مستخدم:Jamei/الملعب/الثاني

من ويكي شيعة

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، المعروف بـأمير المؤمنين، (13 رجب سنة 23 قبل الهجرة ـــ 21 رمضان سنة 40 هـ)، هو الإمام الأول عند مذاهب الشيعة. صحابي، وراوي، وكاتب للوحي، ورابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنة. ابن عم النبي الأكرم (ص) وصهره. زوج السيدة فاطمة (ع)، وأبو الإمامين الحسن والحسين وجدّ تسعة آخرين من أئمة الشيعة. والده أبو طالب، وأمه فاطمة بنت أسد. ذكر علماء الشيعة ومعظم علماء السنة أنه ولد في الكعبة، وهو أول رجل آمن بالنبي (ص)، وتعتقد الشيعة أن الإمام على (ع) حمل أعباء الخلافة بأمر من الله ونص من النبي (ص) فهو الخليفة المباشر وبلا فصل بعد الرسول الأعظم (ص). وعُدّ للإمام علي (ع) فضائل كثيرة، ففي يوم الدار عيّنه النبي (ص) وصيّه وخليفته، وعندما تآمرت قريش لقتل النبي (ص) بات الإمام علي في فراشه صيانة لرسول الله من كيد الأعداء، وبالتالي هاجر النبي (ص) إلى المدينة خفيةً، وآخى النبي (ص) بينه وبين نفسه، وتروي مصادر الشيعة، وبعض مصادر أهل السنة أن حوالي 300 آية من القرآن الكريم نزلت في فضائله، ومنها: آية المباهلة، وآية التطهير، كما تدل بعضها على عصمته أيضاً. شارك علي (ع) في جميع غزوات الرسول (ص)، ما عدا غزوة تبوك، حيث استخلفه النبي (ص) على المدينة. قائلا: (انت مني بمنزلة هارون من موسى)فله مواقف بدرية و حنينية و خيبرية ففي غزوة بدر قتل ابطال المشركين ورموزهم، وفي غزوة أحد دافع عن النبي (ص) مستميتا وتفدى بنفسه دون الرسول حتى اثخن بالجراح، وفي غزوة خندق قتل عمرو بن عبدود، و بعد اشتباك عنيف بينهما غلب جيش الإسلام على يد علي بن ابي طالب، وقتل العامري بضربة علي فنزل جبرائيل الأمين قائلا : ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين وفي غزوة خيبر قلع باب الحصن، وحسمت المعركة. وبعد أن أدّى النبي (ص) حجة الوداع، وبناء على آية التبليغ أمر الناس أن يجتمعوا في منطقة غدير خم، ثم ألقى خطبة الغدير، ورفع يد الإمام علي (ع)، وقال: «من كنت مولاه، فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، وهنّأ بعض الصحابة كـعمر بن الخطاب الإمام علي (ع) بإمرة المؤمنين بعد هذه الخطبة، ولقّبوه بـأمير المؤمنين، ويرى مفسرو الشيعة وبعض أهل السنة أن آية الإكمال نزلت في هذا اليوم، وتستدل الشيعة على الخلافة بعد النبي بعبارة "من كنت مولاه فعلي مولاه" والتي نطق به النبي (ص) يوم الغدير، وبناء عليه، ترى الشيعة أن هويتها وما يميزها عن سائر الفرق هو اعتقادها بتنصيب الإمام علي (ع) من قبل الله خليفةً للنبي (ص)، وفي قبالة ذلك ترى أهل السنة أن تعيين الخليفة تمّ باختيارالصحابة أبابكر، في سقيفة بني ساعدة يذكر بعض المورخين أنّ ثمة أسباب حالت دون وصول الإمام علي (ع) إلى الحكم بعد النبي (ص) واستخلافه، منها الضغائن وحب الرئاسة والنزعات القبلية، وهناك خلاف بشأن بيعة علی لأبي بکر بين المؤرخين، فأوردت الأخبار