انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو أيوب الأنصاري»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
imported>Ali110110
لا ملخص تعديل
سطر ٧٨: سطر ٧٨:
|عرض صندوق    =
|عرض صندوق    =
}}
}}
'''خالد بن زيد بن كليب'''، المشهور بأبي أيوب الأنصاي، من [[صحابة |صحابة النبي (ص)]] وممن شارك في [[بيعة العقبة الثانية]]، وقد نزل [[النبي (ص)]] بعد [[هجرة الرسول|هجرته]] إلى [[المدينة]] في داره ، وقد شهد أبو أيوب  وشارك، في معارك [[الإمام علي (ع)]] في زمن [[الخلافة|خلافته]]، كما أنه كان من أوائل من بايع الإمام علي (ع) بعد [[مقتل عثمان]]، وقد اعتبر علماء [[أهل السنة]] من الثقات، ولكن علماء رجال [[شيعة]] اكتفوا بالثناء عليه.
'''خالد بن زيد بن كليب'''، المشهور بأبي أيوب الأنصاي، من [[صحابة |صحابة النبي (ص)]] وممن شارك في [[بيعة العقبة الثانية]]، وقد نزل [[النبي (ص)]] بعد [[هجرة الرسول|هجرته]] إلى [[المدينة]] في داره، وقد شهد أبو أيوب  وشارك، في معارك [[الإمام علي (ع)]] في زمن [[الخلافة|خلافته]]، كما أنه كان من أوائل من بايع الإمام علي (ع) بعد [[مقتل عثمان]]، وقد اعتبر علماء [[أهل السنة]] من الثقات، ولكن علماء رجال [[شيعة]] اكتفوا بالثناء عليه.


==نسبه==
==نسبه==


هو خَالِد بن زيد بن كليب بْن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بْن النجار بن ثعلبة بن عمرو بْن الخزرج الأكبر، أَبُو أيوب الأنصاري [[قبيلة خزرج|الخزرجي]]. <ref>ابن الأثير، أسد الغابة، دار الفكر، ج1، ص 571.</ref>
هو خَالِد بن زيد بن كليب بْن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بْن النجار بن ثعلبة بن عمرو بْن الخزرج الأكبر، أَبُو أيوب الأنصاري [[قبيلة خزرج|الخزرجي]].<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، دار الفكر، ج1، ص 571.</ref>


أمه بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرو القيس، وزوجته بنت زيد بن ثابت،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص484؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج2، ص424. </ref>وذكر ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص484.</ref> ولداً لأبي أيوب باسم عبد الرحمن، ولكنه لم يعقب.
أمه بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرو القيس، وزوجته بنت زيد بن ثابت،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص484؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج2، ص424. </ref>وذكر ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص484.</ref> ولداً لأبي أيوب باسم عبد الرحمن، ولكنه لم يعقب.


==أهم أحداث حياته==
==أهم أحداث حياته==
كان أبو أيوب من جملة سبعين شخصاً الذين بايعوا النبي (ص) في العقبة الثانية على أن يثبتوا في الدفاع عنه، <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص484؛ ابن الأثير، أسد الغابة،ج2، ص80. </ref> وقد اعتبره نصر بن مزاحم من كبار أنصار [[الرسول (ص)]]، ومن شيعة [[الإمام علي (ع)]]. <ref>نصر بن مزاحم، وقعة صفّين، ص366. </ref>
كان أبو أيوب من جملة سبعين شخصاً الذين بايعوا النبي (ص) في العقبة الثانية على أن يثبتوا في الدفاع عنه،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص484؛ ابن الأثير، أسد الغابة،ج2، ص80. </ref> وقد اعتبره نصر بن مزاحم من كبار أنصار [[الرسول (ص)]]، ومن شيعة [[الإمام علي (ع)]].<ref>نصر بن مزاحم، وقعة صفّين، ص366. </ref>


وقد نسب إليه 150 حديثاً، لكن [[البخاري]] ومسلم يتفقان على 7 أحاديث فقط مما روي عنه.<ref>النووي، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص177.</ref>
وقد نسب إليه 150 حديثاً، لكن [[البخاري]] ومسلم يتفقان على 7 أحاديث فقط مما روي عنه.<ref>النووي، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص177.</ref>
سطر ٩٣: سطر ٩٣:
===استضافته للنبي (ص)===
===استضافته للنبي (ص)===


