انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العشرة المبشرة»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Maytham
imported>Nabavi
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''العشرة المبشّرة'''، مصطلح معروف لدى [[المحدث (توضيح)|محدثي]] [[أهل السنة]] ومؤرخيهم مأخوذ من [[الحديث|حديث]] منسوب إلى [[النبي الأكرم صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) يشير إلى أن عشرة  أشخاص من [[الصحابة|أصحاب النبي الأكرم]]{{صل}} مبشرون [[الجنة|بالجنة]]، وأنهم في كل الأحوال سيدخلون الجنة، وهم بحسب عقيدة أهل السنة: [[أبو بكر بن أبي قحافة]]، [[عمر بن الخطاب]]، [[عثمان بن عفان]]، [[علي بن أبي طالب]]، [[طلحة بن عبيد الله]]، [[الزبير بن العوام|والزبير بن العوام]]، [[سعد بن أبي وقاص]] أو [[سعد بن مالك]]، [[وسعيد بن زيد]]، [[ابو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة بن الجراح]] أو [[عبد الله بن مسعود]]، [[عبد الرحمن بن عوف|وعبد الرحمن بن عوف]].


'''العشرة المبشّرة'''، مصطلح معروف لدى [[المحدث (توضيح)|محدثي]] [[أهل السنة]] ومؤرخيهم مأخوذ من [[الحديث|حديث]] منسوب إلى [[النبي الأكرم صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) يشير إلى أن عشرة  أشخاص من [[الصحابة|أصحاب النبي الأكرم]] {{صل}} مبشرون [[الجنة|بالجنة]]، وأنهم في كل الأحوال سيدخلون الجنة، وهم بحسب عقيدة أهل السنة: [[أبو بكر بن أبي قحافة]]، [[عمر بن الخطاب]]، [[عثمان بن عفان]]، [[علي بن أبي طالب]]، [[طلحة بن عبيد الله]]، [[الزبير بن العوام|والزبير بن العوام]]، [[سعد بن أبي وقاص]] أو [[سعد بن مالك]]، [[وسعيد بن زيد]]، [[ابو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة بن الجراح]] أو [[عبد الله بن مسعود]]، [[عبد الرحمن بن عوف|وعبد الرحمن بن عوف]].
وقد روي هذا الحديث عن كل من [[عبد الرحمن بن عوف]] [[سعيد بن زيد|وسعيد بن زيد]] عن [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]]{{صل}} في كل من مسند [[أحمد بن حنبل]]، وسنن [[الترمذي]]، و[[أبي داوود]]، و[[ابن ماجة]]، ولكنه لم يذكر في أهم مصادر الحديث لديهم، وهما [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحا البخاري]] [[صحيح مسلم (كتاب)|ومسلم]]. وقد نقد علماء [[الاثنا عشرية|الشيعة]] [[السند|سند]] [[المتن|ومتن]] هذا [[الخبر]]، ورأيهم أنه لا أصل له ولا [[حديث صحيح|صحة]]، بل أنه مختلق قد وضع في زمان متأخر على عهد [[بنو أمية|بني أميّة]].
 
وقد روي هذا الحديث عن كل من [[عبد الرحمن بن عوف]] [[سعيد بن زيد|وسعيد بن زيد]] عن [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]] {{صل}} في كل من مسند [[أحمد بن حنبل]]، وسنن [[الترمذي]]، و[[أبي داوود]]، و[[ابن ماجة]]، ولكنه لم يذكر في أهم مصادر الحديث لديهم، وهما [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحا البخاري]] [[صحيح مسلم (كتاب)|ومسلم]]. وقد نقد علماء [[الاثنا عشرية|الشيعة]] [[السند|سند]] [[المتن|ومتن]] هذا [[الخبر]]، ورأيهم أنه لا أصل له ولا [[حديث صحيح|صحة]]، بل أنه مختلق قد وضع في زمان متأخر على عهد [[بنو أمية|بني أميّة]].


==بيان مفردات المقالة==
==بيان مفردات المقالة==
#«العشرة المبشرة» مصطلح ومركب وصفي،<ref>مركب وَصْفِيّ: هو ما تألَّفَ من الصِّفة والمَوْصوف، مثل: انتَصَرَ الجَيْشُ العَظِيمُ.</ref> ويعني أن هنالك عشرة نفر من [[الصحابة]] بشّرهم [[النبي محمد]] {{صل}} [[الجنة|بالجنة]] في حياتهم في الدنيا.
#«العشرة المبشرة» مصطلح ومركب وصفي،<ref>مركب وَصْفِيّ: هو ما تألَّفَ من الصِّفة والمَوْصوف، مثل: انتَصَرَ الجَيْشُ العَظِيمُ.</ref> ويعني أن هنالك عشرة نفر من [[الصحابة]] بشّرهم [[النبي محمد]]{{صل}} [[الجنة|بالجنة]] في حياتهم في الدنيا.
#«المبشّرة» أي الأشخاص الذين بُشّروا بدخولهم الجنة، وهم بحسب اعتقاد [[أهل السنة]]: [[أبوبكر بن أبي قحافة]]، و[[عمر بن الخطاب]]، و[[عثمان بن عفان]]، و[[علي بن أبي طالب]]، و[[طلحة بن عبيد الله]]، و[[الزبير بن العوام]]، و[[سعد بن أبي وقاص]] أو [[سعد بن مالك]]، و[[سعيد بن زيد]]، و[[أبوعبيدة بن الجراح]] أو [[عبد الله بن مسعود]]، و[[عبد الرحمن بن عوف]].
#«المبشّرة» أي الأشخاص الذين بُشّروا بدخولهم الجنة، وهم بحسب اعتقاد [[أهل السنة]]: [[أبوبكر بن أبي قحافة]]، و[[عمر بن الخطاب]]، و[[عثمان بن عفان]]، و[[علي بن أبي طالب]]، و[[طلحة بن عبيد الله]]، و[[الزبير بن العوام]]، و[[سعد بن أبي وقاص]] أو [[سعد بن مالك]]، و[[سعيد بن زيد]]، و[[أبوعبيدة بن الجراح]] أو [[عبد الله بن مسعود]]، و[[عبد الرحمن بن عوف]].


