مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ناصبي»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
يرى بعض الباحثين المعاصرين أنّ نشوء ظاهرة النصب كان يعود إلى [[مقتل عثمان]]، كما كان استمراره رسمياً في [[الدولة الأموية]].<ref>كوثري، «بررسي ريشههاي تاريخي ناصبيگري»، ص99.</ref> | يرى بعض الباحثين المعاصرين أنّ نشوء ظاهرة النصب كان يعود إلى [[مقتل عثمان]]، كما كان استمراره رسمياً في [[الدولة الأموية]].<ref>كوثري، «بررسي ريشههاي تاريخي ناصبيگري»، ص99.</ref> | ||
فبناء على ما ورد في المصادر التاريخية، إنّ [[معاوية]] عندما ولّى [[المغيرة بن شعبة]] على [[الكوفة]] أوصاه [[سب علي|بشتم علي بن أبي طالب]] وذمّه، والعيب [[قائمة أصحاب الإمام علي (ع)|لأصحاب علي]].<ref>بلاذري، انساب الاشراف، ج5، ص243؛ طبري، تاريخ الامم و الملوك،1387ق، ج5، ص254.</ref> فاستمر الخلفاء الأمويون من بعد معاوية بهذه السياسة في لعن علي من على المنابر<ref>زمخشري، ربيع الابرار، 1412ق، ج2، ص335.</ref> حتى جاء عهد [[عمر بن عبد العزيز]]،<ref>ابن اثير، الكامل، 1385ق، ج5، ص42.</ref> حيث منع سبّ علي، لكن بعد وفاته استمرّ سائر الحكام الأمويين بالنهج السابق. فقد وصف [[الحاكم النيسابوري]] فترة القرن الرابع الهجري بالعداء للإمام علي(ع)، وذكر أنّ دافعه لكتابة رسالة «فضائل فاطمة الزهراء» هو التصدي لهذه الظاهرة، فقال عن أجواء القرن الرابع: <blockquote>إنّ زماننا قد خلَّفَنا في رُعاة يتقرّب الناس إليهم ببغض آل [[رسول الله]] صلى الله عليه، والوضع عنهم.<ref>حاكم نيشابوري، فضائل فاطمة الزهراء، 1429ق، ص30.</ref> </blockquote> | فبناء على ما ورد في المصادر التاريخية، إنّ [[معاوية]] عندما ولّى [[المغيرة بن شعبة]] على [[الكوفة]] أوصاه [[سب علي|بشتم علي بن أبي طالب]] وذمّه، والعيب [[قائمة أصحاب الإمام علي (ع)|لأصحاب علي]].<ref>بلاذري، انساب الاشراف، ج5، ص243؛ طبري، تاريخ الامم و الملوك،1387ق، ج5، ص254.</ref> فاستمر [[الخلفاء الأمويون]] من بعد معاوية بهذه السياسة في لعن علي من على المنابر<ref>زمخشري، ربيع الابرار، 1412ق، ج2، ص335.</ref> حتى جاء عهد [[عمر بن عبد العزيز]]،<ref>ابن اثير، الكامل، 1385ق، ج5، ص42.</ref> حيث منع سبّ علي، لكن بعد وفاته استمرّ سائر الحكام الأمويين بالنهج السابق. فقد وصف [[الحاكم النيسابوري]] فترة القرن الرابع الهجري بالعداء للإمام علي(ع)، وذكر أنّ دافعه لكتابة رسالة «فضائل فاطمة الزهراء» هو التصدي لهذه الظاهرة، فقال عن أجواء القرن الرابع: <blockquote>إنّ زماننا قد خلَّفَنا في رُعاة يتقرّب الناس إليهم ببغض آل [[رسول الله]] صلى الله عليه، والوضع عنهم.<ref>حاكم نيشابوري، فضائل فاطمة الزهراء، 1429ق، ص30.</ref> </blockquote> | ||
===تبعات ظاهرة النصب=== | ===تبعات ظاهرة النصب=== | ||
ومن التبعات التي ذكرها الباحثون لظاهرة النصب في العهد الأموي: | ومن التبعات التي ذكرها الباحثون لظاهرة النصب في العهد [[الأموي]]: | ||
