انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة الخندق»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{معلومات نزاع عسكري
{{معلومات نزاع عسكري
| المعركة     = غزوة الخندق
| المعركة = غزوة الخندق
| جزء من =[[غزوات الرسول]]
| جزء من =[[غزوات الرسول]]
| الصورة   =مخطط بدر.png
| الصورة =مخطط بدر.png
| معلومات الصورة =مخطط غزوة الخندق (الأحزاب)
| معلومات الصورة =مخطط غزوة الخندق (الأحزاب)
| التاريخ     = [[سنة 5 للهجرة|السنة الخامسة للهجرة]]
| التاريخ = [[سنة 5 للهجرة|السنة الخامسة للهجرة]]
| الموقع     = ضاحية [[المدينة المنورة]]
| الموقع = ضاحية [[المدينة المنورة]]
| معلومات أخرى   =  
| معلومات أخرى =  
| السبب     = طرد [[الرسول الأكرم]] {{صل}}'''[[بني النضير]]''' من موطنهم ـ بسبب نقضهم [[العهد|للعهد]] ومحاولتهم قتل الرسول الأكرم
| السبب = طرد [[الرسول الأكرم]] {{صل}} [[بني النضير]] من موطنهم ـ بسبب نقضهم [[العهد|للعهد]] ومحاولتهم قتل الرسول الأكرم
| الإقليم   =
| الإقليم =
| النتيجة   = إنتصار [[الإسلام|المسلمين]]
| النتيجة = إنتصار [[الإسلام|المسلمين]]
| الطرف الأول = المسلمون
| الطرف الأول = المسلمون
| الطرف الثاني = مشركو [[مكة]] وحلافؤهم من [[المشركين]] و<nowiki/>[[اليهود]]
| الطرف الثاني = مشركو [[مكة]] وحلافؤهم من [[المشركين]] و<nowiki/>[[اليهود]]
| القائد الأول =  
| القائد الأول =  
| القائد الثاني =  
| القائد الثاني =  
| القوة1   =900 مقاتل
| القوة1 =900 مقاتل
| القوة2   =10000 مقاتل
| القوة2 =10000 مقاتل
| الخسائر1 = 6 [[الشهيد|شهيدا]]
| الخسائر1 = 6 [[الشهيد|شهيدا]]
| الخسائر2 = 8 قتيلا  
| الخسائر2 = 8 قتيلا  
| معلومات عامة =
| معلومات عامة =
}}
}}
{{قالب:تاريخ صدر الإسلام}}
{{قالب:تاريخ صدر الإسلام}}
سطر ٣٣: سطر ٣٣:
{| border="2" align="center" width="60%"
{| border="2" align="center" width="60%"
|-
|-
|width="30%" align="center"|'''قبلها'''<br/>'''[[غزوة بني المصطلق]]'''
|width="30%" align="center"| قبلها <br/> [[غزوة بني المصطلق]]  
|width="40%" align="center"|[[الغزوة|غزوات الرسول]]<br/> غزوة الخندق<br/>
|width="40%" align="center"|[[الغزوة|غزوات الرسول]]<br/> غزوة الخندق<br/>
|width="30%" align="center"|'''بعدها'''<br/>'''[[غزوة بني قريظة]]'''
|width="30%" align="center"| بعدها <br/> [[غزوة بني قريظة]]  
|}
|}


