مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عثمان بن عفان»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٨٦: | سطر ٨٦: | ||
سار مجموعة من الثوار من بعض الأمصار الإسلامية ([[مصر]] - [[البصرة]] - [[الكوفة]]) بناءا على طلب من [[الصحابة]] الذين كانوا في [[المدينة]]، لمطالبة عثمان بن عفان بإصلاح بعض الأمور التي نقموا بسببها عليه، فلم يُحقق لهم عثمان مطالبهم، فطالبوه بخلع نفسه عن الحكم، فأبى ذلك، فحاصروه أربعين يوما، وقام أحد أنصار عثمان بقتل أحد الصحابة فطالبه الثوار أن يُسلّمه لهم فامتنع عن تسليمه، فدخلوا عليه البيت وقتلوه. | سار مجموعة من الثوار من بعض الأمصار الإسلامية ([[مصر]] - [[البصرة]] - [[الكوفة]]) بناءا على طلب من [[الصحابة]] الذين كانوا في [[المدينة]]، لمطالبة عثمان بن عفان بإصلاح بعض الأمور التي نقموا بسببها عليه، فلم يُحقق لهم عثمان مطالبهم، فطالبوه بخلع نفسه عن الحكم، فأبى ذلك، فحاصروه أربعين يوما، وقام أحد أنصار عثمان بقتل أحد الصحابة فطالبه الثوار أن يُسلّمه لهم فامتنع عن تسليمه، فدخلوا عليه البيت وقتلوه. | ||
قُتِلَ عثمان | قُتِلَ عثمان [[سنة 35 هـ]]، وكان عمره اثنتين وثمانين سنة، وبقي ثلاثة أيام بلا دفن، فذهب كل من [[حكيم بن حزام القرشي]]، و[[جبير بن مطعم]] [[علي(ع)|لعلي]] {{ع}} وكلماه في أن يأذن في دفنه، فإذن لهم، فلما بلغوا به [[البقيع]] منعهم من دفنه فيه رجال من بني ساعدة، فردّوه إلى حشّ كوكب، فدفنوه فيه. | ||
==هويته الشخصية== | ==هويته الشخصية== | ||
سطر ١٤٤: | سطر ١٤٢: | ||
تولى الحكم يوم السبت غرة [[محرم الحرام|المحرم]] [[سنة 24 هـ]]، بعد دفن [[عمر بن الخطاب]] بثلاثة أيام، وقتل ب[[المدينة المنورة|المدينة]] يوم الجمعة لثماني عشرة أو سبع عشرة خلت من [[ذي الحجة]] [[سنة 35 هـ]]، وذلك على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من مقتل عمر،<ref>المكي، العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، ج 1، ص 98.</ref> وسُمي العام الذي تولى فيه الحكم بعام الرُّعاف لكثرته فيه بالناس.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 453.</ref> | تولى الحكم يوم السبت غرة [[محرم الحرام|المحرم]] [[سنة 24 هـ]]، بعد دفن [[عمر بن الخطاب]] بثلاثة أيام، وقتل ب[[المدينة المنورة|المدينة]] يوم الجمعة لثماني عشرة أو سبع عشرة خلت من [[ذي الحجة]] [[سنة 35 هـ]]، وذلك على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من مقتل عمر،<ref>المكي، العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، ج 1، ص 98.</ref> وسُمي العام الذي تولى فيه الحكم بعام الرُّعاف لكثرته فيه بالناس.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 453.</ref> | ||
==أسماء بعض عُمّاله على الأمصار== | ===أسماء بعض عُمّاله على الأمصار=== | ||
#على [[مكة]]: عبد اللَّه بن الحضرمي. | #على [[مكة]]: عبد اللَّه بن الحضرمي. | ||
#على [[الطائف]]: القاسم بن ربيعة الثقفي. | #على [[الطائف]]: القاسم بن ربيعة الثقفي. | ||
سطر ٢٦٣: | سطر ٢٦١: | ||
===موقف أمير المؤمنين علي (ع) من قتل عثمان=== | ===موقف أمير المؤمنين علي (ع) من قتل عثمان=== | ||
