انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمرو بن العاص»

أُزيل ٦٬٢١٠ بايت ،  ٤ سبتمبر ٢٠١٧
ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ١٢٥: سطر ١٢٥:
ذكر أصحاب السير قصة عمرو بن العاص وصديقه عمارة بن الوليد عندما ذهبا إلى [[الحبشة]]، فراود عمارة زوجة عمرو في السفينة وألقى عمرو في البحر، فبيّت عمرو له ذلك، فلما وصلوا إلى الحبشة عند [[النجاشي (ملك الحبشة)|النجاشي]] أسرَّ الوليد لعمرو أنه يتردد على زوجة النجاشي ويبات عندها، فطالبه عمرو بدليل على ذلك وطلب منه أن تدهنه من دهن النجاشيّ الذي لا يدّهن به غيره، فلما فعل وشى به للنجاشي.<ref>الأصفهاني، الأغاني، ج 9، ص 40 - 41.</ref>
ذكر أصحاب السير قصة عمرو بن العاص وصديقه عمارة بن الوليد عندما ذهبا إلى [[الحبشة]]، فراود عمارة زوجة عمرو في السفينة وألقى عمرو في البحر، فبيّت عمرو له ذلك، فلما وصلوا إلى الحبشة عند [[النجاشي (ملك الحبشة)|النجاشي]] أسرَّ الوليد لعمرو أنه يتردد على زوجة النجاشي ويبات عندها، فطالبه عمرو بدليل على ذلك وطلب منه أن تدهنه من دهن النجاشيّ الذي لا يدّهن به غيره، فلما فعل وشى به للنجاشي.<ref>الأصفهاني، الأغاني، ج 9، ص 40 - 41.</ref>
*'''تحريضه على [[عثمان بن عفان]]'''
*'''تحريضه على [[عثمان بن عفان]]'''
لما عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن ولاية [[مصر]] انتقل إِلى [[المدينة]] وفي نفسه من عثمان أمر عظيم، وشر كبير، فكلَّمه فيما كان من أَمره بِنَفسٍ، وتقاولا في ذلك، وافتخر عمرو بن العاص بأَبيه على أَبي عثمان، وأَنَّهُ كان أَعزَّ منهُ، فقال لهُ عثمان: دع هذا فإِنه من أمر [[الجاهلية|الجاهليَّة]]، وجعل عمرو بن العاص يُؤلبُ الناس على [[عثمان بن عفان|عثمان]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 270 - 271.</ref>
لما عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن ولاية [[مصر]] انتقل إِلى [[المدينة]] وفي نفسه من عثمان أمر عظيم، فذهب إليه وتقاولا في ذلك، وافتخر عمرو بن العاص بأبيه على أبي عثمان، وأنه كان أعز منه، فقال لهُ عثمان: دع هذا فإِنه من أمر [[الجاهلية|الجاهليَّة]]، وجعل عمرو بن العاص يُؤلبُ الناس على [[عثمان بن عفان|عثمان]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 270 - 271.</ref>
*'''التحاقه ب[[معاوية بن أبي سفيان]]'''
*'''التحاقه ب[[معاوية بن أبي سفيان]]'''
قال [[ابن عباس]]: وأما أنت يا عمرو، فأضرمت عليه - [[عثمان بن عفان|عثمان]] - [[المدينة]]، وهربت إلى [[فلسطين]] تسأل عن أنبائه، فلما أتاك قتله، أضافتك عداوة [[علي (ع)|علي]] أن لحقت ب[[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]]، فبعت دينك بمصر.<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 73.</ref>
قال [[ابن عباس]] مخاطبا عمرو بن العاص: وأما أنت يا عمرو، فأضرمت عليه - [[عثمان بن عفان|عثمان]] - [[المدينة]]، وهربت إلى [[فلسطين]] تسأل عن أنبائه، فلما أتاك قتله، أضافتك عداوة [[علي (ع)|علي]] أن لحقت ب[[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]]، فبعت دينك بمصر.<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 73.</ref>
*'''مشاركته في [[معركة صفين]]'''
*'''مشاركته في [[معركة صفين]]'''
لقد قام عمرو بن العاص أثناء مشاركته بمعركة صفين إلى جانب [[معاوية بن أبي سفيان]] بعدة أمور، ومنها:
لقد قام عمرو بن العاص أثناء مشاركته بمعركة صفين إلى جانب [[معاوية بن أبي سفيان]] بعدة أمور، ومنها:
