انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سرية مؤتة»

أُضيف ٦٣ بايت ،  ٢٧ يونيو ٢٠١٨
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Maytham
لا ملخص تعديل
imported>Alkazale
لا ملخص تعديل
سطر ٢١: سطر ٢١:
| معلومات عامة  =
| معلومات عامة  =
}}
}}
'''سرية مؤتة''' معرکة وقعت في [[سنة 8 للهجرة|السنة الثامنة للهجرة]] بين [[المسلمين]] و الروم، وكان سبب المعركة قتلُ رسولِ [[رسول الله(ص)|رسول الله]] في مؤتة - من قُری [[الشام]]- بأمرٍ من الوالي شُرحبيل. فانطلق جيش [[المسلمين]] بإمرة [[جعفر بن أبي طالب]] إلی مؤتة. اشتدّ البأس بين الجيشين وضاق الأمر علی المسلمين فانسحبوا منهزمين.
'''سرية مؤتة'''، معرکة وقعت في [[سنة 8 للهجرة|السنة الثامنة للهجرة]] بين [[المسلمين]] و الروم، وكان سبب المعركة قتلُ رسولِ [[رسول الله(ص)|رسول الله]] في مؤتة - من قُری [[الشام]]- بأمرٍ من الوالي شُرحبيل. فانطلق جيش [[المسلمين]] بإمرة [[جعفر بن أبي طالب]] إلی مؤتة. اشتدّ البأس بين الجيشين وضاق الأمر علی المسلمين فانسحبوا منهزمين.
ولامهم المسلمون عند عودتهم إلی [[المدينة]] لکن النبي تفقدهم.
ولامهم المسلمون عند عودتهم إلی [[المدينة]] لکن النبي تفقدهم.
<br />
<br />
سطر ٢٨: سطر ٢٨:
==سبب الحرب==
==سبب الحرب==
{{قالب:تاريخ صدر الإسلام}}
{{قالب:تاريخ صدر الإسلام}}
في السنة الثامنة للهجرة<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص15 ؛ الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص212 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب،1ج، ص205-206</ref> بعث [[رسول الله|رسول اللّه]] كتاباً مع [[الحارث بن عمير الأزدي اللِّهبي]] إلى بُصرى - هي مركز حوران من أعمال [[دمشق]] [[الشام]] وقد وردها النبيّ قبل نبوته مرتين، وصالَحَ  المسلمون أهلها [[سنة 13 للهجرة]] عند [[الفتوحات الإسلامية|فتوحات]] الشام، فهي أول مدن الشام التي فُتحت صلحاً- وصل الحارث في طريقه إلى مؤتة - من قرى الشام بالبلقاء دون دمشق- وكان عليها شُرحَبيل بن عمرو الغَسّاني، ظنّ شُرحبيل بالحارث أنه من رُسل [[محمد بن عبدالله(ص)|محمد بن عبدالله]] فاعترضه وقال له: «لعلّك من رُسل محمد؟» قال الحارث: «نعم، أنا رسولُ رسول اللّه». فأمر به أن يؤخذ فيُقتل، فاُخذ وَقُتل.
في السنة الثامنة للهجرة<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص15 ؛ الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص212 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب،ج 1، ص 205-206.</ref> بعث [[رسول الله|رسول اللّه]] كتاباً مع [[الحارث بن عمير الأزدي اللِّهبي]] إلى بُصرى - هي مركز حوران من أعمال [[دمشق]] [[الشام]] وقد وردها النبيّ قبل نبوته مرتين، وصالَحَ  المسلمون أهلها [[سنة 13 للهجرة]] عند [[الفتوحات الإسلامية|فتوحات]] الشام، فهي أول مدن الشام التي فُتحت صلحاً- وصل الحارث في طريقه إلى مؤتة - من قرى الشام بالبلقاء دون دمشق- وكان عليها شُرحَبيل بن عمرو الغَسّاني، ظنّ شُرحبيل بالحارث أنه من رُسل [[محمد بن عبدالله(ص)|محمد بن عبدالله]] فاعترضه وقال له: «لعلّك من رُسل محمد؟» قال الحارث: «نعم، أنا رسولُ رسول اللّه». فأمر به أن يؤخذ فيُقتل، فاُخذ وَقُتل.
