مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أحمد بن حنبل»
←التشدد
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem (←التشدد) |
||
سطر ٧٩: | سطر ٧٩: | ||
|عرض صندوق = | |عرض صندوق = | ||
}} | }} | ||
'''أحمد بن حنبل''', من قادة فكر [[أصحاب الحديث]] الكبار في القرنين 2 و3 هـ, والمدافع والداعي إلى طريقتهم في [[الفقه]] في مقابل [[أصحاب الرأي]]. نال شهرته | '''أحمد بن حنبل''', من [[فقهاء]] [[أهل السنة]] ومن قادة فكر [[أصحاب الحديث]] الكبار في القرنين 2 و3 هـ, والمدافع والداعي إلى طريقتهم في [[الفقه]] في مقابل [[أصحاب الرأي]]. نال شهرته في حياته بسبب مخالفته لنظرية خلق [[القرآن]] في [[حادثة المحنة]], وقد سعى من خلال التعاليم التي قدمها إلى تنظيم أسس أصحاب الحديث الفكرية, حيث استندوا من بعده في تأييد أفكارهم إلى أقواله ومؤلفاته أكثر من أي شخص آخر. | ||
احتلّ أحمد بن حنبل موقعه بشكل عملي منذ النصف الأول من القرن 6 هـ مع اتساع نفوذ أتباع مدرسته الفقهية على صعيد المجتمع والسياسة, حيث عُدّ كرابع إمام من أئمة فقه [[أهل السنة]] في مختلف الأقطار الإسلامية, بعد تنازع في فقاهته عند حد التحديث, فكان ممن انشغل في التحقيق والتأليف في فقهه والفقه الحنبلي, [[ابن تيمية]], و[[ابن قيم الجوزية]], ردّاً على أقوال المذاهب الأخرى, كما سعى [[ابن الجوزي]] في بيان منزلته العلمية والعملية كإمام وتجميعها بشكل منظم. رغم ذلك لم يقض فقه أحمد على مذهب العلماء الآخرين من [[أصحاب الحديث]], حيث يُلاحظ بعد ظهور [[ الحنبلية|المذهب الحنبلي]] وجود أتباع مذاهب أصحاب الحديث من غير الحنابلة. | احتلّ أحمد بن حنبل موقعه بشكل عملي منذ النصف الأول من القرن 6 هـ مع اتساع نفوذ أتباع مدرسته الفقهية على صعيد المجتمع والسياسة, حيث عُدّ كرابع إمام من أئمة فقه [[أهل السنة]] في مختلف الأقطار الإسلامية, بعد تنازع في فقاهته عند حد التحديث, فكان ممن انشغل في التحقيق والتأليف في فقهه والفقه الحنبلي, [[ابن تيمية]], و[[ابن قيم الجوزية]], ردّاً على أقوال المذاهب الأخرى, كما سعى [[ابن الجوزي]] في بيان منزلته العلمية والعملية كإمام وتجميعها بشكل منظم. رغم ذلك لم يقض فقه أحمد على مذهب العلماء الآخرين من [[أصحاب الحديث]], حيث يُلاحظ بعد ظهور [[ الحنبلية|المذهب الحنبلي]] وجود أتباع مذاهب أصحاب الحديث من غير الحنابلة. | ||
سطر ١٢٩: | سطر ١٢٩: | ||
===في عهد المأمون=== | ===في عهد المأمون=== | ||
====تهديد القضاة والمحدثين==== | ====تهديد القضاة والمحدثين==== | ||
استناداً إلى [[الروايات]] التاريخية حول | استناداً إلى [[الروايات]] التاريخية حول حادثة المحنة, وجّه [[المأمون]] في [[سنة 218 ه]], كتاباً من [[الرقة]] إلى إسحاق بن إبراهيم صاحب شرطة [[بغداد]], وأمره بأن يمتحن عقيدة القضاة و[[أصحاب الحديث|المحدثين]] في مسألة [[خلق القرآن]], وأن يبعث سبعة منهم إلى المأمون في الرقة, من جملتهم [[يحيى بن معين]], وأبو خيثمة زهير بن حرب, وأحمد بن إبراهيم الدورقي, ومحمد بن سعد كاتب الواقدي, وقد هُددوا بأنهم إن لم يُذعنوا لعقيدة خلق القرآن فسوف يُقتلون, فأذعن جميعهم لخلق القرآن. | ||
====القبض على أحمد==== | ====القبض على أحمد==== | ||
سطر ١٦٦: | سطر ١٦٦: | ||
====إلى سامراء==== | ====إلى سامراء==== | ||
رغم أن أحمد امتنع عن الذهاب إلى | رغم أن أحمد امتنع عن الذهاب إلى المتوكل الذي نقل بلاطه إلى [[سامراء]], إلا أنه اضطر بعد إصراره وإصرار الأمراء الآخرين إلى أن يتوجّه إلى تلك المدينة. حاول المتوكل في سامراء تطبيب خاطر أحمد كثيراً, فأكرمه, وطلب منه أن يروي [[الحديث]] هناك, ويقيم حلقة الدرس. | ||
