انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القضاء والقدر»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam
طلا ملخص تعديل
imported>Bassam
طلا ملخص تعديل
سطر ٥٧: سطر ٥٧:
فعلمه السابق بحدود الأشياء وضرورة وجودها، تقدير وقضاء علميّان، وقد أُشير إلى هذا القسم، في آيات الكتاب المجيد:  
فعلمه السابق بحدود الأشياء وضرورة وجودها، تقدير وقضاء علميّان، وقد أُشير إلى هذا القسم، في آيات الكتاب المجيد:  


قال سبحانه:«وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا»<ref>ال عمران:145.</ref>
قال سبحانه: {{قرآن|وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا}}<ref>ال عمران:145.</ref>
وقال أيضاً:«قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»<ref>التوبة:51.</ref>
وقال أيضاً: {{قرآن|قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}}<ref>التوبة:51.</ref>
وقال سبحانه: «وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِى كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ»<ref>فاطر:3.</ref>  
وقال سبحانه: {{قرآن|وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِى كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}}<ref>فاطر:3.</ref>  
وقال تعالى:«ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَلا فِى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ....» <ref>الحديد:22.</ref>
وقال تعالى:{{قرآن|ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَلا فِى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ....}}<ref>الحديد:22.</ref>


*القضاء والقدر العينيان
*القضاء والقدر العينيان
التقدير العيني عبارة عن الخصوصيات الّتي يكتسبها الشي‏ء من علله عند تحقّقه وتلبّسه بالوجود الخارجي. والقضاء العيني هو ضرورة وجود الشي‏ء عند وجود علّته التامّة ضرورةً عينيّةً خارجيّةً.
التقدير العيني عبارة عن الخصوصيات الّتي يكتسبها الشي‏ء من علله عند تحقّقه وتلبّسه بالوجود الخارجي. والقضاء العيني هو ضرورة وجود الشي‏ء عند وجود علّته التامّة ضرورةً عينيّةً خارجيّةً.


فالتقدير والقضاء العينيان ناظران إلى التقدير والضرورة الخارجيين اللّذين يحتفّان بالشي‏ء الخارجي، فهما مقارنان لوجود الشي‏ء بل متّحدان معه، مع أنّ التقدير والقضاء العلميان مقدّمان على وجود الشي‏ء. فالعالم المشهود لنا لا يخلو من تقدير وقضاء، فتقديره تحديد الأشياء الموجودة فيه من حيث وجودها، وآثار وجودها، وخصوصيّات كونها بما أنّها متعلقة الوجود والآثار بموجودات أخرى، أي العلل والشرائط، فيختلف وجودها وأحوالها باختلاف عللها وشرائطها، فالتقدير يهدي هذا النوع من الموجودات إلى ما قدّر له في مسير وجوده، قال تعالى:«الّذى خَلَقَ فَسَوّى‏* وَالَّذى قَدَّرَ فَهَدى‏»<ref>الاعلى:2-3.</ref>أي‏هدى ما خلقه إلى ما قدّر له.
فالتقدير والقضاء العينيان ناظران إلى التقدير والضرورة الخارجيين اللّذين يحتفّان بالشي‏ء الخارجي، فهما مقارنان لوجود الشي‏ء بل متّحدان معه، مع أنّ التقدير والقضاء العلميان مقدّمان على وجود الشي‏ء. فالعالم المشهود لنا لا يخلو من تقدير وقضاء، فتقديره تحديد الأشياء الموجودة فيه من حيث وجودها، وآثار وجودها، وخصوصيّات كونها بما أنّها متعلقة الوجود والآثار بموجودات أخرى، أي العلل والشرائط، فيختلف وجودها وأحوالها باختلاف عللها وشرائطها، فالتقدير يهدي هذا النوع من الموجودات إلى ما قدّر له في مسير وجوده، قال تعالى: {{قرآن|الّذى خَلَقَ فَسَوّى‏* وَالَّذى قَدَّرَ فَهَدى‏»<ref>الأعلى:2-3.</ref>أي‏هدى ما خلقه إلى ما قدّر له.
 