لقد اتهم [[الأمويون]] [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين علي]] {{ع}} بقتل عثمان وطالبوه بدمه،<ref>مزاحم، وقعة صفين، ص 46.</ref> وفي يوم أشرف علي {{ع}} من قصر له ب[[الكوفة]]، فنظر إلى سفينة في [[نهر دجلة|دجلة]]، فقال: والذي أرسلها في بحره مسخرة بأمره، ما بدأت في أمر عثمان بشيء، ولئن شاءت [[بنو أمية]] لأباهلنّهم عند [[الكعبة]] خمسين يمينا ما بدأت في حق عثمان بشيء، فبلغ هذا الحديث [[عبد الملك بن مروان]]، فقال: إني لأحسبه صادقا.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 52.</ref> | لقد اتهم [[الأمويون]] [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين علي]] {{ع}} بقتل عثمان وطالبوه بدمه،<ref>مزاحم، وقعة صفين، ص 46.</ref> وفي يوم أشرف علي {{ع}} من قصر له ب[[الكوفة]]، فنظر إلى سفينة في [[نهر دجلة|دجلة]]، فقال: والذي أرسلها في بحره مسخرة بأمره، ما بدأت في أمر عثمان بشيء، ولئن شاءت [[بنو أمية]] لأباهلنّهم عند [[الكعبة]] خمسين يمينا ما بدأت في حق عثمان بشيء، فبلغ هذا الحديث [[عبد الملك بن مروان]]، فقال: إني لأحسبه صادقا.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 52.</ref> | ||
==أحداث ما بعد قتل عثمان== | ==أحداث ما بعد قتل عثمان== | ||
*إجماع الأمة على [[البيعة|مبايعة]] [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} ب[[الخلافة]] | *إجماع الأمة على [[البيعة|مبايعة]] [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} ب[[الخلافة]] | ||
سطر ٣٠٣: | سطر ٢٨٦: | ||
:::وبعد استشهاد [[عمار بن ياسر]] على يد الفئة الباغية ظفر أصحاب أمير المؤمنين علي {{ع}} وكاد معاوية أن يهرب لولا أن منعه [[عمرو بن العاص]] وقام ب[[رفع المصاحف]] على الرماح، والمطالبة ب[[التحكيم]] فتوقفت الحرب، وأُجلّت إلى التحكيم في دومة الجندل.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 180 - 182.</ref> | :::وبعد استشهاد [[عمار بن ياسر]] على يد الفئة الباغية ظفر أصحاب أمير المؤمنين علي {{ع}} وكاد معاوية أن يهرب لولا أن منعه [[عمرو بن العاص]] وقام ب[[رفع المصاحف]] على الرماح، والمطالبة ب[[التحكيم]] فتوقفت الحرب، وأُجلّت إلى التحكيم في دومة الجندل.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 180 - 182.</ref> | ||
==آيات وروايات وآراء في حقه== | |||
*[[الآيات]] الكريمة | |||
نزل في عثمان بن عفان، و[[ابن أم مكتوم]] بدايات [[سورة عبس]]، فقد كان ابن أم مكتوم [[المؤذن|مؤذنا]] ل[[رسول الله(ص)|رسول الله]] {{صل}}، وكان أعمى، فجاء إلى رسول الله {{صل}} وعنده أصحابه، وعثمان عنده، فقدّمه رسول الله {{صل}} على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله: {{قرآن|عَبَسَ وَتَوَلَّى}}<ref>عبس: 1.</ref> يعني عثمان {{قرآن|أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى* وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}}<ref>عبس: 2 - 3.</ref> أي يكون طاهرا زكيا {{قرآن|أَوْ يَذَّكَّرُ}} قال: يذكره رسول الله {{صل}} {{قرآن|فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى}}،<ref>عبس: 4.</ref> ثم خاطب عثمان، فقال: {{قرآن|أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى* فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى}}<ref>عبس: 5 - 6.</ref> قال: أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه: {{قرآن|وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى}}<ref>عبس: 7.</ref> أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي، إذا كان غنيا {{قرآن|وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى}}<ref>عبس: 8.</ref> يعني ابن أم مكتوم {{قرآن|وَهُوَ يَخْشى* فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}}<ref>عبس: 9 - 10.</ref> أي تلهو ولا تلتفت إليه.<ref>القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 405.</ref> | |||
*[[الروايات]] الشريفة | |||
#روي عن إسماعيل بن أبي خالد قال: جاء رجل إلى [[علي (ع)|علي]] {{ع}} يستشفع به إلى عثمان، فقال: حمَّال الخطايا لا والله لا أعود إليه أبدا فآيسه منه.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 9، ص 17.</ref> | |||