وبلغ خبره إلى [[رسول الله (ص)|رسول اللّه]] فاشتدّ عليه ذلك وندب النّاس، وكأنّه طلب إليهم أن يخرجوا إلى مُعسكرهم، فخرجوا وعسكروا بالجُرْف–علی ثلاثة أميال من المدينة-، من دون أن يعيّن أميراً عليهم فلّما صلّى الظهر جلس، وجلس أصحابُه حوله ليعيّن لهم أميراً.<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص755-756 ؛ ابن حجر، الإصابة، ج1، ص286، رقم 1459، ابن الأثير، اُسد الغابة، ج1، ص388</ref>
وبلغ خبره إلى [[رسول الله (ص)|رسول اللّه]] فاشتدّ عليه ذلك وندب النّاس، وكأنّه طلب إليهم أن يخرجوا إلى مُعسكرهم، فخرجوا وعسكروا بالجُرْف–علی ثلاثة أميال من المدينة-، من دون أن يعيّن أميراً عليهم فلّما صلّى الظهر جلس، وجلس أصحابُه حوله ليعيّن لهم أميراً.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 755-756 ؛ ابن حجر، الإصابة، ج 1، ص 286، رقم 1459، ابن الأثير، اُسد الغابة، ج 1، ص 388.</ref>


==تعيين الاُمراء==
==تعيين الاُمراء==
إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أمّر عليهم [[جعفر بن أبي طالب|جعفرَ بن أبي طالب]]، فإن قُتل [[زيد بن حارثة|فزيد بن حارثة الكلبي]]، فإن قُتل فعبد اللّه بن رواحة فإن اُصيب فعبد اللّه بن رواحة فليرتضِ المسلمون بينهم رجلاً فليجعلوه عليهم. ثمّ عقد لهم  رسول اللّه لواءً أبيض، وهم ثلاثة آلاف.<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص212 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص205 ؛ قال اليعقوبي: قيل: كان المتقدم جعفراً ثم زيد بن حارثة ثم عبداللّه بن رواحة (تاريخ اليعقوبي، ج2، ص65. وقال المعتزلي: اتفق المحدثون على أنّ زيد بن حارثة كان هو الأمير الأول، وأنكرت الشيعة ذلك وقالوا: كان الأمير الأول جعفر بن أبي طالب فإن قُتل فزيد بن حارثة فإن قُتل فعبد اللّه بن رواحة، ورووا في ذلك روايات. (ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج15، ص62)</ref>
إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أمّر عليهم [[جعفر بن أبي طالب|جعفرَ بن أبي طالب]]، فإن قُتل [[زيد بن حارثة|فزيد بن حارثة الكلبي]]، فإن قُتل فعبد اللّه بن رواحة فإن اُصيب فعبد اللّه بن رواحة فليرتضِ المسلمون بينهم رجلاً فليجعلوه عليهم. ثمّ عقد لهم  رسول اللّه لواءً أبيض، وهم ثلاثة آلاف.<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ج 1، ص 212 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 205 ؛ قال اليعقوبي: قيل: كان المتقدم جعفراً ثم زيد بن حارثة ثم عبداللّه بن رواحة (تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 65. وقال المعتزلي: اتفق المحدثون على أنّ زيد بن حارثة كان هو الأمير الأول، وأنكرت الشيعة ذلك وقالوا: كان الأمير الأول جعفر بن أبي طالب فإن قُتل فزيد بن حارثة فإن قُتل فعبد اللّه بن رواحة، ورووا في ذلك روايات. (ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 15، ص 62).</ref>




سطر ٣٩: سطر ٣٩:


==مسيرهم إلى الشام ==
==مسيرهم إلى الشام ==
