مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حلف الفضول»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Baselaldnia |
imported>Baselaldnia لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''حلف الفضول'''، معاهدة شريفة اجتمع فيها عليّة القوم وأفاضلهم وأشرافهم، وتحالفوا على أن يكونوا عوناً للمظلوم على الظالم، وردّاً للضعيف، واسترجاع الحق من القوي وإعادته لنصابه. | '''حلف الفضول'''، معاهدة شريفة اجتمع فيها عليّة القوم وأفاضلهم وأشرافهم، وتحالفوا على أن يكونوا عوناً للمظلوم على الظالم، وردّاً للضعيف، واسترجاع الحق من القوي وإعادته لنصابه. | ||
وهو أحد الأحلاف [[الجاهلية]] التي شهدتها قبيلة [[قريش]]، حيث تم عقد هذا الحلف في دار [[عبد الله بن جدعان|عبد الله بن جدعان القرشي]]، وهو من أسياد قبيلة قريش، وكان الحلف بين عدد من عشائر القبيلة في [[مكة|مكة المكرمة]]، في شهر [[ذي القعدة]] من عام | وهو أحد الأحلاف [[الجاهلية]] التي شهدتها قبيلة [[قريش]]، حيث تم عقد هذا الحلف في دار [[عبد الله بن جدعان|عبد الله بن جدعان القرشي]]، وهو من أسياد قبيلة قريش، وكان الحلف بين عدد من عشائر القبيلة في [[مكة|مكة المكرمة]]، في شهر [[ذي القعدة]] من عام 590 للميلاد وذلك حدث بعد أربعة أشهر من انتهاء [[حرب الفجار]] بين قيس عيلان وكنانة، وقد شهد [[محمد (ص)|الرسول محمد]] {{صل}} ذلك الحلف قبل [[البعثة]] حيث كان عمره صلى الله عليه وآله 20 سنة. | ||
== الزمان والمكان == | == الزمان والمكان == | ||
عُقد هذا الحلف بعد رجوع [[قريش]] من [[حرب الفجار]]،<ref>نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، ج1، ص14.</ref> بأربعة أشهر، في شهر [[ذي القعدة]] قبل [[المبعث]] بعشرين سنة.<ref>السيرة | عُقد هذا الحلف بعد رجوع [[قريش]] من [[حرب الفجار]]،<ref>الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، ج1، ص14.</ref> بأربعة أشهر، في شهر [[ذي القعدة]] قبل [[المبعث]] بعشرين سنة.<ref>ابن كثير، السيرة النبوية، ص258. ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص456.</ref> وقد دعيت "[[حرب الفجار]]" بهذا الاسم لأنها نشبت خلال [[الأشهر الحرم]] التي يحظر فيها القتال.<ref>القادياني، حياة محمد ورسالته، ص60.</ref> | ||
وكان ذلك في دار [[عبدالله بن جدعان|عبد الله بن جدعان]].<ref>نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، ج1، ص14. القول المبين في سيرة سيد المرسلين، ص100. السيرة | وكان ذلك في دار [[عبدالله بن جدعان|عبد الله بن جدعان]].<ref>الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، ج1، ص14. النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، ص100. ابن كثير، السيرة النبوية، ص258- 261. الحلبي، السيرة الحلبية، ج1، ص188.</ref> | ||
== وجه التسمية == | == وجه التسمية == | ||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
اختلفت الأقول في سبب تسمية حلف الفضول بهذا الاسم إلى ثلاثة: | اختلفت الأقول في سبب تسمية حلف الفضول بهذا الاسم إلى ثلاثة: | ||
1- سمي بحلف الفضول، لأنّ قريشاً قالت بعد إبرامه: هذا فضول من الحلف.<ref>[http://www.balagh.com/mosoa/pages/tex.php?tid=1949&sw=%D8%AD%D9%84%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%88%D9%84 موقع | 1- سمي بحلف الفضول، لأنّ قريشاً قالت بعد إبرامه: هذا فضول من الحلف.<ref>[http://www.balagh.com/mosoa/pages/tex.php?tid=1949&sw=%D8%AD%D9%84%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D9%88%D9%84 موقع "الموسوعة الإسلامية"، مقالة: شخصية النبي محمد مصدر عزٍ وفخر]. </ref> | ||
2- وقيل: لأنّ ثلاثة ممن اشتركوا فيه كانوا يُعرفون باسم الفضل، وهم: [[الفضل بن مشاعة]]، و[[الفضل بن بضاعة]]، و[[الفضل بن قضاعة]]، فسمي بذلك تغليباً لأسماء هؤلاء.<ref>البداية والنهاية، ج3، ص459.</ref> | 2- وقيل: لأنّ ثلاثة ممن اشتركوا فيه كانوا يُعرفون باسم الفضل، وهم: [[الفضل بن مشاعة]]، و[[الفضل بن بضاعة]]، و[[الفضل بن قضاعة]]، فسمي بذلك تغليباً لأسماء هؤلاء.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص459.</ref> | ||
3- وقيل أيضاً: لأنهم تحالفوا على أن يردوا الفضول على أهلها.<ref>السيرة الحلبية، ج1، ص191.</ref> | 3- وقيل أيضاً: لأنهم تحالفوا على أن يردوا الفضول على أهلها.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج1، ص191.</ref> | ||