#روي عن قيس بن أبي حازم قال: سمعتُ علياً {{ع}} يقول: يا معشر [[المسلمين]] يا أبناء [[المهاجرين]] انفروا إلى أئمّة [[الكفر]]، وبقيّة الأحزاب، وأولياء [[الشيطان]] انفروا إلى من يُقاتلُ على دم حمَّال الخطايا فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّه ليحملُ خطاياهم إلى [[يوم القيامة]] لا يُنقص من أوزارهم شيئاً.<ref>الثقفي، الغارات، ج 1، ص 26.</ref> | |||
#قال [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} في [[الخطبة الشقشقية]] وهو يتحدث عن عثمان بن عفان: إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه<ref>نافجا حضنيه: النفج: الرفع، والحضن: ما بين الإبط والكشح، وهي كلمة تُقال لمن امتلأ بطنه طعاما.</ref> بين نثيله ومعتلفه،<ref>النثيل : الروث، والمعتلف: موضع أكل الدابة، ومقصود الإمام {{ع}} ان عثمان كانت همته بطنه أو طلب الدنيا، بدون اهتمام بأمر المسلمين .</ref> وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله [خضم] خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث عليه فتله، وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 197.</ref> | |||
*الآراء | |||
#رأي [[عمار بن ياسر]]: كان عمار بن ياسر من المحرضين على عثمان بن عفان، وكان في [[مصر]] ولما رجع منها دخل عليه [[سعد بن أبي وقاص]]، وقال له: ويحك يا أبا اليقظان، إن كنت فينا لمن أهل الخير، فما الّذي بلغني من سعيك في فساد بين المسلمين والتأليب على أمير المؤمنين، أمعك عقلك أم لا؟ فأهوى عمار إلى عمامته وغضب فنزعها وقال: خلعتُ عثمان كما خلعت هذه.<ref>الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 49 - 50.</ref> | |||
#رأي [[عبد الرحمن بن عوف]]: ذكر الثقفي عن الحكم قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين عثمان بن عفان كلام، فقال له عبد الرحمن: والله ما شهدت [[معركة بدر|بدرا]]، ولا [[بيعة الشجرة|بايعت تحت الشجرة]]، وفررت [[يوم حنين]]، فقال له عثمان: وأنت و[[الله]] دعوتني إلى [[اليهودية]].<ref>أبو الصلاح الحلبي، تقريب المعارف، ص 281.</ref> | |||
#رأي [[عمرو بن العاص]]: لما عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن ولاية [[مصر]] انتقل إِلى [[المدينة]] وفي نفسه من عثمان أمر عظيم، وشرٌّ ّكبير، فكلَّمه فيما كان من أَمره بِنَفسٍ، وتقاولا في ذلك، وافتخر عمرو بن العاص بأَبيه على أَبي عثمان، وأَنَّهُ كان أَعزَّ منهُ، فقال لهُ عثمان: دع هذا فإِنه من أمر [[الجاهلية|الجاهليَّة]]، وجعل عمرو بن العاص يُؤلبُ الناس على عثمان .<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 270 - 271.</ref> | |||
#رأي [[عائشة بنت أبي بكر]]: كانت من المحرضين على قتل عثمان وكانت تقول: اقتلوا نعثلا فقد [[الكفر|كفر]].<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص 46.</ref> | |||
#رأي [[جبلة بن عمرو الساعدي]]: مرَّ به عثمان وهو جالس في نادي قومه، وفي يد جبلة بن عمرو جامعة، فقال عمرو: واللَّه لأطرحنَّ هذه الجامعة في عنقك أو لتتركنّ بطانتك هذه، فقال عثمان: أي بطانه؟ فو الله إنّي لأتخيّر الناس، فقال: [[مروان بن الحكم|مروانُ]] تخيَّرتهُ، و[[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] تخيَّرتهُ، وَ[[عبد الله بن عامر بن كريز|عبد اللَّه بن عامر بن كُريز]] تخيَّرتهُ، وعبد اللَّه بن سعد تخيَّرتهُ، منهم من نزل [[القرآن]] بدمه، وأباح [[رسول الله(ص)|رسول الله]] {{صل}} دَمَهُ.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 366.</ref> | |||
==الهوامش== | ==الهوامش== |