==أسباب اندلاع الحرب==
==أسباب اندلاع الحرب==
بعد أن طرد [[الرسول الأكرم]]{{صل}} '''[[بني النضير]]''' من موطنهم ـ بسبب نقضهم [[العهد|للعهد]] ومحاولتهم قتل الرسول الأكرم ـ ذهبوا إلى [[خيبر]] وحفّزوا سائر [[اليهود]] للحرب ضدّ المسلمين، ويمكن ذكر هذا الأمر كسبب رئيسيٍّ في اندلاع نيران الحرب، وبعد ذلك ذهب بعض من '''بني النضير''' و'''بني وائل''' إلى [[مكة]]،<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 2، ص 440 ــ 441.</ref> لإثارة الحرب بين [[قريش]] و[[الرسول الأكرم]] (ص)، واستحسن [[أبو سفيان]] اقتراح الاتحاد للحرب مع [[المسلم|المسلمين]]، وهكذا اتحدت قريش مع اليهود.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 409.</ref> ومن ثم ذهبوا إلى قبيلة '''غطفان''' وبعد أن وعدوهم بمحصول تمر عام كامل من خيبر استطاعوا ضمهم إلى الحلف،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 343.</ref> وبعد ذلك حصلوا على موافقة '''بني سليم بن المنصور''' ليكونوا ضمن المجموعة أيضا.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 409.</ref>
بعد أن طرد [[الرسول الأكرم]]{{صل}} [[بني النضير]] من موطنهم ـ بسبب نقضهم [[العهد|للعهد]] ومحاولتهم قتل الرسول الأكرم ـ ذهبوا إلى [[خيبر]] وحفّزوا سائر [[اليهود]] للحرب ضدّ المسلمين، ويمكن ذكر هذا الأمر كسبب رئيسيٍّ في اندلاع نيران الحرب، وبعد ذلك ذهب بعض من بني النضير و بني وائل إلى [[مكة]]،<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 2، ص 440 ــ 441.</ref> لإثارة الحرب بين [[قريش]] و[[الرسول الأكرم]] (ص)، واستحسن [[أبو سفيان]] اقتراح الاتحاد للحرب مع [[المسلم|المسلمين]]، وهكذا اتحدت قريش مع اليهود.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 409.</ref> ومن ثم ذهبوا إلى قبيلة غطفان وبعد أن وعدوهم بمحصول تمر عام كامل من خيبر استطاعوا ضمهم إلى الحلف،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 343.</ref> وبعد ذلك حصلوا على موافقة بني سليم بن المنصور ليكونوا ضمن المجموعة أيضا.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 409.</ref>


==عدد جيش المسلمين والمشركين==
==عدد جيش المسلمين والمشركين==
سطر ٤٥: سطر ٤٥:


==حفر الخندق==
==حفر الخندق==
عندما بلَّغ عدد من '''[[قبيلة خزاعة|خزاعة]]''' [[محمد|الرسول]] عن نوايا [[المشركين]] وتحضيراتهم للحرب القادمة، تشاور الرسول{{صل}} مع أصحابه حول البقاء في [[المدينة]] أو الخروج منها، فاقترح [[سلمان الفارسي]] حفر الخندق وقال: "إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا"،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 566.</ref> فقبل الرسول الاقتراح وأمر بحفر الخندق، الأمر الذي لم يكن متعارفا بين العرب آنذاك؛ ولذا أثار دهشة المسلمين والمشركين.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 409 ــ 410.</ref>
عندما بلَّغ عدد من [[قبيلة خزاعة|خزاعة]] [[محمد|الرسول]] عن نوايا [[المشركين]] وتحضيراتهم للحرب القادمة، تشاور الرسول{{صل}} مع أصحابه حول البقاء في [[المدينة]] أو الخروج منها، فاقترح [[سلمان الفارسي]] حفر الخندق وقال: "إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا"،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 566.</ref> فقبل الرسول الاقتراح وأمر بحفر الخندق، الأمر الذي لم يكن متعارفا بين العرب آنذاك؛ ولذا أثار دهشة المسلمين والمشركين.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 409 ــ 410.</ref>