#تحريضه [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] على حرب [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}}: روى المؤرخون أنه لما عاد [[الإمام علي(ع)|الإمام]] {{ع}} من [[البصرة]] بعد فراغه من [[معركة الجمل]] قاصدا [[الكوفة]] أرسل [[جرير بن عبد الله البجلي]] إلى [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] ليدعوه إلى الدخول في طاعته، فلما قَدِمَ عليه ماطله معاوية واستنظره واستشار عمرو بن العاص، فأشار عليه أن يجمع أهل [[الشام]]، ويُلزم [[علي(ع)|عليا]] {{ع}} دم [[عثمان بن عفان|عثمان]] ويُقاتله بهم، ففعل معاوية ذلك ... وخرج [[علي(ع)|علي]] فعسكر في [[النخيلة]]، وبلغ معاوية ذلك، فاستشار عمرو بن العاص، فقال: أما إذا سار [[علي(ع)|علي]] فسر إليه بنفسك، ولا تغب برأيك ومكيدتك، فتجهز معاوية وتجهز الناس، وحضهم عمرو وضعّف [[علي(ع)|عليا]].<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 629.</ref>
#تحريضه [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] على حرب [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}}: روى المؤرخون أنه قال لمعاوية: أما إذا سار [[علي(ع)|علي]] فسر إليه بنفسك، ولا تغب برأيك ومكيدتك، فتجهز معاوية وتجهز الناس، وحضهم عمرو وضعّف [[علي(ع)|عليا]].<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 629.</ref>
#رفعه راية لنصرته [[معركة صفين|يوم صفين]]: روي عن شيخ من بكر بن وائل قال: كنا مع [[علي(ع)|علي]] {{ع}} بصفين، فرفع عمرو بن العاص شقة خميصة سوداء في رأس رمح، فقال ناس: هذا لواء عقده له [[رسول الله(ص)|رسول الله]] {{صل}}، فلم يزالوا كذلك حتى بلغ عليا، فقال {{ع}}: هل تدرون ما أمر هذا اللواء؟ إن عدو الله عمرو بن العاص أخرج له رسول الله هذه الشقة، فقال: من يأخذها بما فيها؟، فقال عمرو: وما فيها يا [[رسول الله]]؟ قال: فيها أن لا تقاتل به [[المسلم|مسلما]]، ولا تقربه من [[كافر]]، فأخذها، فقد والله قربه من [[المشركين]]، وقاتل به اليوم المسلمين، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا، وأسروا [[الكفر]]، فلما وجدوا أعوانا رجعوا إلى عدواتهم منا، إلا أنهم لم يدعوا [[الصلاة]].<ref>المنقري، وقعة صفين، ص 215.</ref>
#رفعه راية لنصرته [[معركة صفين|يوم صفين]]: لقد روي أن عمرو بن العاص رفع شقة خميصة سوداء في رأس رمح، فقال ناس: هذا لواء عقده له [[رسول الله(ص)|رسول الله]] {{صل}} واجتمعوا حوله، وقد وضّح الإمام علي {{ع}} حقيقة هذا اللواء وقال: إنَّ رسول الله {{صل}} اشترط عليه أن لا يُقاتل بها مسلما وأنه قد خالفا هذا الشرط بقتاله المؤمنين في صفين إلى جانب معاوية.<ref>المنقري، وقعة صفين، ص 215.</ref>
#فرحه بقتل [[عمار بن ياسر]]: لما استشهد عمار بن ياسر قال عمرو بن العاص ل[[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]]: ما أدري بقتل أيهما أشد فرحا، بقتل عمار أو بقتل ذي الكلاع، والله لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمار لمال بعامة أهل [[الشام]] إلى [[علي(ع)|علي]].<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 662.</ref>
#فرحه بقتل [[عمار بن ياسر]]: لما استشهد عمار بن ياسر قال عمرو بن العاص ل[[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]]: ما أدري بقتل أيهما أشد فرحا، بقتل عمار أو بقتل ذي الكلاع، والله لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمار لمال بعامة أهل [[الشام]] إلى [[علي(ع)|علي]].<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 662.</ref>
#كشفه عورته للنجاة في صفين: حمل عمرو بن العاص بأهل الشام يوم صفين وحمل علي {{ع}} بعسكره فالتقى بابن العاص، فصرعه واتقاه عمرو برجله، فبدت عورته، فصرف علي {{ع}} وجهه عنه وارتث، فقال القوم: أفلت الرجل يا أمير المؤمنين. قال: وهل تدرون من هو؟ قالوا: لا قال: فإنه عمرو بن العاص تلقاني بعورته فصرفت وجهي عنه، ورجع عمرو إلى معاوية، فقال له: ما صنعت يا عمرو؟ قال: لقيني [[علي(ع)|علي]] فصرعني. قال: أحمد الله وعورتك، أما والله أن لو عرفته ما أقحمت عليه.<ref>المنقري، وقعة صفين، ص 407.</ref>
