بين الحرمين

هذه الصفحة تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة.
من ويكي شيعة

بين الحرمين، هو المكان الواقع بين مقام الإمام الحسين ومقام أبو الفضل العباس، وهو عبارة عن مسار طوله 378 متراً. في الماضي كانت المنازل والمحلات التجارية منتشرة في المساحة بين الحرمين، وخلال عهد صدام تم هدم الأماكن السكنية والمباني في هذه المنطقة بدافع توسعة أطراف الحرمين، فأنشئت المساحة الحالية بينهما. بعد سقوط صدام، أصبح توسيع الحرمين وتطويرهما من المهام الأساسية لمنصة إعادة إعمار العتبات المقدسة في إيران والعراق.

مصطلح بين الحرمين

بالرجوع إلى الكتب التاريخية والسير الذاتية وحتى الموسوعات القديمة وقصائد الشعراء، يظهر أن لفظ بين الحرمين لم يكن مألوفاً قبل هدم المنازل والمباني الموجودة بين الحرمين. والاسم الوحيد الذي يمكن ملاحظته لسوق بين الحرمين الواقع في طهران، والذي بني في عهد القاجار، ويقع بين مسجد شاه وجامع طهران. دخل هذا المصطلح في الأدب العاشورائي بعد تعديل المساحة بين الحرمين في كربلاء.

أشير في الأحاديث إلى كل من مكة والمدينة بلفظ الحرم،[١] كما أشير إليهما معاً بلفظ الحرمين. وقد ورد مصطلح "بين الحرمين" في المصادر الروائية القديمة، ويشير إلى المسافة الواقعة بين مكة والمدينة المنورة، وذكرت لها آثار وأحكام. على سبيل المثال، روي عن الإمام الصادق أنه قال: {مَنْ مَاتَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي الْآمِنِينَ}.[٢] ومن أحكامها، كراهة الصلاة في بعض الأماكن منها مثل ذات الجيش،[٣] وأيضاً ذكرت بعض الأحداث التي ستجري بين الحرمين كعلامات للظهور. [٤] في السنوات الأخيرة، أطلق الشيعة، وخاصة الإيرانيين، على المنطقة الواقعة بين مرقد النبي محمد ومقام أئمة الشيعة في البقيع اسم "بين الحرمين". يستخدم مصطلح بين الحرمين أيضاً في الحالات التي توجد فيها مساحة بين حرمين (سواء حرم أحد الأئمة المعصومين أو حرم أحد أولاد الأئمة)، مثل الفاصلة بين ضريح أحمد بن موسى وضريح السيد علاء الدين حسين في شيراز، والرواق الفاصل بين ضريح الإمام زادة حمزة وضريح عبد العظيم الحسني، الذي سمي برواق بين الحرمين. [٥]

إنشاء بين الحرمين

قبل إنشاء بين الحرمين، كان الفاصل بين الضريحين حيّا كباقي أحياء كربلاء الأخرى، وكان يحتوي على أزقة ضيقة ومتعرجة ومنازل ومحلات تجارية. كان السيد محسن الحكيم يفكر في تطوير وربط الحرمين، ولكن الأمر كان بعيد المنال، فمن جهة كان شراء المنازل والمحلات التجارية مكلفاً، ومن جهة أخرى كان كسب رضا أصحابها صعباً. ومما زاد صعوبة الأمر وجود المدارس والمساجد في هذه المنطقة.

في عام 1393هـ تولت وزارة الأوقاف العراقية إدارة العتبات المقدسة في العراق وتم تشكيل فريق عمل لإعادة بناء وتطوير الحرمين عام 1400هـ.

وفي محرم 1405هـ أعلن صدام عند حضوره في كربلاء تخصيص عشرات الملايين من الدنانير لتطوير العتبات وربطها بمساحة واحدة. في هذا المشروع، تم امتلاك الأراضي والأحياء المحيطة بالضريح. وتم منح مليون دينار عراقي - أي ما يعادل 10 ملايين دولار آنذاك- لمحافظ كربلاء لتطوير الأضرحة وبناء بين الحرمين. [٦]


بعد عامين، في 3 جمادى الثاني 1407هـ (2 فبراير 1987)، تم الإعلان عن افتتاح بين الحرمين بالإضافة أمور أخرى مثل تذهيب قبة الإمام الحسين. [٧] خلال خطة توسيع الحرمين، هدمت المنازل والمحلات التجارية على بعد 40 متراً. كما تم هدم بعض المعالم التاريخية والحوزات والمساجد القديمة، وكذلك بعض مقابر الكبار. [٨]

على جانبي بين الحرمين، كانت تقع بعض المباني التجارية وبقيت موجودة حتى عام 1991م، حيث تعرضت للإتلاف في أعقاب الانتفاضة الشعبانية جرّاء الصدامات التي دارت بين الثوار والجيش البعثي. بعد استعادة صدام السيطرة على المنطقة، دمرت المباني المحيطة ببين الحرمين بالكامل مما جعل المساحة بين الحرمين أوسع،[بحاجة لمصدر] وفي عام 1415هـ قام شيعة بغداد بزراعة الأشجار في المساحة المفتوحة بين الحرمين. [٩]

تسببت الانتفاضة الشيعية في عام 1991م وحملات القوات البعثية على كربلاء بالعديد من الأضرار التي لحقت بالمقامات. على الرغم من أن حكومة صدام سعت إلى إعادة الإعمار في السنوات التالية، إلا أن آثار الهجوم على الأضرحة ظلت حتى الفترة التي تلت الإطاحة بصدام.