لم يعر أحمد أهمية لإكرام الخليفة, بل إنه لم يكن يأكل من الطعام الذي كانوا يرسلونه إليه, ولذلك فقد ضعف ومرض, فجاء ابن ماسويه الطبيب إلى سريره لمعالجته. وقد رفض أحمد أيضاً الدار التي كانوا قد أعدوها له, وسكن بيتاً بالإيجار. | لم يعر أحمد أهمية لإكرام الخليفة, بل إنه لم يكن يأكل من الطعام الذي كانوا يرسلونه إليه, ولذلك فقد ضعف ومرض, فجاء ابن ماسويه الطبيب إلى سريره لمعالجته. وقد رفض أحمد أيضاً الدار التي كانوا قد أعدوها له, وسكن بيتاً بالإيجار. | ||
====العودة إلى بغداد==== | ====العودة إلى بغداد==== | ||
كان أحمد خلال فترة | كان أحمد خلال فترة المتوكل العباسي يحظى باحترام أمراء ورجال ديوان الخلافة, ولكن عدم اهتمامه بما كان المتوكل يُعِدّه له أقنع الخليفة أخيراً أن يسمح له بالتوجه إلى [[بغداد]]. | ||
إن تعامُل أحمد هذا مع أصحاب السلطة, وتحقيره للدنيا, لم يكونا أقل تأثيراً من [[حادثة المحنة]] في استقطاب مؤيديه إليه, وعلى أية حال, فإن أحمد كان يحظى دوماً بعد إقامته القصيرة في [[سامراء]] باحترام خاص لدى المتوكل. | إن تعامُل أحمد هذا مع أصحاب السلطة, وتحقيره للدنيا, لم يكونا أقل تأثيراً من [[حادثة المحنة]] في استقطاب مؤيديه إليه, وعلى أية حال, فإن أحمد كان يحظى دوماً بعد إقامته القصيرة في [[سامراء]] باحترام خاص لدى المتوكل. | ||
سطر ١٨٦: | سطر ١٨٦: | ||
خلف أحمد ذرية, وكما نُقل عنه, فقد كان تزوج وهو في الأربعين. | خلف أحمد ذرية, وكما نُقل عنه, فقد كان تزوج وهو في الأربعين. | ||
أنجبت له زوجته الأولى العباسة ابنة الفضل صالحاً, وبعد موتها تزوج أحمد من امرأة تدعى ريحانة, وكانت ثمرة زواجها ولد اسمه | أنجبت له زوجته الأولى العباسة ابنة الفضل صالحاً, وبعد موتها تزوج أحمد من امرأة تدعى ريحانة, وكانت ثمرة زواجها ولد اسمه عبد الله, وبعد موت ريحانة تزوج من جارية اسمها حُسن, فولدت له أولاداً باسم زينب, وحسن, ومحمد, وسعيد. | ||
===صالح=== | ===صالح=== | ||
ولد أبو الفضل صالح في سنة [[203 ه]]ـ, وكان قاضي [[إصفهان|أصفهان]], وتوفي فيها سنة [[265 ه]]ـ. سمع من أبيه [[الحديث|حديثاً]] كثيراً. | ولد أبو الفضل صالح في سنة [[203 ه]]ـ, وكان قاضي [[إصفهان|أصفهان]], وتوفي فيها سنة [[265 ه]]ـ. سمع من أبيه [[الحديث|حديثاً]] كثيراً. | ||
===عبد الله=== | ===عبد الله=== | ||
يُعد | يُعد أبو عبد الرحمان الذي كان راوياً لأكثر آثار أبيه من [[المحدثين]] المعروفين, ولد في [[213 ه]]ـ, وتوفي في [[290 هـ]]. | ||
===سعيد=== | ===سعيد=== | ||
سطر ٢٧٩: | سطر ٢٧٩: | ||
===علم الرجال=== | ===علم الرجال=== | ||
كان أحمد يحيط علماً برجال [[الحديث]] ومعرفة الرواة | كان أحمد يحيط علماً برجال [[الحديث]] ومعرفة الرواة, وكانت آراءه في [[علم الرجال]] خاصة تحظى دوماً باهتمام علماء الرجال من بعده. | ||
===علم القراءات=== | ===علم القراءات=== | ||
سطر ٣٣٢: | سطر ٣٣٢: | ||
من شأن دراسة بعض آثار أحمد بن حنبل وأقواله في المباحث [[العقائد|العقائدية]] أن تسلط الضوء على موقفه باعتباره عالماً بارزاً بين [[أصحاب الحديث]]: | من شأن دراسة بعض آثار أحمد بن حنبل وأقواله في المباحث [[العقائد|العقائدية]] أن تسلط الضوء على موقفه باعتباره عالماً بارزاً بين [[أصحاب الحديث]]: | ||
====في رواية الأندرابي==== | ====في رواية الأندرابي==== | ||
يرى أحمد استناداً إلى رواية محمد بن حُميد | يرى أحمد استناداً إلى رواية محمد بن حُميد الأندرابي أن خصوصية [[المؤمن]] من [[أهل السنة والجماعة]] هي: | ||
* [[الإيمان]] [[التوحيد|بوحدانية]] الله, و[[الرسالة|رسالة]] النبي (ص), وبجميع ما دعا إليه الأنبياء والرسل. | * [[الإيمان]] [[التوحيد|بوحدانية]] الله, و[[الرسالة|رسالة]] النبي (ص), وبجميع ما دعا إليه الأنبياء والرسل. | ||
* الاعتقاد بأن كل خير وشر إنما هو بالقضاء والقدر الإلهيين. | * الاعتقاد بأن كل خير وشر إنما هو بالقضاء والقدر الإلهيين. |