انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العلويون (سوريا)»

ط
imported>Odai78
imported>Foad
سطر ٣: سطر ٣:
[[ملف:قلمرو دولت مستقل علویان سوریه.png|400px|تصغير|خارطة لسوريا ولبنان زمن الإحتلال الفرنسي واللون البنفسجي يمثل دولة العلويين وكانت دولة مستقلة]]
[[ملف:قلمرو دولت مستقل علویان سوریه.png|400px|تصغير|خارطة لسوريا ولبنان زمن الإحتلال الفرنسي واللون البنفسجي يمثل دولة العلويين وكانت دولة مستقلة]]


== تاريخ العلويون ==
==تاريخ العلويون==
يطلق مصطلح "[[بلاد الشام]]" على الرقعة الجغرافية التي تضم [[سورية]]، [[الأردن]]، [[لبنان]] و[[فلسطين]] الحالية. بلغت طلائع الفتوح الإسلامي مدينة [[دمشق]] سنة 13 للهجرة، وانتشرت في سائر مناطق بلاد الشام، جاء ذلك بعد أن كانت خاضعة لسيطرة امبراطورية [[الروم]] الشرقية وكانت عاصمتها آنذاك "القسطنطينية"، ثم وبعد دخول [[المسلمين]] بلاد الشام انطلقوا منها إلى شمال [[أفريقيا]].  
يطلق مصطلح "[[بلاد الشام]]" على الرقعة الجغرافية التي تضم [[سورية]]، [[الأردن]]، [[لبنان]] و[[فلسطين]] الحالية. بلغت طلائع الفتوح الإسلامي مدينة [[دمشق]] سنة 13 للهجرة، وانتشرت في سائر مناطق بلاد الشام، جاء ذلك بعد أن كانت خاضعة لسيطرة امبراطورية [[الروم]] الشرقية وكانت عاصمتها آنذاك "القسطنطينية"، ثم وبعد دخول [[المسلمين]] بلاد الشام انطلقوا منها إلى شمال [[أفريقيا]].  


سطر ١٢: سطر ١٢:
واستمر هذا الوضع إلى [[السنة 331 للهجرة|سنة 331 ه]]ـ، أي إلى عصر [[سيف الدولة|سيف الدولة الحمدانيّ]]، حيث بدأ [[التشيّع]] بالانتشار في بلاد الشام.  
واستمر هذا الوضع إلى [[السنة 331 للهجرة|سنة 331 ه]]ـ، أي إلى عصر [[سيف الدولة|سيف الدولة الحمدانيّ]]، حيث بدأ [[التشيّع]] بالانتشار في بلاد الشام.  


يعتبر عصر [[الدولة الحمدانية]] التي أنشأها سيف الدولة الحمداني في [[حلب]] والتي امتدت إلى [[حمص]] من العصور العريقة للعلويين ومن أخصب وأمرع عهود تاريخ حياتهم، لأنهم حكموا أنفسهم بنفسهم في ظل دولة شيعية عربية موالية مجاهرة بالولاء لأهل البيت {{عليهم السلام}} رغم ما حاق بهم في تلك الآونة من نقص في النفوس وفي الأموال والأملاك بسبب صد غارات [[الروم]] وغزوات [[الفرنجة|الإفرنج]] المتتالية من جهة، والعمل لإخماد الاضطرابات الداخلية كفتن [[الأكراد]] والبدو و[[الخوارج]] من جهة ثانية.<ref>مظلوم، المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام: ج1. المقريزي، الخطط المقريزية، ج 2، ص 200.</ref>
يعتبر عصر [[الدولة الحمدانية]] التي أنشأها سيف الدولة الحمداني في [[حلب]] والتي امتدت إلى [[حمص]] من العصور العريقة للعلويين ومن أخصب وأمرع عهود تاريخ حياتهم، لأنهم حكموا أنفسهم بنفسهم في ظل دولة شيعية عربية موالية مجاهرة بالولاء لأهل البيت {{عليهم السلام}} رغم ما حاق بهم في تلك الآونة من نقص في النفوس وفي الأموال والأملاك بسبب صد غارات [[الروم]] وغزوات [[الفرنجة|الإفرنج]] المتتالية من جهة، والعمل لإخماد الاضطرابات الداخلية كفتن [[الأكراد]] والبدو {{و}}[[الخوارج]] من جهة ثانية.<ref>مظلوم، المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام: ج1. المقريزي، الخطط المقريزية، ج 2، ص 200.</ref>


بعد سقوط الدولة الحمدانية في حلب عام 399هـ وقيام [[الدولة المرداسية]] محلها،<ref>الحموي، معجم البلدان: ج 2، ص 102.</ref> لم تستطع هذه الدولة أن تصمد لأكثر من عشر سنوات، تعرض العلويون خلالها لكثيرٍ من الظلم والقتل والتشريد في ظل سيادة القوي على الضعيف، وكان [[عبيد الله المهدي]] قد أسس [[الدولة الفاطمية]] وأقام [[المعز لدين الله]] الفاطمي عام 358هـ حكومةً في [[مصر]]، وخضعت لهم بلاد الشام أيضاً، فساعد ذلك في تهيئة الأرضيّة لانتشار التشيّع وموالاة أهل البيت (ع)، مما حرى بهم مساعدة الدولة الفاطمية للقضاء على حكم هذه الدولة، اعتقاداً منهم أن الخلافة حق لأبناء [[فاطمة]] {{عليها السلام}} وقد آن لهذا الحق المغتصب أن يعود لأهله، فأسرعوا إلى البيعة يتفيأون ظلال دولة علوية، مكتفين بإعلان شعائرهم الدينية وإعلاء كلمة مذهبهم الولائي. إلا أن الفاطميين تنكروا مساعدة [[الشيعة]] عموماً والعلويين خصوصاً لهم، ولم يقف الأمر عند هذا، بل وقام الخليفة الفاطمي بادعاء [[العصمة]] لنفسه مما لا يتفق واعتقاد أتباع أهل البيت {{عليهم السلام}}، إذ لا عصمة عندهم بعد الأنبياء والرسل لغير [[الأئمة الإثني عشر]] {{عليهم السلام}}. فانكمش العلويون على أنفسهم وانطووا على ذواتهم تجنباً للفتن.<ref>مظلوم، المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام، حسين مظلوم، ج 1.</ref>
بعد سقوط الدولة الحمدانية في حلب عام 399هـ وقيام [[الدولة المرداسية]] محلها،<ref>الحموي، معجم البلدان: ج 2، ص 102.</ref> لم تستطع هذه الدولة أن تصمد لأكثر من عشر سنوات، تعرض العلويون خلالها لكثيرٍ من الظلم والقتل والتشريد في ظل سيادة القوي على الضعيف، وكان [[عبيد الله المهدي]] قد أسس [[الدولة الفاطمية]] وأقام [[المعز لدين الله]] الفاطمي عام 358هـ حكومةً في [[مصر]]، وخضعت لهم بلاد الشام أيضاً، فساعد ذلك في تهيئة الأرضيّة لانتشار التشيّع وموالاة أهل البيت (ع)، مما حرى بهم مساعدة الدولة الفاطمية للقضاء على حكم هذه الدولة، اعتقاداً منهم أن الخلافة حق لأبناء [[فاطمة]]{{عليها السلام}} وقد آن لهذا الحق المغتصب أن يعود لأهله، فأسرعوا إلى البيعة يتفيأون ظلال دولة علوية، مكتفين بإعلان شعائرهم الدينية وإعلاء كلمة مذهبهم الولائي. إلا أن الفاطميين تنكروا مساعدة [[الشيعة]] عموماً والعلويين خصوصاً لهم، ولم يقف الأمر عند هذا، بل وقام الخليفة الفاطمي بادعاء [[العصمة]] لنفسه مما لا يتفق واعتقاد أتباع أهل البيت {{عليهم السلام}}، إذ لا عصمة عندهم بعد الأنبياء والرسل لغير [[الأئمة الإثني عشر]] {{عليهم السلام}}. فانكمش العلويون على أنفسهم وانطووا على ذواتهم تجنباً للفتن.<ref>مظلوم، المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام، حسين مظلوم، ج 1.</ref>


بعد أن دام حكم الفاطميين لأكثر من قرنين ونصف من الزمن، قام [[صلاح الدين الأيوبي]] بانتزاع السلطة من يد الخليفة الفاطمي العاضد سنة 576هـ، بعد ذلك استولى [[الأيوبيون]] على مصر سنة 579هـ وأزالوا شعار الفاطميين، ومنعوا الآذان بـ"'''حي على خير العمل'''"، وعزلوا قضاة الشيعة واستنابوا عنهم قضاة شافعيين، ونسق صلاح الدين جيشه وطرد [[الصقالبة]] و[[الأرمن]] والروم وأبقى على التركية والكردية، مما أدى إلى امتلاء سورية بالمهاجرين الأكراد الذين جاؤوا بأعداد كبيرة إلى موطن العلويين وضايقوهم غاية الضيق.<ref>علي، مختصر تاريخ العلويين: ص111.</ref> فاضطر الشيعة في تلك الديار إلى التستر والعمل بالتقية، حفظاً على أرواحهم وحقناً لدمائهم، وانتقلت حياتهم من سيء إلى أسوأ.<ref>كرد علي، خطط الشام، ج 2، ص 46.</ref>
بعد أن دام حكم الفاطميين لأكثر من قرنين ونصف من الزمن، قام [[صلاح الدين الأيوبي]] بانتزاع السلطة من يد الخليفة الفاطمي العاضد سنة 576هـ، بعد ذلك استولى [[الأيوبيون]] على مصر سنة 579هـ وأزالوا شعار الفاطميين، ومنعوا الآذان بـ"'''حي على خير العمل'''"، وعزلوا قضاة الشيعة واستنابوا عنهم قضاة شافعيين، ونسق صلاح الدين جيشه وطرد [[الصقالبة]] و[[الأرمن]] والروم وأبقى على التركية والكردية، مما أدى إلى امتلاء سورية بالمهاجرين الأكراد الذين جاؤوا بأعداد كبيرة إلى موطن العلويين وضايقوهم غاية الضيق.<ref>علي، مختصر تاريخ العلويين: ص111.</ref> فاضطر الشيعة في تلك الديار إلى التستر والعمل بالتقية، حفظاً على أرواحهم وحقناً لدمائهم، وانتقلت حياتهم من سيء إلى أسوأ.<ref>كرد علي، خطط الشام، ج 2، ص 46.</ref>
مستخدم مجهول