#كشفه عورته للنجاة في صفين: حمل عمرو بن العاص بأهل الشام يوم صفين وحمل علي {{ع}} بعسكره فالتقى بابن العاص، فصرعه واتقاه عمرو برجله، فبدت عورته، فصرف علي {{ع}} ... ورجع عمرو إلى معاوية، فقال له: ما صنعت يا عمرو؟ قال: لقيني [[علي(ع)|علي]] فصرعني. قال: أحمد الله وعورتك، أما والله أن لو عرفته ما أقحمت عليه.<ref>المنقري، وقعة صفين، ص 407.</ref>
#رفع المصاحف في صفين: قال المؤرخون: لما رأى عمرو بن العاص أن أمر أهل [[العراق]] قد اشتد، وخاف في ذلك الهلاك، أمر الجيش برفع المصاحف، فرفعوا المصاحف بالرماح وقالوا: هذا [[كتاب اللَّه]] {{عز وجل}} بيننا وبينكم، من لثغور أهل الشام بعد أهل الشام! ومن لثغور العراق بعد أهل العراق، فلما رأى الناس المصاحف قد رفعت، قالوا: نجيب إِلى كتاب اللَّه {{عز وجل}} وننيب إِليه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 48.</ref>
#رفع المصاحف في صفين: قال المؤرخون: لما رأى عمرو بن العاص أن أمر أهل [[العراق]] قد اشتد، وخاف في ذلك الهلاك، أمر الجيش برفع المصاحف، فرفعوا المصاحف بالرماح وقالوا: هذا [[كتاب اللَّه]] {{عز وجل}} بيننا وبينكم، من لثغور أهل الشام بعد أهل الشام! ومن لثغور العراق بعد أهل العراق، فلما رأى الناس المصاحف قد رفعت، قالوا: نجيب إِلى كتاب اللَّه {{عز وجل}} وننيب إِليه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 48.</ref>
 
#قيامه ب[[التحكيم]]: وخداعه لأبي موسى الأشعري بعد أن خلع عليا {{ع}} ومعاوية وجعل الأمر شورى بين المسلمين، فقام ابن العاص وقال: هو خلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية فإنه ولي [[عثمان بن عفان|ابن عفان]] والطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 668 - 683.</ref>  
::بعد رفع المصاحف قال [[الإمام علي]] {{ع}}: عباد اللَّه، امضوا إِلى حقكم وصدقكم وقتال عدوكم; فإِنَّ [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] وعمرو بن العاص و... ليسوا بأصحاب دين ولا [[قرآن]]، أنا أَعرفُ بهم منكم، وقد صحبتهم أَطفالا، وصحبتهم رجالا، فكانوا شرَّ أطفال، وشرَّ رجال، ويحكم! واللَّه إِنهم ما رفعوها رفع من يقرأها ويعمل بما فيها وإِنَّما رفعوها خديعة ودهاء ومكيدة ومكرا وتخذيلا لكم.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 545 - 546.</ref>
 
::6. قيامه ب[[التحكيم]]: بعد رفع أهل الشام المصاحف وأرادوا التحاكم للقرآن أختار أهل الشام عمرو بن العاص حكما عنهم، وأختار وقال [[الاشعث بن قيس|الأشعث]] ومن معه ممن صاروا [[الخوارج|خوارج]]: نختار [[أبو موسى الأشعري]]، فلم يرضَ [[أمير المؤمنين (عليه السلام)|أمير المؤمنين]] {{ع}} به حكما وأراد اختيار [[ابن عباس]]، فلم يقبلوا وأصروا على اختيار [[أبو موسى الأشعري|أبي موسى الأشعري]]، فالتقى الحكمان وكتبا كتابا يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من [[صفر]] سنة [[37 هـ]]، واتفقوا أن يوافي [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين علي]] {{ع}} موضع الحكمين بدومة الجندل أو بأذرح في [[شهر رمضان]]، لما اجتمع الحكمان اتفقا - برأي من عمرو - على خلع كل من علي {{ع}} ومعاوية وجعل الأمر [[الشورى (توضيح)|شورى]] بين [[المسلمين]]، فقدّم عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري فخلع عليا {{ع}} ومعاوية، فقام ابن العاص وقال: هو خلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية فإنه ولي [[عثمان بن عفان|ابن عفان]] والطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 668 - 683.</ref>
 
