انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشلمغاني»

أُزيل ١٠ بايت ،  ٢١ ديسمبر ٢٠١٥
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
لا ملخص تعديل
imported>Ali110110
لا ملخص تعديل
سطر ٨١: سطر ٨١:


==مختصر عن حياته==
==مختصر عن حياته==
ولد الشلمغاني في قرية [[شلمغان]] التابعة لنواحي [[واسط (محافظة)|واسط]] [[العراق|العراقية]]، وكان من قراء [[القرآن]] في قريته،<ref>جاسم حسين، التاريخ السياسي لغيبة الإمام الثاني عشر، ص:۲۰۱. </ref>غادر مسقط رأسه، والتحق بالبلاط [[دولة بني العباس|العباسي]]، وعمل ككاتب لهم.<ref>الحموي، ياقوت، معجم البلدان ج 5  ص 288.</ref> كان الشلمغاني يعتبر من [[الفقه|الفقهاء]] الإمامية، وله مؤلفات متعددة في عقائد الشيعة وفقهها، وقبل أن يترك مذهب التشيع كانت مؤلفاته تحظى بمكانة مرموقة عند الإمامية.<ref>الطوسي؛الغيبة، ص 212 و 263.</ref>
ولد الشلمغاني في قرية [[شلمغان]] التابعة لنواحي [[واسط (محافظة)|واسط]] [[العراق|العراقية]]، وكان من قراء [[القرآن]] في قريته،<ref>جاسم حسين، التاريخ السياسي لغيبة الإمام الثاني عشر، ص:201. </ref>غادر مسقط رأسه، والتحق بالبلاط [[دولة بني العباس|العباسي]]، وعمل ككاتب لهم.<ref>الحموي، ياقوت، معجم البلدان ج 5  ص 288.</ref> كان الشلمغاني يعتبر من [[الفقه|الفقهاء]] الإمامية، وله مؤلفات متعددة في عقائد الشيعة وفقهها، وقبل أن يترك مذهب التشيع كانت مؤلفاته تحظى بمكانة مرموقة عند الإمامية.<ref>الطوسي؛الغيبة، ص 212 و 263.</ref>


==في فترة سفارة ابن روح==
==في فترة سفارة ابن روح==
سطر ٨٨: سطر ٨٨:
سواء كانت الأقوال الواردة حول تعيينه من قبل الحسين بن روح صحيحة أم خاطئة، فإن الشلمغاني كان يحظى بمكانة رفيعة في بغداد كما كان يرشد الإمامية في [[بغداد]] و''[[الكوفة]]'' بفترة ليست بقصيرة، لكن نقض [[البيعة|بيعة]] الحسين بن روح وخالفه، وصار ينشر عقائده حتى ضل الطريق وأصبح من الغلات.
سواء كانت الأقوال الواردة حول تعيينه من قبل الحسين بن روح صحيحة أم خاطئة، فإن الشلمغاني كان يحظى بمكانة رفيعة في بغداد كما كان يرشد الإمامية في [[بغداد]] و''[[الكوفة]]'' بفترة ليست بقصيرة، لكن نقض [[البيعة|بيعة]] الحسين بن روح وخالفه، وصار ينشر عقائده حتى ضل الطريق وأصبح من الغلات.
===اطلاع ابن روح على انحرافه===
===اطلاع ابن روح على انحرافه===
إن الشلمغاني لم يترك عقائد الإمامية بعد زلته، ولم يعلن عن حلول الله في جسده. وهناك أخبار كثيرة تتحدث عن استغلال الشلمغاني لمنصبه كنائب لابن الروح كي يتمكن من خلاله أن يقوم بتعليم وكلائه الذين يرعاهم لتقبل عقائده [[الإلحاد|الإلحادية]]، كما طلب منهم كتمان سره حتى عندما كان ينشر  بينهم عقائده الحلولية؛ لأنها بزعمه عقائد حقة.<ref>ينظر:مجلسي؛بحار، ج ۵۱، ص ۳۷۲.</ref>
إن الشلمغاني لم يترك عقائد الإمامية بعد زلته، ولم يعلن عن حلول الله في جسده. وهناك أخبار كثيرة تتحدث عن استغلال الشلمغاني لمنصبه كنائب لابن الروح كي يتمكن من خلاله أن يقوم بتعليم وكلائه الذين يرعاهم لتقبل عقائده [[الإلحاد|الإلحادية]]، كما طلب منهم كتمان سره حتى عندما كان ينشر  بينهم عقائده الحلولية؛ لأنها بزعمه عقائد حقة.<ref>ينظر:المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 372.</ref>


