مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خديجة الكبرى عليها السلام»
ط
←زواجها من النبي (ص)
imported>Ali110110 |
imported>Ali110110 |
||
سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
===زواجها من النبي (ص) === | ===زواجها من النبي (ص) === | ||
{{زوجات النبي (ص)}} | {{زوجات النبي (ص)}} | ||
أجمعت المصادر التأريخية على أنّ السيدة خديجة (عليها السلام) هي أُولى [[زوجات النبي (ص)]] تزوجها وهو في الخامسة والعشرين من عمره، هذا ما ذهب إليه ابن عبد البر في ''الاستيعاب''،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 25.</ref> قائلا: وتزوج رسول الله (ص) خديجة بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يوماً في عقب [[صفر]] سنة ست وعشرين وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم [[عام الفيل|الفيل]].<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 35.</ref> ولكنه نقل عن الزهري قوله: كانت سن [[رسول الله]] (ص) يوم تزوّج خديجة (ع) إحدى وعشرين سنة.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 35.</ref> وذهب المسعودي أيضا إلى كون السيدة خديجة (عليها السلام) هي أولى زوجات النبي (ص).<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 282.</ref> وهذا ما أكده البسوي وغيره من المصادر.<ref>الفسوي، المعرفة والتاريخ، ج 3، ص 267.</ref> وقال ابن الأثير في معرض تأكيده لذلك: وأوّل امرأة تزوجها (ص) خديجة بنت خويلد قبل [[البعثة]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5 ،ص 293.</ref> ونقل ابن الأثير الأقوال المختلفة في سنّه (ص) حين تزوجها والتي ترددت بين 21، 22، 25، 28، 30، 37.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5 ،ص 293.</ref> | أجمعت المصادر التأريخية على أنّ السيدة خديجة (عليها السلام) هي أُولى [[زوجات النبي (ص)]] تزوجها وهو في الخامسة والعشرين من عمره، هذا ما ذهب إليه ابن عبد البر في ''الاستيعاب''،<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 25.</ref> قائلا: وتزوج رسول الله (ص) خديجة بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يوماً في عقب [[صفر]] سنة ست وعشرين وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم [[عام الفيل|الفيل]].<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 35.</ref> ولكنه نقل عن الزهري قوله: كانت سن [[رسول الله]] (ص) يوم تزوّج خديجة (ع) إحدى وعشرين سنة.<ref>ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 35.</ref> وذهب [[المسعودي]] أيضا إلى كون السيدة خديجة (عليها السلام) هي أولى زوجات النبي (ص).<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 282.</ref> وهذا ما أكده البسوي وغيره من المصادر.<ref>الفسوي، المعرفة والتاريخ، ج 3، ص 267.</ref> وقال ابن الأثير في معرض تأكيده لذلك: وأوّل امرأة تزوجها (ص) خديجة بنت خويلد قبل [[البعثة]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5 ،ص 293.</ref> ونقل ابن الأثير الأقوال المختلفة في سنّه (ص) حين تزوجها والتي ترددت بين 21، 22، 25، 28، 30، 37.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5 ،ص 293.</ref> | ||
كذلك اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في سن خديجة (عليها السلام) حينما تزوجها الرسول (ص) والتي ترددت بين الخامسة والعشرين والسادسة والأربعين إلا أّن الأكثرية ذكروا أنّها كانا في سن الأربعين.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 639؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ،ص 174؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98 وج 9، ص459؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 280.</ref> ونقل المسعودي غير تلك التحديدات.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 287.</ref> ومنهم من حدد ذلك بالخامسة والعشرين<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.</ref> ومنهم من قال عمرها ثمانية وعشرين عاما<ref>البلاذري، أنساب الاشراف، ج 1، ص 98.</ref> و30 عاما<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ، ج 2، ص 200؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 264.</ref> و35 عاما<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 1، ص 265.</ref> و44 و45 عاما.<ref>ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 2، ص 275؛ النووي، تهذيب الأسماء، ج 2، ص 342.</ref> و46 عاما.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.</ref> | كذلك اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في سن خديجة (عليها السلام) حينما تزوجها الرسول (ص) والتي ترددت بين الخامسة والعشرين والسادسة والأربعين إلا أّن الأكثرية ذكروا أنّها كانا في سن الأربعين.<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 639؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ،ص 174؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98 وج 9، ص459؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 280.</ref> ونقل المسعودي غير تلك التحديدات.<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 287.</ref> ومنهم من حدد ذلك بالخامسة والعشرين<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.</ref> ومنهم من قال عمرها ثمانية وعشرين عاما<ref>البلاذري، أنساب الاشراف، ج 1، ص 98.</ref> و30 عاما<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ، ج 2، ص 200؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 264.</ref> و35 عاما<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ج 1، ص 265.</ref> و44 و45 عاما.<ref>ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 2، ص 275؛ النووي، تهذيب الأسماء، ج 2، ص 342.</ref> و46 عاما.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 98.</ref> | ||