فبأمر من [[الرسول الأكرم]] بدأ [[المسلم|المسلمون]] بحفر الخندق، حيث وضعوا جبل '''السلع''' خلف ظهرهم<ref>البلاذري: أنساب الأشراف، ج1، ص410</ref> وحفروا الخندق ابتداء من '''المذاد''' ـ وهي قلعة غربي مسجد الفتح ـ وصولا إلى منطقة ذباب وجبل راتج ـ بالقرب من جبل بني عبيد غربي البطحان ـ.<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 4، ص 365.</ref>
فبأمر من [[الرسول الأكرم]] بدأ [[المسلم|المسلمون]] بحفر الخندق، حيث وضعوا جبل السلع خلف ظهرهم<ref>البلاذري: أنساب الأشراف، ج1، ص410</ref> وحفروا الخندق ابتداء من المذاد ـ وهي قلعة غربي مسجد الفتح ـ وصولا إلى منطقة ذباب وجبل راتج ـ بالقرب من جبل بني عبيد غربي البطحان ـ.<ref>الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 4، ص 365.</ref>


وعين الرسول{{صل}} لكل عشرة أشخاص أربعين ذراعا<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 568.</ref> وقيل بأنّه جعل لكل قبيلة حدّا يحفرونه<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 50.</ref> فيقال أنّ [[المهاجرون|المهاجرين]] حفروا من راتج إلى ذباب، و[[الأنصار]] من ذباب إلى جبل بني عبيد.<ref>الواقدي، المغازي النبوية، ج 2، ص 446.</ref> وجُعل للخندق أبواب ووضع من كل قبيلة شخص لحراسة البوابة.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 50.</ref>
وعين الرسول{{صل}} لكل عشرة أشخاص أربعين ذراعا<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 568.</ref> وقيل بأنّه جعل لكل قبيلة حدّا يحفرونه<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 50.</ref> فيقال أنّ [[المهاجرون|المهاجرين]] حفروا من راتج إلى ذباب، و[[الأنصار]] من ذباب إلى جبل بني عبيد.<ref>الواقدي، المغازي النبوية، ج 2، ص 446.</ref> وجُعل للخندق أبواب ووضع من كل قبيلة شخص لحراسة البوابة.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 50.</ref>
سطر ٦٢: سطر ٦٢:


==منطقة استقرار الجيشين==
==منطقة استقرار الجيشين==
عندما أقبلت الأحزاب نحو [[المدينة]] نزلت [[قريش]] وأحابيشهم ومن تابعهم من '''كنانة وتهامة'''، بمجتمع الأسيال من رومه بين الجرف وزغابة، ونزلت '''غطفان''' ومن تابعهم إلى جنب [[جبل أحد]]، وخرج [[رسول الله (ص)]] والمسلمون فجعلوا جبل سلع في ظهورهم، ورفع الذراري والنساء في الآطام ـ أي القلاع المرتفعة ـ.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 71.</ref>
عندما أقبلت الأحزاب نحو [[المدينة]] نزلت [[قريش]] وأحابيشهم ومن تابعهم من كنانة وتهامة ، بمجتمع الأسيال من رومه بين الجرف وزغابة، ونزلت غطفان ومن تابعهم إلى جنب [[جبل أحد]]، وخرج [[رسول الله (ص)]] والمسلمون فجعلوا جبل سلع في ظهورهم، ورفع الذراري والنساء في الآطام ـ أي القلاع المرتفعة ـ.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 71.</ref>


==الظروف الصعبة==
==الظروف الصعبة==
لقد مرَّ المسلمون أثناء هذه الغزوة بعدة ظروف صعبة، وهي:
لقد مرَّ المسلمون أثناء هذه الغزوة بعدة ظروف صعبة، وهي:
===خيانة بني قريظة===
===خيانة بني قريظة===
قمة الضغوطات التي واجهت المسلمين كانت خيانة '''بني قريظة''' ونقضهم للعهد، حيث كانوا قد عاهدوا الرسول أن لا يتدخلوا في الحروب، وفي حال وقوع أي معركة يتخذوا جانب الحياد، ورغم أن زعيم بن قريظة ـ كعب بن أسد القرظي ـ لم يكن ينوي نقض العهد ولكن بتحريض من حيي بن أخطب ـ سيد بني النضير ـ نكث العهد أخيرا.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 410.</ref>
قمة الضغوطات التي واجهت المسلمين كانت خيانة بني قريظة ونقضهم للعهد، حيث كانوا قد عاهدوا الرسول أن لا يتدخلوا في الحروب، وفي حال وقوع أي معركة يتخذوا جانب الحياد، ورغم أن زعيم بن قريظة ـ كعب بن أسد القرظي ـ لم يكن ينوي نقض العهد ولكن بتحريض من حيي بن أخطب ـ سيد بني النضير ـ نكث العهد أخيرا.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 410.</ref>


