انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الله»

أُضيف ٦٢ بايت ،  ١٣ مايو ٢٠١٦
imported>Ya zainab
لا ملخص تعديل
imported>Ya zainab
سطر ٢: سطر ٢:
لفظة الله، اسم علم دال على الذَّات الواجبة الوجود وجامع لكل أوصاف الكمال الإلٰهي. ولذا لا يجوز أن يتسمَّى به أحد، وسائر الأسماء قد يتسمَّى بها غيرُه، وهو أوّل أسمائه سبحانه وأعظمها، وينطق باللاّم المفخَّمة ما لم تسبقه الكسرة أو الياء، ويذكر عادة مقرونًا بألفاظ تدلّ على الإجلال.
لفظة الله، اسم علم دال على الذَّات الواجبة الوجود وجامع لكل أوصاف الكمال الإلٰهي. ولذا لا يجوز أن يتسمَّى به أحد، وسائر الأسماء قد يتسمَّى بها غيرُه، وهو أوّل أسمائه سبحانه وأعظمها، وينطق باللاّم المفخَّمة ما لم تسبقه الكسرة أو الياء، ويذكر عادة مقرونًا بألفاظ تدلّ على الإجلال.
==أصل اللفظ==
==أصل اللفظ==
كان لفظ الجلالة "الله" مستعملاً قبل نزول [[القرآن الكريم|القرآن]]، ويعرفه عرب الجاهلية كما يشعر به قوله تعالى: {ولئن سئلتهم من خلقهم
كان لفظ الجلالة "الله" مستعملاً قبل نزول [[القرآن الكريم|القرآن]]، ويعرفه عرب الجاهلية ويشهد بذلك قوله تعالى: {ولئن سئلتهم من خلقهم
ليقولن الله} (الزخرف - 87 )، وقوله تعالى: {فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا} (الانعام- 136) .<ref>[[السيد محمد حسين الطباطبائي|الطباطبائي]]، محمد حسين، [[الميزان في تفسير القرآن]]، ج1، ص18.</ref>
ليقولن الله} (الزخرف - 87 )، وقوله تعالى: {فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا} (الانعام- 136) .<ref>[[السيد محمد حسين الطباطبائي|الطباطبائي]]، محمد حسين، [[الميزان في تفسير القرآن]]، ج1، ص18.</ref>


وقد نسب أحد رجال الدين اليسوعيين إلى علماء اللّغات الساميّة أنّ هذا الاسم مشتق من أصل آرامي "ايل" (אל)، ومفخّم بزيادة الهاء في الكلدانيّة والسريانيّة على صورة آلها (אלהא ) فقالوا بالعربيّة [[الله]]" بلام أصليّة مفّخمة.
وقد نسب أحد رجال الدين اليسوعيين إلى علماء اللّغات الساميّة أنّ هذا الاسم مشتق من أصل آرامي "ايل" (אל)، ومفخّم بزيادة الهاء في الكلدانيّة والسريانيّة على صورة آلها (אלהא ) فقالوا بالعربيّة [[الله]]" بلام أصليّة مفّخمة.
وقد جاء الاسم الكريم في الكتابات النبطيّة والصفويّة<ref>اللغة الصفوية: هي لغة سادت في  الجنوب الشرقي من دمشق في مدخل بادية الشام حول الصقع البركاني المسمى بالصفا، وعُثر هناك على كتابات كثيرة  على الصخر البركاني، والشعب الذي خط هذه الكتابات في القرون الأولى للميلاد هو من أصل عربي، ولغته من اللهجات العربية، وخطه من فصيلة خطوط ديار العرب الجنوبية. (راجع: خطط الشام لمحمد كرد علي، ج1، ص43،44)ص </ref> فالنبطيّة ذكرته منسوباً إليه كزيد الله وعبد الله وتيم الله وورد في الكتابات الصفويّة منفرداّ.<ref>شيخو، لويس، النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، ص159.</ref>
وقد جاء الاسم الكريم في الكتابات النبطيّة والصفويّة<ref>اللغة الصفوية: هي لغة سادت في  الجنوب الشرقي من دمشق في مدخل بادية الشام حول الصقع البركاني المسمى بالصفا، وعُثر هناك على كتابات كثيرة  على الصخر البركاني، والشعب الذي خط هذه الكتابات في القرون الأولى للميلاد هو من أصل عربي، ولغته من اللهجات العربية، وخطه من فصيلة خطوط ديار العرب الجنوبية. (راجع: خطط الشام لمحمد كرد علي، ج1، ص43،44)ص </ref> فالنبطيّة ذكرته منسوباً إليه كزيد الله وعبد الله وتيم الله وورد في الكتابات الصفويّة منفرداّ.<ref>شيخو، لويس، النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، ص159.</ref>


سطر ١٣: سطر ١٣:


===الاختلاف في اشتقاقه===
===الاختلاف في اشتقاقه===
اختلفوا في انّ لفظ الجلالة مشتق من اسم آخر أو لا، فقد نقل عن «الخليل» و «سيبويه» و «المبرّد» أنّها غير مشتقة وعن جمهور [[المعتزلة]] وكثير من علماء اللغة أنّها من الأسماء المشتقة.
اختلفوا في أنّ لفظ الجلالة مشتق من اسم آخر أم لا، فقد نقل عن «الخليل» و «سيبويه» و «المبرّد» أنّها غير مشتقة وعن جمهور [[المعتزلة]] وكثير من علماء اللغة أنّها من الأسماء المشتقة.