إن مما جعل لشخصية أبي أيوب مكانة مرموقة بين المسلمين هو نزول النبي (ص) بعد [[الهجرة إلى المدينة|هجرته]] إلى المدينة في بيته، وذلك مع إلحاح الكثير من أهل المدينة؛ لذا وصفه المؤرخون بالإجماع بأنه مضيّف النبي (ص)، <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص141؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص484. </ref> واستناداً لما أورده البلاذري فإن النبي (ص) أقام في منزله 7 أشهر حتى انتهى بناء المسجد والمنزل. وذكر [[المسعودي]]<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص280.</ref>  أن مدة إقامته (ص) عنده كانت شهراً واحداً.
إن مما جعل لشخصية أبي أيوب مكانة مرموقة بين المسلمين هو نزول النبي (ص) بعد [[الهجرة إلى المدينة|هجرته]] إلى المدينة في بيته، وذلك مع إلحاح الكثير من أهل المدينة؛ لذا وصفه المؤرخون بالإجماع بأنه مضيّف النبي (ص)،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص141؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص484. </ref> واستناداً لما أورده البلاذري فإن النبي (ص) أقام في منزله 7 أشهر حتى انتهى بناء المسجد والمنزل. وذكر [[المسعودي]]<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص280.</ref>  أن مدة إقامته (ص) عنده كانت شهراً واحداً.


===دفاعه عن الإمام علي (ع===
===دفاعه عن الإمام علي (ع===
سطر ١٠١: سطر ١٠١:
===الجامعون للقرآن===
===الجامعون للقرآن===


اعتبره البخاري<ref>البخاري، التاريخ الصغير، ج1، ص66 . </ref> من الأنصار الخمسة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي الأكرم (ص).
اعتبره البخاري<ref>البخاري، التاريخ الصغير، ج1، ص66. </ref> من الأنصار الخمسة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي الأكرم (ص).


===مشاركته في الغزوات===
===مشاركته في الغزوات===


شارك أبو أيوب في جميع غزوات النبي (ص)، واعتبره المؤرخون من الحاضرين في بدر وأحد والخندق، <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص100. </ref> وقد تخلي مرة واحدة فقط عن المشاركة في الحرب؛ إذ كانت قيادة جيش المسلمين بيد شاب، إلا أنه ظل بعدها على الدوام نادماً على فعلته ، <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، 485.</ref> وتشهد النصوص التاريخية على وجود روح الطاعة والوفاء والاحترم للنبي (ص) بشكل جلي لديه. <ref>على سبيل المثال، ينظر: ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص144؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص126.</ref>
شارك أبو أيوب في جميع غزوات النبي (ص)، واعتبره المؤرخون من الحاضرين في بدر وأحد والخندق،<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص100. </ref> وقد تخلي مرة واحدة فقط عن المشاركة في الحرب؛ إذ كانت قيادة جيش المسلمين بيد شاب، إلا أنه ظل بعدها على الدوام نادماً على فعلته،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، 485.</ref> وتشهد النصوص التاريخية على وجود روح الطاعة والوفاء والاحترم للنبي (ص) بشكل جلي لديه.<ref>على سبيل المثال، ينظر: ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص144؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص126.</ref>


وحسب رواية ابن هشام فإنه كان قد هرع امتثالاً لأمر النبي (ص) إلى إخراج المنافقين الذين كانوا في مسجد المدينة يستهزئون بالمسلمين، وكان بعضهم من أقاربه.
وحسب رواية ابن هشام فإنه كان قد هرع امتثالاً لأمر النبي (ص) إلى إخراج المنافقين الذين كانوا في مسجد المدينة يستهزئون بالمسلمين، وكان بعضهم من أقاربه.
سطر ١١٣: سطر ١١٣:
===مشاركته في محاصرة بيت عثمان===
===مشاركته في محاصرة بيت عثمان===


