مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الولاية التكوينية»
←أدلة أثبات الولاية التكوينية
imported>Foad |
imported>Foad |
||
سطر ٢٦: | سطر ٢٦: | ||
'''الأدلّة [[القرآن|القرآنية]]''': | '''الأدلّة [[القرآن|القرآنية]]''': | ||
# [[النبي إبراهيم|نبي الله إبراهيم]] {{عليه السلام}}؛ كما حكى القرآن الكريم قصّته؛ قال تعالى: {{قرآن|وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْيِى الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}}،<ref>البقرة: 260.</ref> فإنّ إبراهيم الخليل طلب من [[الله]] {{عز وجل}} أن يُريه كيف يحيى الموتى، فأعطاه الله وبإذن منه سبحانه القدرة على إحياء أربعة من الطير على يده بشكل معجز خارق للعادة، لا أنّ إبراهيم {{ع}} دعا ربّه فأحيى له الطيور بواسطة [[الدعاء]]، وإنّما أمره الله تعالى بأخذ أربعة من الطير وقال له {{قرآن|فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً}} أي اذبحهن وبدّد أجزاءهن، واخلطها، ثم فرّقها على الجبال الموجودة هناك لتتباعد الأجزاء ومن غير تمييز بينها، {{قرآن|ثُمَّ ادْعُهُنَّ}} أي ادعُ الطيورَ {{قرآن|يَأْتِينَكَ سَعْياً}}أي أحياءً، ومن الواضح أنّ هذا التصرّف الخارق للعادة من إحياء تلك الطيور الميّتة دليل على تمتّعه بالولاية التكوينية.<ref>الحيدري، الولاية التكوينية، ص | # [[النبي إبراهيم|نبي الله إبراهيم]] {{عليه السلام}}؛ كما حكى القرآن الكريم قصّته؛ قال تعالى: {{قرآن|وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْيِى الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}}،<ref>البقرة: 260.</ref> فإنّ إبراهيم الخليل طلب من [[الله]] {{عز وجل}} أن يُريه كيف يحيى الموتى، فأعطاه الله وبإذن منه سبحانه القدرة على إحياء أربعة من الطير على يده بشكل معجز خارق للعادة، لا أنّ إبراهيم {{ع}} دعا ربّه فأحيى له الطيور بواسطة [[الدعاء]]، وإنّما أمره الله تعالى بأخذ أربعة من الطير وقال له {{قرآن|فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً}} أي اذبحهن وبدّد أجزاءهن، واخلطها، ثم فرّقها على الجبال الموجودة هناك لتتباعد الأجزاء ومن غير تمييز بينها، {{قرآن|ثُمَّ ادْعُهُنَّ}} أي ادعُ الطيورَ {{قرآن|يَأْتِينَكَ سَعْياً}}أي أحياءً، ومن الواضح أنّ هذا التصرّف الخارق للعادة من إحياء تلك الطيور الميّتة دليل على تمتّعه بالولاية التكوينية.<ref>الحيدري، الولاية التكوينية، ص 95 ــ 96.</ref> | ||
# [[النبي سليمان]] {{عليه السلام}}: أشارت جملة من [[الآيات]] القرآنية على تمتّعه بالولاية التكوينية، كما في قوله تعالى: {{قرآن|فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِى الْأَصْفَادِ * هذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}}،<ref>ص: 36ــ39.</ref> فهذه الآيات واضحة على أنّ [[الله]] تعالى أعطى لسليمان عليه السلام القدرة على تسخير الرياح متى شاء وكذلك القدرة على التكلّم مع الطير والنمل، كما في قوله تعالى {{قرآن|وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِنَّ هذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}}،<ref>النمل: 16ــ17.</ref> ومن الواضح أنّ التكلّم مع [[الجن]] والنمل أمر خارق للعادة، يكشف عن الولاية التكوينية والقدرة على التصرّف فى الكون.<ref>الحيدري، الولاية التكوينية، ص 97.</ref> | # [[النبي سليمان]] {{عليه السلام}}: أشارت جملة من [[الآيات]] القرآنية على تمتّعه بالولاية التكوينية، كما في قوله تعالى: {{قرآن|فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِى الْأَصْفَادِ * هذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}}،<ref>ص: 36ــ39.