والقائلين بالاشتقاق اختلفوا في المعنى المشتق منه إلى أقوالٍ، منها:
والقائلين بالاشتقاق اختلفوا في المعنى المشتق منه إلى أقوالٍ، منها:
* إنّ لفظ الجلالة مشتق من الاُلوهية بمعنى العبادة، و التالّه: التعبّد، و هذا هو المعروف بين كثير من المحدّثين و المفسّرين، و يظهر من روايات بعض أئمّة [[أهل البيت]] (عليهم السلام) .
* إنّ لفظ الجلالة مشتق من الاُلوهية بمعنى العبادة، و التالّه: التعبّد، و هذا هو المعروف بين كثير من المحدّثين و المفسّرين، و يظهر من [[الروايات|روايات]] بعض [[الأئمّة|أئمّة]] [[أهل البيت]] (عليهم السلام) .
* إنّه مشتق من «الوله» و هو التحيّر.
* إنّه مشتق من «الوله» و هو التحيّر.
* إنّه مشتق من قولهم الهت إلى فلان أي‌ فزعت إليه لأنّ الخلق يألهون إليه أي‌ يفزعون إليه في حوائجهم.
* إنّه مشتق من قولهم ألهت إلى فلان أي‌ فزعت إليه لأنّ الخلق يألهون إليه أي‌ يفزعون إليه في حوائجهم.
* إنّه مشتق من ألهت إليه سكنت إليه لان الخلق يسكنون إلى ذكره.
* إنّه مشتق من ألهت إليه سكنت إليه لأنّ الخلق يسكنون إلى ذكره.
* انّه من «لاه» أي‌احتجب فمعناه إنّه المحتجب بالكيفيّة عن الأوهام <ref>مجمع البيان، ج1، ص52.</ref>.
* انّه من «لاه» أي‌احتجب فمعناه إنّه المحتجب بالكيفيّة عن الأوهام <ref>مجمع البيان، ج1، ص52.</ref>.
* إنّه مشتق من الوله: المحبة الشديدة، فابدلت الواو همزة فقالوا: أله يأله.
* إنّه مشتق من الوله: المحبة الشديدة، فأُبدلت الواو همزة فقالوا: أله يأله.
* إنّه مشتق من لاه يلوه إذا ارتفع، والحق سبحانه مرتفع بالمكان أو بالمقام.
* إنّه مشتق من لاه يلوه إذا ارتفع، والحق سبحانه مرتفع بالمكان أو بالمقام.
* إنّه مشتق من قولك ألهت بالمكان إذا أقمت فيه، فإنّه تعالى استحق هذا الاسم لدوام وجوده.<ref> مفاهيم القرآن، ج 6، ص 110-111.</ref>
* إنّه مشتق من قولك ألهت بالمكان إذا أقمت فيه، فإنّه تعالى استحق هذا الاسم لدوام وجوده.<ref> مفاهيم القرآن، ج 6، ص 110-111.</ref>


===المعنى في كلام أهل البيت ===
===المعنى في كلام أهل البيت ===
*روي عن  الإمام علي (ع): الله ، معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات.<ref>الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، ص89</ref>
*روي عن  [[الإمام علي]] (ع): الله ، معناه المعبود الذي يأله فيه الخلق ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات.<ref>الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، ص89</ref>
*وعن الإمام الباقر (ع) : الله ، معناه المعبود الذي أله الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته.<ref>المصدر نفسه.</ref>
*وعن [[الإمام الباقر]] (ع) : الله ، معناه المعبود الذي أله الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته.<ref>المصدر نفسه.</ref>
*الإمام العسكري (ع) : الله، هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه.<ref>المصدر نفسه، ص:231.</ref>
*[[الإمام العسكري]] (ع) : الله، هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه.<ref>المصدر نفسه، ص:231.</ref>
*وعن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - في معنى الله - : استولى على ما دق وجل.<ref>المصدر نفسه، ص230.</ref>
*وعن [[الإمام الكاظم]] ( عليه السلام ) - في معنى الله - : استولى على ما دقّ وجلّ.<ref>المصدر نفسه، ص230.</ref>


==الأحكام الفقهية==
==الأحكام الفقهية==
مستخدم مجهول