وعندما حاصر مخالفي [[عثمان بن عفان|عثمان]] بيته، كان المسلمومن يقيمون [[الصلاة]] في [[المسجد|مسجد]] المدينة بإمامة أبي أيوب ،  <ref>الطبري، التاريخ، ج4، ص423.</ref> وكان من بين الشهود الذين أخذوا في تلك الأيام على عثمان عهداً على أن يعمل منذ ذلك الحين وما بعده بكتاب الله وسنة النبي (ص).<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج4، ص553.</ref>
وعندما حاصر مخالفي [[عثمان بن عفان|عثمان]] بيته، كان المسلمومن يقيمون [[الصلاة]] في [[المسجد|مسجد]] المدينة بإمامة أبي أيوب،<ref>الطبري، التاريخ، ج4، ص423.</ref> وكان من بين الشهود الذين أخذوا في تلك الأيام على عثمان عهداً على أن يعمل منذ ذلك الحين وما بعده بكتاب الله وسنة النبي (ص).<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج4، ص553.</ref>


===مبایعته للإمام علي (ع===
===مبایعته للإمام علي (ع===
كان أبو أيوب في مقدمة من بايع الإمام علي (ع) بعد مقتل عثمان، كما أنّه شجع الأنصار على هذا الأمر. <ref>اليعقوبي، التاريخ، ج2، ص178.</ref>
كان أبو أيوب في مقدمة من بايع الإمام علي (ع) بعد مقتل عثمان، كما أنّه شجع الأنصار على هذا الأمر.<ref>اليعقوبي، التاريخ، ج2، ص178.</ref>


===مشارکته فی حروب الإمام علي (ع===
===مشارکته فی حروب الإمام علي (ع===
شارك أبو أيوب في جميع الحروب التي حدثت فترة خلافة الإمام علي (ع)، <ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج2، ص425؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، 459.</ref> ولكن ابن سعد <ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، ج3، ص484. </ref> أشار إلى حضوره في النهروان والواقدي <ref>ابن حبيب، المحبر، ص291.</ref> في صفين فحسب، كما أثبت الجميع في ما ذكروا شجاعة أبي أيوب وبسالته المثيرة للإعجاب في تلك الحروب. <ref>ابن أعثم، ج3، ص48-50.</ref>
شارك أبو أيوب في جميع الحروب التي حدثت فترة خلافة الإمام علي (ع)،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج2، ص425؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، 459.</ref> ولكن ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الکبری، ج3، ص484. </ref> أشار إلى حضوره في النهروان والواقدي<ref>ابن حبيب، المحبر، ص291.</ref> في صفين فحسب، كما أثبت الجميع في ما ذكروا شجاعة أبي أيوب وبسالته المثيرة للإعجاب في تلك الحروب.<ref>ابن أعثم، ج3، ص48-50.</ref>


وفي معركة النهروان جعل الإمام علي (ع) أبا أيوب على الخيالة ، وقبل أن تبدأ المعركة أرسله إلى الخوارج ليعظهم وينذرهم، <ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص207، 210.</ref> وعندما سئل لماذا أنت تحارب مع الإمام علي (ع) ضد أهل القبلة وأنت من كبار صحابة النبي (ص)؟ أجاب قائلاً: إن رسول الله (ص) أخذ منا عهداً بقتال الناكثين، والقاسطين والمارقين مع الإمام علي(ع).<ref>الإسكافي، المعيار والموازنة، ص37؛ الكشي، معرفة الرجال، ج1، ص172-173؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج7، ص340؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ص2/410 .</ref>
وفي معركة النهروان جعل الإمام علي (ع) أبا أيوب على الخيالة، وقبل أن تبدأ المعركة أرسله إلى الخوارج ليعظهم وينذرهم،<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص207، 210.</ref> وعندما سئل لماذا أنت تحارب مع الإمام علي (ع) ضد أهل القبلة وأنت من كبار صحابة النبي (ص)؟ أجاب قائلاً: إن رسول الله (ص) أخذ منا عهداً بقتال الناكثين، والقاسطين والمارقين مع الإمام علي(ع).<ref>الإسكافي، المعيار والموازنة، ص37؛ الكشي، معرفة الرجال، ج1، ص172-173؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، ج7، ص340؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ص2/410.</ref>