</ref> فهذه الآيات واضحة على أنّ [[الله]] تعالى أعطى لسليمان عليه السلام القدرة على تسخير الرياح متى شاء وكذلك القدرة على التكلّم مع الطير والنمل، كما في قوله تعالى {{قرآن|وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِنَّ هذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}}،<ref>النمل: 16ــ17.</ref> ومن الواضح أنّ التكلّم مع [[الجن]] والنمل أمر خارق للعادة، يكشف عن الولاية التكوينية والقدرة على التصرّف فى الكون.<ref>الحيدري، الولاية التكوينية، ص 97.</ref> | ||
# [[النبي عيسى|عيسى]] {{عليه السلام}}: حيث دلّت جملة من النصوص [[القرآن|القرآنية]] على تمتّعه بالقدرة التكوينية؛ من قبيل إحياء الموتى وخلق الطير من الطين بلا تناسل، ونفخ [[الروح]] في الطير المصنوع من الطين، وإبراء الأكمه والأبرص، فهذه الأمور لا يمكن أن تصدر إلّا ممّن تمكن من التصرّف في نظام التكوين بإذن [[الله]] تعالى؛ قال سبحانه: {{قرآن|وَرَسُولًا إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}}.<ref>آل عمران:49.</ref> فالآيات الكريمة دالّة بوضوح على قدرة النبي عيسى عليه السلام بالتصرّف في التكوين بشكل خارق للعادة مما يكشف عن اشتماله على الولاية التكوينية بإذن الله تعالى، وظاهر قوله: {{قرآن|أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ}} أنّ هذه الآيات كانت تصدر عنه صدوراً خارجياً، لا أنّ الكلام مسوق لمجرّد الاحتجاج والتحدّي، ولو كان مجرّد قول لقطع العذر وإتمام الحجّة لكان من حقً الكلام أن يقيَّد بقيد يفيد ذلك كقولنا: إن سألتم أو أردتم أو نحو ذلك. على أنّ ما يحكيه الله سبحانه من مشافهته لعيسى [[يوم القيامة]] يدلّ على أنّ وقوع هذه [[الآيات]] أتمّ الدلالة،<ref>الحيدري، الولاية التكوينية، ص 97ــ 98.</ref> قال تعالى: {{قرآن|إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَ عَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ إِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِى وَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِى...}}.<ref>المائدة: 110.</ref> | # [[النبي عيسى|عيسى]] {{عليه السلام}}: حيث دلّت جملة من النصوص [[القرآن|القرآنية]] على تمتّعه بالقدرة التكوينية؛ من قبيل إحياء الموتى وخلق الطير من الطين بلا تناسل، ونفخ [[الروح]] في الطير المصنوع من الطين، وإبراء الأكمه والأبرص، فهذه الأمور لا يمكن أن تصدر إلّا ممّن تمكن من التصرّف في نظام التكوين بإذن [[الله]] تعالى؛ قال سبحانه: {{قرآن|وَرَسُولًا إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}}.<ref>آل عمران:49.</ref> فالآيات الكريمة دالّة بوضوح على قدرة النبي عيسى عليه السلام بالتصرّف في التكوين بشكل خارق للعادة مما يكشف عن اشتماله على الولاية التكوينية بإذن الله تعالى، وظاهر قوله: {{قرآن|أَنِّى أَخْلُقُ لَكُمْ}} أنّ هذه الآيات كانت تصدر عنه صدوراً خارجياً، لا أنّ الكلام مسوق لمجرّد الاحتجاج والتحدّي، ولو كان مجرّد قول لقطع العذر وإتمام الحجّة لكان من حقً الكلام أن يقيَّد بقيد يفيد ذلك كقولنا: إن سألتم أو أردتم أو نحو ذلك. على أنّ ما يحكيه الله سبحانه من مشافهته لعيسى [[يوم القيامة]] يدلّ على أنّ وقوع هذه [[الآيات]] أتمّ الدلالة،<ref>الحيدري، الولاية التكوينية، ص 97ــ 98.</ref> قال تعالى: {{قرآن|إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَ عَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ إِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِى وَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِى...}}.<ref>المائدة: 110.</ref> |