أن الإمام علي (ع) وفي نقاش صريح محتدم مع أبي بكر ندّد بإغماض أبي بكرعن حق أهل بيت النبي في أمر الخلافة وتخلّفه عنهم في واقعة السقيفة، وبناء على ما أوردته المصادر الشيعية ومصادر أهل السنة أن أتباع الخليفة هجموا على بيت الإمام علي (ع) لأخذ البيعة، الأمر الذي أدى إلى إصابة السيدة فاطمة (ع) وإسقاط جنينها ومن ثم استشهادها، فالإمام علي (ع) استنكرقضية السقيفة في مواقف كثيرة وفي مناسبات عديدة، ويذكرأن الخلافة كانت من حقه بعد النبي (ص)، ومن أشهرها ما ورد في الخطبة الشقشقية. وكان الإمام علي (ع) في فترة حكم الخلفاء الثلاثة بمعزل عن الشؤون السياسية والحكومية، منشغلا بتقديم الخدمات العلمية والاجتماعية، منها جمع القرآن الكريم والذي اشتهر بمصحف الإمام علي (ع)، وتقديم النصيحة والرأي للخلفاء في مختلف الشؤون كـالقضاء، والإنفاق على الفقراء، وشراء ألف عبد وتحريرهم، والزراعة والتشجير، وحفر القنوات، وبناء المساجد، ووقف الأماكن والممتلكات والتي بلغت مواردها ربما إلى أربعة آلاف دينار. انصاع الإمام علي (ع) لـلخلافة والحكم بعد مقتل عثمان بن عفان، وذلك بإصرارٍ من الناس، فصار يبذل اهتماما بالغا للعدالة في زمن خلافته، ووقف أمام توزيع بيت المال وتقسيم ثروات المسلمين التي تداولت آنذاك بحسب سجلّ الأشخاص كما فعلوه الخلفاء من قبله، فأمر بتوزيع بيت المال بين العرب والعجم وبين أطياف المجتمع الإسلامي بتوازن ومساواة، كما أمر بإرجاع جميع الأراضي إلى بيت المال، والتي منحها عثمان إلى مختلف الشخصيات في عهده. وكان الإمام علي (ع) جادّا وغير متسامح في تنفيذ الشريعة الإسلامية، والتطبيق الصارم للقانون، والأسلوب الصحيح لإدارة الدولة، الأمر الذي جعل البعض لا يطيقونه، وكان شديدا في منهجه هذا حتى مع أقرب أصحابه، وكان يعتقد الإمام علي (ع) أن مراعاة الحقوق المتبادلة بين الحاكم والناس لها ثمرات كثيرة، وعندما عيّن مالك الأشتر لولاية مصر أمره بحسن الخلق إلى الناس سواءا كان مسلماً أوغير المسلم والتعامل بالإنسانية مع الجميع، واندلعت ثلاث حروب في فترة حكمه القصيرة وهي معركة الجمل، وصفين والنهروان. ختم ملف حياته الشريفة، باستشهاده في محراب مسجد الكوفة حال صلاته، على يد أحد الخوارج باسم ابن ملجم المرادي، ودفن في النجف خفية في جنح الليل، ومدفنه من الأماكن المقدسة لدى الشيعة، كما يعتنى بزيارته أيضا، ودفنت شخصيات بارزة إلى جواره. ويعود تأسيس معظم العلوم لدى المسلمين كـالنحو والكلام، والفقه والتفسير إلى الإمام علي (ع)، ويعتقد مختلف فرق التصوف أنهم يصلون إلى الإمام علي (ع)، وما زالت له مكانة سامية وشأن رفيع في أوساط الشيعة، فهو الأفضل، والأتقى، والأعلم بعد النبي (ص)، وخليفته بالحق من منظار الشيعة، فهناك من الصحابة من تبع الإمام علي (ص) منذ حياة النبي (ص) وعرفوا بشيعته، وكتاب نهج البلاغة مختارات من كلامه وخطبه، وهناك مكتوبات نُسبت إليه وهي بخطه ومما أملى عليه الرسول (ص)، كما ألّفت كتب عديدة حول شخصيته وبمختلف اللغات.