مضی المسلمون حتى نزلوا وادي القرى، وحين سمع العدوّ بمسيرهم، قام والي مؤتة وهو شُرحبيل بن عمرو الغسّاني الأزدي، بتجميع  الجموع وأمّر عليهم أخاه سَدوس وأرسلهم إلی المسلمين. انهزم جيش شُرحبيل وتقدم المسلمون حتى نزلوا مَعان من أرض الشام- وهو اليوم في [[الأردن]]- وهناك بلغهم كثرة عدد العدوّ من العرب [[العجم|والعجم]]، فأقام المسلمون في مَعان ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا: نكتب إلى رسول اللّه فنخبره بعدد عدوّنا، فإمّا أن يمدّنا بالرجال، وإمّا أن يأمرنا بأمره فنمضي له. فقام  عبد اللّه بن رواحة وشجّع النّاس فقال: «واللّه إنّ التي تكرهون للذي خرجتم تطلبون (الشهادة) وما نقاتل الناس بعدد، ولا قوة، ولا كثرة، ما  نقاتلهم إلاّ بهذا الدّين الذي أكرمنا اللّه به، فانطلِقوا فإنّما هي إحدى الحُسنيين: إمّا ظهور، وإمّا شهادة»! فقال الناس: قد واللّه صدق ابنُ رواحة. فمضى النّاس حتى إذا دنوا إلی قرية من البلقاء يقال لها «مشارف»، فإذا بجيش [[هرقل|هِرقل]] من [[الروم]]، والعرب معهم. مما دعا المسلمون للانحياز إلى قرية اُخرى من قرى البلقاء يقال لها مؤتة، ثم دنا العدو منهم حتى التقوا هناك.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص17. الواقدي، المغازي، ج2، ص756ـ760. الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص213 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص205</ref> وهذا في [[جمادى الأولى]] من السنة الثامنة للهجرة.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص15 ؛ الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص 212 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص205-206</ref>
مضی المسلمون حتى نزلوا وادي القرى، وحين سمع العدوّ بمسيرهم، قام والي مؤتة وهو شُرحبيل بن عمرو الغسّاني الأزدي، بتجميع  الجموع وأمّر عليهم أخاه سَدوس وأرسلهم إلی المسلمين. انهزم جيش شُرحبيل وتقدم المسلمون حتى نزلوا مَعان من أرض الشام- وهو اليوم في [[الأردن]]- وهناك بلغهم كثرة عدد العدوّ من العرب [[العجم|والعجم]]، فأقام المسلمون في مَعان ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا: نكتب إلى رسول اللّه فنخبره بعدد عدوّنا، فإمّا أن يمدّنا بالرجال، وإمّا أن يأمرنا بأمره فنمضي له. فقام  عبد اللّه بن رواحة وشجّع النّاس فقال: «واللّه إنّ التي تكرهون للذي خرجتم تطلبون (الشهادة) وما نقاتل الناس بعدد، ولا قوة، ولا كثرة، ما  نقاتلهم إلاّ بهذا الدّين الذي أكرمنا اللّه به، فانطلِقوا فإنّما هي إحدى الحُسنيين: إمّا ظهور، وإمّا شهادة»! فقال الناس: قد واللّه صدق ابنُ رواحة. فمضى النّاس حتى إذا دنوا إلی قرية من البلقاء يقال لها «مشارف»، فإذا بجيش [[هرقل|هِرقل]] من [[الروم]]، والعرب معهم. مما دعا المسلمون للانحياز إلى قرية اُخرى من قرى البلقاء يقال لها مؤتة، ثم دنا العدو منهم حتى التقوا هناك.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 17. الواقدي، المغازي، ج 2، ص 756ـ760. الطبرسي، إعلام الورى، ج 1، ص 213 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 205.</ref> وهذا في [[جمادى الأولى]] من السنة الثامنة للهجرة.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص15 ؛ الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص 212 ؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 205-206.</ref>


==في ساحة القتال==
==في ساحة القتال==
تعبّأ المسلمون وجعلوا على ميمنتهم قُطبة بن قتادة العُذري، وعلى ميسرتهم عُباية بن مالك الأنصاري.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص19</ref>
تعبّأ المسلمون وجعلوا على ميمنتهم قُطبة بن قتادة العُذري، وعلى ميسرتهم عُباية بن مالك الأنصاري.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 19.</ref>
<br />
<br />