== المتحالفون == | == المتحالفون == | ||
كان أصحاب هذا الحلف كلاً من: [[بني هاشم]]، و[[بني المطلب]] ابني عبد مناف، و[[بني أسد بن عبد العزى]]، و[[بني زهرة بن كلاب]]، و[[بني تيم بن مرة]].<ref>نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، ج1، ص14. صحيح السيرة النبوية، ص45. السيرة | كان أصحاب هذا الحلف كلاً من: [[بني هاشم]]، و[[بني المطلب]] ابني عبد مناف، و[[بني أسد بن عبد العزى]]، و[[بني زهرة بن كلاب]]، و[[بني تيم بن مرة]].<ref>الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، ج1، ص14. الجنيني، صحيح السيرة النبوية، ص45. ابن كثير، السيرة النبوية، ص259. الحلبي، السيرة الحلبية، ج1، ص188.</ref> | ||
وقد حضر هذا الحلف [[رسول الله]] | وقد حضر هذا الحلف [[رسول الله]] {{صل}} مع أعمامه، وكان عمره آنذاك عشرين عاماً،<ref>النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، ص100. القادياني، حياة محمد ورسالته، ص60.</ref> وقال بعد أن شرّفه [[الله]] بالرسالة: "'''لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النّعم، ولو دعيت به في [[الإسلام]] لأجبت'''".<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص456.</ref> | ||
== أسباب حلف الفضول ونتائجه == | == أسباب حلف الفضول ونتائجه == | ||
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
"لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر". | "لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر". | ||
ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيديّ، فدفعوها إليه.<ref>السيرة | ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيديّ، فدفعوها إليه.<ref>الندوي، السيرة النبوية، ج1، ص174. الجنيني، صحيح السيرة النبوية، ص45. القادياني، حياة محمد ورسالته، ص60. ابن كثير، السيرة النبوية، ص258- 261. ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص457. الحلبي، السيرة الحلبية، ج1، ص189.</ref> | ||
== حلف الفضول في الإسلام == | == حلف الفضول في الإسلام == | ||
سطر ٤٧: | سطر ٤٧: | ||
فقد وقعت بين [[الإمام الحسين]] بن [[علي]] عليه السّلام وبين أمير [[المدينة]] منازعة في مالٍ متعلّق بالحسين عليه السّلام، ويبدو أن "الوليد" تحامل على الحسين في حقه لسلطانه، فقال له الإمامُ عليه السلام: | فقد وقعت بين [[الإمام الحسين]] بن [[علي]] عليه السّلام وبين أمير [[المدينة]] منازعة في مالٍ متعلّق بالحسين عليه السّلام، ويبدو أن "الوليد" تحامل على الحسين في حقه لسلطانه، فقال له الإمامُ عليه السلام: | ||
"أحلِفُ باللّه لتنصِفنّي مِن حقّي، أو لآخُذنّ سيفي ثمّ لأقُومنّ في [[المسجد النبوي|مسجد رسُول اللّه]] صلّى اللّه عليه وآله ثمّ لأدعُونّ بِحلفِ الفضُول".<ref>السيرة الحلبية، ج1، ص192. </ref> | "أحلِفُ باللّه لتنصِفنّي مِن حقّي، أو لآخُذنّ سيفي ثمّ لأقُومنّ في [[المسجد النبوي|مسجد رسُول اللّه]] صلّى اللّه عليه وآله ثمّ لأدعُونّ بِحلفِ الفضُول".<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج1، ص192. </ref> | ||
فاستجاب للحسين فريقٌ من الناس منهم "[[عبد اللّه بن الزبير]]"، وكرّر هذه العبارة وأضاف قائلاً: "وأنا أحلِفُ باللّه لئن دعا به لآخُذنّ سيفي ثُمَّ لأقُومنَّ معه حتى يُنصف مِن حقّهِ أو نمُوت جميعاً". | فاستجاب للحسين فريقٌ من الناس منهم "[[عبد اللّه بن الزبير]]"، وكرّر هذه العبارة وأضاف قائلاً: "وأنا أحلِفُ باللّه لئن دعا به لآخُذنّ سيفي ثُمَّ لأقُومنَّ معه حتى يُنصف مِن حقّهِ أو نمُوت جميعاً". | ||
وبلغت كلمة الحسين عليه السّلام هذه إلى رجال آخرين ك[[المسورة بن مخرمة بن نوفل الزُهري]]" و"[[عبد الرحمن بن عثمان]]"، فقالا مثل ما قال "ابن الزبير"، فلما بلغ ذلك "الوليد بن عتبة" أنصف الحسين عليه السّلام من حقه حتى رضي.<ref>السيرة الحلبية، ج1، ص192. البداية والنهاية، ج3، ص461.</ref> | وبلغت كلمة الحسين عليه السّلام هذه إلى رجال آخرين ك[[المسورة بن مخرمة بن نوفل الزُهري]]" و"[[عبد الرحمن بن عثمان]]"، فقالا مثل ما قال "ابن الزبير"، فلما بلغ ذلك "الوليد بن عتبة" أنصف الحسين عليه السّلام من حقه حتى رضي.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية، ج1، ص192. ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص461.</ref> | ||
== الهوامش == | == الهوامش == |