انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أولو العزم»

ط
imported>Foad
طلا ملخص تعديل
imported>Foad
سطر ٤: سطر ٤:
لقد اختلفت وجهات النظر في مَن هم أصحاب أولوا العزم، وهل لديهم رسالة سماوية عالمية، أو أن رسالتهم كانت محدودة.
لقد اختلفت وجهات النظر في مَن هم أصحاب أولوا العزم، وهل لديهم رسالة سماوية عالمية، أو أن رسالتهم كانت محدودة.


== المقصود من أولي العزم ==
==المقصود من أولي العزم==
 
كلمة "أولوا" تأتي بمعنى [[الأصحاب]]، وجاءت كلمة العزم في اللغة بمعنى الإرادة القوية المستقرة. يقول [[الراغب الأصفهاني]] في [[مفردات الراغب|كتابه المفردات]]: "كلمة العزم تعني: اتخاذ القرار للقيام بعملٍ ما"<ref>الراغب، مفردات الراغب، كلمة عزم.</ref> . وفي اللغة الفارسية المكتوبة فإن الألفين في لفظ "أولوا العزم" تكتب ألف واحدة فقط (اولو).<ref>صادقي، علي أشرف، القاموس الإملائي للخط الفارسي، ص 79.</ref>
كلمة "أولوا" تأتي بمعنى [[الأصحاب]]، وجاءت كلمة العزم في اللغة بمعنى الإرادة القوية المستقرة. يقول [[الراغب الأصفهاني]] في [[مفردات الراغب|كتابه المفردات]]: "كلمة العزم تعني: اتخاذ القرار للقيام بعملٍ ما"<ref>الراغب، مفردات الراغب، كلمة عزم.</ref> . وفي اللغة الفارسية المكتوبة فإن الألفين في لفظ "أولوا العزم" تكتب ألف واحدة فقط (اولو) <ref>صادقي، علي أشرف، القاموس الإملائي للخط الفارسي، ص 79.</ref>.


أما فيما يخص بالمقصود من "أولوا العزم" ومن هم أنبياء أولوا العزم، فإنه يوجد لدينا ثلاثة نظريات مختلفة في هذا الأمر:
أما فيما يخص بالمقصود من "أولوا العزم" ومن هم أنبياء أولوا العزم، فإنه يوجد لدينا ثلاثة نظريات مختلفة في هذا الأمر:
=== أصحاب الصبر ===
===أصحاب الصبر===
يعتقد البعض أن كلمة العزم تأتي بمعنى [[الصبر]]، وفسروا ذلك بأن أنبياء أولوا العزم كان لديهم الكثير من التحمل والصبر في مواجهة المشكلات والصعوبات التي واجهتهم أثناء نشرهم للأحكام الإلهية بين الناس. ومرّد ذلك إلى آية أولوا العزم، والتي أتت فيها صفة الصبر إحدى الصفات التي تمتع بها أنبياء أولوا العزم.<ref>العاملي، إبراهيم، تفسير العاملي، ج7، ص523 - السايس، محمد علي، تفسير آيات الأحكام، ص 680 - المراغي، أحمد بن مصطفى، تفسير المراغي، ج21، ص 123 - ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 26، ص 57.</ref>
يعتقد البعض أن كلمة العزم تأتي بمعنى [[الصبر]]، وفسروا ذلك بأن أنبياء أولوا العزم كان لديهم الكثير من التحمل والصبر في مواجهة المشكلات والصعوبات التي واجهتهم أثناء نشرهم للأحكام الإلهية بين الناس. ومرّد ذلك إلى آية أولوا العزم، والتي أتت فيها صفة الصبر إحدى الصفات التي تمتع بها أنبياء أولوا العزم.<ref>العاملي، إبراهيم، تفسير العاملي، ج 7، ص 523 - السايس، محمد علي، تفسير آيات الأحكام، ص 680 - المراغي، تفسير المراغي، ج 21، ص 123؛ ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 26، ص 57.</ref>
=== أصحاب العهد ===
===أصحاب العهد===
استند بعض [[التفسیر|المفسرين]] إلى العديد من [[الروايات]] التي فسّرّت كلمة العزم في عبارة "أولوا العزم" بمعنى العهد، واستدلوا بذلك أيضاً على الآيتين (7 - 8) من [[سورة الأحزاب]] والتي أشارت إلى مسألة أخذ [[البيعة]] والعهد من الأنبياء الكبار مثل: نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد عليهم السلام. وأشارت بعض الآيات الأخرى إلى اسم [[النبي آدم]] عليه السلام والذي لم يوفق في الالتزام بالعهد الإلهي، وعُبرّ عن هذا الأمر بخسارة العزم.<ref>طه، 115</ref>
استند بعض [[التفسیر|المفسرين]] إلى العديد من [[الروايات]] التي فسّرّت كلمة العزم في عبارة "أولوا العزم" بمعنى العهد، واستدلوا بذلك أيضاً على الآيتين (7 - 8) من [[سورة الأحزاب]] والتي أشارت إلى مسألة أخذ [[البيعة]] والعهد من الأنبياء الكبار مثل: نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد عليهم السلام. وأشارت بعض الآيات الأخرى إلى اسم [[النبي آدم]] عليه السلام والذي لم يوفق في الالتزام بالعهد الإلهي، وعُبرّ عن هذا الأمر بخسارة العزم.<ref>طه، 115</ref>