* دسّ الأحاديث الموضوعة في مصادر أهل السنة لغرض الحطّ من شأن أهل البيت وإنكار فضائلهم على لسان الرواة النواصب.<ref>كوثري، «بررسي ريشههاي تاريخي ناصبيگري»، ص104.</ref> | * دسّ [[الأحاديث الموضوعة]] في مصادر [[أهل السنة]]، لغرض الحطّ من شأن [[أهل البيت]] وإنكار فضائلهم على لسان الرواة النواصب.<ref>كوثري، «بررسي ريشههاي تاريخي ناصبيگري»، ص104.</ref> | ||
*المنع | *المنع من تسمية المواليد باسم علي، وقتل كل مولود اسمه علي.<ref>مزي، تهذيب الكمال، 1413ق، ج20، ص429.</ref> | ||
*تعذيب وقتل من ذكر شيئا من فضائل الإمام علي(ع)، أو امتنع عن | *تعذيب وقتل من ذكر شيئا من [[فضائل الإمام علي(ع)]]، أو امتنع عن [[سب علي|سبّه]]، أو امتنع عن ذكر فضيلة [[معاوية بن أبي سفيان|لمعاوية]]. ومن الأمثلة التاريخية على ذلك ضرب [[عطيه بن سعد بن جنادة العوفي|عطية بن سعد]] بالسوط بأمر [[الحجاج الثقفي]]،<ref>ابن سعد، الطبقات الكبري، 1410ق، ج6، ص305.</ref> وقتل [[أحمد بن علي النسائي]] من أصحاب [[الصحاح الستة]] عند أهل السنة،<ref>ابن كثير، البدايه و النهايه، 1407ق، ج11، ص124.</ref> | ||
==من أشهر النواصب== | ==من أشهر النواصب== | ||
ذكرت المصادر بعض الشخصيات والتيارات ضمن النواصب، منها: | ذكرت المصادر بعض الشخصيات والتيارات ضمن النواصب، منها: | ||
* [[معاوية بن أبي سفيان]]، مؤسس الدولة | * [[معاوية بن أبي سفيان]]، مؤسس [[الدولة الأموية]]، والذي حكم عشرين سنة كخليفة المسلمين،<ref>ابن عبدالبر، الاستيعاب، 1412ق، ج3، ص1418.</ref> فقد نقل [[ابن أبي الحديد]] المعتزلي شارح [[نهج البلاغة]] عن الجاحظ أن معاوية كان يلعن علي بن أبي طالب بعد في نهاية [[خطبة الجمعة]]، وعندما قيل له: لو كففت عن لعنه، قال: لا والله حتى يربو عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكرٌ فضلاً.<ref>ابن ابيالحديد، شرح نهج البلاغه، 1404ق، ج4، ص56-57.</ref> | ||
* [[العثمانية]]، وهم الذين زعموا أنّ الإمام علي(ع) قتل عثمان أو أمر بذلك،<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص591.</ref> فامتنعوا عن مبايعته.<ref>طبري، تاريخ الامم و الملوك، 1387ق، ج4، ص430.</ref> وقال ابن حجر العسقلاني من علماء الرجال في القرن التاسع الهجري إنّ النواصب اعتقدوا أنّ عليا قتل عثمان أو أعان على ذلك.<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، دار صادر، ج8، ص458.</ref> فبسبب شدة محبتهم لعثمان قاموا بتنقيص الإمام علي(ع).<ref>ابن حجر، فتح الباري، 1408ق، ج7، ص13.</ref> | * [[العثمانية]]، وهم الذين زعموا أنّ [[الإمام علي(ع)]] قتل [[عثمان]] أو أمر بذلك،<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص591.</ref> فامتنعوا عن مبايعته.<ref>طبري، تاريخ الامم و الملوك، 1387ق، ج4، ص430.</ref> وقال ابن حجر العسقلاني من علماء الرجال في القرن التاسع الهجري إنّ النواصب اعتقدوا أنّ عليا قتل عثمان أو أعان على ذلك.<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، دار صادر، ج8، ص458.</ref> فبسبب شدة محبتهم لعثمان قاموا بتنقيص الإمام علي(ع).<ref>ابن حجر، فتح الباري، 1408ق، ج7، ص13.</ref> | ||