سطر ١٤: سطر ١٣:
ونص [[الحديث]] بحسب رواية:
ونص [[الحديث]] بحسب رواية:


1- أحمد في مسنده والترمذي في سننه والنسائي في " فضائل الصحابة ".: عن [[عبد الرحمن بن عوف]]: قال: قال [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|رسول الله]] {{صل}}: "[[أبو بكر]] في [[الجنة]]، [[عمر بن الخطاب|وعمر]] في الجنة، [[عثمان|وعثمان]] في الجنة، [[علي(ع)|وعلي]] في الجنة، [[طلحة بن عبيد الله التيمي|وطلحة]] في الجنة، [[الزبير بن العوام|والزّبير]] في الجنة، [[عبد الرحمان بن عوف|وعبد الرحمن بن عوف]] في الجنة، وسعد في الجنة، [[سعيد بن زيد|وسعيد]] في الجنة، [[أبو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة بن الجراح]] في الجنة".<ref>أحمد بن حنبل، المسند، ج 1، ص 193؛ سنن الترمذي، كتاب المناقب. باب مناقب عبد الرحمن بن عوف، ج 5، ص 647؛ النسائي، فضائل الصحابة، ص 28.</ref>
1- أحمد في مسنده والترمذي في سننه والنسائي في " فضائل الصحابة ".: عن [[عبد الرحمن بن عوف]]: قال: قال [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|رسول الله]]{{صل}}: "[[أبو بكر]] في [[الجنة]]، [[عمر بن الخطاب|وعمر]] في الجنة، [[عثمان|وعثمان]] في الجنة، [[علي(ع)|وعلي]] في الجنة، [[طلحة بن عبيد الله التيمي|وطلحة]] في الجنة، [[الزبير بن العوام|والزّبير]] في الجنة، [[عبد الرحمان بن عوف|وعبد الرحمن بن عوف]] في الجنة، وسعد في الجنة، [[سعيد بن زيد|وسعيد]] في الجنة، [[أبو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة بن الجراح]] في الجنة".<ref>أحمد بن حنبل، المسند، ج 1، ص 193؛ سنن الترمذي، كتاب المناقب. باب مناقب عبد الرحمن بن عوف، ج 5، ص 647؛ النسائي، فضائل الصحابة، ص 28.</ref>


2- أبو داوود في سننه: عن [[عبد الرحمان بن عوف|عبد الرحمان]]: "إنه كان في المسجد فذكرَ رجل [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|عليا]] {{عليه السلام}}، فقام سعيد بن زيد فقال: أشهد على رسول الله أني سمعته يقول عشرة في الجنة، النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزّبير في الجنة، [[سعد بن مالك بن سنان|وسعد بن مالك]] في الجنة، وعبد الرحمان بن عوف في الجنة، ولو شئت لسميت العاشر في الجنة، فسكت. قال: فقالوا: من هو؟ فقال: هو [[سعيد بن زيد]]".<ref>سنن أبي داوود، ج 4، ص 225، كتاب السنة. </ref>
2- أبو داوود في سننه: عن [[عبد الرحمان بن عوف|عبد الرحمان]]: "إنه كان في المسجد فذكرَ رجل [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|عليا]]{{عليه السلام}}، فقام سعيد بن زيد فقال: أشهد على رسول الله أني سمعته يقول عشرة في الجنة، النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزّبير في الجنة، [[سعد بن مالك بن سنان|وسعد بن مالك]] في الجنة، وعبد الرحمان بن عوف في الجنة، ولو شئت لسميت العاشر في الجنة، فسكت. قال: فقالوا: من هو؟ فقال: هو [[سعيد بن زيد]]".<ref>سنن أبي داوود، ج 4، ص 225، كتاب السنة. </ref>


والظاهر أن المراد بالرجل هو [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] حين قدم من [[الشام]] إلى [[الكوفة]] بعد شهادة [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]] {{ع}}.
والظاهر أن المراد بالرجل هو [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] حين قدم من [[الشام]] إلى [[الكوفة]] بعد شهادة [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]]{{ع}}.


وأخرج أبو داوود أيضا في سننه الحديث بطريقين أحدهما من طريق عبد الله بن ظالم المازني، قال: "سمعت سعيد بن زيد بن عمرو قال: لما قدم فلان [[الكوفة]] أقام فلان خطيبا فأخذ بيدي سعيد بن زيد فقال: ألا ترى إلى هذا الظالم؟ فأشهد على التسعة أنهم في الجنة (فعدهم...) قلت: ومن العاشر؟ فتلكأ هنيئة ثم قال: أنا".<ref>سنن أبي داوود، ج 3، ص 212، ح 4648.</ref>
وأخرج أبو داوود أيضا في سننه الحديث بطريقين أحدهما من طريق عبد الله بن ظالم المازني، قال: "سمعت سعيد بن زيد بن عمرو قال: لما قدم فلان [[الكوفة]] أقام فلان خطيبا فأخذ بيدي سعيد بن زيد فقال: ألا ترى إلى هذا الظالم؟ فأشهد على التسعة أنهم في الجنة (فعدهم...) قلت: ومن العاشر؟ فتلكأ هنيئة ثم قال: أنا".<ref>سنن أبي داوود، ج 3، ص 212، ح 4648.</ref>


وأخرج من طريق آخر عن عبد الرحمان بن الأخنس أنه كان في المسجد فذكر رجلٌ [[علي (ع)|عليّاً]] {{عليه السلام}}، فقام [[سعيد بن زيد]] فقال: "أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أني سمعته وهو يقول: "عشرةٌ في الجنة: النبيُّ في الجنة، وأبو بكرٍ في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌّ في الجنة، [[طلحة بن عبيد الله|وطلحة]] في الجنة، [[الزبير بن العوام|والزبير بن العوام]] في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمان بن عوفٍ في الجنة" ولو شئت لسميت العاشر، قال فقالوا: من هو؟ فسكت، قال: فقالوا: من هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد".<ref>سنن أبي داوود، ج 3، ص 213، ح 4649.</ref>
وأخرج من طريق آخر عن عبد الرحمان بن الأخنس أنه كان في المسجد فذكر رجلٌ [[علي (ع)|عليّاً]]{{عليه السلام}}، فقام [[سعيد بن زيد]] فقال: "أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أني سمعته وهو يقول: "عشرةٌ في الجنة: النبيُّ في الجنة، وأبو بكرٍ في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌّ في الجنة، [[طلحة بن عبيد الله|وطلحة]] في الجنة، [[الزبير بن العوام|والزبير بن العوام]] في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمان بن عوفٍ في الجنة" ولو شئت لسميت العاشر، قال فقالوا: من هو؟ فسكت، قال: فقالوا: من هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد".<ref>سنن أبي داوود، ج 3، ص 213، ح 4649.</ref>


3- ابن ماجة في سننه: حدثنا صدقة بن المثنى، أبو المثنى النخعي، عن جده رياح بن الحارث، سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة؛ فقال أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزّبير في الجنة، وسعد في الجنة، وعبد الرحمان في الجنة فقيل: من التاسع؟ قال أنا".<ref>سنن ابن ماجة، ح 133.</ref>
3- ابن ماجة في سننه: حدثنا صدقة بن المثنى، أبو المثنى النخعي، عن جده رياح بن الحارث، سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة؛ فقال أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزّبير في الجنة، وسعد في الجنة، وعبد الرحمان في الجنة فقيل: من التاسع؟ قال أنا".<ref>سنن ابن ماجة، ح 133.</ref>