سطر ٥٩: | سطر ٥٩: | ||
ومن الصعب الخروج بنتيجة جازمة في تحديد سنّها عند زواجها من النّبي (ص)، ولكن لو أخذنا بعين الاعتبار مدة معايشتها للنبي (ص) والتي بلغت خمساً وعشرين سنة، خمس عشرة سنة منها قبل [[البعثة]] والعشر الأخرى بعد البعثة<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 72.</ref> هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنّ سن خديجة حين وفاتها كان 63 سنة أو 50 كما رجح ذلك البيهقي، حينئذ يتردد سن خديجة وفقا للقولين بين الأربعين والخامسة والعشرين. فإذا ذهبنا إلى ما رجّحه البيهقي وأنها توفيت في الخمسين من العمر يكون عمرها حين الزواج 25 سنة، وهذا ما رجحّه بعض الباحثين.<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 201 - 202.</ref> إلا أنّ المشكلة التي تواجه هذا الاحتمال هي خلو المصادر المعتبرة منه. من هنا من الصعب الجزم به. لكن يمكن الاستناد إلى قرينة أخرى وهي وفاة [[القاسم بن محمد|القاسم]] بن الرسول (ص) فإنه لما توفي بعد البعثة<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.</ref> كشف ذلك عن كون ولادته كانت وعمر خديجة (عليها السلام) 55 سنة وهذا أمر بعيد جداً، فإذا ضممنا ذلك إلى ما ذهب إليه بعض أعلام [[الشيعة]] من أنّ النّبي تزوجها (س) وهي باكر<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 1، ص 159.</ref> من جهة ومن المستبعد أنّ امراة كخديجة {{عليه السلام}} تبقى بلا زواج إلى سن الأربعين، فمن ضم هذه القرائن نخرج بنتيجة مؤداها أنّ عمرها عند زواجها مردد بين الخامسة والعشرين والثامنة والعشرين.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 202.</ref> | ومن الصعب الخروج بنتيجة جازمة في تحديد سنّها عند زواجها من النّبي (ص)، ولكن لو أخذنا بعين الاعتبار مدة معايشتها للنبي (ص) والتي بلغت خمساً وعشرين سنة، خمس عشرة سنة منها قبل [[البعثة]] والعشر الأخرى بعد البعثة<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 295؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 72.</ref> هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنّ سن خديجة حين وفاتها كان 63 سنة أو 50 كما رجح ذلك البيهقي، حينئذ يتردد سن خديجة وفقا للقولين بين الأربعين والخامسة والعشرين. فإذا ذهبنا إلى ما رجّحه البيهقي وأنها توفيت في الخمسين من العمر يكون عمرها حين الزواج 25 سنة، وهذا ما رجحّه بعض الباحثين.<ref>البيهقي، دلائل النبوة، ج 2، ص 71؛ العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 201 - 202.</ref> إلا أنّ المشكلة التي تواجه هذا الاحتمال هي خلو المصادر المعتبرة منه. من هنا من الصعب الجزم به. لكن يمكن الاستناد إلى قرينة أخرى وهي وفاة [[القاسم بن محمد|القاسم]] بن الرسول (ص) فإنه لما توفي بعد البعثة<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 294.</ref> كشف ذلك عن كون ولادته كانت وعمر خديجة (عليها السلام) 55 سنة وهذا أمر بعيد جداً، فإذا ضممنا ذلك إلى ما ذهب إليه بعض أعلام [[الشيعة]] من أنّ النّبي تزوجها (س) وهي باكر<ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 1، ص 159.</ref> من جهة ومن المستبعد أنّ امراة كخديجة {{عليه السلام}} تبقى بلا زواج إلى سن الأربعين، فمن ضم هذه القرائن نخرج بنتيجة مؤداها أنّ عمرها عند زواجها مردد بين الخامسة والعشرين والثامنة والعشرين.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص)، ج 2، ص 202.</ref> | ||
والجدير بالذكر هنا أنّ المعيار في الزواج الصحيح هو وحدة الفكر والهدف وسمو الأخلاق والعلاقات الزوجية الحميمة، لا العمر فإنّه يأتي بدرجة لاحقة لما مر، ولاريب أنّ هذا الزواج المقدس كان الغرض منه أمراً | والجدير بالذكر هنا أنّ المعيار في الزواج الصحيح هو وحدة الفكر والهدف وسمو الأخلاق والعلاقات الزوجية الحميمة، لا العمر فإنّه يأتي بدرجة لاحقة لما مر، ولاريب أنّ هذا الزواج المقدس كان الغرض منه أمراً مقدسا، وكانت المثل الإلهية العليا هي التي تدفع لتحقيق ذلك الزواج، يقول ابن اسحاق: لما بلغ خديجة عن رسول الله (ص) ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مال تاجراً إلى [[الشام]] وتعطيه أفضل ما تعطى غيره من التجار. مع غلام لها يقال له [[ميسرة]]، فقبله رسول الله (ص) فخرج بذلك المال ثم أقبل قافلا إلى [[مكة]] ومعه ميسرة، فكان ميسرة يحدثها عما شاهده من كرامات النبي (ص) وأخلاقه في تلك الرحلة، وكانت خديجة (عليها السلام) امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد [[الله]] بها من كرامتها. فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله (ص)، وعرضت عليه الزواج.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 293.</ref> وقال ابن سيد الناس: إن خديجة (عليها السلام) لما رأت من كرامات الرسول (ص) قالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك، ووسطتك في قومك وأمانتك، وحسن خلقك وصدق حديثك.<ref>ابن سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 63.</ref> وقد أشار إلى هذه المثل العليا التي جرّت إلى الزواج المبارك ابن الاثير في أسد الغابة.<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 23.</ref> | ||
===أبناؤها === | ===أبناؤها === |