مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدولة العباسية»
←عهد المتوكل والمنتصر
imported>Maytham |
imported>Maytham |
||
سطر ١١٠: | سطر ١١٠: | ||
أما [[الإمام الجود (ع)]] فعاصر المأمون و[[المعتصم العباسي|المعتصم]]،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 114.</ref> وازدادت المضايقات السياسية في زمن الإمام الجواد حيث نتج عنها إخفاء الأخبار المتعلقة بالإمام {{ع}} أيضاً ليكون في مأمن يقيهم شر الأعداء.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 108.</ref> واتبع المأمون سياسة أبيه في مراقبة [[الإمام الكاظم]]{{ع}} وتحديده، والتي اتبعها مع [[الإمام الرضا]] {{ع}} ولكن بأسلوب ماكر، واتخذ أسلوب جديد مع الإمام الجواد{{ع}} للسيطرة على تحركاته ومتابعته، فعقد ابنته على الإمام.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 109.</ref> وبقي الإمام في المدينة حتى استدعاه المعتصم العباسي بعد تسلمه الحكومة إلى بغداد، واستشهد الإمام بالسم على يد ابنة المأمون وبأمر من المعتصم هناك، ولم يكن قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره بعد.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 111-112.</ref> | أما [[الإمام الجود (ع)]] فعاصر المأمون و[[المعتصم العباسي|المعتصم]]،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 114.</ref> وازدادت المضايقات السياسية في زمن الإمام الجواد حيث نتج عنها إخفاء الأخبار المتعلقة بالإمام {{ع}} أيضاً ليكون في مأمن يقيهم شر الأعداء.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 108.</ref> واتبع المأمون سياسة أبيه في مراقبة [[الإمام الكاظم]]{{ع}} وتحديده، والتي اتبعها مع [[الإمام الرضا]] {{ع}} ولكن بأسلوب ماكر، واتخذ أسلوب جديد مع الإمام الجواد{{ع}} للسيطرة على تحركاته ومتابعته، فعقد ابنته على الإمام.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 109.</ref> وبقي الإمام في المدينة حتى استدعاه المعتصم العباسي بعد تسلمه الحكومة إلى بغداد، واستشهد الإمام بالسم على يد ابنة المأمون وبأمر من المعتصم هناك، ولم يكن قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره بعد.<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع)، ج 2، ص 111-112.</ref> | ||
=== | ===قمع الشيعة=== | ||
{{مفصلة|المتوكل العباسي|المنتصر العباسي}} | {{مفصلة|المتوكل العباسي|المنتصر العباسي}} | ||
كانت سياسية الدولة العباسية لغاية مجيء المتوكل هي سياسية تقوم على التمسك بمذهب [[المعتزلة]] والدفاع عنهم، وهذا يعني فسح المجال تلقائياً أمام الشيعة والعلويين، ولكن الأمور تغيرت بمجيء المتوكل إلى سدة الحكم حيث ابتدأ التشدد والضغط من جديد، وانتهجت سياسة الدفاع عن آراء أهل الحديث وتحريضهم ضد المعتزلة والشيعة، الأمر الذي نجم عنه قمع هذين المذهبين بشدة، حتى بلغ المتوكل ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، حتى أنه كرب قبر [[الحسين]]{{ع}} وعفى آثاره، ووضع على الطرق مسالح له لا يجدون أحداً إلاّ أتوا به فقتله أو أنهكه عقوبة، وذلك لأنّ [[كربلاء]] صارت سبباً لشد الناس عاطفياً مع الأفكار [[الشيعة|الشيعية]] و[[الأئمة]].<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 135-136.</ref> صارت الخلافة بعد مقتل المتوكل إلى المنتصر، ونتج عن ذلك تقليل الضغوط التي كانت تماس ضد الشيعة،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.</ref> حيث قتل المنتصر أبيه لأنه سمعه يشتم [[فاطمة]]{{عليها السلام}} <ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 171.</ref> فكان الشيعة في عهد المتوكل يئنون تحت وطأة الضغوط الشديدة، وكان وكلاء الإمام يعتقلون ويُرمى بهم إلى الحبس، وأثرت هذه الملاحقة على أتباع [[الإمام الهادي]]{{ع}}<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.</ref> | كانت سياسية الدولة العباسية لغاية مجيء المتوكل هي سياسية تقوم على التمسك بمذهب [[المعتزلة]] والدفاع عنهم، وهذا يعني فسح المجال تلقائياً أمام الشيعة والعلويين، ولكن الأمور تغيرت بمجيء المتوكل إلى سدة الحكم حيث ابتدأ التشدد والضغط من جديد، وانتهجت سياسة الدفاع عن آراء أهل الحديث وتحريضهم ضد المعتزلة والشيعة، الأمر الذي نجم عنه قمع هذين المذهبين بشدة، حتى بلغ المتوكل ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، حتى أنه كرب قبر [[الحسين]]{{ع}} وعفى آثاره، ووضع على الطرق مسالح له لا يجدون أحداً إلاّ أتوا به فقتله أو أنهكه عقوبة، وذلك لأنّ [[كربلاء]] صارت سبباً لشد الناس عاطفياً مع الأفكار [[الشيعة|الشيعية]] و[[الأئمة]].<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 135-136.</ref> صارت الخلافة بعد مقتل المتوكل إلى المنتصر، ونتج عن ذلك تقليل الضغوط التي كانت تماس ضد الشيعة،<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.</ref> حيث قتل المنتصر أبيه لأنه سمعه يشتم [[فاطمة]]{{عليها السلام}} <ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 171.</ref> فكان الشيعة في عهد المتوكل يئنون تحت وطأة الضغوط الشديدة، وكان وكلاء الإمام يعتقلون ويُرمى بهم إلى الحبس، وأثرت هذه الملاحقة على أتباع [[الإمام الهادي]]{{ع}}<ref>جعفريان، الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت، ج 2، ص 144-145.</ref> |