روي عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] قال: لما رأينا المشركين في مؤتة رأينا ما لا قِبل لنا به من العدد والسلاح والكُراع والديباج والحرير والذهب فبرِق بصري. فقال لي ثابت بن أقرم: يا [[أبو هريرة|أبا هريرة]]! ما لك؟ كأنّك ترى جموعاً كثيرة؟! قلت: نعم. فقال: لو كنت تشهدنا في [[بدر (غزوة)|بدر]]، أنا لم نُنصر بالكثرة!<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص760-761 </ref>
روي عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] قال: لما رأينا المشركين في مؤتة رأينا ما لا قِبل لنا به من العدد والسلاح والكُراع والديباج والحرير والذهب فبرِق بصري. فقال لي ثابت بن أقرم: يا [[أبو هريرة|أبا هريرة]]! ما لك؟ كأنّك ترى جموعاً كثيرة؟! قلت: نعم. فقال: لو كنت تشهدنا في [[بدر (غزوة)|بدر]]، أنا لم نُنصر بالكثرة!<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 760-761. </ref>
<br />
<br />
إنّ [[جعفر بن أبي طالب]] أخذ اللواء بيمينه وقاتل حتی قُطعت يمينه، فأخذه بشماله فقُطِعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل، وهو ثلاث وثلاثين سنة.<ref>نقل الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: عن علي بن عبد اللّه بن جعفر: أن جعفـر قُتل وهو ابن أربع وثلاثين سنة. ثم قال: وهذا عندي شبيه بالوهم ... وعلى أي الروايات قيس أمره عُلم أنه كان عند مقتله قد تجاوز هذا المقدار من السنين، فانه قتل في سنة ثمان من الهجرة، وبين ذلك الوقت وبين مبعث رسول اللّه احدى وعشرون سنة، وهو أسنّ من أخيه علي، أمير المؤمنين بعشر سنين.(الاصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص8 ط النجف، ص13 ط بيروت)</ref> ثم أخذ اللواء [[زيد بن حارثة]] وقاتل حتى قُتل طعناً بالرمح. ثمّ أخذ الراية عبد اللّه بن رواحة فقاتل حتى قُتل.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج4، ص20 -21 ؛ الواقدي، المغازي، ج2، ص761. (روي عن الباقر عليه السلام اُصيب يومئذ جعفر وبه خمسون جراحة، خمس وعشرون منها في وجهه . الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص213)</ref>
إنّ [[جعفر بن أبي طالب]] أخذ اللواء بيمينه وقاتل حتی قُطعت يمينه، فأخذه بشماله فقُطِعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل، وهو ثلاث وثلاثين سنة.<ref>نقل الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: عن علي بن عبد اللّه بن جعفر: أن جعفـر قُتل وهو ابن أربع وثلاثين سنة. ثم قال: وهذا عندي شبيه بالوهم ... وعلى أي الروايات قيس أمره عُلم أنه كان عند مقتله قد تجاوز هذا المقدار من السنين، فانه قتل في سنة ثمان من الهجرة، وبين ذلك الوقت وبين مبعث رسول اللّه احدى وعشرون سنة، وهو أسنّ من أخيه علي، أمير المؤمنين بعشر سنين.(الاصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 8 ط النجف، ص 13 ط بيروت)</ref> ثم أخذ اللواء [[زيد بن حارثة]] وقاتل حتى قُتل طعناً بالرمح. ثمّ أخذ الراية عبد اللّه بن رواحة فقاتل حتى قُتل.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 20 -21 ؛ الواقدي، المغازي، ج 2، ص 761. (روي عن الباقر عليه السلام اُصيب يومئذ جعفر وبه خمسون جراحة، خمس وعشرون منها في وجهه . الطبرسي، إعلام الورى، ج 1، ص 213).</ref>
<br />
<br />
