صلة له، ومنها: أنه أعطاه خمسة عشر ألف ديناراً،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص528.</ref> وأعطاه [[فدك]]،<ref>الدينوري، المعارف، ج1، ص195.</ref> ولما فتح المسلمون [[أفريقيا |أفريقيا]] كانت الغنائم ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، وهب خمسها لمروان.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص172.</ref>
كان [[مروان بن الحكم]] ابن عم عثمان بن عفان وصهره وكاتبه، وكان من أهم أسباب قتل عثمان هو تقريبه لمروان وإطلاق يده في التصرف، فقد قال [[ابن كثير الدمشقي]]: ومروان كان أَكبر الأسباب في حصار عثمان، لأنه زوَّرَ على لسانه كتابًا إِلى [[مصر]] بقتل ذلك الوفد، <ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 11، ص 712.</ref> وقد أعطاه عثمان الكثير من الأموال صلة له، ومنها: أنه أعطاه خمسة عشر ألف ديناراً،<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 528.</ref> وأعطاه [[فدك]]،<ref>الدينوري، المعارف، ج 1، ص 195.</ref> ولما فتح المسلمون [[أفريقيا |أفريقيا]] كانت الغنائم ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، وهب خمسها لمروان.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 172.</ref>
*'''توليته للوليد بن عقبة'''
*'''توليته للوليد بن عقبة'''
لقد كان [[الوليد بن عقبة]] أخاً عثمان لأمه وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: {{قرآن| '''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ'''}}،<ref>قرآن كريم، سورة الحجرات: الأية6.</ref> <ref>الرازي، مفاتيح الغيب، ج28، ص98.</ref> وقد ولاه عثمان أمارة [[الكوفة]] [[سنة 26 هـ]] بعد عزله [[سعد بن أبي وقاص]]،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص251.</ref> فصلى بهم الصبح ثلاث ركعات وهو [[سكران]]، ثم التفت إليهم فقال: وإن شئتم زدتكم، فقامت عليه البينة بذلك عند عثمان، فقال ل[[طلحة ابن عبيدالله|طلحة]]: قم فاجلده، قال لم أكن من الجالدين، فقام إليه [[علي(ع)|علي]]{{ع}} فجلده.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص58.</ref>
لقد كان [[الوليد بن عقبة]] أخاً عثمان لأمه وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: {{قرآن| '''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ'''}}،<ref>قرآن كريم، سورة الحجرات: الأية6.</ref> <ref>الرازي، مفاتيح الغيب، ج 28، ص 98.</ref> وقد ولاه عثمان أمارة [[الكوفة]] [[سنة 26 هـ]] بعد عزله [[سعد بن أبي وقاص]]،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 251.</ref> فصلى بهم الصبح ثلاث ركعات وهو [[سكران]]، ثم التفت إليهم فقال: وإن شئتم زدتكم، فقامت عليه البينة بذلك عند عثمان، فقال ل[[طلحة ابن عبيدالله|طلحة]]: قم فاجلده، قال لم أكن من الجالدين، فقام إليه [[علي(ع)|علي]]{{ع}} فجلده.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 58.</ref>
*'''صلته لعبد الله بن خالد بن أسيد'''
*'''صلته لعبد الله بن خالد بن أسيد'''
روى المؤرخون: أن عثمان زوّج ابنته من [[عبد الله بن خالد بن أسيد]]، وأمر له بستمائة ألف درهم، وكتب إلى [[عبد الله بن عامر]] أن يدفعها إليه من بيت مال [[البصرة]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص173.</ref>
روى المؤرخون: أن عثمان زوّج ابنته من [[عبد الله بن خالد بن أسيد]]، وأمر له بستمائة ألف درهم، وكتب إلى [[عبد الله بن عامر]] أن يدفعها إليه من بيت مال [[البصرة]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 173.</ref>
*'''صلته [[أبو سفيان بن حرب|لابي سفيان بن بن حرب]]'''
*'''صلته [[أبو سفيان بن حرب|لابي سفيان بن بن حرب]]'''
أعطى عثمان بن عفان [[أبا سفيان بن حرب |أبا سفيان بن حرب]] مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه ل[[مروان بن الحكم]] بمائة ألف من بيت المال.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص199.</ref>‏
أعطى عثمان بن عفان [[أبا سفيان بن حرب |أبا سفيان بن حرب]] مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه ل[[مروان بن الحكم]] بمائة ألف من بيت المال.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 199.</ref>‏
*'''تأميره للأحداث من [[بني أمية]] على رقاب [[المسلمين]]'''
*'''تأميره للأحداث من [[بني أمية]] على رقاب [[المسلمين]]'''
لقد قام عثمان بن عفان بعد توليه الحكم من تأمير الأحداث من أقاربه وحاشيته على رقاب [[المسلمين]] على الرغم من وجود كبار [[صحابة رسول الله]]{{صل}}،<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص55.</ref> فقد عزل [[أبو موسى الأشعري|أبا موسى الأشعري]]، وولى مكانه [[عبد الله بن عامر بن كريز]]، وهو يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، فلما بلغ أبا موسى ولاية عبد الله بن عامر قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه، ثم قال: قد جاءكم غلام كثير العمات والخالات والجدات في [[قريش]]، يفيض عليكم المال فيضاً.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص172.</ref>
لقد قام عثمان بن عفان بعد توليه الحكم من تأمير الأحداث من أقاربه وحاشيته على رقاب [[المسلمين]] على الرغم من وجود كبار [[صحابة رسول الله]]{{صل}}،<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 55.</ref> فقد عزل [[أبو موسى الأشعري|أبا موسى الأشعري]]، وولى مكانه [[عبد الله بن عامر بن كريز]]، وهو يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، فلما بلغ أبا موسى ولاية عبد الله بن عامر قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه، ثم قال: قد جاءكم غلام كثير العمات والخالات والجدات في [[قريش]]، يفيض عليكم المال فيضاً.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 172.</ref>
*'''إقطاعه [[الحارث بن الحكم]] صدقة رسول الله {{صل}}'''
*'''إقطاعه [[الحارث بن الحكم]] صدقة رسول الله {{صل}}'''
تصدّق [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} بمهزور على [[المسلمين]]، وهو موضع سوق [[المدينة المنورة]]، فأقطعها عثمان بن عفان بعد توليه للحكم للحارث بن الحكم أخا [[مروان بن الحكم]].<ref>الدينوري، المعارف، ج1، ص195.</ref>
تصدّق [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} بمهزور على [[المسلمين]]، وهو موضع سوق [[المدينة المنورة]]، فأقطعها عثمان بن عفان بعد توليه للحكم للحارث بن الحكم أخا [[مروان بن الحكم]].<ref>الدينوري، المعارف، ج 1، ص 195.</ref>
*'''ثراؤه'''
*'''ثراؤه'''
ذكر المؤرخون: أن عثمان بن عفان قسّم ماله وأرضه في [[بني أمية]]، وجعل ولده كبعض من يعطى، فبدأ ب[[بني أبي العاص |بني أبي العاص]]، فأعطى [[آل الحكم |آل الحكم]] رجالهم عشرة آلاف، عشرة آلاف، فأخذوا مائة ألف، وأعطى بني عثمان مثل ذلك، وقسم الباقي في بني العاص وفي [[بني العيص |بني العيص]] وفي [[بني حرب]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص348.</ref>  
ذكر المؤرخون: أن عثمان بن عفان قسّم ماله وأرضه في [[بني أمية]]، وجعل ولده كبعض من يعطى، فبدأ ب[[بني أبي العاص |بني أبي العاص]]، فأعطى [[آل الحكم |آل الحكم]] رجالهم عشرة آلاف، عشرة آلاف، فأخذوا مائة ألف، وأعطى بني عثمان مثل ذلك، وقسم الباقي في بني العاص وفي [[بني العيص |بني العيص]] وفي [[بني حرب]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 348.</ref>  


وذكروا: أن عثمان بن عفان لما توفي ترك [[الإرث|ميراثاً]] قيمته ألف ألف درهم.<ref>الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص72.</ref>
وذكروا: أن عثمان بن عفان لما توفي ترك [[الإرث|ميراثاً]] قيمته ألف ألف درهم.<ref>الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 72.</ref>


==الثورة عليه وأحداثها==
==الثورة عليه وأحداثها==
مستخدم مجهول