وبناءً على هذا، فإن كلمة العزم تأتي بمعنى العهد<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج6، ص 342 - القمي المشهدي، كنز الدقائق، ج8، ص360.</ref> ، وتطلق على الأنبياء الإلهيين الذين أقرّوا بالعبودية والطاعة التامة لله سبحانه وتعالى<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج11، ص35 - ابن القيم، تفسير القرآن الكريم، ج6، ص342.</ref> ، أو الذين اعترفوا بالولاية الإلهية لخاتم الأنبياء محمد وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج11، ص 35 - ابن القيم، تفسير القرآن الكريم، ج6، ص 342.</ref> .
وبناءً على هذا، فإن كلمة العزم تأتي بمعنى العهد،<ref>ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 6، ص 342؛ القمي المشهدي، كنز الدقائق، ج 8، ص 360.</ref> وتطلق على الأنبياء الإلهيين الذين أقرّوا بالعبودية والطاعة التامة لله سبحانه وتعالى،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 11، ص 35؛ ابن القيم، تفسير القرآن الكريم، ج 6، ص 342.</ref> أو الذين اعترفوا بالولاية الإلهية لخاتم الأنبياء محمد وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 11، ص 35؛ ابن القيم، تفسير القرآن الكريم، ج 6، ص 342.</ref>


=== أصحاب الشريعة ===
===أصحاب الشريعة===
وبالاستناد إلى بعض الروايات، فسّرّ عدد آخر من المفسرين مصطلح أولوا العزم أنهم الأنبياء الذين نزلت عليهم الرسائل والكتب الإلهية.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج2، ص 213 - الطبرسي، جوامع الجوامع، ج6، ص27 و29 - حقي برسوي، روح البيان، ج8، 495 - القمي المشهدي، كنز الدقائق، ج 12، ص 203، مغنية، تفسير المبين، ص 550.</ref>
وبالاستناد إلى بعض الروايات، فسّرّ عدد آخر من المفسرين مصطلح أولوا العزم أنهم الأنبياء الذين نزلت عليهم الرسائل والكتب الإلهية.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج2، ص 213 - الطبرسي، جوامع الجوامع، ج6، ص27 و29 - حقي برسوي، روح البيان، ج 8، ص 495؛ القمي المشهدي، كنز الدقائق، ج 12، ص 203؛ مغنية، تفسير المبين، ص 550.</ref>


فعلى سبيل المثال، رواية عن [[الإمام]] [[علي الرضا]] عليه السلام سُئِل فيها: "'''لماذا يطلق على بعض الأنبياء لفظ أولوا العزم؟ فقال الإمام عليه السلام: لأن نوح عليه السلام بُعث حاملاً كتاباً وشريعةً إلهية، وكل نبي أتى بعده عَمل وفقاً لكتابه وشريعته وأسلوبه، حتى جاء إبراهيم عليه السلام بكتابٍ وصحفٍ جديدة، وكل نبي أتى بعده عمل طبقاً لسنة إبراهيم عليه السلام، ثم جاء سيدنا موسى عليه السلام بكتابٍ وشريعة جديدة، وبعده أيضاً سيدنا عيسى عليه السلام أتى بالإنجيل والذي كان شريعةً جديدة، وكان كل النّاس يعملون وفقاً لشريعة سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام إلى عصر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله. والذي قَدِمّ بالقرآن الكريم وشريعة جديدة سيبقى حلالها وحرامها على ما هي عليه إلى يوم القيامة'''"<ref>البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج5، ص51 - الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج5، ص19 - القمي المشهدي، كنز الدقائق، ج12، ص 206 - البحراني، تفسير البرهان، ج4، ص80 - الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، ص 178.</ref>.
فعلى سبيل المثال، رواية عن [[الإمام]] [[علي الرضا]] عليه السلام سُئِل فيها: "'''لماذا يطلق على بعض الأنبياء لفظ أولوا العزم؟ فقال الإمام عليه السلام: لأن نوح عليه السلام بُعث حاملاً كتاباً وشريعةً إلهية، وكل نبي أتى بعده عَمل وفقاً لكتابه وشريعته وأسلوبه، حتى جاء إبراهيم عليه السلام بكتابٍ وصحفٍ جديدة، وكل نبي أتى بعده عمل طبقاً لسنة إبراهيم عليه السلام، ثم جاء سيدنا موسى عليه السلام بكتابٍ وشريعة جديدة، وبعده أيضاً سيدنا عيسى عليه السلام أتى بالإنجيل والذي كان شريعةً جديدة، وكان كل النّاس يعملون وفقاً لشريعة سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام إلى عصر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله. والذي قَدِمّ بالقرآن الكريم وشريعة جديدة سيبقى حلالها وحرامها على ما هي عليه إلى يوم القيامة'''".<ref>البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 5، ص 51؛ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 5، ص 19؛ القمي المشهدي، كنز الدقائق، ج 12، ص 206؛ البحراني، تفسير البرهان، ج 4، ص 80؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 178.</ref>.


كان بعض الأنبياء الإلهيين أصحاب كتبٍ سماوية، ولكن كتبهم لم تكن كتب أحكام وشريعة مستقلة وجديدة، وهكذا بالنسبة لسيدنا آدم، [[شيث]]، [[ادريس]]، و[[داوود]] عليهم السلام كانوا أصحاب كتبٍ سماوية إلا أنهم لم يكونوا من أنبياء أولي العزم<ref>الطباطبائي، الميزان، ج2، ص142.</ref> .
كان بعض الأنبياء الإلهيين أصحاب كتبٍ سماوية، ولكن كتبهم لم تكن كتب أحكام وشريعة مستقلة وجديدة، وهكذا بالنسبة لسيدنا آدم، [[شيث]]، [[ادريس]]، و[[داوود]] عليهم السلام كانوا أصحاب كتبٍ سماوية إلا أنهم لم يكونوا من أنبياء أولي العزم.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 142.</ref>


== عدد أنبياء أولوا العزم ==
== عدد أنبياء أولوا العزم ==
مستخدم مجهول