*الخوارج وهم من جنود الإمام علي(ع) في معركة | *[[الخوارج]]، وهم من جنود الإمام علي(ع) في [[معركة صفين]]، إلا أنهم بعد [[قضية التحكيم]] اتهموه بالكفر وخرجوا عليه، وبسبب عدائهم للإمام علي(ع) سمّوهم بالناصبة أو النواصب.<ref>مقريزي، المواعظ و الاعتبار، 1422-1425ق، ج4، قسم 1، ص428.</ref> | ||
* [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] (وفاة 95هـ)، الذي ولّاه عبد الملك الحاكم المرواني لإمارة الحجاز ثم | * [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] (وفاة 95هـ)، الذي ولّاه [[عبد الملك المروان|عبد الملك]] الحاكم المرواني لإمارة [[الحجاز]]، ثم [[العراق]]،<ref>ابن كثير، البدايه و النهايه، 1407ق، ج9، ص117.</ref> | ||
وقال المسعودي مورخ القرن الرابع أن الحجاج كان يعادي أهل البيت.<ref>نگاه كنيد به مسعودي، مروج الذهب، 1409ق، ج3، ص144.</ref> كما كان يقتل كل من امتنع عن البرائة عن الإمام علي وأصحابه.<ref>مغنيه، الشيعه و الحاكمون، 2000م، ص94-96.</ref> | وقال [[المسعودي]] مورخ القرن الرابع أن الحجاج كان يعادي أهل البيت.<ref>نگاه كنيد به مسعودي، مروج الذهب، 1409ق، ج3، ص144.</ref> كما كان يقتل كل من امتنع عن البرائة عن الإمام علي وأصحابه.<ref>مغنيه، الشيعه و الحاكمون، 2000م، ص94-96.</ref> | ||
* [[حريز بن عثمان]]، حيث كان يلعن الإمام علي(ع) من على المنبر.<ref>سمعاني، الانساب، 1382ق، ج6، ص95.</ref> وقد حرّف حديث المنزلة في فضيلة الإمام علي(ع) إلى «أنت مني بمنزلة قارون من | * [[حريز بن عثمان]]، حيث كان يلعن الإمام علي(ع) من على المنبر.<ref>سمعاني، الانساب، 1382ق، ج6، ص95.</ref> وقد حرّف [[حديث المنزلة]] في فضيلة الإمام علي(ع) إلى «أنت مني بمنزلة قارون من موسى».<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، دار صادر، ج2، ص239.</ref> وقال ابن حبان من علماء أهل السنة أن حريز كان يلعن علي بن أبي طالب سبعين مرة كل صباح وكل مساء.<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، دار صادر، ج2، ص240.</ref> | ||
*[[المغيرة بن شعبة]]، عامل معاوية في | *[[المغيرة بن شعبة]]، عامل معاوية في [[الكوفة]]، حيث كان يسبّ الإمام علي(ع) وشيعته من على المنبر ويلعنهم.<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، 1407ق، ج8، ص50.</ref> وكان المغيرة من [[الصحابة]] الذين لهم دور في [[واقعة الهجوم على بيت فاطمة الزهراء]]{{ها}}.<ref>مفيد، الجمل، 1413ق، ص117.</ref> | ||
* [[ابن تيمية]]، من القادة الفكريين | * [[ابن تيمية]]، من القادة الفكريين [[السلفية|للسلفية]]، وعدّه بعض المحققين من النواصب لإنكاره [[حديث رد الشمس]]،<ref>ابن تيميه، منهاج السنه، 1406ق، ج8، ص165، به نقل از آل مجدد، «نشانههاي ناصبيگري ابن تيميه»، ص17.</ref> وتضعيف [[حديث الغدير]]،<ref>ابن تيميه، منهاج السنه، 1406ق، ج7، ص319-320، به نقل از «نشانههاي ناصبيگري ابن تيميه»، ص19.</ref> وكذلك عدائه [[التشيع|للشيعة]].<ref>آل مجدد، «نشانههاي ناصبيگري ابن تيميه»، ص17-25.</ref> وقال ابن حجر العسقلاني إنّ بعض العلماء نسبوا ابن تيمية إلى [[النفاق]] لما قاله في علي(ع)، لأنّ [[النبي(ص)]] قال لعلي: لا يبغضك إلا منافق.<ref>ابن حجر، الدرر الكامنه، دار الجيل، ج1، ص155 - 156.</ref> | ||
== كتب حوله== | == كتب حوله== | ||
قد ألّف علماء الشيعة كتبا في موضوع النصب وأحكامه،<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص588-590.</ref> ومنها: | قد ألّف علماء [[الشيعة]] كتبا في موضوع النصب وأحكامه،<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص588-590.</ref> ومنها: | ||
* النصب و النواصب، من تأليف محسن المعلم، فقد تطرّق في الكتاب إلى مفهوم النصب ومصاديقه،<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص31-38.</ref> وأحكام النواصب<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص605-624.</ref> كما اعتبر البغض للإمام علي(ع) ومعاداته الضابط والمعيار للنصب،<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص37.</ref> وعدّ أكثر من 250 شخصا من النواصب أو المتهمين بالنصب.<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص261-528.</ref>وقام بنشر الكتاب دار الهادي في بيروت عام 1418هـ.<ref>[http://pdf.lib.eshia.ir/94626/1/1 «النصب و النواصب».]</ref> | * النصب و النواصب، من تأليف محسن المعلم، فقد تطرّق في الكتاب إلى مفهوم النصب ومصاديقه،<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص31-38.</ref> وأحكام النواصب<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص605-624.</ref> كما اعتبر البغض [[الإمام علي(ع)|للإمام علي(ع)]] ومعاداته الضابط والمعيار للنصب،<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص37.</ref> وعدّ أكثر من 250 شخصا من النواصب أو المتهمين بالنصب.<ref>معلم، النصب و النواصب، 1418ق، ص261-528.</ref>وقام بنشر الكتاب دار الهادي في بيروت عام 1418هـ.<ref>[http://pdf.lib.eshia.ir/94626/1/1 «النصب و النواصب».]</ref> | ||
*«الشهاب الثاقب في بيان معني النواصب»، للمحدث البحراني<ref>بحراني، الحدائق الناضره، 1405ق، ج3، ص405.</ref> | *«الشهاب الثاقب في بيان معني النواصب»، [[المحدث البحراني|للمحدث البحراني]]<ref>بحراني، الحدائق الناضره، 1405ق، ج3، ص405.</ref> | ||
*رسالة «أصول الإسلام والإيمان وحكم الناصب وما يتعلق به»، لمؤلفه [[الوحيد البهبهاني]]<ref>آقا بزرگ تهراني، الذريعه، 1408ق، ج2، ص176.</ref> | *رسالة «أصول الإسلام والإيمان وحكم الناصب وما يتعلق به»، لمؤلفه [[الوحيد البهبهاني]]<ref>آقا بزرگ تهراني، الذريعه، 1408ق، ج2، ص176.</ref> | ||
* تمام المنة في بيان عقيدة النواصب عند أهل السنة، حاتم بن عارف العوني. | * تمام المنة في بيان عقيدة النواصب عند أهل السنة، حاتم بن عارف العوني. |