موقع بين الحرمين

بين الحرمين هو الفاصل بين حرم الإمام الحسين وحرم أبو الفضل عباس، ويبلغ طوله 378 متراً. تظهر الصور الجوية القديمة أن الفاصل بين الحرمين لم يكن مساحة مفتوحة، بل كان مليئاً بالمنازل السكنية والأزقة الضيقة، وكان هناك شارع من حرم الإمام الحسين إلى حرم أبي الفضل عباس. وفي عهد صدام، هدمت المباني بين الحرمين على مرحلتين، فصارت مساحة مفتوحة مثل شارع واسع أصبح معروفاً فيما بعد ببين الحرمين.

تطويع المساحة للزائرين

بعد الإطاحة بنظام صدام ومع تنفيذ خطط إعادة إعمار العتبات المقدسة في العراق، كانت خطة إعادة بناء وتوسيع مقام الإمام الحسين ومقام أبي الفضل عباس على رأس قائمة المهام. وفي غضون ذلك، تم تطويع المساحة المفتوحة التي أنشئت بين المقامين لأجل الزوّار. بالنظر للموقع المناسب لبين الحرمين، وبالأخص استخدام هذه المنطقة في مراسم العزاء المليوني لزوار الأربعين، تم بدء مشروع توسيع بين الحرمين.

خطة توسعة بين الحرمين

بدأت خطة توسعة بين الحرمين في تشرين الأول عام 2010م بهدف تجهيز المحيط بما يتناسب مع الأجواء الروحية، وتوفير التسهيلات والخدمات اللازمة للزوار في هذه المنطقة وتسهيل تنقلهم بين مقام الإمام الحسين ومقام أبي الفضل عباس. في أحد مشاريع هذه الخطة، بدأ هدم بعض المباني والفنادق الموجودة ضمن نطاق المخطط، وتبلغ مساحة هذا المشروع حوالي 1.5 مليون متر مربع، تبدأ من شارع "ميثم التمار" مروراً بشارع "الجمهورية" إلى الجانب الآخر من بين الحرمين.

ونظرا لارتفاع الأبنية والفنادق في هذه المنطقة، كانت هناك حاجة إلى مبالغ كبيرة لشرائها وهدمها، والتي ساهمت الحكومة العراقية بجزء منها، بالإضافة لبعض ميزانية بلدية كربلاء والهدايا والنذور المبذولة للعتبات. ومن المتوقع أن تكتمل الخطة بحلول عام 2035. [١٠]

ترصيف أرضية بين الحرمين

من المشاريع الأخرى لبين الحرمين مشروع ترصيف الأرضية. بدأت عملية الترصيف عام بالرخام الإيطالي 2010م من قبل وزارة الإعمار والإسكان العراقية بمبلغ 25 مليار و393 مليون دينار عراقي، وبمساحة 24,270 متر مربع في، اكتمل في آب 2013. وتشمل هذه الخطة ترصيف بين الحرمين بالرخام وتشييد المظلات وتطوير البنية التحتية والتركيبات الكهربائية ومبردات المياه ومكيفات الهواء وكاميرات المراقبة والأجهزة الصوتية. الحجر المستخدم في منطقة بين الحرمين يشبه تماما الحجر المستخدم في فناء المسجد الحرام، والذي يبلغ سمكه 5 سم وله خاصية الحفاظ على برودة المحيط.

بالإضافة إلى هذا المشروع تم تنفيذ مشروع شبكة ري المساحات الخضراء، وشبكة الصرف الصحي، وشبكة الكهرباء، والإنارة، وتصفية المياه، ومبردات المياه، والمواضئ، وبعض أنظمة التحكم والمعلومات، وجهاز النداء، وإنذار الحريق، وغيرها من الإمكانات التي يُحتاج إليها.[١١]

مشروع سفينة النجاة بين الحرمين

مشروع سفينة النجاة هو أكبر مخطط طرح لتوسيع بين الحرمين، والذي سيبنى فيه بناء مؤلف من طابقين في المساحة الفاصلة بين مقام الإمام الحسين ومقام أبي الفضل العباس، مع الحفاظ على الوضع الحالي للمقامين. تم اقتراح هذا المخطط من قبل مهندسين إيرانيين، ثم طرح من قبل منصة إعادة إعمار العتبات المقدسة في إيران في المناقصة الدولية للمخطط الشامل لبين الحرمين، وأخيراً بموافقة الحكام الدوليين فاز بأعلى نقاط في المزايدة. [١٢]

الهوامش

المصادر والمراجع