كما أنه كان من الحضور الذين شهدوا سنة 35 للهجرة في الكوفة مع جماعة من المسلمين بأنهم سمعوا حديث الغدير عن النبي (ص) في حق الإمام أمير المؤمنين (ع). <ref>ابن الأثير، أسد الغابة،ج5، 6، ص205.</ref>
كما أنه كان من الحضور الذين شهدوا سنة 35 للهجرة في الكوفة مع جماعة من المسلمين بأنهم سمعوا حديث الغدير عن النبي (ص) في حق الإمام أمير المؤمنين (ع).<ref>ابن الأثير، أسد الغابة،ج5، 6، ص205.</ref>


===والي المدينة===
===والي المدينة===


وقد عينه علي (ع) بعد النهروان والياً على المدينة، <ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص382.</ref> لكنه غادر المدينة والتحق بعلي (ع) في العراق بعد أن أرسل معاوية في سنة 40 هـ بسر بن أبي أرطاة مع ثلاثة آلاف مقاتل إلى الحجاز، فأحرق بسر بيته بعد الهجوم على المدينة واستباحتها. <ref>الطبري، التاريخ، ج5، ص139؛ الثقفي، الغارات، ج2، ص602-604. </ref>
وقد عينه علي (ع) بعد النهروان والياً على المدينة،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص382.</ref> لكنه غادر المدينة والتحق بعلي (ع) في العراق بعد أن أرسل معاوية في سنة 40 هـ بسر بن أبي أرطاة مع ثلاثة آلاف مقاتل إلى الحجاز، فأحرق بسر بيته بعد الهجوم على المدينة واستباحتها.<ref>الطبري، التاريخ، ج5، ص139؛ الثقفي، الغارات، ج2، ص602-604. </ref>


===مشاركته في حروب مع الروم===
===مشاركته في حروب مع الروم===


وذهب أبو أيوب إلى الثغور مرة أخرى للقتال، وكان ذلك بعد استشهاد الإمام علي (ع)، <ref>الطبري، التاريخ، ج5، ص232. </ref> وذكر الطبري أن يزيد بن معاوية تحرك سنة 49 لحرب الروم واصطحب معه أبا أيوب الأنصاري الذي كان هرماً.
وذهب أبو أيوب إلى الثغور مرة أخرى للقتال، وكان ذلك بعد استشهاد الإمام علي (ع)،<ref>الطبري، التاريخ، ج5، ص232. </ref> وذكر الطبري أن يزيد بن معاوية تحرك سنة 49 لحرب الروم واصطحب معه أبا أيوب الأنصاري الذي كان هرماً.


==وفاته==  
==وفاته==  


توفي أبو أيوب إثر مرض سنة 52 للهجرة وكان حينذاك المسلمون قد حاصروا القسطنطنية، <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص485؛ ابن عساكر، التاريخ الكبير، ج5، ص37. </ref> وهناك أخبار تتحدث عن وفاته سنة 50 أو 51 للهجرة. <ref>خلیفه بن خیاط، الطبقات، ج1، ص202؛ المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص24. </ref>
توفي أبو أيوب إثر مرض سنة 52 للهجرة وكان حينذاك المسلمون قد حاصروا القسطنطنية،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص485؛ ابن عساكر، التاريخ الكبير، ج5، ص37. </ref> وهناك أخبار تتحدث عن وفاته سنة 50 أو 51 للهجرة.<ref>خلیفه بن خیاط، الطبقات، ج1، ص202؛ المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص24. </ref>


أوصى أبو أيوب يزيد الذي جاء لزيارته عند الاحتضار، بأن يحمل جسده إلى أرض العدو بعد أن يوغل جنود المسلمين في تلك البلاد إلى أقصى الغاية، ثم يدفن تحت أقدامهم عند أسوار القسطنطنية.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص126. </ref>
أوصى أبو أيوب يزيد الذي جاء لزيارته عند الاحتضار، بأن يحمل جسده إلى أرض العدو بعد أن يوغل جنود المسلمين في تلك البلاد إلى أقصى الغاية، ثم يدفن تحت أقدامهم عند أسوار القسطنطنية.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص126. </ref>