==رأي علماء السنة بالحديث==
==رأي علماء السنة بالحديث==
وهو من [[الحديث المشهور|الأخبار المشهورة]] والمعروفة عندهم حتى عدوا القول به من جملة الأمور الاعتقادية، قال [[أحمد بن حنبل]] في كتابه إلى [[مسدد بن مسرهد]]: "وأن نشهد للعشرة أنهم في الجنة: [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبو بكر]] [[عمر بن الخطاب|وعمر]] [[عثمان|وعثمان]]، [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|وعلي]] [[طلحة بن عبيد الله|وطلحة]] [[الزبير بن العوام|والزبير]] وسعد وسعيد [[عبد الرحمان|وعبد الرحمان]] [[أبو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة]]، فمن شهد له النبي {{صل}} بالجنة شهدنا له بالجنة، ولا يتأتى أن تقول: فلان في [[الجنة]]، وفلان في النار، إلا العشرة الذين شهد لهم النبي {{صل}} بالجنة".<ref>المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة، تحقيق: عبد الإله بن سلمان بن سالم الأحمدي، ج 1، ص 402.</ref>   
وهو من [[الحديث المشهور|الأخبار المشهورة]] والمعروفة عندهم حتى عدوا القول به من جملة الأمور الاعتقادية، قال [[أحمد بن حنبل]] في كتابه إلى [[مسدد بن مسرهد]]: "وأن نشهد للعشرة أنهم في الجنة: [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبو بكر]] [[عمر بن الخطاب|وعمر]] [[عثمان|وعثمان]]، [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|وعلي]] [[طلحة بن عبيد الله|وطلحة]] [[الزبير بن العوام|والزبير]] وسعد وسعيد [[عبد الرحمان|وعبد الرحمان]] [[أبو عبيدة بن الجراح|وأبو عبيدة]]، فمن شهد له النبي{{صل}} بالجنة شهدنا له بالجنة، ولا يتأتى أن تقول: فلان في [[الجنة]]، وفلان في النار، إلا العشرة الذين شهد لهم النبي{{صل}} بالجنة".<ref>المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة، تحقيق: عبد الإله بن سلمان بن سالم الأحمدي، ج 1، ص 402.</ref>   


وقد ألفت وأفردت كتب في العشرة المبشرة من قبيل:  
وقد ألفت وأفردت كتب في العشرة المبشرة من قبيل:  
سطر ٤٧: سطر ٤٦:
أولا- إن هذا المقام وتلك المنقبة التي جمعت لهولاء العشرة لم يرد لها أي ذكر في أهم مصادر الحديث عند [[أهل السنة]]، وهما [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحا البخاري]] [[صحيح مسلم (كتاب)|ومسلم،]] فلم يرد في أهم  [[الصحاح الستة|الصحاح]] عندهم، وإنما ذكرت في مصادر هي أقل مرتبة وأهمية بكثير منهما حيث رواه [[سنن الترمذي|الترمذي]] [[سنن أبي داوود|وأبو داوود]] [[سنن ابي ماجة|وابن ماجة]].
أولا- إن هذا المقام وتلك المنقبة التي جمعت لهولاء العشرة لم يرد لها أي ذكر في أهم مصادر الحديث عند [[أهل السنة]]، وهما [[صحيح البخاري (كتاب)|صحيحا البخاري]] [[صحيح مسلم (كتاب)|ومسلم،]] فلم يرد في أهم  [[الصحاح الستة|الصحاح]] عندهم، وإنما ذكرت في مصادر هي أقل مرتبة وأهمية بكثير منهما حيث رواه [[سنن الترمذي|الترمذي]] [[سنن أبي داوود|وأبو داوود]] [[سنن ابي ماجة|وابن ماجة]].


ثانيا- إن هذا الحديث بكافة طرقه وأسانيده ينتهي إلى [[عبد الرحمان بن عوف]] [[سعيد بن زيد|وسعيد بن زيد]] ولم يروه أو يسمعه عن [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]] {{صل}} أي شخص غيرهما. والبخاري ومسلم لم يذكرا شيئا في باب الفضائل والمناقب عنهما رغم أنهما من العشرة الذين اتفق [[أهل السنة]] على تعظيمهم وتكريمهم.  
ثانيا- إن هذا الحديث بكافة طرقه وأسانيده ينتهي إلى [[عبد الرحمان بن عوف]] [[سعيد بن زيد|وسعيد بن زيد]] ولم يروه أو يسمعه عن [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي]]{{صل}} أي شخص غيرهما. والبخاري ومسلم لم يذكرا شيئا في باب الفضائل والمناقب عنهما رغم أنهما من العشرة الذين اتفق [[أهل السنة]] على تعظيمهم وتكريمهم.  


ثالثا- إن من روى حديث العشرة المبشرة عن النبي {{صل}} هما: [[عبد الرحمان بن عوف]] [[سعيد بن زيد|وسعيد بن زيد]] وكلاهما من العشرة! فيكون ذكرهما له من باب من زكى غيره بتزكية نفسه. ومن المعلوم في الشرع الإسلامي أن من شهد [[الشهادة|بشهادة]] له كفل فيها ولا تقبل شهادته فيها [[الاجماع|إجماعا]] وقولا واحدا. وهذا ما يثير الشك في [[الحديث الصحيح|صحة هذه الرواية]]، من حيث إرادة الراوي جر النار إلى قرصه.<ref>المفيد، الإفصاح في الإمامة، ص 71؛ الطوسي، تلخيص الشافي، ج 3، ص24 1. </ref>
ثالثا- إن من روى حديث العشرة المبشرة عن النبي{{صل}} هما: [[عبد الرحمان بن عوف]] [[سعيد بن زيد|وسعيد بن زيد]] وكلاهما من العشرة! فيكون ذكرهما له من باب من زكى غيره بتزكية نفسه. ومن المعلوم في الشرع الإسلامي أن من شهد [[الشهادة|بشهادة]] له كفل فيها ولا تقبل شهادته فيها [[الاجماع|إجماعا]] وقولا واحدا. وهذا ما يثير الشك في [[الحديث الصحيح|صحة هذه الرواية]]، من حيث إرادة الراوي جر النار إلى قرصه.<ref>المفيد، الإفصاح في الإمامة، ص 71؛ الطوسي، تلخيص الشافي، ج 3، ص24 1. </ref>