لما قُتل ابن رواحة انهزم المسلمون في كل وجه أسوأ هزيمة وبادر رجل من [[الأنصار]] يقال له «ثابت بن أقرم» إلى اللواء فأخذه وجعل يصيح [[الأنصار|بالأنصار]]: «إليّ أيها الناس»! فجعل قليل منهم يثوبون إليه ويجتمعون، فنظر ثابت فيهم إلى [[خالد بن الوليد]] فناداه: «يا أبا سليمان! خذ اللواء». فقال له: «أنت قد شهدتَ [[بدر (غزوة)|بدراً]] ولك سنّ فلا آخذه وأنتَ أحق به»! فقال ثابت: «خذه أيّها الرجل فواللّه ما أخذته إلاّ لك»! فأخذه [[خالد بن الوليد|خالد]]. کان العدوّ يحمل علی المسلمين بلاهوادة فأخذ المسملون ينسحبون. جعل قُظبة بن عامر يصيح: «يا قوم! يُقتل الرجل مُقبلاً أحسن من أن يُقتل مُدبراً». فما يثوب إليه أحد.<ref>الواقدي، المغازي، ج2، ص763</ref>
لما قُتل ابن رواحة انهزم المسلمون في كل وجه أسوأ هزيمة وبادر رجل من [[الأنصار]] يقال له «ثابت بن أقرم» إلى اللواء فأخذه وجعل يصيح [[الأنصار|بالأنصار]]: «إليّ أيها الناس»! فجعل قليل منهم يثوبون إليه ويجتمعون، فنظر ثابت فيهم إلى [[خالد بن الوليد]] فناداه: «يا أبا سليمان! خذ اللواء». فقال له: «أنت قد شهدتَ [[بدر (غزوة)|بدراً]] ولك سنّ فلا آخذه وأنتَ أحق به»! فقال ثابت: «خذه أيّها الرجل فواللّه ما أخذته إلاّ لك»! فأخذه [[خالد بن الوليد|خالد]]. کان العدوّ يحمل علی المسلمين بلاهوادة فأخذ المسملون ينسحبون. جعل قُظبة بن عامر يصيح: «يا قوم! يُقتل الرجل مُقبلاً أحسن من أن يُقتل مُدبراً». فما يثوب إليه أحد.<ref>الواقدي، المغازي، ج 2، ص 763.</ref>


==تنبؤ الرسول عن تطورات المعركة==
==تنبؤ الرسول عن تطورات المعركة==
روي أن النبي کان في [[المسجد النبوي|المسجد]] إذ خُفض له کل رفيع ورُفع له کل خفيض حتی شاهد ما کان يجري في ساحة الحرب وبدأ يخبر المسلمين بکرّات المسلمين وأخبرهم [[جعفر بن أبي طالب|بجعفر بن أبي طالب]] وهو مُتقدم للحرب آخذا الراية إلی أن قُطعت يده اليمنی، ثمَّ أخذها بيده اليُسرى لکنها قُطعت أيضا فاحتضن الراية في صدره حتی اُستشهد وسقطت الرايةُ. ثم أخذ الرايةَ عبدُ اللّه بن رواحة إلى أن قُتل. ثمّ أخذها [[خالد بن الوليد]]، وتراجع المسلمون.<ref>الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص166، رقم 356 و 198. وأشار إليه ابن هشام في السيرة النبوية، ج3، ص22 ورواه الواقدي في المغازي، ج2، ص761، 762. الاصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص8 ط النجف، ص13 ط بيروت. وهنا روى الطبري، ج3، ص41 بطريق غير وثيق وسند غير مؤيّد: أن النبيّ قال: اللهم إنّه سيف من سيوفك فانصره! فمنه سمّي سيف الله! وانظر قاموس الرجال، ج4، ص148، رقم 2592</ref>
روي أن النبي کان في [[المسجد النبوي|المسجد]] إذ خُفض له کل رفيع ورُفع له کل خفيض حتی شاهد ما کان يجري في ساحة الحرب وبدأ يخبر المسلمين بکرّات المسلمين وأخبرهم [[جعفر بن أبي طالب|بجعفر بن أبي طالب]] وهو مُتقدم للحرب آخذا الراية إلی أن قُطعت يده اليمنی، ثمَّ أخذها بيده اليُسرى لکنها قُطعت أيضا فاحتضن الراية في صدره حتی اُستشهد وسقطت الرايةُ. ثم أخذ الرايةَ عبدُ اللّه بن رواحة إلى أن قُتل. ثمّ أخذها [[خالد بن الوليد]]، وتراجع المسلمون.<ref>الراوندي، الخرائج والجرائح، ج 1، ص 166، رقم 356 و 198. وأشار إليه ابن هشام في السيرة النبوية، ج 3، ص 22 ورواه الواقدي في المغازي، ج 2، ص 761، 762. الاصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 8 ط النجف، ص13 ط بيروت. وهنا روى الطبري، ج 3، ص 41 بطريق غير وثيق وسند غير مؤيّد: أن النبيّ قال: اللهم إنّه سيف من سيوفك فانصره! فمنه سمّي سيف الله! وانظر قاموس الرجال، ج 4، ص 148، رقم 2592.</ref>


==تسلية المصابين==
==تسلية المصابين==
مستخدم مجهول