وتتحدث بعض الأخبار، أن أبا أيوب سمع من النبي (ص) بأنه (ص) قال: يُدفن عند سور القسطنطينة رجل صالح من أصحابي، وأرجو أن أكون أنا هو ذلك الرجل. <ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص116.</ref>
وتتحدث بعض الأخبار، أن أبا أيوب سمع من النبي (ص) بأنه (ص) قال: يُدفن عند سور القسطنطينة رجل صالح من أصحابي، وأرجو أن أكون أنا هو ذلك الرجل.<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص116.</ref>


وقد صلى يزيد عليه، وأمر بدفنه إلى جانب سور المدينة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص126.</ref> وحسب بعض الروايات فإنه أمر بعد ذلك الفرسان بأن يدسوا بخيولهم قبره لئلا يتمكن العدو من العثور على قبره. <ref>ابن قتيبة، المعارف، ص274. </ref>
وقد صلى يزيد عليه، وأمر بدفنه إلى جانب سور المدينة،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص126.</ref> وحسب بعض الروايات فإنه أمر بعد ذلك الفرسان بأن يدسوا بخيولهم قبره لئلا يتمكن العدو من العثور على قبره.<ref>ابن قتيبة، المعارف، ص274. </ref>


==قبره ومسجده==
==قبره ومسجده==
نقل ابن سعد <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص126</ref> أن قبره قد حظي باحترام الروم إلى الحد الذي كان جمع منهم يذهبون لزيارته خاصة في أوقات الجفاف ويستسقون به المطر، وطبقاً لأقوال ابن عبد ربه <ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص116</ref> فقد بنيت على قبره فيما بعد قبة ظلت قائمة إلى عصره.
نقل ابن سعد<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج8، ص126</ref> أن قبره قد حظي باحترام الروم إلى الحد الذي كان جمع منهم يذهبون لزيارته خاصة في أوقات الجفاف ويستسقون به المطر، وطبقاً لأقوال ابن عبد ربه<ref>ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج5، ص116</ref> فقد بنيت على قبره فيما بعد قبة ظلت قائمة إلى عصره.


غير أن القبر أصبح بعد ذلك مجهولا إلى سنة 857 هـ حين استولى العثمانيون على القسطنطينية، ففي هذا التاريخ عرق آق شمس الدين شيخ الإسلام مدفنه بشكل غامض. وفي 863 هـ بنى السطان العثماني محمد الثاني مسجداً وضريحاً على قبره ، ومنذ ذلك الحين دفن الكثير من الشخصيات العثمانية بجواره ، وكان السلاطين العثمانيون خلال جلوسهم على العرش يحضرون على قبره كجزء من مراسم التنصيب ويشدون إلى أوساطهم في مراسم خاصة سيف أسلافهم المسمى بسيف عثمان.<ref>کانار، ص73؛ إيشلي، ص23-30</ref>
غير أن القبر أصبح بعد ذلك مجهولا إلى سنة 857 هـ حين استولى العثمانيون على القسطنطينية، ففي هذا التاريخ عرق آق شمس الدين شيخ الإسلام مدفنه بشكل غامض. وفي 863 هـ بنى السطان العثماني محمد الثاني مسجداً وضريحاً على قبره، ومنذ ذلك الحين دفن الكثير من الشخصيات العثمانية بجواره، وكان السلاطين العثمانيون خلال جلوسهم على العرش يحضرون على قبره كجزء من مراسم التنصيب ويشدون إلى أوساطهم في مراسم خاصة سيف أسلافهم المسمى بسيف عثمان.<ref>کانار، ص73؛ إيشلي، ص23-30</ref>


