انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصحابة»

أُزيل ١٬٠٢٦ بايت ،  ٢٥ فبراير ٢٠١٨
ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ٣٦٣: سطر ٣٦٣:
== عدالة كل أصحاب النّبيّ (ص) ==
== عدالة كل أصحاب النّبيّ (ص) ==
{{مفصلة|عدالة الصحابة}}
{{مفصلة|عدالة الصحابة}}
وقع الخلاف بين أعلام [[أهل السنة|أهل السنّة]] أولا، وبين [[الشيعة]] وأهل السنّة ثانيا، في خصوص الحُكم بعدالة كل [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] [[النبي محمد|محمد]] {{صل}}، فذهب مشهور أعلام أهل السنّة إلى القول [[عدالة الصحابة|بعدالة كل أصحاب رسول الله]] (ص)، سواء كان هذا الصحابيّ مِمَن لازم وعاشر [[النبي الأكرم]] (ص) أو كان قد رآه ولو لمرّة واحدة أو فقط روى عنه رواية واحدة، بينما اتّفقت الشيعة وبعض أعلام أهل السنّة بعدم الحُكم [[العدالة|بعدالة]] كلّ [[أصحاب النبي]] (ص) مع تفاوةٍ في الأراء بين [[الشيعة]] والبعض من أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]].
وقع الخلاف بين أعلام [[أهل السنة|أهل السنّة]] أولا، وبين [[الشيعة]] وأهل السنّة ثانيا، في خصوص الحُكم بعدالة كل [[أصحاب الرسول|أصحاب رسول الله]] [[النبي محمد|محمد]] {{صل}}، فذهب مشهور أعلام أهل السنّة إلى القول [[عدالة الصحابة|بعدالة كل أصحاب رسول الله]] (ص)، سواء كان هذا الصحابيّ مِمَن لازم وعاشر [[النبي الأكرم]] (ص) أو كان قد رآه ولو لمرّة واحدة أو فقط روى عنه رواية واحدة، بينما اتّفقت الشيعة وبعض أعلام أهل السنّة بعدم الحُكم [[العدالة|بعدالة]] كلّ [[أصحاب النبي]] (ص) مع تفاوةٍ في الأراء بين [[الشيعة]] والبعض من أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]].{{بحاجة لمصدر}}
===عند الشيعة ===
===عند الشيعة ===
ذهب [[الشيعة]] للقول بعدم عدالة كل [[الصحابة|الصحابة]]  سواء كانوا مِمَن رأو [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) لمرّة أو لازموه في الصُحبة، وذالك لأنّ الأفراد الذين عايشوا مرحلة حياة [[النبي محمد]] {{صل}} وعاصروه فيهم [[الشرك|المُشرك]] و [[الكفر|الكافر]] و [[النفاق|المنافق]] و [[الإسلام|المسلم]] و [[الإيمان|المؤمن]] و [[المعصية|العاصي]] ومرتكب الكبيرة وقاتل النّفس بغير وجه حقٍّ .
ذهب [[الشيعة]] للقول بعدم عدالة كل [[الصحابة|الصحابة]]  سواء كانوا مِمَن رأو [[الرسول الأعظم|الرسول]] (ص) لمرّة أو لازموه في الصُحبة، وذالك لأنّ الأفراد الذين عايشوا مرحلة حياة [[النبي محمد]] {{صل}} وعاصروه فيهم [[الشرك|المُشرك]] و [[الكفر|الكافر]] و [[النفاق|المنافق]] و [[الإسلام|المسلم]] و [[الإيمان|المؤمن]] و [[المعصية|العاصي]] ومرتكب الكبيرة وقاتل النّفس بغير وجه حقٍّ.{{بحاجة لمصدر}}


وعليه قالوا: أنّ مجرّد معاصرة [[النبي الأعظم|النبي]] (ص) أو رُؤْيَته أو [[الحديث]] معه أو الرواية عنه أو حتى ملازمته لا فضل فيهم، بل الضابطة التي يترتب عليها الفضل والتبجيل هي [[الإيمان]] بالله {{عز وجل}} و [[رسول الله|رسوله]] (ص) وكل ماجاء به [[النبي الأكرم|النبيّ الأكرم]] (ص) وأخبر عنه، والسير طبق ما تقتضيه التقوى والعمل الصالح في الدنيا إلى أن يتوافاه الله {{عز وجل}} فينتقل من هذه الدّنيا وهو على طريق الهداية والصلاح، وبالتالي فكلّ مَنْ  آمن بالله {{عز وجل}} ورسوله (ص)  وعمل صالحًا، ثمّ في آخر عمره انقلب على عاقبيه فحاد عن الصراط المستقيم، وفضل دنياه على آخرته، وارتكب ماحرّم الله وحرّم ما حلّل الله، وفعل ما اعتبره الإسلام كبيرة فقتل النّفس المؤمنة بدون حقّ، واستباح حُرُمات وأعراض المسلمين، هو فردٌ لا [[العدالة|عدالة]] له، ولا فضل له على أحد بل هو أشد دُنُوًا من غيره لخصوصية أنّه كان مع [[النبي الأكرم|صاحب الوحي]] (ص)، وكانت [[المعجزة|المعاجز]] والآيات تحصل أمام ناظريه، و[[الشيعة|للشيعة]]  في هذا الموقف  أدلّة كثيرة من [[القرآن الكريم|كتاب الله]] أولا، ومِن [[السنة النبوية|سنّة]] [[النبي المصطفى|نبيّه]] {{صل}}، وكذلك ما يَحْكُمْ ويقتضيه العقل البشري الذي جعله الله {{عز وجل}} حجّة على خلقه<ref>أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين، ج 1، ص 113، البحث التاسع،  فصل رأي الشيعة في الصحابة </ref>.
وعليه قالوا: أنّ مجرّد معاصرة [[النبي الأعظم|النبي]] (ص) أو رُؤْيَته أو [[الحديث]] معه أو الرواية عنه أو حتى ملازمته لا فضل فيهم، بل الضابطة التي يترتب عليها الفضل والتبجيل هي [[الإيمان]] بالله {{عز وجل}} و [[رسول الله|رسوله]] (ص) وكل ماجاء به [[النبي الأكرم|النبيّ الأكرم]] (ص) وأخبر عنه، والسير طبق ما تقتضيه التقوى والعمل الصالح في الدنيا إلى أن يتوافاه الله {{عز وجل}} فينتقل من هذه الدّنيا وهو على طريق الهداية والصلاح، وبالتالي فكلّ مَنْ  آمن بالله {{عز وجل}} ورسوله (ص)  وعمل صالحًا، ثمّ في آخر عمره انقلب على عاقبيه فحاد عن الصراط المستقيم، وفضل دنياه على آخرته، وارتكب ماحرّم الله وحرّم ما حلّل الله، وفعل ما اعتبره الإسلام كبيرة فقتل النّفس المؤمنة بدون حقّ، واستباح حُرُمات وأعراض المسلمين، هو فردٌ لا [[العدالة|عدالة]] له، ولا فضل له على أحد بل هو أشد دُنُوًا من غيره لخصوصية أنّه كان مع [[النبي الأكرم|صاحب الوحي]] (ص)، وكانت [[المعجزة|المعاجز]] والآيات تحصل أمام ناظريه، و[[الشيعة|للشيعة]]  في هذا الموقف  أدلّة كثيرة من [[القرآن الكريم|كتاب الله]] أولا، ومِن [[السنة النبوية|سنّة]] [[النبي المصطفى|نبيّه]] {{صل}}، وكذلك ما يَحْكُمْ ويقتضيه العقل البشري الذي جعله الله {{عز وجل}} حجّة على خلقه.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 113.</ref>


=== عند السنّة ===
=== عند السنّة ===
ذهب مشهور أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] إلى الحُكم [[العدالة|بعدالة]] كلّّ من يصدق عليه كونه [[الصحابة|صاحب لرسول الله]] (ص)، غير أنّ هناك مَن مِن أعلامهم  مَن خالف  هذا المشهور، وكذلك وقع بينهم اختلاف  في تحديد مَن يَصحُّ إطلاق لفظة الصاحب عليه ؟
ذهب مشهور أعلام [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] إلى الحُكم [[العدالة|بعدالة]] كلّّ من يصدق عليه كونه [[الصحابة|صاحب لرسول الله]] (ص)، غير أنّ هناك مَن مِن أعلامهم  مَن خالف  هذا المشهور، وكذلك وقع بينهم اختلاف  في تحديد مَن يَصحُّ إطلاق لفظة الصاحب عليه ؟{{بحاجة لمصدر}}
: '''فقال أهل الحديث:''' أنّ [[الصحابة|الصحابيّ]] هو كل مَن رأى [[النبي (ص)|النبيّ]] (ص) أو حدّث عنه [[الحديث|برواية]]، وبالتالي قالوا: أنّ كل من رأى [[الرسول الأكرم]] (ص) أو روى عنه رواية واحدة هو [[العدالة|عادل]] [[الوثاقة|ثقة]] لا يجب البحث عن حاله حين أخذ الرواية منه.
