أبو المعالي الرازي

أبو المعالي الرازي، أو بُلمعالي النحّاس أو النخّاس أو النخّاسي (وفاة / النصف الأول من القرن 6 هـ) رسام مصور ومن الشعراء الشيعة والناطقين بالفارسية في عهد السلاجقة، وقد ذكر بلقب دهخداي، وكذلك ملك الكلام.

حياته

لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة عن بداية انخراط أبي المعالي في خدمة بلاط السلاجقة، ولكن يبدو من الشواهد أنه كان قد التحق ببلاط ملكشاه السلجوقي في أواخر حكمه، ويبدو أن منزلته لديه كانت قد بلغت حداً يمكنه معه أن ينتقد في أشعاره سلوك ملكشاه وقراراته.

فقد خاطبه في قصيدة أعرب فيها عن استنكاره لعزله نظام الملك وشخصين آخرين من العاملين في الديوان، وإحلال ثلاثة آخرين محلّهم، وأحال اضطراب أوضاع الحكم إلى إجرائه هذا.

وبعد وفاة ملكشاه أصبح أبو المعالي المداح الخاص للأمير دادبك الحبشي، حاكم خراسان الذي خوّله بركيارق في تلك الفترة نيابته المطلقة على رقعة نفوذه.

الرازي أم النحاس

وفيما يتعلق بما إذا كان أبو المعالي الرازي وأبو المعالي النحاس يمثلان شخصاً واحداً أو شخصين، فهناك اختلاف في وجهات النظر بين كتّاب التراجم المتقدمين والمتأخرين، فبعض المصادر عدّتهما شخصين إلا أنّ عباس إقبال آشتياني أثبت في تعاليقه على حدائق السحر من خلال ذكر بعض الأدلة، أنّ هذين الاسمين لشخص واحد، وقد أذعن بعض الباحثين أيضاً لهذا الرأي ، لكنّ القرائن تشير إلى أنهما شخصان.

وقد ذكر القزويني الرازي في عدة مواضع أبا المعالي بألقاب النحاص والسام والمصور، واستنبط رياحي في تعاليقه على نزهة المجالس أنّ أبا المعالي النحاس كان رساماً أيضا، وذلك استناداً إلى قول القزويني الرازي، وإلى أبيات من قصيدة نسبها العوفي إلى أبي المعالي، وقد استخدمت فيها بعض مصطلحات فن الرسم.

وأمّا المصادر التي اعتبرت أبا المعالي النحاس شاعراً آخر غير أبي المعالي الرازي، فقد خلطوا بين ترجمته وترجمة أبي المعالي عضد الدين سديد الملك المفضل بن عبد الرزاق، عارض جيش ملكشاه وبركيارق ومحمد الذي كان يتمتع بدوره بفصاحة وبلاغة أدبيتين وهو خطأ.

تراثه الأدبي

وقد بقيت لأبي المعالي قصائد وأبيات متناثرة في المجاميع الشعرية وكتب التراجم، ولكن لم يصلنا حتى الآن ديوان مستقل له، وبالإضافة إلى الأبيات المعدودة التي نقلها هدايت عنه، فقد نسب له العوفي والجاجرمي. ثلاث قصائد أيضاً.

كما نسبت إليه قصيدة أيضاً في نزهت نامه علائي، واعتبرها رياحي من الأشعار المنسوبة للرودكي، كما نقلت عنه 6 رباعيات في نزهة المجالس للشرواني.

المصادر والمراجع

• الراوندي، محمد، راحة الصدور وآية السرور، تحقيق: محمد إقبال ومجتي مينوي، طهران، 1364 ش.
• العوفي، محمد، لباب الألباب، تحقيق: إدوارد بروان، ليدن، 1906 م.
• القزويني الرازي، عبد الجليل، النقض، تحقيق: جلال الدين المحدث الأرموي، 1331 ش.
• هدايت، رضاقلي، مجمع الفصحاء، تحقيق: مظاهر مصفا، طهران، 1336 هـ.
• الجويني، تاريخ جهانكشاي، تحقيق: محمد القزويني، ليدن، 1916 م.
• أوحدي البلياني، محمد، عرفات العاشقين، ، مخطوطة مكتبة ملك الوطنية، رقم،5324 .
• صفا، ذبيح الله، تاريخ الأدب في إيران (الفارسي: تاريخ أدبيات در إيران)، طهران، 1363 هـ.
• رياحي، محمد أمين، تعاليق على نزهة المجالس.
• شهمردان بن أبي الخير، نزهت نامه علائي، تحقيق: فرهنك جهانبور، طهران، 1362 هـ.
• المنشي الكرماني، ناصر الدين، نسائم الأسحار من لطائم الأخبار، تحقيق: جلال الدين المحدث الأرموي، طهران، 1364 هـ.
• خواند مير، غياث الدين، دستور الوزراء، تحقيق: سعيد نفيسي، طهران، 1355 هـ.
• شبلي النعماني، محمد، شعر العجم، ترجمة، محمد تقي داعي كيلاني، طهران، 1363 هـ.
  • إقبال آشتياني، عباس، تعاليق على حدائق السحر لرشيد الدين الوطواط، طهران، 1308 هـ.
• إقبال آشتياني، عباس، وزارت در عهد سلاطين بزرك سلجوق (التعريب: الوزراة في عهد سلاطين السلاجقة الكبار)، تحقيق: محمد تقي دانش بجوه ويحيي ذكاء، طهران، 1338 ش.
• محجوب، محمد جعفر، سبك خراساني در شعر فارسي (التعريب: الأسلوب الخراساني في الشعر الفارسي)، طهران، 1345 ش.
• الجاجرمي، محمد، مؤنس الأحرار، تحقيق: مير صالح طبيبي، طهران، 1350 ش.
• الشرواني، جمال خليل، نزهة المجالس، تحقيق، محمد أمين رياحي، طهران، 1366 ش.