وللتأكد من صحة نبأ الخيانة، أرسل الرسول '''سعد بن معاذ''' ـ سيد [[قبيلة الأوس|أوس]] ـ و'''سعد بن عبادة''' ـ سيد [[قبيلة الخزرج|خزرج]] ـ إليهم وطلب منهم أن يأتوه بالخبر الصحيح بشكل غير مباشر، كي لا تؤثر صحة النبأ على المجاهدين، فذهبا إلى بني قريظة، فوجودهم على أخبث من بلغهم عنهم، فعادا إلى الرسول وذكرا قبيلة '''عضل وقارة'''، اللذان قد خانا [[خبيب بن عدي]] وأصحابه في الرجيع قبل ذلك، وهكذا فهم الرسول منهم صحة نكث عهد بني قريظة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 572.</ref>
وللتأكد من صحة نبأ الخيانة، أرسل الرسول سعد بن معاذ ـ سيد [[قبيلة الأوس|أوس]] ـ و سعد بن عبادة ـ سيد [[قبيلة الخزرج|خزرج]] ـ إليهم وطلب منهم أن يأتوه بالخبر الصحيح بشكل غير مباشر، كي لا تؤثر صحة النبأ على المجاهدين، فذهبا إلى بني قريظة، فوجودهم على أخبث من بلغهم عنهم، فعادا إلى الرسول وذكرا قبيلة عضل وقارة ، اللذان قد خانا [[خبيب بن عدي]] وأصحابه في الرجيع قبل ذلك، وهكذا فهم الرسول منهم صحة نكث عهد بني قريظة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 572.</ref>


===تفاقم الصعوبات===
===تفاقم الصعوبات===
سطر ٩٠: سطر ٩٠:


==قتال الإمام علي (ع) مع عمرو بن عبد ود==
==قتال الإمام علي (ع) مع عمرو بن عبد ود==
في إحدى هجمات [[المشركين]] على معسكر [[الإسلام]]، عبر '''عمرو بن عبد ود''' ـ الذي كان من أشجع شجعان العرب ويعده بعض المؤرخين كألف فارس ـ الخندق مع بعض من المشركين، فاعترض طريقه [[الإمام علي (ع)]] مع بعض المسلمين.<ref>الواقدي، المغازي النبوية، ج 2، ص 470 ــ 471.</ref>
في إحدى هجمات [[المشركين]] على معسكر [[الإسلام]]، عبر عمرو بن عبد ود ـ الذي كان من أشجع شجعان العرب ويعده بعض المؤرخين كألف فارس ـ الخندق مع بعض من المشركين، فاعترض طريقه [[الإمام علي (ع)]] مع بعض المسلمين.<ref>الواقدي، المغازي النبوية، ج 2، ص 470 ــ 471.</ref>