: '''فقال أهل الحديث:''' أنّ [[الصحابة|الصحابيّ]] هو كل مَن رأى [[النبي (ص)|النبيّ]] (ص) أو حدّث عنه [[الحديث|برواية]]، وبالتالي قالوا: أنّ كل من رأى [[الرسول الأكرم]] (ص) أو روى عنه رواية واحدة هو [[العدالة|عادل]] [[الوثاقة|ثقة]] لا يجب البحث عن حاله حين أخذ الرواية منه.
: '''وقال الأصوليون:''' أنّ الصحابيّ هو مَن لازم وعاشر [[النبي محمد|النبيّ محمد]] {{صل}} وبعضهم أضاف قيد «وأخذ العلم منه»، وعليه قالوا: أنّ كل من صاحب ولازم  [[النبي (ص)|النّبي]] (ص)  هو عادل ثقة لا يجب التحقيق في عدالته عند أخذ الرواية منه.
: '''وقال الأصوليون:''' أنّ الصحابيّ هو مَن لازم وعاشر [[النبي محمد|النبيّ محمد]] {{صل}} وبعضهم أضاف قيد «وأخذ العلم منه»، وعليه قالوا: أنّ كل من صاحب ولازم  [[النبي (ص)|النّبي]] (ص)  هو عادل ثقة لا يجب التحقيق في عدالته عند أخذ الرواية منه.{{بحاجة لمصدر}}


ويترتّب على الحُكم [[العدالة|بالعدالة]] لكلّ [[الصحابة]]، جُملة من الأحكام الأخرى:
ويترتّب على الحُكم [[العدالة|بالعدالة]] لكلّ [[الصحابة]]، جُملة من الأحكام الأخرى:
سطر ٣٨٤: سطر ٣٨٤:
#ضرورة الاقتداء بهم وبأفعالهم وسيرتهم.
#ضرورة الاقتداء بهم وبأفعالهم وسيرتهم.
#[[الفسق|تفسيق]] كل مَن ينتقد ويحاسب أحد من [[الصحابة]] في فعله أو قوله.
#[[الفسق|تفسيق]] كل مَن ينتقد ويحاسب أحد من [[الصحابة]] في فعله أو قوله.
#وبعضهم حَكَمَ [[الكفر|بكُفْرِ]] كلّ مَنْ تكلّم في أحدٍ مِنَ [[الصحابة|الصّحابة]] لأجل جريمةٍ شنيعةٍ فعلها، أو كبيرةٍ ارتكبها<ref>راجع الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلاني، ج 1، ص 23- 30، الفصل الثالث: عدالة الصحابة </ref><ref>المحلّى، ابن حزم الأندلسي، ج 1، ص 28، مسألة رقم 50 و ص 44 مسألة رقم 85 </ref> <ref>نقلا عن كتاب نفائس الأصول في شرح المحصول، شهاب الدين الصنهاجي، ج 7 ص 2909 مسألة في تعديل الصحابة</ref>.
#وبعضهم حَكَمَ [[الكفر|بكُفْرِ]] كلّ مَنْ تكلّم في أحدٍ مِنَ [[الصحابة|الصّحابة]] لأجل جريمةٍ شنيعةٍ فعلها، أو كبيرةٍ ارتكبها.<ref>العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 23- 30.؛  ابن حزم الأندلسي، المحلّى، ج 1، ص 28.؛ الصنهاجي، نفائس الأصول، ج 7 ص 2909.</ref>
{{Div col end}}
{{Div col end}}
==== دعوى الإجماع على عدالتهم ====
==== دعوى الإجماع على عدالتهم ====


نقل أكثر من واحدٍ اتفاق وإجماع  أعلام [[أهل السنة|أهل السنّة]] على الحُكمِ [[عدالة الصحابة|بعدالة كلّ الصحابة]]،ومِمَن نقل هذا [[الإجماع]] «[[ابن حجر العسقلاني]]» في مصنّفه «[[الإصابة في تمييز الصحابة (كتاب)|الإصابة في تمييز الصحابة]]» حيث قال: «'''اتّفق أهل السنّة على أنّ الجميع عدول'''» <ref>الإصابة، ابن حجر العسقلاني، ج 1 ص 23، المقدمة، الفصل الثالث في بيان حال الصحابة من العدالة.</ref>.
نقل أكثر من واحدٍ اتفاق وإجماع  أعلام [[أهل السنة|أهل السنّة]] على الحُكمِ [[عدالة الصحابة|بعدالة كلّ الصحابة]]،ومِمَن نقل هذا [[الإجماع]] «[[ابن حجر العسقلاني]]» في مصنّفه «[[الإصابة في تمييز الصحابة (كتاب)|الإصابة في تمييز الصحابة]]» حيث قال: «'''اتّفق أهل السنّة على أنّ الجميع عدول'''».<ref>العسقلاني، الإصابة، ج ص 23.</ref>  


وكذلك قال ابن الصلاح في مقدمته: «'''ثمّ إنّ الأمّة مجمعة على تعديل جميع [[الصحابة]]، ومَن لابس الفتن منهم كذلك، بإجماع العلماء الذين يُعتدّ بهم في [[الإجماع]]، إحسانًا للظنّ بهم'''»<ref>مقدمة ابن الصلاح، عثمان بن الصلاح الشهرزورى، ص 491، نوع 39 معرفة الصحابة </ref>.
وكذلك قال ابن الصلاح في مقدمته: «'''ثمّ إنّ الأمّة مجمعة على تعديل جميع [[الصحابة]]، ومَن لابس الفتن منهم كذلك، بإجماع العلماء الذين يُعتدّ بهم في [[الإجماع]]، إحسانًا للظنّ بهم'''».<ref>ابن الصلاح، مقدمة ابن الصلاح، ص 491.</ref>


غير أنّ هذه الدعوى تتعارض مع ما نقله جماعة أخرى من أعلام أهل السنّة، منهم:
غير أنّ هذه الدعوى تتعارض مع ما نقله جماعة أخرى من أعلام أهل السنّة، منهم:
*الآمدي  الذي ذكر أقوال عديدة في مسألة [[عدالة الصحابة]] عند [[أهل السنة|أهل السنّة]]، حيث قال:
*الآمدي  الذي ذكر أقوال عديدة في مسألة [[عدالة الصحابة]] عند [[أهل السنة|أهل السنّة]]، حيث قال:
:«'''قال قوم: إنّ حكمهم [ أي الصحابة ] في [[العدالة]] حًكْمَ مَن بعدهم في لزوم البحث عن عدالتهم عند [[الحديث|الرواية]]، ومنهم من قال: إنّهم لم يزالوا عدولاً إلى حين ما وقع مِنَ الإختلاف والفتن فيما بينهم، وبعد ذالك فلابد مِن البحث في العدالة عن الراوي أوالشاهد منهم، إذا لم يكن ظاهر العدالة، ومنهم مَن قال: بأنّ كل من قاتل [[علي بن أبي طالب|عليًا]] عالمًا منهم، فهو [[الفاسق|فاسق]] مردود الرواية والشهادة، لخروجهم عن [[الإمامة|الإمام]] الحق، ومنهم مَن قال:  بِرَد رواية الكلّ [ أي الذين شاركوا في الحروب من الطرفين ]<ref>الإضافة توضحية</ref> وشهاداتهم، لأنّ أحد الفريقين فاسق، وهو غير معلوم ولا معيّن، ومنهم مَن قال: بقبول رواية كلّ واحد منهم وشهادته إذا انفرد، لأنّ الأصل فيه العدالة، وقد شككنا في فسقه، لا يقبل ذالك منه مع مخالفته غيره لتحقّق فسق أحدهما من غير تعيين'''»<ref>الإحكام في أصول الأحكام، الآمدي، ج 2، ص 110-111، القسم الثاني، المسألة السابعة</ref>.
:«'''قال قوم: إنّ حكمهم [ أي الصحابة ] في [[العدالة]] حًكْمَ مَن بعدهم في لزوم البحث عن عدالتهم عند [[الحديث|الرواية]]، ومنهم من قال: إنّهم لم يزالوا عدولاً إلى حين ما وقع مِنَ الإختلاف والفتن فيما بينهم، وبعد ذالك فلابد مِن البحث في العدالة عن الراوي أوالشاهد منهم، إذا لم يكن ظاهر العدالة، ومنهم مَن قال: بأنّ كل من قاتل [[علي بن أبي طالب|عليًا]] عالمًا منهم، فهو [[الفاسق|فاسق]] مردود الرواية والشهادة، لخروجهم عن [[الإمامة|الإمام]] الحق، ومنهم مَن قال:  بِرَد رواية الكلّ [ أي الذين شاركوا في الحروب من الطرفين ]<ref>الإضافة توضحية</ref> وشهاداتهم، لأنّ أحد الفريقين فاسق، وهو غير معلوم ولا معيّن، ومنهم مَن قال: بقبول رواية كلّ واحد منهم وشهادته إذا انفرد، لأنّ الأصل فيه العدالة، وقد شككنا في فسقه، لا يقبل ذالك منه مع مخالفته غيره لتحقّق فسق أحدهما من غير تعيين'''»<ref>الآمدي، الإحكام في أصول الأحكام، ج 2، ص 110-111.</ref>
*ابن الحاجب الذي نقل أيضًا عدّة أقوال لأهل السنة في مسألة [[عدالة الصحابة|عدالة كلّ الصحابة]]، فقال:
*ابن الحاجب الذي نقل أيضًا عدّة أقوال لأهل السنة في مسألة [[عدالة الصحابة|عدالة كلّ الصحابة]]، فقال:
: «'''الأكثر على [[عدالة الصحابة]]، وقيل: كغيرهم [ أي أنّ الصحابة كغيرهم من [[المسلم|المسلمين]] في [[العدالة]] ]<ref>الإضافة توضحية </ref>، وقيل إلى حين [[الفتنة الكبرى|الفتنة]] [ أي العدالة ثابتة لهم حتى وقعوا في فتنة الحروب فسقطت عدالتهم ]<ref>الإضافة توضيحية </ref> فلا يُقبلُ الدّاخلون، لأنّ [[الفاسق]] [ منهم ] غير مُعيّن، وقالت [[المعتزلة]] عدول إلاّ مَن قاتل [[علي بن أبي طالب|عليًّا]]'''»<ref>مختصر منتهى السؤال، ابن حاجب، ج 1، ص 592 - 595، باب العدالة، مسألة عدالة الصحابة </ref>، وأكّد الأقوال التي ذكرها «ابن الحاجب»، العضدي في شرحه على مختصر ابن الحاجب<ref>شرح العضدي على مختصر منتهى السؤال، عبد الرحمان بن أحمد الإيجي، ص 149، في شرحه لمسألة عدالة الصحابة</ref>.
: «'''الأكثر على [[عدالة الصحابة]]، وقيل: كغيرهم [ أي أنّ الصحابة كغيرهم من [[المسلم|المسلمين]] في [[العدالة]] ]، وقيل إلى حين [[الفتنة الكبرى|الفتنة]] [ أي العدالة ثابتة لهم حتى وقعوا في فتنة الحروب فسقطت عدالتهم ] فلا يُقبلُ الدّاخلون، لأنّ [[الفاسق]] [ منهم ] غير مُعيّن، وقالت [[المعتزلة]] عدول إلاّ مَن قاتل [[علي بن أبي طالب|عليًّا]]'''»،<ref>ابن حاجب، مختصر منتهى السؤال، ج 1، ص 592 - 595.</ref> وأكّد الأقوال التي ذكرها «ابن الحاجب»، العضدي في شرحه على مختصر ابن الحاجب.<ref>الإيجي، شرح العضدي على مختصر منتهى السؤال، ص 149.</ref>
*[[إمام]] [[المالكية]] في عصره (القرن الخامس هجري) «محمد بن علي التَّميمي المازَري» يعترف بأنّ في [[الصحابة]] من بدّل وغيّر دينه بعد [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص)، وهم ساقطوا [[العدالة]]، فقال:
*[[إمام]] [[المالكية]] في عصره (القرن الخامس هجري) «محمد بن علي التَّميمي المازَري» يعترف بأنّ في [[الصحابة]] من بدّل وغيّر دينه بعد [[النبي الأعظم|النّبيّ]] (ص)، وهم ساقطوا [[العدالة]]، فقال:
: «'''فإن قيل: عدالتهم في تعديل الصحابة على ما تلوتم من القرآن وصدقتم، ولكن حدثت بعد ذالك حوادث تسقط العدالة [ ذُكِرت ] في الموطأ وغيره من الصحاح، [ مثل ] حديث الحوض وأخباره.......قيل: أمّا هذا الحديث فمحال أن يرد به مَن أشرنا إليه من الصحابة رضي الله عنهم، ما بدّلوا ولا غيّروا، إنّما أشار إلى مَن بدّل دينه وغَيَّرْ، وقد بدّل قوم دينهم وغيّروا، وأولئك ليسوا الذين أردناهم، ولا هم المروي عنهم هذه الشريعة، وقد ذكرنا تأويلهم في القتال الذي جرى بينهم'''»<ref>إيضاح المحصول من برهان الأصول، محمد بن علي المازَري، ص 483، كتاب الأخبار، فصل أدرجه أبو المعالي.... المسألة السابعة</ref>.
: «'''فإن قيل: عدالتهم في تعديل الصحابة على ما تلوتم من القرآن وصدقتم، ولكن حدثت بعد ذالك حوادث تسقط العدالة [ ذُكِرت ] في الموطأ وغيره من الصحاح، [ مثل ] حديث الحوض وأخباره.......قيل: أمّا هذا الحديث فمحال أن يرد به مَن أشرنا إليه من الصحابة رضي الله عنهم، ما بدّلوا ولا غيّروا، إنّما أشار إلى مَن بدّل دينه وغَيَّرْ، وقد بدّل قوم دينهم وغيّروا، وأولئك ليسوا الذين أردناهم، ولا هم المروي عنهم هذه الشريعة، وقد ذكرنا تأويلهم في القتال الذي جرى بينهم'''»<ref>المازَري، إيضاح المحصول من برهان الأصول، ص 483.</ref>


==== مواقف سلبية لبعض أعلام السنة ====
==== مواقف سلبية لبعض أعلام السنة ====
نقل ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: أنّ الحافظ «ابن جرير الظبي»، الذي أخرج له أصحاب الصحاح الستة  في صِحَاحِهم وسُنَنِهِمْ<ref>تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، ج 2، ص 65، حرف الجيم، رقم الترجمة 116 </ref>: «'''كان مِمَن يجاهر بلعن [[معاوية بن أبي سفيان]]'''»<ref>تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، ج 2، ص 66، حرف الجيم، رقم الترجمة 116</ref>
نقل ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: أنّ الحافظ «ابن جرير الظبي»، الذي أخرج له أصحاب الصحاح الستة  في صِحَاحِهم وسُنَنِهِمْ<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 2، ص 65، رقم الترجمة 116 </ref>: «'''كان مِمَن يجاهر بلعن [[معاوية بن أبي سفيان]]'''».<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 2، ص 66، رقم الترجمة 116</ref>


ونقل الذهبي في مصنفه «سير أعلام النبلاء»، أنّ شيخ وأستاذ [[أحمد بن حنبل]] و [[يحيي بن معين]]،«عبد الرزاق الصنعاني» كان يستقذر ذكر [[معاوية بن أبي سفيان]]، حيث قال:  
ونقل الذهبي في مصنفه «سير أعلام النبلاء»، أنّ شيخ وأستاذ [[أحمد بن حنبل]] و [[يحيي بن معين]]،«عبد الرزاق الصنعاني» كان يستقذر ذكر [[معاوية بن أبي سفيان]]، حيث قال:  
:قال أبو جعفر العقيلي: حدثنا أحمد بن بكير الحضرمي، حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البصري، سمعت مخلدا الشعيري، يقول: ’’ '''كنت عند عبد الرزاق، فذكر رجل معاوية، فقال: لا تُقَذَّر مجلسنا بذكر وِلْدِ أبي سفيان [يقصد معاوية بن أبي سفيان]''' » <ref>سير أعلام النبلاء، للذهبي، ج 9، ص 571، الطبقة العاشرة، حرف العين، ترجمة عبد الرزاق الصنعاني </ref>.
:قال أبو جعفر العقيلي: حدثنا أحمد بن بكير الحضرمي، حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البصري، سمعت مخلدا الشعيري، يقول: ’’ '''كنت عند عبد الرزاق، فذكر رجل معاوية، فقال: لا تُقَذَّر مجلسنا بذكر وِلْدِ أبي سفيان [يقصد معاوية بن أبي سفيان]''' » <ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 9، ص 571.</ref>


وأخرج الطبري في تاريخه، أنّ أحد أعمدة الرواية من [[التابعي|التابعين]]، الفقيه المحدّث ’’ الحسن البصري ‘‘؛ كان يجرّح ويسقّط [[العدالة|عدالة]] [[معاوية بن أبي سفيان]]، حيث قال :  
وأخرج الطبري في تاريخه، أنّ أحد أعمدة الرواية من [[التابعي|التابعين]]، الفقيه المحدّث ’’ الحسن البصري ‘‘؛ كان يجرّح ويسقّط [[العدالة|عدالة]] [[معاوية بن أبي سفيان]]، حيث قال :  
:قال أبو مخنّف: عن الصقعب بن زهير، عن الحسن ، قال: ’’ '''أربع خصال كنّ في [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]]، لو لم يكن فيه منهنّ إلاّ واحدة لكانت مُوبقة: انتزاؤُه على هذه الأمّة بالسفهاء حتى ابتزّها أمرها، بغير مَشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذو الفضيلة، استخلافه ابنه بعده، سِكيرًا خميرًا، يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، ادّعاؤوه [[زياد بن أبيه|زيادًا]]، وقد قال [[رسول الله]] {{صل}}: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله [[حجر بن عدي|حجرًا]]، ويلاً له من [[حجر بن عدي|حُجر]] ، [ قالها ] مرتين''' ‘‘<ref>تاريخ الرسل والملوك، ابن جرير الطبري، ج 5 ، ص 279</ref> .
:قال أبو مخنّف: عن الصقعب بن زهير، عن الحسن ، قال: ’’ '''أربع خصال كنّ في [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]]، لو لم يكن فيه منهنّ إلاّ واحدة لكانت مُوبقة: انتزاؤُه على هذه الأمّة بالسفهاء حتى ابتزّها أمرها، بغير مَشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذو الفضيلة، استخلافه ابنه بعده، سِكيرًا خميرًا، يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، ادّعاؤوه [[زياد بن أبيه|زيادًا]]، وقد قال [[رسول الله]] {{صل}}: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله [[حجر بن عدي|حجرًا]]، ويلاً له من [[حجر بن عدي|حُجر]] ، [ قالها ] مرتين''' ‘‘<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 5 ، ص 279.</ref>


== فضل ومكانة أصحاب النبي (ص) ==
== فضل ومكانة أصحاب النبي (ص) ==
مستخدم مجهول