انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Fayaz
imported>Fayaz
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{صندوق معلومات أولاد الأئمة
{{صندوق معلومات أولاد الأئمة
|صورة = حرم حضرت معصومه2.jpg
|صورة = حرم حضرت معصومه2.jpg
|الاسم = السيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها)
|الاسم = السيدة فاطمة
|توضيح العنوان= كريمة أهل البيت
|توضيح العنوان= المرقد السيدة فاطمة  في قم
|اللقب=  
|اللقب=  
|الترتيب =
|الترتيب =
|الكنية =
|الكنية =
|تاريخ الميلاد= سنة [[173 هـ]].
|تاريخ الميلاد= حوالي سنة [[173 هـ]].
|تاريخ الوفاة= حوالي سنة [[201 هـ]].
|تاريخ الوفاة= حوالي سنة [[201 هـ]].
|مكان الميلاد= [[المدينة المنورة]]
|مكان الميلاد= [[المدينة المنورة]]
|مكان الدفن=[[قم]]  
|مكان الدفن=[[قم]]  
| مدة حياته = 28 سنة
| مدة حياته = 28 سنة
|الألقاب=
|الألقاب= المعصومه
|الأب = [[الإمام الكاظم (ع)]]
|الأب = [[الإمام الكاظم (ع)]]
|الأم = [[نجمة أم الإمام الرضا (ع)|السيدة نجمة خاتون]]
|الأم = [[نجمة أم الإمام الرضا (ع)|السيدة نجمة خاتون]]
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
وذكرت لها ألقاب منها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، كما أنها كانت تلقب بالمعصومة{{ها}} أيضاً، وأنّ هذا اللقب أشهر ألقابها، وقد ورد عن الإمام الرضا{{ع}}: "مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الْجَنَّةُ".
وذكرت لها ألقاب منها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، كما أنها كانت تلقب بالمعصومة{{ها}} أيضاً، وأنّ هذا اللقب أشهر ألقابها، وقد ورد عن الإمام الرضا{{ع}}: "مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الْجَنَّةُ".


==ولادتها ونسبها==
==الحياة ونسبها==
لم تسجل لنا الوثائق التاريخية القديمة يوم ولادة السيدة فاطمة المعصومة{{ها}}، إلاّ أنّ المصادر المتأخرة سجلت لنا أن ولادتها كانت في [[المدينة|المدينة المنورة]] غرّة [[ذي القعدة]] الحرام [[سنة 173 هـ]].<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 8، ص 261.</ref> أبوها سابع [[أئمة الشيعة]] [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر الكاظم]]{{ع}}. وقد ذكر [[الشيخ المفيد]] ابنتين للإمام الكاظم{{ع}} يحملان اسم فاطمة الأولى فاطمة الصغرى والأخرى فاطمة الكبرى.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 244.</ref> وأضاف ابن الجوزي فاطمة الوسطى والأخرى.<ref>ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 315.</ref> أمها [[نجمة أم الإمام الرضا (ع)|السيدة نجمة خاتون]]، كما أن السيدة المعصومة شقيقة [[الإمام الرضا]]{{ع}} أيضاً.<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص 309.</ref>
لم تسجل لنا الوثائق التاريخية القديمة يوم ولادة السيدة فاطمة المعصومة{{ها}}، إلاّ أنّ المصادر المتأخرة سجلت لنا أن ولادتها كانت في [[المدينة|المدينة المنورة]] غرّة [[ذي القعدة]] الحرام [[سنة 173 هـ]].<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 8، ص 261.</ref> أبوها سابع [[أئمة الشيعة]] [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام موسى بن جعفر الكاظم]]{{ع}}. وقد ذكر [[الشيخ المفيد]] ابنتين للإمام الكاظم{{ع}} يحملان اسم فاطمة الأولى فاطمة الصغرى والأخرى فاطمة الكبرى.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 244.</ref> وأضاف ابن الجوزي فاطمة الوسطى والأخرى.<ref>ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 315.</ref> أمها [[نجمة أم الإمام الرضا (ع)|السيدة نجمة خاتون]]، كما أن السيدة المعصومة شقيقة [[الإمام الرضا]]{{ع}} أيضاً.<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص 309.</ref>
{{شجرة الإمام الكاظم (ع)}}
{{شجرة الإمام الكاظم (ع)}}
 