بسبب بعض الجراح التي كانت قد أصابت عمرو في [[غزوة بدر]]، لم يتمكن من المشاركة في [[غزوة أحد]]، ولذا كان قد استعد كل الاستعداد لهذه المعركة، وكان يرتجز ويدعو إلى البراز، فقام له [[الإمام علي (ع)]] فمنعه [[محمد|الرسول]] لعل يقوم شخصا آخر، ولكن دون جدوى، حيث كان الجميع يخشى عمرو ومن معه من شجعان العرب، وبقي عمرو يدعو إلى البراز ولم يجبه أحد حتى صاح بغرور بأن صوته قد نُبح، فأذن الرسول للإمام علي (ع) ليقابل عمرو، وأخذ بعمامته ووضعها على رأس علي (ع) وأعطاه سيفه وأمره بالقتال. فتوجه الإمام علي (ع) لعمرو ودعاه لقبول [[الإسلام]]، أو ينسحب من الساحة، فرفض عمرو الاقتراحين، وبدأ قتال عنيف بينهما، وتمكن الإمام علي (ع) من قتل عمرو، وهرب من كان معه، فكبّر المسلمون، ومن ثم قاتل نوفل بن عبد الله الذي كان قد حوصر في إحدى ممرات الخندق وقتله، وعاد بعد ذلك إلى الرسول الأكرم (ص).<ref>الواقدي، المغازي النبوية، ج 2، ص 470 ــ 471.</ref>
بسبب بعض الجراح التي كانت قد أصابت عمرو في [[غزوة بدر]]، لم يتمكن من المشاركة في [[غزوة أحد]]، ولذا كان قد استعد كل الاستعداد لهذه المعركة، وكان يرتجز ويدعو إلى البراز، فقام له [[الإمام علي (ع)]] فمنعه [[محمد|الرسول]] لعل يقوم شخصا آخر، ولكن دون جدوى، حيث كان الجميع يخشى عمرو ومن معه من شجعان العرب، وبقي عمرو يدعو إلى البراز ولم يجبه أحد حتى صاح بغرور بأن صوته قد نُبح، فأذن الرسول للإمام علي (ع) ليقابل عمرو، وأخذ بعمامته ووضعها على رأس علي (ع) وأعطاه سيفه وأمره بالقتال. فتوجه الإمام علي (ع) لعمرو ودعاه لقبول [[الإسلام]]، أو ينسحب من الساحة، فرفض عمرو الاقتراحين، وبدأ قتال عنيف بينهما، وتمكن الإمام علي (ع) من قتل عمرو، وهرب من كان معه، فكبّر المسلمون، ومن ثم قاتل نوفل بن عبد الله الذي كان قد حوصر في إحدى ممرات الخندق وقتله، وعاد بعد ذلك إلى الرسول الأكرم (ص).<ref>الواقدي، المغازي النبوية، ج 2، ص 470 ــ 471.</ref>
سطر ١١٣: سطر ١١٣:
[[ملف:مسجد سلمان فارسی در مدینه.jpg|تصغير|مسجد سلمان الفارسي، أحد المساجد السبعة بالقرب من موقع غزوة الخندق]]
[[ملف:مسجد سلمان فارسی در مدینه.jpg|تصغير|مسجد سلمان الفارسي، أحد المساجد السبعة بالقرب من موقع غزوة الخندق]]


هي مجموعة من المساجد تقع في القرب من المكان الذي كانت فيه غزوة الخندق أو الأحزاب في متسع من جبل '''سلع'''، والمساجد الموجودة هي ستة مساجد، ويقال بأن '''مسجد الراية''' هو السابع وأهم المساجد الموجودة هو '''مسجد الفتح''' أو المسجد الأعلى ومن تلك المساجد: مسجد [[الإمام علي بن أبي طالب (ع)]] ومسجد [[السيدة فاطمة الزهراء (ع)]] ومسجد [[سلمان الفارسي]]. وتسمى هذه المساجد '''بمساجد الفتح''' أيضا.<ref>صباغ، الإصابة في معرفة مساجد طابة، ص 157.</ref>
هي مجموعة من المساجد تقع في القرب من المكان الذي كانت فيه غزوة الخندق أو الأحزاب في متسع من جبل سلع ، والمساجد الموجودة هي ستة مساجد، ويقال بأن مسجد الراية هو السابع وأهم المساجد الموجودة هو مسجد الفتح أو المسجد الأعلى ومن تلك المساجد: مسجد [[الإمام علي بن أبي طالب (ع)]] ومسجد [[السيدة فاطمة الزهراء (ع)]] ومسجد [[سلمان الفارسي]]. وتسمى هذه المساجد بمساجد الفتح أيضا.<ref>صباغ، الإصابة في معرفة مساجد طابة، ص 157.</ref>