::قام [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين]] {{ع}} بعد انتهاء [[التحكيم]] خطيبا فقال: الحمد للَّه وإن أتى الدهر بالخطب الفادح، والحدثان الجليل، وأشهد أَن لا إِله إِلَّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسول اللَّه، أما بعد، فإن المعصية تورث الحسرة، وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم فِي هذين الرجلين وفي هذه الحكومة أمري، ونحلتكم رأيي، لو كان لقصير أمر! ولكن أبيتم إلا ما أردتم ... ألا إن هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم [[القرآن]] وراء ظهورهما، وأحييا ما أمات القرآن، واتبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من اللَّه، فحكما بغير حجة بينة، ولا سنة ماضية، واختلفا فِي حكمهما، وكلاهما لم يرشد، فبرئ اللَّه منهما ورسوله وصالح [[المؤمنين]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 77.</ref>
*'''تأمره على مصر بعد سمهم ل[[مالك الأشتر]]'''
*'''تأمره على مصر بعد سمهم ل[[مالك الأشتر]]'''
في سنة [[38 هـ]] خرج [[معاوية بن خديج|معاوية بن خديج السكوني]] في [[مصر]]، وطلب بدم [[عثمان بن عفان]] فأجابه ناس، وفسدت مصر على [[محمد بن أبي بكر]] وكان والي علي {{ع}} عليها، فبلغ ذلك عليا {{ع}} فكتب إلى [[مالك الأشتر|الأشتر]] وهو بنصيبين يستدعيه، وأمره بالخروج إلى مصر ، فخرج مالك الأشتر لمصر وأتت معاوية عيونه بذلك، وكان أشد عليه من محمد بن أبي بكر، فيعث معاوية إلى المُقدّم على أهل الخراج بالقلزم، وقال له: إِن الأشتر قد ولي مصر، فإِن كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيتُ وبقِيتَ، فخرج الحابساتُ حتى أتى القُلزُمَ وأقَامَ به، ولما انتهى مالك إلى هناك استقبله ذلك الرجل فعرض عليه النزول، فنزل عنده، فأتاه بطعام، فلما أكل أتاه بشربة من عسل قد جعل فيه سُما فسقاه إياه فلما شربه مات.<ref> ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 704 - 705.</ref>
بعد أن أرسل الإمام علي {{ع}} مالك الأشتر واليا له على مصر [[سنة 38 هـ]] بعث معاوية إلى المُقدّم على أهل الخراج بالقلزم، وقال له: إِن الأشتر قد ولي مصر، فإِن كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيتُ وبقِيتَ، فخرج الحابساتُ حتى أتى القُلزُمَ وأقَامَ به، ولما انتهى مالك إلى هناك استقبله ذلك الرجل فعرض عليه النزول، فنزل عنده، فأتاه بطعام، فلما أكل أتاه بشربة من عسل قد جعل فيه سُما فسقاه إياه فلما شربه مات،<ref> ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 704 - 705.</ref> فلما بلغ ذلك [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] وعمرا وأهل [[الشام]] قالوا: إِنَّ للَّه لجنودًا من عسل.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 655.</ref>
 
فلما بلغ ذلك [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] وعمرا وأهل [[الشام]] قالوا: إِنَّ للَّه لجنودًا من عسل.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 655.</ref>
 
*'''قتله ل[[محمد بن أبي بكر]]'''
*'''قتله ل[[محمد بن أبي بكر]]'''
بعد قتل [[مالك الأشتر]] بالسم وهو في طريقه إلى [[مصر]] جهّز [[معاوية ابن أبي سفيان|معاويةُ]] عمر بن العاص جيش في ستة الآف، فسار عمرو فلما دخل مصر اجتمعت عليه العثمانية فقادهم، وكتب كتابا إلى [[محمد بن أبي بكر]] يدعوه للخروج من مصر  وتسليم الحكم إليه، وأرسل له كتاب معاوية الذي تهدده فيه بسبب قتله [[عثمان بن عفان]]، فطوى محمد بن أبي بكر الكتابين وأرسلهما إلى [[علي (ع)|علي]] {{ع}} واستنجد به ليمده بالمال والرجال، فأرسل أمير المؤمنين {{ع}} كتابا إلى معاوية وعمرو بن العاص شديد اللهجة، وأمر محمد بن أبي بكر بالصبر حتى يصله المدد، وتقدّم عمرو بن العاص إلى مصر بستة عشر ألفا، وركب محمد بن أبي بكر بالفي فارس، وقدّم بين يدي جيشه كنانة بن بشر فأخذ يُقاتل حتى [[الشهادة|استشهد]]، فتفرّق أصحاب محمد بن أبي بكر عنه، ورجع يمشي فرأى خربة فأوى إليها، ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر، وذهب [[معاوية بن خديج]] في طلب محمد بن أبي بكر وأدركه في الخربة، فدخلوا عليه الخربة واستخرجوه وقد كاد يموت عطشا، وقد سألهم محمد بن أبي بكر أن يسقوه شربة من [[الماء]]، فقال معاوية: لا سقاني الله إن سقيتك قطرة من الماء أبدا، إنكم منعتم [[عثمان بن عفان|عثمان]] أن يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما، فتلقاه الله بالرحيق المختوم.