لم تسجل المصادر التاريخية القديمة تاريخ وفاتها إلاّ أن المصادر المتأخرة سجلت ذلك في [[10 ربيع الثاني]] من [[سنة 201 هـ]] عن عمر ناهز الثامنة والعشرين.<ref>انجم فروزان[الثاقبة]، ص 58 – كنجينه آثار قم، ج 1 ص 386.</ref> ومنهم من ذهب الى أن وفاتها كانت في 12 من ربيع الثاني.<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 257.</ref>
==أسماؤها وألقابها==
===أسماؤها وألقابها===
وقد ذكرت لها ألقاب من أشهرها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، والرضية، والمرضية، والسيدة.<ref>كاتوزيان، أنوار المشعشعين، ج 1، ص 211.</ref> وبأخت [[الإمام الرضا عليه السلام|الرضا]]{{ع}}.<ref>النوري، دار السلام، ج 2، ص 170.</ref>  
وقد ذكرت لها ألقاب من أشهرها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية، والرضية، والمرضية، والسيدة.<ref>كاتوزيان، أنوار المشعشعين، ج 1، ص 211.</ref> وبأخت [[الإمام الرضا عليه السلام|الرضا]]{{ع}}.<ref>النوري، دار السلام، ج 2، ص 170.</ref> <br>
 
'''المعصومة'''<br>
'''المعصومة'''
وقد روي بأنها كانت تلقب بالمعصومة{{ها}}،وأن هذا اللقب أشهر ألقابها، وهو كما ورد عن [[الإمام الرضا]] (ع): مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الْجَنَّةُ.<ref>المجلسي، زاد المعاد، ص 547.</ref> <br>
 
'''كريمة أهل البيت'''<br>
وقد روي بأنها كانت تلقب بالمعصومة{{ها}}،وأن هذا اللقب أشهر ألقابها، وهو كما ورد عن [[الإمام الرضا]] (ع): مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الْجَنَّةُ.<ref>المجلسي، زاد المعاد، ص 547.</ref>  
 
'''كريمة أهل البيت'''
 
وتشتهر اليوم بلقب كريمة [[أهل البيت]]{{ع}} أيضاً، ويبدو أنّ هذه التسمية تعود إلى رؤيا [[السيد محمود المرعشي النجفي]] والد [[السيد المرعشي]]، حيث أوصاه أحد [[المعصومين]] (ع) في المنام أن يزور السيدة المعصومة (ع) واصفاً إياها بـ"كريمة أهل البيت". <ref>مهدي بور، كريمة أهل البيت (ع)، ص 43.</ref>
وتشتهر اليوم بلقب كريمة [[أهل البيت]]{{ع}} أيضاً، ويبدو أنّ هذه التسمية تعود إلى رؤيا [[السيد محمود المرعشي النجفي]] والد [[السيد المرعشي]]، حيث أوصاه أحد [[المعصومين]] (ع) في المنام أن يزور السيدة المعصومة (ع) واصفاً إياها بـ"كريمة أهل البيت". <ref>مهدي بور، كريمة أهل البيت (ع)، ص 43.</ref>
 