:: '''مسجد الفتح:''' يقع المسجد على قطعة من جبل سلع في الغرب، وفي هذا الموضع كان [[الرسول |الرسول (ص)]] يدعو على الأحزاب أثناء غزوة الخندق، فاستجاب الله دعاءه. ويقال له مسجد الفتح لأن الله عز وجل أنزل فيه الوحي بالنصر والفتح، ويقال له مسجد الأحزاب حيث دعا فيه النبي يوم الخندق على الأحزاب. ويقال له المسجد الأعلى لوقوعه على جزء مرتفع من الجبل. وعمره [[عمر بن عبد العزيز]].<ref>عبد الغني، المساجد الأثرية في المدينة النبوية، ص 138 ــ 139</ref>
:: مسجد الفتح: يقع المسجد على قطعة من جبل سلع في الغرب، وفي هذا الموضع كان [[الرسول |الرسول (ص)]] يدعو على الأحزاب أثناء غزوة الخندق، فاستجاب الله دعاءه. ويقال له مسجد الفتح لأن الله عز وجل أنزل فيه الوحي بالنصر والفتح، ويقال له مسجد الأحزاب حيث دعا فيه النبي يوم الخندق على الأحزاب. ويقال له المسجد الأعلى لوقوعه على جزء مرتفع من الجبل. وعمره [[عمر بن عبد العزيز]].<ref>عبد الغني، المساجد الأثرية في المدينة النبوية، ص 138 ــ 139</ref>