وأما قضاؤه، فلمّا كانت الحوادث في وجودها وتحقّقها منتهية إليه {{عز وجل}} فما لم تتمّ لها العلل والشرائط الموجبة لوجودها، فإنّها تبقى على حال التردّد بين الوقوع واللاوقوع، فإذا تمَّت عللها وعامّة شرائطها ولم يبق لها إلّاأن توجد، كان ذلك من اللّه قضاءً وفصلًا لها من الجانب الآخر وقطعاً للإبهام.
وأما قضاؤه، فلمّا كانت الحوادث في وجودها وتحقّقها منتهية إليه {{عز وجل}} فما لم تتمّ لها العلل والشرائط الموجبة لوجودها، فإنّها تبقى على حال التردّد بين الوقوع واللاوقوع، فإذا تمَّت عللها وعامّة شرائطها ولم يبق لها إلّاأن توجد، كان ذلك من اللّه قضاءً وفصلًا لها من الجانب الآخر وقطعاً للإبهام.


وبذلك يظهر أنّ التقدير والقضاء العينيين من صفاته الفعليّة {{عز وجل}} فإنّ مرجعهما إلى إفاضة الحدّ والضرورة على الموجودات، وإليه يشير [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}}في قوله:«القضاء والقدر خلقان من خلق اللّه، واللّه يزيد في الخلق ما يشاء»<ref>التوحيد:الباب60 الحديث1.</ref> ومن هنا يكشف لنا الوجه في عناية [[النبي (ص)|النبيّ]] {{صل}} و[[أهل البيت(ع)|أهل البيت]]  {{عليهم السلام}} بالإيمان ‏بالقدر، وأنّ المؤمن لا يكون مؤمناً إلّابالإيمان به، فإنّ التقدير والقضاء العينيين من شعب الخلقة، وأنّ حدود الأشياء وخصوصياتها، وضرورة وجودها منتهية إلى إرادته {{عز وجل}}، فالإيمان بهما، من شؤون التوحيد في الخالقيّة. ولأجل ذلك ترى أنّه {{عز وجل}} أسند القضاء والقدر إلى نفسه، وقال: «قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْ‏ءٍ قَدْراً».<ref>الطلاق:3.</ref>
وبذلك يظهر أنّ التقدير والقضاء العينيين من صفاته الفعليّة {{عز وجل}} فإنّ مرجعهما إلى إفاضة الحدّ والضرورة على الموجودات، وإليه يشير [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}}في قوله: «القضاء والقدر خلقان من خلق اللّه، واللّه يزيد في الخلق ما يشاء»<ref>الصدوق، التوحيد، الباب60 الحديث1.</ref> ومن هنا يكشف لنا الوجه في عناية [[النبي (ص)|النبيّ]] {{صل}} و[[أهل البيت(ع)|أهل البيت]]  {{عليهم السلام}} بالإيمان ‏بالقدر، وأنّ المؤمن لا يكون مؤمناً إلّابالإيمان به، فإنّ التقدير والقضاء العينيين من شعب الخلقة، وأنّ حدود الأشياء وخصوصياتها، وضرورة وجودها منتهية إلى إرادته {{عز وجل}}، فالإيمان بهما، من شؤون التوحيد في الخالقيّة. ولأجل ذلك ترى أنّه {{عز وجل}} أسند القضاء والقدر إلى نفسه، وقال: {{قرآن|قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْ‏ءٍ قَدْراً}}.<ref>الطلاق:3.</ref>
وقال تعالى: «وَ إِذا قَضى‏ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ».<ref>االبقرة:117.</ref>
وقال تعالى: {{قرآن|وَ إِذا قَضى‏ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}}.<ref>االبقرة:117.</ref>
وقال سبحانه: «فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِى يَوْمَيْنِ».<ref>فصلت:12.</ref>
وقال سبحانه: {{قرآن|فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِى يَوْمَيْنِ}}.<ref>فصلت:12.</ref>
وقال تعالى: «إِنَّا كُلَّ شَىْ‏ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ».<ref>القمر:49.</ref>
وقال تعالى: {{قرآن|إِنَّا كُلَّ شَىْ‏ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ}}.<ref>القمر:49.</ref>
وقال سبحانه: «وَ إِنْ مِنْ شَىْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ».<ref>الحجر:21.</ref>
وقال سبحانه: {{قرآن|وَ إِنْ مِنْ شَىْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}}.<ref>الحجر:21.</ref>
وغيرها من الآيات الحاكيّة عن قضائه سبحانه بالشي‏ء وإبرامه على صفحة الوجود.
وغيرها من الآيات الحاكيّة عن قضائه سبحانه بالشي‏ء وإبرامه على صفحة الوجود.


مستخدم مجهول