رابعا- إن هذا الحديث - العشرة المبشرة - نقل بعدة طرق وفي سلسلة أسانيده بعض الرواة الذين هم بحسب عقيدة أهل السنة أنفسهم غير موثقين ومعتبرين ولا يمكن الاعتماد على على رواياتهم؛ ومن جملتهم عبد العزيز بن محمد الدراوردي والذي ذكره [[أبو حاتم]]، وبين أنه لا يحتج به.<ref>الذهبي، ميزان الاعتدال، ج 2، ص 634. </ref>
رابعا- إن هذا الحديث - العشرة المبشرة - نقل بعدة طرق وفي سلسلة أسانيده بعض الرواة الذين هم بحسب عقيدة أهل السنة أنفسهم غير موثقين ومعتبرين ولا يمكن الاعتماد على على رواياتهم؛ ومن جملتهم عبد العزيز بن محمد الدراوردي والذي ذكره [[أبو حاتم]]، وبين أنه لا يحتج به.<ref>الذهبي، ميزان الاعتدال، ج 2، ص 634. </ref>
سطر ٥٥: سطر ٥٤:
كما ورد اسم عبد الله بن ظالم في سند بعضها كما في الحديث المنقول عن سعيد بن زيد.<ref>سنن أبو داوود، ج 3، ص 212، ح 4648.</ref> وقد رفض كل من [[صحيح البخاري (كتاب)|البخاري]] [[صحيح مسلم (كتاب)|ومسلم]] اعتماد أحاديثه، بل وصرحوا أن أحاديثه غير صحيحة.<ref>الحاكم النيشابوري، المستدرك علي الصحيحين بذيله التلخيص للذهبي، ج 3، ص 317؛ ابن حجر، تهذيب التهذيب ج 5، ص 269. </ref> وقال [[ابن حجر|ابن حجر]]: لينة البخاري.<ref>ابن حجر، تقريب التهذيب، ج 1، ص 424 ، ص 394 .</ref> وفي تاريخ البخاري الكبير، قال: ليس له حديث إلا هذا - عشرة في الجنة - وبحسب أصحابي القتل!<ref>التاريخ الكبير، ج 5، ص 124، ص 368.</ref>
كما ورد اسم عبد الله بن ظالم في سند بعضها كما في الحديث المنقول عن سعيد بن زيد.<ref>سنن أبو داوود، ج 3، ص 212، ح 4648.</ref> وقد رفض كل من [[صحيح البخاري (كتاب)|البخاري]] [[صحيح مسلم (كتاب)|ومسلم]] اعتماد أحاديثه، بل وصرحوا أن أحاديثه غير صحيحة.<ref>الحاكم النيشابوري، المستدرك علي الصحيحين بذيله التلخيص للذهبي، ج 3، ص 317؛ ابن حجر، تهذيب التهذيب ج 5، ص 269. </ref> وقال [[ابن حجر|ابن حجر]]: لينة البخاري.<ref>ابن حجر، تقريب التهذيب، ج 1، ص 424 ، ص 394 .</ref> وفي تاريخ البخاري الكبير، قال: ليس له حديث إلا هذا - عشرة في الجنة - وبحسب أصحابي القتل!<ref>التاريخ الكبير، ج 5، ص 124، ص 368.</ref>


وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: قال البخاري: عبد الله بن ظالم ، عن سعيد بن زيد ، عن النبي {{صل}} : ولا يصح.<ref>العقيلي، الضعفاء الكبير، ج2، ص267، ص827 .</ref>  
وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: قال البخاري: عبد الله بن ظالم ، عن سعيد بن زيد ، عن النبي{{صل}} : ولا يصح.<ref>العقيلي، الضعفاء الكبير، ج2، ص267، ص827 .</ref>  


خامسا- إن حديث العشرة المبشرة ينتهي إلى عبد الرحمان بن عوف وسعيد بن زيد عن النبي {{صل}}، وكلا الطريقين إليهما ضعيف.
خامسا- إن حديث العشرة المبشرة ينتهي إلى عبد الرحمان بن عوف وسعيد بن زيد عن النبي{{صل}}، وكلا الطريقين إليهما ضعيف.


فأما الطريق إلى عبد الرحمان بن عوف والوارد في [[سنن الترمذي|سُنن الترمذي]] [[مسند أحمد بن حنبل|ومسند أحمد بن حنبل]]، فينحصر بحُميد ابن عبد الرحمن الزهري عن أبيه [[عبد الرحمان بن عوف]] تارة، وعن رسول الله {{صل}} أخرى.
فأما الطريق إلى عبد الرحمان بن عوف والوارد في [[سنن الترمذي|سُنن الترمذي]] [[مسند أحمد بن حنبل|ومسند أحمد بن حنبل]]، فينحصر بحُميد ابن عبد الرحمن الزهري عن أبيه [[عبد الرحمان بن عوف]] تارة، وعن رسول الله{{صل}} أخرى.


وهذا إسناد باطل؛ لأن حُميد بن عبد الرحمان الزهري لم يرَ أبيه عبد الرحمان بن عوف، ولم يدركه! إذ إن عبد الرحمان بن عوف قد توفي [[سنة 32 للهجرة]]، وإن حُميد ابن عبد الرحمان الزهري لم يكن صحابيا وإنما هو [[تابعي]] قد توفي [[سنة 105 للهجرة]] عن عمر 73 سنة، فيكون قد ولد [[سنة 32 للهجرة]]<nowiki/>ـ،<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 1 ، ص 92 .</ref> وهي سنة  وفاة عبد الرحمان بن عوف!<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 41 - 40 و ج 6، ص 222.</ref>
وهذا إسناد باطل؛ لأن حُميد بن عبد الرحمان الزهري لم يرَ أبيه عبد الرحمان بن عوف، ولم يدركه! إذ إن عبد الرحمان بن عوف قد توفي [[سنة 32 للهجرة]]، وإن حُميد ابن عبد الرحمان الزهري لم يكن صحابيا وإنما هو [[تابعي]] قد توفي [[سنة 105 للهجرة]] عن عمر 73 سنة، فيكون قد ولد [[سنة 32 للهجرة]]<nowiki/>ـ،<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 1 ، ص 92 .</ref> وهي سنة  وفاة عبد الرحمان بن عوف!<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 41 - 40 و ج 6، ص 222.</ref>
سطر ٦٧: سطر ٦٦:
وقد أحصى [[ابن حجر]] من حدث عنهم حُميد الزهري من [[الصحابة]]، وليس فيهم عبد الرحمان بن عوف! <ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 46.</ref> هذا هو حال إسنادهم الأول للرواية عن عبد الرحمن بن عوف.
وقد أحصى [[ابن حجر]] من حدث عنهم حُميد الزهري من [[الصحابة]]، وليس فيهم عبد الرحمان بن عوف! <ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 46.</ref> هذا هو حال إسنادهم الأول للرواية عن عبد الرحمن بن عوف.


فيبقى الطريق إلى الرواية قصرا على رواية [[سعيد بن زيد]] عن النبي {{صل}}وهو أحد العشرة المبشَّرة المذكورين. <ref>سنن أبي داوود، ج 3، ص 212، ح4648. سُنن الترمذي، ج 5، ص 311.</ref>
فيبقى الطريق إلى الرواية قصرا على رواية [[سعيد بن زيد]] عن النبي{{صل}}وهو أحد العشرة المبشَّرة المذكورين. <ref>سنن أبي داوود، ج 3، ص 212، ح4648. سُنن الترمذي، ج 5، ص 311.</ref>


وقد أورد نقاد الحديث من علماء الشيعة على هذا الإسناد الآتي:
وقد أورد نقاد الحديث من علماء الشيعة على هذا الإسناد الآتي:


1- إنّ رواية سعيد بن زيد - وهو ابن عم  [[عمر بن الخطاب]]- لم تظهر وتُعرف إلاّ في أيام حكم [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] - والشاهد على ظهورها في عهده صدر الرواية نفسها، ففي بعضها: لما قدم فلان [[الكوفة]] أقام فلانا خطيبا، فأخذ بيدي [[سعيد بن زيد]]، فقال : ألا ترى إلى هذا الظالم - وذلك حين سمعه يسب [[علي(ع)|عليا]] {{عليه السلام}} - فأشهد على التسعة أنهم في الجنة (فعدهم)، قلت: ومن العاشر ؟ فتلكأ هنيئة ، ثم قال: أنا.  
1- إنّ رواية سعيد بن زيد - وهو ابن عم  [[عمر بن الخطاب]]- لم تظهر وتُعرف إلاّ في أيام حكم [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] - والشاهد على ظهورها في عهده صدر الرواية نفسها، ففي بعضها: لما قدم فلان [[الكوفة]] أقام فلانا خطيبا، فأخذ بيدي [[سعيد بن زيد]]، فقال : ألا ترى إلى هذا الظالم - وذلك حين سمعه يسب [[علي(ع)|عليا]]{{عليه السلام}} - فأشهد على التسعة أنهم في الجنة (فعدهم)، قلت: ومن العاشر ؟ فتلكأ هنيئة ، ثم قال: أنا.  


وجاء في رواية أخرى، أن سعيد بن زيد  كان في المسجد - في [[الكوفة]] - فذكر رجل عليا فقام، الحديث.  
وجاء في رواية أخرى، أن سعيد بن زيد  كان في المسجد - في [[الكوفة]] - فذكر رجل عليا فقام، الحديث.  


هكذا ظهرت هذه الرواية لأول مرة في الكوفة بعد وفاة النبي {{صل}} بثلاثين سنة! ولم يسمع بها أحد من قبل !
هكذا ظهرت هذه الرواية لأول مرة في الكوفة بعد وفاة النبي{{صل}} بثلاثين سنة! ولم يسمع بها أحد من قبل !


وهذا ما يثير الريب، فما هو سر إرجاء روايته هذه إلى زمان إمارة [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] وعدم ذكرها في عهد [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الأربعة]] والجو يلائم نشرها، بل كانوا في حاجة لمثلها آنذاك في مواضع عديدة لتدعيم منصب [[الخلافة]]، فكأنها أوحيت إلى [[سعيد بن زيد]] فحسب يوم تسنم [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] عرش الملك العضوض.
وهذا ما يثير الريب، فما هو سر إرجاء روايته هذه إلى زمان إمارة [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] وعدم ذكرها في عهد [[الخلفاء الراشدون|الخلفاء الأربعة]] والجو يلائم نشرها، بل كانوا في حاجة لمثلها آنذاك في مواضع عديدة لتدعيم منصب [[الخلافة]]، فكأنها أوحيت إلى [[سعيد بن زيد]] فحسب يوم تسنم [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] عرش الملك العضوض.
سطر ٨٨: سطر ٨٧:
* الأول: أنّ نصّ الرواية لا يمكن التعويل عليه، لمحاولته الجمع بين الأضداد في أسماء الأشخاص الذين ذكروا بأنهم مبشرين بالجنة، حيث نجد نفس الذين بشروا بالجنة تقاتلوا فيما بينهم واختلفوا اختلافا كبيرا. وهذا مما علم بضرورة التاريخ في حرب [[صفين (توضيح)|صفين]] [[حرب الجمل|والجمل]] وخارجهما، حتى وصل الأمر إلى التخطئة من بعضهم لبعض والتضليل والحرب وسفك الدم. والشواهد على ذلك كثيرة من أهمها:
* الأول: أنّ نصّ الرواية لا يمكن التعويل عليه، لمحاولته الجمع بين الأضداد في أسماء الأشخاص الذين ذكروا بأنهم مبشرين بالجنة، حيث نجد نفس الذين بشروا بالجنة تقاتلوا فيما بينهم واختلفوا اختلافا كبيرا. وهذا مما علم بضرورة التاريخ في حرب [[صفين (توضيح)|صفين]] [[حرب الجمل|والجمل]] وخارجهما، حتى وصل الأمر إلى التخطئة من بعضهم لبعض والتضليل والحرب وسفك الدم. والشواهد على ذلك كثيرة من أهمها:


محاربة [[الزبير بن العوام|الزّبير]] [[طلحة بن عبيد الله التيمي|وطلحة]] [[علي (ع)|لعلي]] (ع) خليفة رسول اللَّه {{صل}} في [[حرب الجمل|وقعة الجمل]] في [[البصرة]] وهما باغيان قد أوجب [[القرآن الكريم|القرآن]] قتالهما لخروجهما عليه بعد بيعتهما له، ومقتل [[طلحة بن عبيد الله|طلحة بن عبيد اللَّه التيمي]] يوم الجمل [[سنة 36 للهجرة|سنة ستة وثلاثين للهجرة]]، وهو أحد العشرة المبشرة، بعد أن قام بحربه فيها.<ref>أسد الغابة، ج 3، ص 59.</ref>
محاربة [[الزبير بن العوام|الزّبير]] [[طلحة بن عبيد الله التيمي|وطلحة]] [[علي (ع)|لعلي]] (ع) خليفة رسول اللَّه{{صل}} في [[حرب الجمل|وقعة الجمل]] في [[البصرة]] وهما باغيان قد أوجب [[القرآن الكريم|القرآن]] قتالهما لخروجهما عليه بعد بيعتهما له، ومقتل [[طلحة بن عبيد الله|طلحة بن عبيد اللَّه التيمي]] يوم الجمل [[سنة 36 للهجرة|سنة ستة وثلاثين للهجرة]]، وهو أحد العشرة المبشرة، بعد أن قام بحربه فيها.<ref>أسد الغابة، ج 3، ص 59.</ref>


ومنها امتناع [[سعد بن أبي وقاص]] عن بيعة علي {{عليه السلام}} وبيعته [[معاوية ابن أبي سفيان|لمعاوية]]! رغم محاربته لعلي (ع).فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب؟!<ref>الإفصاح، ص 73-74.</ref><ref>الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ص 522. </ref>  
ومنها امتناع [[سعد بن أبي وقاص]] عن بيعة علي{{عليه السلام}} وبيعته [[معاوية ابن أبي سفيان|لمعاوية]]! رغم محاربته لعلي (ع).فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب؟!<ref>الإفصاح، ص 73-74.</ref><ref>الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ص 522. </ref>  


فالواقع التاريخي والأحداث الصادرة عن بعض هؤلاء العشرة تأبى القول بأنهم خصوا بالبشارة في بالجنة بحديث العشرة.  
فالواقع التاريخي والأحداث الصادرة عن بعض هؤلاء العشرة تأبى القول بأنهم خصوا بالبشارة في بالجنة بحديث العشرة.  


ومعلوم أن من التسعة المبشرة من قاتل عليّاً {{عليه السلام}} وخذله ولم ينصره ونكث بيعته معه، فكيف يكون بعد ذلك من المبشّرين بالجنّة؟!.وهل يعقل للمتقاتلين أن يكونا معاً في الجنة ؟!
ومعلوم أن من التسعة المبشرة من قاتل عليّاً{{عليه السلام}} وخذله ولم ينصره ونكث بيعته معه، فكيف يكون بعد ذلك من المبشّرين بالجنّة؟!.وهل يعقل للمتقاتلين أن يكونا معاً في الجنة ؟!


* الثاني: تخبط الرواة في تحديد من هم العشرة المبشرة وعددهم.
* الثاني: تخبط الرواة في تحديد من هم العشرة المبشرة وعددهم.
سطر ١٠٨: سطر ١٠٧:
وهذه الرواية ليس فيها علي (ع) ولا ابن الجراح، وأنهم ليسوا ضمن العشرة الذين اتفق أهل السنة على تعظيمهم وتكريمهم. فهذه الرواية تؤكد أن عليا ليس من المبشرين بالجنة، وأن وضعه ضمن حديث المبشرة من باب الخطأ.
وهذه الرواية ليس فيها علي (ع) ولا ابن الجراح، وأنهم ليسوا ضمن العشرة الذين اتفق أهل السنة على تعظيمهم وتكريمهم. فهذه الرواية تؤكد أن عليا ليس من المبشرين بالجنة، وأن وضعه ضمن حديث المبشرة من باب الخطأ.


كما أن عدد المبشرين ثمانية وليس عشرة، وفيهم النبي {{صل}}. وبهذا يكون المبشرون بالجنة سبعة فقط بعد إخراج النبي محمد {{صل}} من هذه الحسبة بالطبع؛ لأنه لا معنى لتبشير النبي نفسه بالجنة، وإن وضعهم النبي {{صل}} من ضمن المبشرين بالجنة أمر يؤكد الوضع والاختلاق.
كما أن عدد المبشرين ثمانية وليس عشرة، وفيهم النبي{{صل}}. وبهذا يكون المبشرون بالجنة سبعة فقط بعد إخراج النبي محمد{{صل}} من هذه الحسبة بالطبع؛ لأنه لا معنى لتبشير النبي نفسه بالجنة، وإن وضعهم النبي{{صل}} من ضمن المبشرين بالجنة أمر يؤكد الوضع والاختلاق.


وفي رواية [[الحاكم النيشابوري]]، ورد أسم "[[عبد الله بن مسعود]]" بدلا من أسم "[[أبو عبيدة بن الجراح|أبو عبيدة]]".
وفي رواية [[الحاكم النيشابوري]]، ورد أسم "[[عبد الله بن مسعود]]" بدلا من أسم "[[أبو عبيدة بن الجراح|أبو عبيدة]]".


وفي رواية [[سنن أبي داوود]] [[سنن ابن ماجة|وسنن ابن ماجة]] لم يذكر أي واحد منهما  لا أبو عبيدة ولا ابن مسعود، وذكر أسم النبي الأكرم {{صل}} بدلا منهما.<ref>سنن أبي داوود، ج3، ص212، ح4648 </ref><ref>سنن ابن ماجه، ج 1، ص 48.</ref>  
وفي رواية [[سنن أبي داوود]] [[سنن ابن ماجة|وسنن ابن ماجة]] لم يذكر أي واحد منهما  لا أبو عبيدة ولا ابن مسعود، وذكر أسم النبي الأكرم{{صل}} بدلا منهما.<ref>سنن أبي داوود، ج3، ص212، ح4648 </ref><ref>سنن ابن ماجه، ج 1، ص 48.</ref>  


إن هذا الاضطراب في متن الرواية مما يدفع للشك في أن هذه الرواية وضعت متأخرة، بل ويدفع لليقين أنها من مخترعات دولة [[بنو أمية|بني أمية]]؛ لأن المفروض إن يكون العشرة أشهر من نار على علم لا يختلف فيهم الرواة ولا تشوبهم شائبة. وحسبك إن البخاري ومسلم لم يرويا حديث المبشّرة  
إن هذا الاضطراب في متن الرواية مما يدفع للشك في أن هذه الرواية وضعت متأخرة، بل ويدفع لليقين أنها من مخترعات دولة [[بنو أمية|بني أمية]]؛ لأن المفروض إن يكون العشرة أشهر من نار على علم لا يختلف فيهم الرواة ولا تشوبهم شائبة. وحسبك إن البخاري ومسلم لم يرويا حديث المبشّرة  


*الثالث- انّ ممّا يبيّن بطلان خبر العشرة المبشرة أنّ [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبا بكر]] لم يحتج به لنفسه، ولا احتجّ به [[عثمان بن عفان|عثمان]] لمّا حوصر وطولب بخلع نفسه وهمّوا بقتله، بل تشبّث بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب لا أكثر، وذكر القطع بالجنة أولى منها وأحرى. فلو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ {{صل}}لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه، وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجنان.<ref>الإفصاح، ص 73.</ref> <ref>الطوسي، تلخيص الشافي، ج 3، ص 241.</ref>  
*الثالث- انّ ممّا يبيّن بطلان خبر العشرة المبشرة أنّ [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبا بكر]] لم يحتج به لنفسه، ولا احتجّ به [[عثمان بن عفان|عثمان]] لمّا حوصر وطولب بخلع نفسه وهمّوا بقتله، بل تشبّث بأشياء تجري مجرى الفضائل والمناقب لا أكثر، وذكر القطع بالجنة أولى منها وأحرى. فلو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ{{صل}}لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه، وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجنان.<ref>الإفصاح، ص 73.</ref> <ref>الطوسي، تلخيص الشافي، ج 3، ص 241.</ref>  


*الرابع: أن هذا الحديث معارض بما هو أصح منه سندا ومتنا، وهذا مما يثبت القول ببطلان حديث العشرة المبشرة بالجنة.
*الرابع: أن هذا الحديث معارض بما هو أصح منه سندا ومتنا، وهذا مما يثبت القول ببطلان حديث العشرة المبشرة بالجنة.
ومن جملة تلك الرورايات المعارضة والنافية:  
ومن جملة تلك الرورايات المعارضة والنافية:  


1- ما أخرجه الحاكم في المستدرك عن [[سعد بن أبي وقّاص]]، أنه قال: "ما سمعت رسول الله {{صل}} يقول لحي يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا [[عبد الله بن سلام|لعبد الله بن سلام]]".<ref>الحاكم، المستدرك، ج 4، ص 468.</ref>   
1- ما أخرجه الحاكم في المستدرك عن [[سعد بن أبي وقّاص]]، أنه قال: "ما سمعت رسول الله{{صل}} يقول لحي يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا [[عبد الله بن سلام|لعبد الله بن سلام]]".<ref>الحاكم، المستدرك، ج 4، ص 468.</ref>   


فهذا [[سعد بن أبي وقاص|سعد بن أبي وقّاص]]– وهو أحّد العشرة المذكورين في حديث التبشير – قد شهد بأنه لم يسمع النبي {{صل}} يبشّر أحداً [[الجنة|بالجنة]] سوى [[عبد الله بن سلام|عبد الله بن سلاّم]]. وسعد بن أبي وقاص ضمن العشرة المبشّرين في الحديث، فكيف ينفي بنفسه هذا؟ وكيف غاب ذلك الحديث عنه وهو أحد العشرة، وآخرهم موتا؟ !  
فهذا [[سعد بن أبي وقاص|سعد بن أبي وقّاص]]– وهو أحّد العشرة المذكورين في حديث التبشير – قد شهد بأنه لم يسمع النبي{{صل}} يبشّر أحداً [[الجنة|بالجنة]] سوى [[عبد الله بن سلام|عبد الله بن سلاّم]]. وسعد بن أبي وقاص ضمن العشرة المبشّرين في الحديث، فكيف ينفي بنفسه هذا؟ وكيف غاب ذلك الحديث عنه وهو أحد العشرة، وآخرهم موتا؟ !  


2- معارضته لحديثي رسول الله {{صل}} والذين يرويهما البخاري في صحيحه عن النبي: ( يا [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ). وقوله {{صل}}: ( من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ).صحيح البخاري، ح 3092. وقد ماتت فاطمة وهي غاضبة على بعضهم. وفي رواية أخرى فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت. فكيف يكون حديث المبشرة شاملا لهم دون غيرهم.
2- معارضته لحديثي رسول الله{{صل}} والذين يرويهما البخاري في صحيحه عن النبي: ( يا [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]] إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ). وقوله{{صل}}: ( من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ).صحيح البخاري، ح 3092. وقد ماتت فاطمة وهي غاضبة على بعضهم. وفي رواية أخرى فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت. فكيف يكون حديث المبشرة شاملا لهم دون غيرهم.


3- ما روي عن [[معاذ بن جبل]]: (سمعت رسول الله {{صل}} يقول: إنه – أي عبد الله بن سلام - عاشر عشرة في الجنة).<ref>الحاكم النيشابوري، المستدرك، ج 1، ص 98 .</ref>
3- ما روي عن [[معاذ بن جبل]]: (سمعت رسول الله{{صل}} يقول: إنه – أي عبد الله بن سلام - عاشر عشرة في الجنة).<ref>الحاكم النيشابوري، المستدرك، ج 1، ص 98 .</ref>


قال الحاكم: هذا [[حديث صحيح]] على شرط الشيخين .
قال الحاكم: هذا [[حديث صحيح]] على شرط الشيخين .
سطر ١٣٣: سطر ١٣٢:
وهذه الرواية صححها الحاكم والذهبي فينبغي أن يكون "[[عبد الله بن سلام]]" أحد العشرة المبشرة، وعليه فلا بد من إخراج واحد ممن ضمهم حديث المبشرة، بل أنه ينافي هذا حديث العشرة المبشرة، لأنه لو صح حديث المبشرة لكان ابن سلام يدخل الجنة بعدهم.
وهذه الرواية صححها الحاكم والذهبي فينبغي أن يكون "[[عبد الله بن سلام]]" أحد العشرة المبشرة، وعليه فلا بد من إخراج واحد ممن ضمهم حديث المبشرة، بل أنه ينافي هذا حديث العشرة المبشرة، لأنه لو صح حديث المبشرة لكان ابن سلام يدخل الجنة بعدهم.


4- ما رواه الإمام مالك في [[موطأ مالك|موطأه]]: "مرّ رسول الله {{صل}} وأبي بكر على شهداء [[غزوة أحد|أحد]]، فقال: أشهد عليهم، فقال أبو بكر: "ألسنا يارسول الله بإخوانكم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله {{صل}} بلى، ولكن لا أدري ماتحدثون بعدي !! فبكى أبو بكر ثم بكى فقال: أنا لكائنون بعدك؟!".ا<ref>بن أنس، مالك، الموطأ، كتاب الجهاد، ح 1004.</ref>فأين البشارة في هذا الحديث.
4- ما رواه الإمام مالك في [[موطأ مالك|موطأه]]: "مرّ رسول الله{{صل}} وأبي بكر على شهداء [[غزوة أحد|أحد]]، فقال: أشهد عليهم، فقال أبو بكر: "ألسنا يارسول الله بإخوانكم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا ؟ فقال رسول الله{{صل}} بلى، ولكن لا أدري ماتحدثون بعدي !! فبكى أبو بكر ثم بكى فقال: أنا لكائنون بعدك؟!".ا<ref>بن أنس، مالك، الموطأ، كتاب الجهاد، ح 1004.</ref>فأين البشارة في هذا الحديث.


5- إن هذا الحديث يتعارض مع أخبار  رسول الله {{صل}} لعلي {{عليه السلام}} أنه قال: ( '''أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين''' ).<ref>الحاكم، المستدرك على الصحيحين، ح 4674، ح 4675.</ref>
5- إن هذا الحديث يتعارض مع أخبار  رسول الله{{صل}} لعلي{{عليه السلام}} أنه قال: ( '''أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين''' ).<ref>الحاكم، المستدرك على الصحيحين، ح 4674، ح 4675.</ref>


فالناكثون: هم طلحة والزبير وعائشة، فإذا علي{{عليه السلام}} مأمور بقتالهم وهو على حق وهم على باطل.  
فالناكثون: هم طلحة والزبير وعائشة، فإذا علي{{عليه السلام}} مأمور بقتالهم وهو على حق وهم على باطل.  


وما روي في [[صحيح مسلم]] وأبي داوود والترمذي وغيرها عن عليّ {{عليه السلام}} أنّ النبيّ {{صل}} قال له: "لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق".<ref>صحيح مسلم، ج1، ص61، سنن أبي داوود، ج 8، ص117، سنن الترمذي، ج 5 ، ج 306، مسند أحمد، ج 1، ص 95.</ref>  
وما روي في [[صحيح مسلم]] وأبي داوود والترمذي وغيرها عن عليّ{{عليه السلام}} أنّ النبيّ{{صل}} قال له: "لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق".<ref>صحيح مسلم، ج1، ص61، سنن أبي داوود، ج 8، ص117، سنن الترمذي، ج 5 ، ج 306، مسند أحمد، ج 1، ص 95.</ref>  


*الخامس- إنه لو كان خبر المبشرة صحيحاً - كما زعموا - لوجد في كلام هؤلاء المبشّرة بالجنة ما يصرح أو يشير إلى تبشيرهم، أو لا أقل لم يشكّوا بالظفر بثواب [[الله|الله عزّ وجلّ]] في حياتهم وعند احتضارهم، لثقتهم بخبر الرسول {{صل}}، لكن نجد من سيرة هؤلاء [[الصحابة]] المبشرة - ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان - ما يخالف ذلك تماما، والشواهد على وقوع الجزع والفزع من أبي بكر وعمر في حياتهما وعند احتضارهما كثيرة، ومن جملتها:
*الخامس- إنه لو كان خبر المبشرة صحيحاً - كما زعموا - لوجد في كلام هؤلاء المبشّرة بالجنة ما يصرح أو يشير إلى تبشيرهم، أو لا أقل لم يشكّوا بالظفر بثواب [[الله|الله عزّ وجلّ]] في حياتهم وعند احتضارهم، لثقتهم بخبر الرسول{{صل}}، لكن نجد من سيرة هؤلاء [[الصحابة]] المبشرة - ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان - ما يخالف ذلك تماما، والشواهد على وقوع الجزع والفزع من أبي بكر وعمر في حياتهما وعند احتضارهما كثيرة، ومن جملتها:


ما رواه [[المتقي الهندي]] في منتخب كنز العمال،<ref>المتقي الهندي، منتخب كنز العمال، ص 361.</ref> بهامش الجزء الرابع من مسند أحمد بن حنبل، وكذلك السيوطي في تاريخه،<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص41</ref>والطبري في الرياض النضرة،<ref>الطبري، الرياض النضرة، ج1، ص134</ref> عن أبي بكر أنه نظر إلى طائر على شجرة. فقال: (طوبى لك يا طائر تأكل الثمر وتقع على الشجر وما من حساب ولا عقاب عليك، ولوددتُ إني شجرة على جانب الطريق مر عليّ جمل فأكلني وأخرجني في بعرة ولم أكن من البشر)، وهذا [[ابن تيمية]] ينقل في منهاجه ويروي  [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] أنه قال: (ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت تبنة في لبنة).<ref>ابن تيمية، منهاج السنة، ج 3، ص 120.</ref>
ما رواه [[المتقي الهندي]] في منتخب كنز العمال،<ref>المتقي الهندي، منتخب كنز العمال، ص 361.</ref> بهامش الجزء الرابع من مسند أحمد بن حنبل، وكذلك السيوطي في تاريخه،<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص41</ref>والطبري في الرياض النضرة،<ref>الطبري، الرياض النضرة، ج1، ص134</ref> عن أبي بكر أنه نظر إلى طائر على شجرة. فقال: (طوبى لك يا طائر تأكل الثمر وتقع على الشجر وما من حساب ولا عقاب عليك، ولوددتُ إني شجرة على جانب الطريق مر عليّ جمل فأكلني وأخرجني في بعرة ولم أكن من البشر)، وهذا [[ابن تيمية]] ينقل في منهاجه ويروي  [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] أنه قال: (ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت تبنة في لبنة).<ref>ابن تيمية، منهاج السنة، ج 3، ص 120.</ref>
سطر ١٧١: سطر ١٧٠:
و هذا ما يدل على أن هذه الرواية ومثيلاتها هي من صنع [[بنو أمية|الأمويين]] ، خدمة لشرعية دولتهم واستمرار بقاءها.
و هذا ما يدل على أن هذه الرواية ومثيلاتها هي من صنع [[بنو أمية|الأمويين]] ، خدمة لشرعية دولتهم واستمرار بقاءها.


* التاسع: إن مقتضى دليل العقل يمنع من القطع بالجنة والأمان من النار لمن تجوز منه مواقعة قبائح الأعمال، ومن ليس [[المعصوم|بمعصوم]] من الزلل والضلال، فلا يجوز أن يعلم [[الله|الله تعالى]] مكلّفاً كهذا بأن عاقبته الجنة؛ لانّ ذلك سيغريه بالقبيح،<ref>المفيد، الإفصاح، ص 73 ، الطوسي، تلخيص الشافي، ص 3، ص 241.</ref> ولا خلاف أن تسعة من المبشرة غير [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي (ع)]] لم يكونوا [[العصمة|معصومين]] من الذنوب بشهادة أنفسهم، [[الإجماع|وإجماع الأمة الإسلامية]] على عدم عصمتهم سوى أمير المؤمنين [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|علي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}} لما تذهب إليه معاشر [[الإمامية]] من [[العصمة|عصمته]] بآية " ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ".<ref>سورة الأحزاب، الآية (33).</ref>
* التاسع: إن مقتضى دليل العقل يمنع من القطع بالجنة والأمان من النار لمن تجوز منه مواقعة قبائح الأعمال، ومن ليس [[المعصوم|بمعصوم]] من الزلل والضلال، فلا يجوز أن يعلم [[الله|الله تعالى]] مكلّفاً كهذا بأن عاقبته الجنة؛ لانّ ذلك سيغريه بالقبيح،<ref>المفيد، الإفصاح، ص 73 ، الطوسي، تلخيص الشافي، ص 3، ص 241.</ref> ولا خلاف أن تسعة من المبشرة غير [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي (ع)]] لم يكونوا [[العصمة|معصومين]] من الذنوب بشهادة أنفسهم، [[الإجماع|وإجماع الأمة الإسلامية]] على عدم عصمتهم سوى أمير المؤمنين [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|علي بن أبي طالب]]{{عليه السلام}} لما تذهب إليه معاشر [[الإمامية]] من [[العصمة|عصمته]] بآية " ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ".<ref>سورة الأحزاب، الآية (33).</ref>


نعم هذا لا يمنع من تبشير النبي {{صل}} بعض [[المسلمين]] بالجنة، لبيان مرجعيتهم ومقامهم والتأسي بهم في الأمة. فقد صح عن النبي {{صل}} قوله في حق آل [[ياسر بن عامر|ياسر]] بأن موعدهم الجنة.<ref>مجمع الزوائد، ج 9، ص 293.</ref> [[القرآن الكريم|والقرآن]] أيضا يبشر كل من آمن وعمل صالحا ثم اهتدى بالجنة، قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ)<ref>سورة طه، الآية (82). </ref>.  
نعم هذا لا يمنع من تبشير النبي{{صل}} بعض [[المسلمين]] بالجنة، لبيان مرجعيتهم ومقامهم والتأسي بهم في الأمة. فقد صح عن النبي{{صل}} قوله في حق آل [[ياسر بن عامر|ياسر]] بأن موعدهم الجنة.<ref>مجمع الزوائد، ج 9، ص 293.</ref> [[القرآن الكريم|والقرآن]] أيضا يبشر كل من آمن وعمل صالحا ثم اهتدى بالجنة، قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ)<ref>سورة طه، الآية (82). </ref>.  


ومن المعروف والمقطوع به أنّ [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة الزهراء]] (عليها السلام) من المبشّرات بالجنّة، فهي [[سيدة نساء العالمين|سيّدة نساء أهل الجنّة]].<ref>صحيح البخاري 4 : 183، سنن الترمذي 5 : 326، مسند أحمد 5 : 391 - 392.</ref>  
ومن المعروف والمقطوع به أنّ [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة الزهراء]] (عليها السلام) من المبشّرات بالجنّة، فهي [[سيدة نساء العالمين|سيّدة نساء أهل الجنّة]].<ref>صحيح البخاري 4 : 183، سنن الترمذي 5 : 326، مسند أحمد 5 : 391 - 392.</ref>  


وما رواه الفريقان عن النبي {{صل}}: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"".<ref>سنن الترمذي، ج5، ص321، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 167، ؛ علي بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب المناقب، ح 15085.</ref> فمن كان من أهل الجنة كان [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|والحسين]] سيدين له، فكيف لم يذكرا في حديث العشرة المبشرة؟  
وما رواه الفريقان عن النبي{{صل}}: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"".<ref>سنن الترمذي، ج5، ص321، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 167، ؛ علي بن أبي بكر الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب المناقب، ح 15085.</ref> فمن كان من أهل الجنة كان [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|والحسين]] سيدين له، فكيف لم يذكرا في حديث العشرة المبشرة؟  


والخلاصة: أن العقل لا يمنع في إمكانية وقوع التبشير بالجنة لغير [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]]، وإنما المسألة هي أن العقل لا يقبل تخصيص العشرة المبشرة بهؤلاء في حديث واحد وإخراج باقي أجلاء الصحابة منه، إضافة إلى أن رواية العشرة المبشرة المدعى صدورها عن [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي ]] {{صل}} لم يصح سندا ومتنا.
والخلاصة: أن العقل لا يمنع في إمكانية وقوع التبشير بالجنة لغير [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]]، وإنما المسألة هي أن العقل لا يقبل تخصيص العشرة المبشرة بهؤلاء في حديث واحد وإخراج باقي أجلاء الصحابة منه، إضافة إلى أن رواية العشرة المبشرة المدعى صدورها عن [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي ]]{{صل}} لم يصح سندا ومتنا.


== بحوث ذات صلة==
== بحوث ذات صلة==
مستخدم مجهول