:: '''مسجد الراية:''' في الشمال الغربي من [[المسجد النبوي]] وعلى جبل ذباب المشهور بجبل الراية والذي يقع شمال جبل سلع ويبعد عنه نحو نصف كيلو متر، بني مسجد في المكان الذي ضرب [[الرسول الأكرم]] (ص) خيمته ليشرف على أعمال حفر الخندق، فبنى عمر بن عبد العزيز مسجدا في موضع [[الصلاة|صلاة]] الرسول (ص) أثناء ولايته على [[المدينة]]، وسمي مسجد الراية، كما ويقال له مسجد ذباب.<ref>عبد الغني، المساجد الأثرية في المدينة النبوية، ص 78 ــ 81.</ref>
:: مسجد الراية: في الشمال الغربي من [[المسجد النبوي]] وعلى جبل ذباب المشهور بجبل الراية والذي يقع شمال جبل سلع ويبعد عنه نحو نصف كيلو متر، بني مسجد في المكان الذي ضرب [[الرسول الأكرم]] (ص) خيمته ليشرف على أعمال حفر الخندق، فبنى عمر بن عبد العزيز مسجدا في موضع [[الصلاة|صلاة]] الرسول (ص) أثناء ولايته على [[المدينة]]، وسمي مسجد الراية، كما ويقال له مسجد ذباب.<ref>عبد الغني، المساجد الأثرية في المدينة النبوية، ص 78 ــ 81.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
سطر ١٢٥: سطر ١٢٥:
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
{{Div col|2}}
{{Div col|2}}
*'''القرآن الكريم'''.
* القرآن الكريم .
*ابن إبي الحديد، عبد الحميد بن‌ هبة الله‌، '''شرح نهج البلاغة'''، بغداد، دار الكتاب العربي، 2007 م.
*ابن إبي الحديد، عبد الحميد بن‌ هبة الله‌، شرح نهج البلاغة ، بغداد، دار الكتاب العربي، 2007 م.
*ابن الأثير، علي بن محمد، '''الكامل في التاريخ'''، بيروت، دار الكتب العلمية، 1987 م.
*ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1987 م.
*ابن النجار، محمد بن محمود، الحافظ، '''الدرة الثمينة في تاريخ المدينة'''، بور سعيد ــ مصر، مكتبة الثقافة الدينية، 1995 م.
*ابن النجار، محمد بن محمود، الحافظ، الدرة الثمينة في تاريخ المدينة ، بور سعيد ــ مصر، مكتبة الثقافة الدينية، 1995 م.
*ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، '''تاريخ ابن خلدون'''، بيروت، دار الفكر، 2000 م.
*ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ ابن خلدون ، بيروت، دار الفكر، 2000 م.
*ابن شهر آشوب، محمد بن علي، '''مناقب آل أبي طالب'''، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1956 م.
*ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب ، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1956 م.
*البلاذري، أحمد بن يحيى، '''أنساب الأشراف'''، دمشق، د.ن، 1977 م.
*البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف ، دمشق، د.ن، 1977 م.
*البيهقي، أحمد بن حسين، '''دلائل النبوة'''، بيروت، دار الكتب العلمية، 1985 م.
*البيهقي، أحمد بن حسين، دلائل النبوة ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1985 م.
*التستري، نور الله، '''إحقاق الحق وإزهاق الباطل'''، قم، مكتبة آية الله المرعشي، 1381 هـ.
*التستري، نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل ، قم، مكتبة آية الله المرعشي، 1381 هـ.
*الحلبي، علي بن إبراهيم، '''السيرة الحلبية'''، بيروت، د.ن، 2002 م.
*الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية ، بيروت، د.ن، 2002 م.
*الصالحي الشامي، محمد بن يوسف، '''سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد'''، بيروت، دار الكتب العلمية، 1993 م.
*الصالحي الشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1993 م.
*الطبري، محمد بن جرير، '''تاريخ الطبري'''، القاهرة، دار المعارف، 1968 م.
*الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري ، القاهرة، دار المعارف، 1968 م.
*المسعودي، علي بن الحسين، '''التنبيه والأشراف'''، القاهرة، دار الصاوي، د.ت.
*المسعودي، علي بن الحسين، التنبيه والأشراف ، القاهرة، دار الصاوي، د.ت.
*المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، '''الإرشاد'''، بيروت، مؤسسة الآل البيت، بيروت، 1995 م.
*المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد ، بيروت، مؤسسة الآل البيت، بيروت، 1995 م.
*الواقدي، محمد بن عمر، '''المغازي النبوية'''، بيروت، عالم الكتب، 1984 م.
*الواقدي، محمد بن عمر، المغازي النبوية ، بيروت، عالم الكتب، 1984 م.
*اليعقوبي، أحمد، '''تاريخ اليعقوبي'''، هولندا، بريل، لايندن، 1883 م.
*اليعقوبي، أحمد، تاريخ اليعقوبي ، هولندا، بريل، لايندن، 1883 م.
*صباغ، خالد علي، '''الإصابة في معرفة مساجد طابة'''، المدنية المنورة، مطابع الرشيد، 1421 هـ.
*صباغ، خالد علي، الإصابة في معرفة مساجد طابة ، المدنية المنورة، مطابع الرشيد، 1421 هـ.
*عبد الغني، محمد الياس، '''المساجد الأثرية في المدينة النبوية'''، المدينة المنورة، مطابع الرشيد، 1999 م.
*عبد الغني، محمد الياس، المساجد الأثرية في المدينة النبوية ، المدينة المنورة، مطابع الرشيد، 1999 م.
*مكارم شيرازي، ناصر، '''الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل'''، بيروت، مؤسسة البعثة، 1992 م.
*مكارم شيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، بيروت، مؤسسة البعثة، 1992 م.
{{Div col end}}
{{Div col end}}
</div>
</div>
مستخدم مجهول