انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدولة العباسية»

imported>Maytham
imported>Maytham
سطر ١٠٩: سطر ١٠٩:


كانت سياسية الدولة العباسية لغاية مجيء المتوكل هي سياسية تقوم على التمسك بمذهب [[المعتزلة]] والدفاع عنهم، وهذا يعني فسح المجال تلقائياً أمام الشيعة والعلويين، ولكن الأمور تغيرت بمجيء المتوكل إلى سدة الحكم حيث ابتدأ التشدد والضغط من جديد، وانتهجت سياسة الدفاع عن آراء أهل الحديث وتحريضهم ضد المعتزلة والشيعة، الأمر الذي نجم عنه قمع هذين المذهبين بشدة، حتى بلغ المتوكل ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، حتى أنه كرب قبر [[الحسين]]{{ع}} وعفى آثاره، ووضع على الطرق مسالح له لا يجدون أحداً إلاّ أتوا به فقتله أو أنهكه عقوبة، وذلك لأنّ [[كربلاء]] صارت سبباً لشد الناس عاطفياً مع الأفكار [[الشيعة|الشيعية]] و[[الأئمة]].<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 135-136.</ref> صارت الخلافة بعد مقتل المتوكل إلى المنتصر، ونتج عن ذلك تقليل الضغوط التي كانت تماس ضد الشيعة،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.</ref> حيث قتل المنتصر أبيه لأنه سمعه يشتم [[فاطمة]]{{عليها السلام}} <ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 171.</ref> فكان الشيعة في عهد المتوكل يئنون تحت وطأة الضغوط الشديدة، وكان وكلاء الإمام يعتقلون ويُرمى بهم إلى الحبس، وأثرت هذه الملاحقة على أتباع [[الإمام الهادي]]{{ع}}<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.</ref>
كانت سياسية الدولة العباسية لغاية مجيء المتوكل هي سياسية تقوم على التمسك بمذهب [[المعتزلة]] والدفاع عنهم، وهذا يعني فسح المجال تلقائياً أمام الشيعة والعلويين، ولكن الأمور تغيرت بمجيء المتوكل إلى سدة الحكم حيث ابتدأ التشدد والضغط من جديد، وانتهجت سياسة الدفاع عن آراء أهل الحديث وتحريضهم ضد المعتزلة والشيعة، الأمر الذي نجم عنه قمع هذين المذهبين بشدة، حتى بلغ المتوكل ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، حتى أنه كرب قبر [[الحسين]]{{ع}} وعفى آثاره، ووضع على الطرق مسالح له لا يجدون أحداً إلاّ أتوا به فقتله أو أنهكه عقوبة، وذلك لأنّ [[كربلاء]] صارت سبباً لشد الناس عاطفياً مع الأفكار [[الشيعة|الشيعية]] و[[الأئمة]].<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 135-136.</ref> صارت الخلافة بعد مقتل المتوكل إلى المنتصر، ونتج عن ذلك تقليل الضغوط التي كانت تماس ضد الشيعة،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.</ref> حيث قتل المنتصر أبيه لأنه سمعه يشتم [[فاطمة]]{{عليها السلام}} <ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 171.</ref> فكان الشيعة في عهد المتوكل يئنون تحت وطأة الضغوط الشديدة، وكان وكلاء الإمام يعتقلون ويُرمى بهم إلى الحبس، وأثرت هذه الملاحقة على أتباع [[الإمام الهادي]]{{ع}}<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.</ref>
عاصر [[الإمام الهادي]]{{ع}} [[المعتصم العباسي|المعتصم]] و[[الواثق العباسي|الواثق]] و[[المتوكل العباسي|المتوكل]] و[[المنتصر العباسي|المنتصر]] و[[المستعين بالله]] و[[المعتز العباسي|المعتز]]،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص135.</ref> وفي عهد المتوكل مورست ضد الإمام مضايقات قاسية أعقبتها أمر المتوكل بجلبه إلى [[سامراء]] لغرض مراقبة تحركات الشيعة وزيارتهم،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص136.</ref> فحاول المتوكل الحط من مكانة الإمام في قلوب الناس، ولكن لم تنجح أي من مكائده<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص140.</ref> فأمر بسجنه<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص143.</ref> وأخيراً استشهد الإمام بالسُّم أيام المعتز بعد إقامة في سامراء استمرت عشرين سنة<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج2، ص132-133.</ref>




مستخدم مجهول