===عدم زواجها===
نقل [[اليعقوبي]] أنّ عدم [[النكاح|الزواج]] يعود إلى وصية من [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} حيث أوصى-على حد تعبير اليعقوبي- بأن بناته لا يتزوجن من أحد.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 3، ص 151.</ref> وقد ردّ البعض هذا الرأي مستنداً إلى جهالة راويه، وأنّه مما تفرّد بنقله [[أحمد بن يعقوب]] (اليعقوبي)، وهو غير كافٍ لإثباته وهو مخالف للسيرة والتاريخ،<ref>القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر، ج 2، ص 497.</ref> يضاف إلى ذلك أنّ رواية [[الكافي]] تؤكد أن [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} لم يمنع من [[الزواج]]، وإنما أرجع ذلك إلى ولده [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{ع}}، حيث قال{{ع}}: «ولا يُزَوِّجُ بناتي أَحدٌ من إِخوتهنَّ من أُمَّهاتهنَّ ولا سلطانٌ ولا عَمٌّ إِلَّا برأْيِه- يعني الإمام الرضا{{ع}}- ومشورته فإِنْ فعلُوا غير ذلكَ فقدْ خالفُوا اللَّهَ و[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسولهُ]]...».<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 317.</ref>
==مكانتها==
==مكانتها==
قال [[الشيخ عباس القمي]] بأن «أفضل بنات [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} السيدة الجليلة المعظمة فاطمة والشهيرة بالمعصومة».<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 378.</ref> نقل عن [[كشف اللئالي (كتاب)|كشف اللئالي]] أنّ جماعة من [[الشيعة]] قصدوا [[المدينة]] يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم، وكان [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} مسافراً خارج المدينة، فتصدت السيدة فاطمة{{ع}} للإجابة، وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة التقوا موسي الكاظم، فعرضوا عليه الإجابات، وعندما اطّلع الكاظم على جوابها قال ثلاث مرات: «فداها أبوها».<ref>مهدي بور، كريمه أهل البيت، ص 63 و64 نقلاً عن كشف اللئالي.</ref>
قال [[الشيخ عباس القمي]] بأن «أفضل بنات [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} السيدة الجليلة المعظمة فاطمة والشهيرة بالمعصومة».<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 378.</ref> نقل عن [[كشف اللئالي (كتاب)|كشف اللئالي]] أنّ جماعة من [[الشيعة]] قصدوا [[المدينة]] يريدون الإجابة عن بعض الأسئلة التي كانت معهم، وكان [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} مسافراً خارج المدينة، فتصدت السيدة فاطمة{{ع}} للإجابة، وكتبت لهم جواب أسئلتهم. وفي طريق رجوعهم من المدينة التقوا موسي الكاظم، فعرضوا عليه الإجابات، وعندما اطّلع الكاظم على جوابها قال ثلاث مرات: «فداها أبوها».<ref>مهدي بور، كريمه أهل البيت، ص 63 و64 نقلاً عن كشف اللئالي.</ref>
===عدم زواجها===
نقل [[اليعقوبي]] أنّ عدم [[النكاح|الزواج]] يعود إلى وصية من [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} حيث أوصى-على حد تعبير اليعقوبي- بأن بناته لا يتزوجن من أحد.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 3، ص 151.</ref> وقد ردّ البعض هذا الرأي مستنداً إلى جهالة راويه، وأنّه مما تفرّد بنقله [[أحمد بن يعقوب]] (اليعقوبي)، وهو غير كافٍ لإثباته وهو مخالف للسيرة والتاريخ،<ref>القرشي، حياة الإمام موسى بن جعفر، ج 2، ص 497.</ref> يضاف إلى ذلك أنّ رواية [[الكافي]] تؤكد أن [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام الكاظم]]{{ع}} لم يمنع من [[الزواج]]، وإنما أرجع ذلك إلى ولده [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{ع}}، حيث قال{{ع}}: «ولا يُزَوِّجُ بناتي أَحدٌ من إِخوتهنَّ من أُمَّهاتهنَّ ولا سلطانٌ ولا عَمٌّ إِلَّا برأْيِه- يعني الإمام الرضا{{ع}}- ومشورته فإِنْ فعلُوا غير ذلكَ فقدْ خالفُوا اللَّهَ و[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|رسولهُ]]...».<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 317.</ref>


==الأحاديث المروية عنها==
==الأحاديث المروية عنها==
روي عن فاطمة المعصومة{{ها}} مجموعة من الروايات ك[[حديث الغدير]]<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.</ref> و[[حديث المنزلة]]<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.</ref> و[[حديث حب آل محمد|حديث حبّ آل محمد]]،<ref>البحراني، العوالم، ج 21، ص 354.</ref> وفي فضل [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]]{{ع}} و[[الشيعة|شيعته]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 65، ص 76.</ref>وغير ذلك من الأحاديث.
روي عن فاطمة المعصومة{{ها}} مجموعة من الروايات ك[[حديث الغدير]]<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.</ref> و[[حديث المنزلة]]<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.</ref> و[[حديث حب آل محمد|حديث حبّ آل محمد]]،<ref>البحراني، العوالم، ج 21، ص 354.</ref> وفي فضل [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]]{{ع}} و[[الشيعة|شيعته]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 65، ص 76.</ref>.


==هجرتها إلى بلاد فارس ووصولها الى مدينة قم==
==هجرتها إلى بلاد فارس ووصولها الى مدينة قم==
سطر ٥٦: سطر ٥٠:


:لقد شُيِّد هذا البناء المُنير إجلالاً لبنت موسى بن جعفر، حيث مَثُل فيه محراب فاطمة المعصومة، فزادت به «[[قم]]» شرفاً على شرف.{{بحاجة لمصدر}}
:لقد شُيِّد هذا البناء المُنير إجلالاً لبنت موسى بن جعفر، حيث مَثُل فيه محراب فاطمة المعصومة، فزادت به «[[قم]]» شرفاً على شرف.{{بحاجة لمصدر}}
==وفاتها==
لم تسجل المصادر التاريخية القديمة تاريخ وفاتها إلاّ أن المصادر المتأخرة سجلت ذلك في [[10 ربيع الثاني]] من [[سنة 201 هـ]] عن عمر ناهز الثامنة والعشرين.<ref>انجم فروزان[الثاقبة]، ص 58 – كنجينه آثار قم، ج 1 ص 386.</ref> ومنهم من ذهب الى أن وفاتها كانت في 12 من ربيع الثاني.<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 257.</ref>
و لما توفيت فاطمة{{ها}} وغسلت وكفّنت، حملوها إلى مقبرة [[بابلان]] والتي تعود ملكيتها الى [[موسى بن خزرج]]، ووضعوها على سرداب حفر لها، فاختلف [[آل سعد]] في من ينزلها إلى السرداب، ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر، فلما بعثوا إليه رأوا راكبَين (2) مقبلين من جانب الرملة وعليهما اللثام، فلما قربا من الجنازة نزلا، وصليا عليها، ثم نزلا السرداب، وأنزلا الجنازة، ودفناها فيه، ثم خرجا، ولم يكلما أحدا، وركبا، وذهبا، ولم يدر أحد من هما.<ref>ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 166؛المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 290.</ref> وبنى عليها موسى بن خزرج سقيفة من البواري، فلمّا كانت [[سنة 256 للهجرة|سنة 256 هجرية]] جاءت [[زينب بنت محمد بن علي الجواد]]{{ع}} [[الزيارة|لزيارة]] قبر عمتها فبنت عليها قبّة.<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 379.</ref>


== مزارها (عليها السّلام)==
== مزارها (عليها السّلام)==
{{مفصلة|حرم السيدة المعصومة}}
{{مفصلة|حرم السيدة المعصومة}}
و لما توفيت فاطمة{{ها}} وغسلت وكفّنت، حملوها إلى مقبرة [[بابلان]] والتي تعود ملكيتها الى [[موسى بن خزرج]]، ووضعوها على سرداب حفر لها، فاختلف [[آل سعد]] في من ينزلها إلى السرداب، ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له قادر، فلما بعثوا إليه رأوا راكبَين (2) مقبلين من جانب الرملة وعليهما اللثام، فلما قربا من الجنازة نزلا، وصليا عليها، ثم نزلا السرداب، وأنزلا الجنازة، ودفناها فيه، ثم خرجا، ولم يكلما أحدا، وركبا، وذهبا، ولم يدر أحد من هما.<ref>ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 166؛المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 290.</ref> وبنى عليها موسى بن خزرج سقيفة من البواري، فلمّا كانت [[سنة 256 للهجرة|سنة 256 هجرية]] جاءت [[زينب بنت محمد بن علي الجواد]]{{ع}} [[الزيارة|لزيارة]] قبر عمتها فبنت عليها قبّة.<ref>القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 379.</ref>
يرجع تاريخ القبّة الحاليّة على قبر السيّدة المعصومة إلى [[سنة 529 للهجرة|سنة 529 هـ]]، حيث بُنيت بأمر من المرحومة (شاه بيكم بنت عماد بيك). أمّا تذهيب القبّة وبعض الجواهر التي رصّع بها القبر الشريف، فهي من آثار [[فتح علي شاه القاجاري|فتح علي شاه القاجاريّ]]. وفوق قبر السيّدة فاطمة صخرة عليها نقش كهيئة المحراب، تحيط به [[آية الكرسي|آية الكرسيّ]]، وكُتب في وسطه «توفيّت فاطمة بنت موسى في [[سنة 201 للهجرة|سنة إحدى ومائتين]]».
يرجع تاريخ القبّة الحاليّة على قبر السيّدة المعصومة إلى [[سنة 529 للهجرة|سنة 529 هـ]]، حيث بُنيت بأمر من المرحومة (شاه بيكم بنت عماد بيك). أمّا تذهيب القبّة وبعض الجواهر التي رصّع بها القبر الشريف، فهي من آثار [[فتح علي شاه القاجاري|فتح علي شاه القاجاريّ]]. وفوق قبر السيّدة فاطمة صخرة عليها نقش كهيئة المحراب، تحيط به [[آية الكرسي|آية الكرسيّ]]، وكُتب في وسطه «توفيّت فاطمة بنت موسى في [[سنة 201 للهجرة|سنة إحدى ومائتين]]».


==فضل زيارتها==
==فضل زيارتها==
ورد عن [[المعصومون الأربعة عشر|المعصومين]]{{عليهم السلام}} ما يدل على فضل [[الزيارة|زيارتها]]{{ها}}، فقد روي عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]]{{ع}} أنّه قال: «'''إنّ لله حرماً وهو [[مكة]]، وإنّ [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|للرسول]]{{صل}} حرماً وهو [[المدينة]]، وإنّ ل[[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]]{{ع}} حرماً وهو [[الكوفة]]، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة [[قم]]'''».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 317.</ref>
[[محمد باقر المجلسي]]  (1037 ــ 1110 هـ) روى عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]]{{ع}} أنّه قال: «'''إنّ لله حرماً وهو [[مكة]]، وإنّ [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|للرسول]]{{صل}} حرماً وهو [[المدينة]]، وإنّ ل[[الإمام علي عليه السلام|أمير المؤمنين]]{{ع}} حرماً وهو [[الكوفة]]، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة [[قم]]'''».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 317.</ref> وفي رواية أخرى أنّ زيارتها تعادل [[الجنة]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 57، ص 219.</ref>
* وفي رواية أخرى عنه{{ع}}: «'''ستدْفنُ فيه – أي: في [[قم]]- امرأَةٌ من ولدي تُسمَّى فاطمةَ بنت موسى{{ها}} يدخل  [[الشيعة]] [[الجنة]] [[الشفاعة|بشفاعتها]]'''».<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 596. النقض، ص 196.</ref>
* وفي رواية أخرى عنه{{ع}}: «'''ستدْفنُ فيه – أي: في [[قم]]- امرأَةٌ من ولدي تُسمَّى فاطمةَ بنت موسى{{ها}} يدخل  الشيعة [[الجنة]] ب[[الشفاعة|شفاعتها]]'''».<ref>النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 596. النقض، ص 196.</ref>
* وفي رواية أخرى أنّ زيارتها تعادل [[الجنة]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 57، ص 219.</ref> وروي عن [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{ع}} أنه قال: «'''من زارها كمن زارني'''».<ref>محلاتي، رياحين الشريعة، ج 5، ص 35.</ref>
* روي عن [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]]{{ع}} أنه قال: «'''من زارها كمن زارني'''».<ref>محلاتي، رياحين الشريعة، ج 5، ص 35.</ref>
* وعنه أيضا: «'''من زارها فله الجنة'''».<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا{{ع}}، ج 2، ص 271؛ الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج 1، ص 83.</ref>
* وعنه أيضا: «'''من زارها فله الجنة'''».<ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا{{ع}}، ج 2، ص 271؛ الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج 1، ص 83.</ref>
 
*وروي عن [[الإمام الجواد عليه السلام|الإمام الجواد]]{{ع}} أنّه قال: «'''من زار قبر عمتي بقم عارفا بحقها فله [[الجنة]]'''».<ref>ابن قولويه القمي، كامل الزيارات، ص 536، ح 827.</ref><ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 102، ص 266.</ref>
*وروي عن [[الإمام الجواد عليه السلام|الإمام الجواد]]{{ع}} أنّه قال: «'''من زار قبر عمتي بقم عارفا بحقها فله [[الجنة]]'''».<ref>ابن قولويه القميكامل الزيارات، ص 536، ح 827.</ref><ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 102، ص 266.</ref>


== الهوامش==
== الهوامش==
مستخدم مجهول