==الراوون عنه==
==الراوون عنه==
سطر ١٥٥: سطر ١٥٥:
أثنى جميع علماء رجال أهل السنة على أبي أيوب حتى منهم من وثّقه،<ref>ابن حبان، کتاب الثقات، ج3، ص102؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص402؛ یافعی، مرآه الجنان، ج1، ص124.</ref> لكن اكتفى علماء الشيعة بالثناء عليه، وامتنعوا من توثيقه،<ref>ابن حبان، کتاب الثقات، ج3، ص102؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص402؛ یافعی، مرآه الجنان، ج1، ص124.</ref> حتى اعتبره ابن داوود الحلي<ref>ابن داوود حلی، الرجال، ص137.</ref> في زمرة المهملين.
أثنى جميع علماء رجال أهل السنة على أبي أيوب حتى منهم من وثّقه،<ref>ابن حبان، کتاب الثقات، ج3، ص102؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص402؛ یافعی، مرآه الجنان، ج1، ص124.</ref> لكن اكتفى علماء الشيعة بالثناء عليه، وامتنعوا من توثيقه،<ref>ابن حبان، کتاب الثقات، ج3، ص102؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج2، ص402؛ یافعی، مرآه الجنان، ج1، ص124.</ref> حتى اعتبره ابن داوود الحلي<ref>ابن داوود حلی، الرجال، ص137.</ref> في زمرة المهملين.


وفيما يتعلق بتبرير مشاركة أبي أيوب في الحروب ضد المشركين وتحت راية معاوية وابنه يزيد ومع أنه يعتبر من الموالين للإمام علي (ع) ومؤيديه فهناك خلاف بين علماء رجال الشيعة، فقد نسب فضل بن شاذان عمله إلى الغفلة والخطأ في الاجتهاد ، وأضاف: ظن أنه إنما يعمل عملاً لنفسه يقوي به الإسلام، ويوهي به الشرك ، <ref>الكشي، معرفة الرجال، ج1، ص.177</ref> ويدل على صحة هذه الرأي النزاعات التي نشبت بينه وبين معاوية،<ref>نصربن مزاحم، وقعه صفّین، ص366.</ref> ولكن السيد الخوئي خویی، <ref>معجم رجال الحدیث، ج7، ص24.</ref> وخلال رده لهذا الرأي، يعتقد أن مشاركته في تلك الحروب قد تكون وفقاً لإذن الإمام المعصوم الحسن بن علي (ع).
وفيما يتعلق بتبرير مشاركة أبي أيوب في الحروب ضد المشركين وتحت راية معاوية وابنه يزيد ومع أنه يعتبر من الموالين للإمام علي (ع) ومؤيديه فهناك خلاف بين علماء رجال الشيعة، فقد نسب فضل بن شاذان عمله إلى الغفلة والخطأ في الاجتهاد، وأضاف: ظن أنه إنما يعمل عملاً لنفسه يقوي به الإسلام، ويوهي به الشرك،<ref>الكشي، معرفة الرجال، ج1، ص.177</ref> ويدل على صحة هذه الرأي النزاعات التي نشبت بينه وبين معاوية،<ref>نصربن مزاحم، وقعه صفّین، ص366.</ref> ولكن السيد الخوئي خویی،<ref>معجم رجال الحدیث، ج7، ص24.</ref> وخلال رده لهذا الرأي، يعتقد أن مشاركته في تلك الحروب قد تكون وفقاً لإذن الإمام المعصوم الحسن بن علي (ع).


==قريحته الشعرية==
==قريحته الشعرية==
كان أبو أيوب شاعراً مجيداً، <ref>امین، اعیان الشیعه، ج6، ص238 </ref> وقد تعود نسبة شاعريته إلى أشعاره التي أنشدها في معركة صفين أو أشعاره الأخرى التي جاءت في الرد على رسالة معاوية بن أبي سفيان.<ref>ابن أعثم، ج3، ص48-49؛ ابن ابی الحدید، شرح نهج البلاغه، ج8، ص44-45.</ref>
كان أبو أيوب شاعراً مجيداً،<ref>امین، اعیان الشیعه، ج6، ص238 </ref> وقد تعود نسبة شاعريته إلى أشعاره التي أنشدها في معركة صفين أو أشعاره الأخرى التي جاءت في الرد على رسالة معاوية بن أبي سفيان.<ref>ابن أعثم، ج3، ص48-49؛ ابن ابی الحدید، شرح نهج البلاغه، ج8، ص44-45.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول