الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الاحتلام»

وليس للفقهاء اصطلاحا خاصا للاحتلام، بل يطلقونه في [[أحكام]] [[الجنابة]] ويريدون به تارة مطلق [[الرؤيا]] في [[النوم]] سواء كان مع [[الإنزال]]، أو بدونه<ref>الجامع للشرائع:ص40.</ref>وأخرى يريدون به خصوص [[الرؤيا]] في النوم مع [[الإنزال]]<ref>النهاية(للطوسي): ص47.</ref> ،كما يجعلونه من علائم [[البلوغ]].<ref>المبسوط: ج1 ص266.</ref>

فيه ثلاثة اقوال بين فقهاء المسلمين:

:المشهور بين الفقهاء انه [[مني]] وقالوا:بوجوب [[الغسل]] عليها.<ref>رياض المسائل:ج1ص285.</ref>

:قال بعض الفقهاء بعدم وجوب [[الغسل]] عليها.<ref>المقنع:42.</ref>

:قال بعض الفقهاء الى حمل [[الروايات]] التي اثبتت [[الغسل]] على الاستحباب.<ref>الوافي:ج6ص410.</ref>

:قال صاحب هذا القول: المني بالمعنى المعروف في الرجل غير موجود في المرأة فإذا أنزلت ماء من دون شهوة فليس عليها [[الغسل|غسل]]، وإذا أنزلت ماء بشهوة احتاطت بالغسل وضمّت إليه [[الوضوء]] إذا كانت محدثة بالأصغر.<ref>منهاج الصالحين (للحكيم):ج1ص62 تعليقة الشهيد الصدر الرقم 107.</ref>

قال الفقهاء: يتحقق الاحتلام عند المرأة بوصول [[المني]] خارج [[الفرج]].<ref>تذكرة الفقهاء:ج2ص74.</ref>

استدلوا من [[الروايات]] الشريفة بطائفة منها :  

#ما في رفع القلم عن [[الصبي]] فقد روي عن [[النبي الأعظم|النبي]] {{صل}} انه قال :«رُفِعَ‏ الْقَلَمُ‏ عَنِ‏ الصَّبِيِ‏ حَتَّى يَبْلُغَ وَ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ وَ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَنْتَبِه»<ref>عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية :ج‏3ص528</ref>

#ما ورد في انتهاء [[اليتم]] بالاحتلام فقد روي عَنْ [[الصادق (ع)|جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ]] عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ {{عليهم السلام}} فِي وَصِيَّةِ [[النبي الأكرم|النَّبِيِّ]] {{صل}} [[علي(ع)|لِعَلِيٍّ]] {{عليه السلام}}قَالَ :«يَا عَلِيُّ لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ»<ref>وسائل الشيعة:ج1ص45.</ref>

#ما ورد في وجوب [[الصلاة]] بالاحتلام فقد روي عن [[الامام الرضا]] {{عليه السلام}} قَالَ: «يُؤْخَذُ الْغُلَامُ بِالصَّلَاةِ وَ هُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ وَ لَا تُغَطِّي الْمَرْأَةُ شَعْرَهَا مِنْهُ حَتَّى يَحْتَلِمَ»<ref>وسائل الشيعة:ج21ص460.</ref>

#ما ورد في وجوب [[الصوم]] بالاحتلام فقد روي عَنْ [[الصادق (ع)|أَبِي عَبْدِ اللَّهِ]] {{عليه السلام}} أَنَّهُ «قَالَ: عَلَى الصَّبِيِّ إِذَا احْتَلَمَ [[الصوم|الصِّيَامُ]] وَ عَلَى الْجَارِيَةِ إِذَا حَاضَتِ [[الصيام|الصِّيَامُ]] وَالْخِمَارُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ مَمْلُوكَةً فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهَا خِمَارٌ إِلَّا أَنْ تُحِبَّ أَنْ تَخْتَمِرَ وَ عَلَيْهَا [[الصيام|الصِّيَام‏]]»<ref>وسائل الشيعة:ج10ص236.</ref>  

استدلوا بالاجماع فقد قال الشيخ [[كاشف الغطاء]]: دل عليه [[الإجماع]] ولا فرق بين خروجه في [[النوم]] أو [[اليقظة]].<ref>أنوار الفقاهة - كتاب الصيام :ص43.</ref>  

اتفق [[الفقهاء]] على ان الاحتلام - بمعنى الانزال سواى كان في [[النوم]] أو [[اليقظة]] - سبب للجنابة في [[الرجل]].<ref>جواهر الكلام:ج3ص3.</ref>

ذكر الفقهاء عدة أحكام للمحتلم منها:

الشك في [[الاحتلام]]: للشك في [[الاحتلام]] عدّة صور،منها:

#لو رأى مائعا وشكّ في أنّه مني او لا، فيجب عليه الرجوع إلى الأوصاف من الدفق و [[الشهوة]] و الفتور ، وهذا هو المشهور بين [[الفقهاء]].<ref>مستند الشيعة:ج2ص256.</ref>

#صرّح جمع من الفقهاء في انه لو رأى في ثوبه منيا وشكّ في أنه منه أو من غيره فلا يجب عليه الغسل.<ref>العروة الوثقى:ص500-501.</ref>

إنَّ احتلام [[الصائم]] في النهار لا يضر بصومه ولا يبطله،ندبا كان أو واجبا،معيّنا كان أو غير معين ،وهذا الحكم متفق عليه بين الفقهاء.<ref>جواهر الكلام:ج16ص253.</ref>

احتلام [[الاعتكاف|المعتكف]] لا يبطل اعتكافه، ولو خرج من [[المسجد]] للاغتسال - مع عدم إمكانه [[الاغتسال]] في [[المسجد]] - فلا يقدح خروجه بصحّة [[الاعتكاف]] ،وهذا متفق عليه بين الفقهاء.<ref>موسوعة الإمام الخوئي‌:ج22ص442.</ref>