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 659 - 660.</ref>
بعد قتل [[مالك الأشتر]] بالسم وهو في طريقه إلى [[مصر]] جهّز [[معاوية ابن أبي سفيان|معاويةُ]] عمر بن العاص جيش في ستة الآف، فسار عمرو فلما دخل مصر اجتمعت عليه العثمانية فقادهم، وركب [[محمد بن أبي بكر]] بالفي فارس، وبعد المعركة تفرّق أصحاب محمد بن أبي بكر عنه فرجع يمشي فرأى خربة فأوى إليها، ودخل عمرو بن العاص فسطاط مصر، وذهب [[معاوية بن خديج]] في طلب محمد بن أبي بكر وأدركه في الخربة، فدخلوا عليه الخربة واستخرجوه وقد كاد يموت عطشا، وقد سألهم محمد بن أبي بكر أن يسقوه شربة من [[الماء]]، فأبوا سقيه بحجة أنه منع [[عثمان بن عفان]] من شرب الماء.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 659 - 660.</ref>


فقال له [[محمد بن أبي بكر|محمد]]: وما أنت وعثمان! إن عثمان عمل بالجور، ونبذ حكم [[القرآن]]، وقد قال اللَّه تعالى: {{قرآن|وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ}}،<ref>المائدة: 47.</ref> فغضب معاوية فقدّمه فقتله، ثم ألقاه في جيفة حمار، ثم أحرقه ب[[النار]]، فلما بلغ ذلك [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] جزعت عليه جزعا شديدا، وقنتت عليه في دبر [[الصلاة]] تدعو على [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] وعمرو.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 105.</ref>  
فقال [[محمد بن أبي بكر|محمد]] لمعاوية بن خديج: وما أنت وعثمان! إن عثمان عمل بالجور، ونبذ حكم [[القرآن]]، وقد قال اللَّه تعالى: {{قرآن|وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ}}،<ref>المائدة: 47.</ref> فغضب معاوية فقدّمه فقتله، ثم ألقاه في جيفة حمار، ثم أحرقه ب[[النار]]، فلما بلغ ذلك [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] جزعت عليه جزعا شديدا، وقنتت عليه في دبر [[الصلاة]] تدعو على [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] وعمرو.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 105.</ref>  
*'''أول من قال بالإرجاء المحض'''
*'''أول من قال بالإرجاء المحض'''
قال [[ابن أبي الحديد المعتزلي]]: قال شيخنا أبو عبد الله: أول من قال بالإرجاء المحض [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] وعمرو بن العاص، كانا يزعمان أنه لا يضر مع [[الإيمان]] معصية، ولذلك قال معاوية لمن قال له: حاربت من تعلم، وارتكبت ما تعلم، فقال : وثقت بقوله تعالى : {{قرآن|إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}}. <ref>الزمر: 53.</ref>  <ref> ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 325.</ref>
قال [[ابن أبي الحديد المعتزلي]]: قال شيخنا أبو عبد الله: أول من قال بالإرجاء المحض [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] وعمرو بن العاص، كانا يزعمان أنه لا يضر مع [[الإيمان]] معصية، ولذلك قال معاوية لمن قال له: حاربت من تعلم، وارتكبت ما تعلم، فقال : وثقت بقوله تعالى : {{قرآن|إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}}. <ref>الزمر: 53.</ref>  <ref> ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 325.</ref>
مستخدم مجهول