ويبدو أن ابن روح اطلع على انحراف الشلمغاني عن طريق أم كلثوم وهي إحدى النساء المبلغات الشيعية التي تتصدى لهذا الأمر بين نساء بني بسطام، فأمرها ابن روح أن تقطع علاقاتها بهذه العائلة، ولا تختلف عليهم، كما لم يسجل زمان وقوع هذه الأحداث بالتحديد. لكن يقول [[ابن الأثير]]: ظهرت بداية انحراف الشلمغاني في فترة وزارة حامد بن العباس أي سنة 311 – 306/923 – 918،<ref>ابن الأثير، الكامل في تاريخ، ج8، ص218.</ref> ويروي الشيخ الطوسي عن انحراف الشلمغاني وأنها كانت قبل سنة 312ه/924م وهذا مطابق تماماً مع ما تحدث عنه ابن الأثير.<ref>الطوسي، الغيبة، ص268.</ref>
ويبدو أن ابن روح اطلع على انحراف الشلمغاني عن طريق أم كلثوم وهي إحدى النساء المبلغات الشيعية التي تتصدى لهذا الأمر بين نساء بني بسطام، فأمرها ابن روح أن تقطع علاقاتها بهذه العائلة، ولا تختلف عليهم، كما لم يسجل زمان وقوع هذه الأحداث بالتحديد. لكن يقول [[ابن الأثير]]: ظهرت بداية انحراف الشلمغاني في فترة وزارة حامد بن العباس أي سنة 311 – 306/923 – 918،<ref>ابن الأثير، الكامل في تاريخ، ج8، ص218.</ref> ويروي الشيخ الطوسي عن انحراف الشلمغاني وأنها كانت قبل سنة 312ه/924م وهذا مطابق تماماً مع ما تحدث عنه ابن الأثير.<ref>الطوسي، الغيبة، ص268.</ref>
سطر ١٢٢: سطر ١٢٢:


==آثار تصدي ابن الروح==
==آثار تصدي ابن الروح==
روى [[ابن الأثير]]: إن ابن روح أفشى أخبار الشلمغاني وعقائده حتى عند [[بني العباس]]، فكان نتيجته أن الخاقاني الوزير حاول القبض على الشلمغاني،<ref>ابن الأثير؛ الكامل، ج ۸، ص ۲۱۸. </ref> الأمر الذي تسبب باعتقال الشلمغاني وعدد كبير من جماعته الذين يرون رأيه وينتهجون مسلكه.
روى [[ابن الأثير]]: إن ابن روح أفشى أخبار الشلمغاني وعقائده حتى عند [[بني العباس]]، فكان نتيجته أن الخاقاني الوزير حاول القبض على الشلمغاني،<ref>ابن الأثير؛ الكامل، ج ص 218. </ref> الأمر الذي تسبب باعتقال الشلمغاني وعدد كبير من جماعته الذين يرون رأيه وينتهجون مسلكه.


لكن اختفى الشلمغاني، وهرب إلى [[الموصل]] والتجأ هناك بحاكمه نضر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وسكن في قرية تسمى [[معلثايا|بمعلثايا]] بالقرب من مدينة الموصل.
لكن اختفى الشلمغاني، وهرب إلى [[الموصل]] والتجأ هناك بحاكمه نضر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، وسكن في قرية تسمى [[معلثايا|بمعلثايا]] بالقرب من مدينة الموصل.


وعندما كان الشلمغاني مختفياً في قرية معلثايا قام بنشر عقائده من خلال رجل يسمى [[أبو عبد الله الشيباني|بأبي عبد الله الشيباني]]، وكان هذا الرجل من [[الحديث|محدثي]] الإمامية يعيش في قرية النوبختية ببغداد، <ref>نجاشي،رجال،ج۲ص۲۸۹. </ref> لكنه بعد مدة انحرف عن مدرسة [[أهل البيت (ع)]].
وعندما كان الشلمغاني مختفياً في قرية معلثايا قام بنشر عقائده من خلال رجل يسمى [[أبو عبد الله الشيباني|بأبي عبد الله الشيباني]]، وكان هذا الرجل من [[الحديث|محدثي]] الإمامية يعيش في قرية النوبختية ببغداد، <ref>نجاشي،رجال،ج2ص289. </ref> لكنه بعد مدة انحرف عن مدرسة [[أهل البيت (ع)]].


==تأثير الشلمغاني على بني العباس==
==تأثير الشلمغاني على بني العباس==
في سنة 316ه/928م رجع الشلمغاني متخفياً إلى بغداد<ref>صدر؛الغيبه،ج۱ص۵۲۱. </ref> ليتصل بأتباعه مباشرة، كما نشر نشاطاته بين سلطات الدولة العباسية، ويبدو أن هذا التطور بمثابة علامة لتمكنه من القدرة.
في سنة 316ه/928م رجع الشلمغاني متخفياً إلى بغداد<ref>صدر؛الغيبه،ج1ص521. </ref> ليتصل بأتباعه مباشرة، كما نشر نشاطاته بين سلطات الدولة العباسية، ويبدو أن هذا التطور بمثابة علامة لتمكنه من القدرة.


وفي سنة 319ه/931م أصبح [[الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن وهب]] - والذي كان من أتباع الشلمغاني وخواصه– وزيراً في الحكومة، وإلى جانب اسم الخليفة تم ضرب اسمه على السكة،<ref>ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج۱،ص۲۷.</ref> فاستطاع ابن وهب من خلال منصبه يرفع جماعته إلى مناصب عالية في الدولة العباسية، لكن لم ييقى في هذا المنصب إلا سنة ثم عزل، وبما أنه كان لديه صلة قريبة من الشلمغاني قام الخليفة القاهر العباسي (320-322ه/932-934م) بنفيه إلى [[الرقة]] في [[سوريا]].
وفي سنة 319ه/931م أصبح [[الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن وهب]] - والذي كان من أتباع الشلمغاني وخواصه– وزيراً في الحكومة، وإلى جانب اسم الخليفة تم ضرب اسمه على السكة،<ref>ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج1،ص27.</ref> فاستطاع ابن وهب من خلال منصبه يرفع جماعته إلى مناصب عالية في الدولة العباسية، لكن لم ييقى في هذا المنصب إلا سنة ثم عزل، وبما أنه كان لديه صلة قريبة من الشلمغاني قام الخليفة القاهر العباسي (320-322ه/932-934م) بنفيه إلى [[الرقة]] في [[سوريا]].


==وفاته==
==وفاته==
قام الخليفة القاهر باعتقال أتباع الشلمغاني خصوصاً بني بسطام ومصادرة أموالهم،<ref>ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج۱،ص۲۷.</ref>  واستمر هذه الاعتقالات حتى عام 323ه/ 934م وفي هذه السنة قبض على يد الشلمغاني، وتم تعذيبه مع مجموعة من قادة حركته كابن أبي عون، وقتلوا، وأحرقوا أجسادهم في دار الشرطة الواقعة في غربي بغداد. <ref>ابن الأثير؛ الكامل، ج ۸، ص ۲۱۸.</ref>
قام الخليفة القاهر باعتقال أتباع الشلمغاني خصوصاً بني بسطام ومصادرة أموالهم،<ref>ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج1،ص27.</ref>  واستمر هذه الاعتقالات حتى عام 323ه/ 934م وفي هذه السنة قبض على يد الشلمغاني، وتم تعذيبه مع مجموعة من قادة حركته كابن أبي عون، وقتلوا، وأحرقوا أجسادهم في دار الشرطة الواقعة في غربي بغداد. <ref>ابن الأثير؛ الكامل، ج ص 218.</ref>


==مؤلفاته==
==مؤلفاته==
مستخدم مجهول