مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أم سلمة (زوجة النبي)»
ط
←أم سلمة وأهل البيت{{هم}}
imported>Bassam ط (←في المدينة) |
imported>Bassam |
||
سطر ٥٤: | سطر ٥٤: | ||
==أم سلمة وأهل البيت{{هم}}== | ==أم سلمة وأهل البيت{{هم}}== | ||
كانت أم سلمة ملازمة لركب [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]]{{هم}}، وكانت راسخة القدم في موقفها منهم{{هم}}، يذكر المؤرخون بأنها كانت بعد وفاة [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]]{{صل}} من أشدّ المدافعين عن [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} عامة وعن [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|السيدة فاطمة]]{{عليها السلام}} خصوصاً عندما أنكر [[أبو بكر]] ميراثها من [[النبي]]{{ص}} في قضية [[فدك]]، حيث خاطبت القوم قائلة: ألمثل فاطمة{{عليها السلام}} يقال هذا، وهي الحوراء بين الإنس! أتزعمون أن [[رسول الله]]{{صل}} حرّم عليها ميراثه، ولم يعلمها، وقد قال الله له{{قرآن| '''وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ'''}} وهي خيرة النساء، فحرمت أم سلمة تلك السنة [[عطاء|عطاءها]].<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ج 1، ص 39.</ref> | كانت أم سلمة ملازمة لركب [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]]{{هم}}، وكانت راسخة القدم في موقفها منهم{{هم}}، يذكر المؤرخون بأنها كانت بعد وفاة [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]]{{صل}} من أشدّ المدافعين عن [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} عامة وعن [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|السيدة فاطمة]]{{عليها السلام}} خصوصاً عندما أنكر [[أبو بكر]] ميراثها من [[النبي]]{{ص}} في قضية [[فدك]]، حيث خاطبت القوم قائلة: ألمثل فاطمة{{عليها السلام}} يقال هذا، وهي الحوراء بين الإنس! أتزعمون أن [[رسول الله]]{{صل}} حرّم عليها ميراثه، ولم يعلمها، وقد قال الله له{{قرآن| '''وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ'''}} وهي خيرة النساء، فحرمت أم سلمة تلك السنة [[عطاء|عطاءها]].<ref>الطبري، دلائل الإمامة، ج 1، ص 39.</ref> | ||
===حرب الجمل=== | ===حرب الجمل=== | ||
{{مفصلة|معركة الجمل}} | {{مفصلة|معركة الجمل}} | ||
بعد مقتل [[عثمان بن عفان|عثمان]] لحق [[طلحة]] و[[الزبير]] ب[[عائشة]] إلى [[مكة]] فحرضاها على الخروج، فأتت أم سلمة، فقالت لها: إن ابن عمي وزوج أختي أعلماني أن عثمان قتل مظلوماً، وأن أكثر الناس لم يرض ببيعة [[الإمام علي عليه السلام|علي]]{{ع}}، وأن جماعة ممن في [[البصرة]] قد خالفوا، فلو خرجت بنا لعل الله أن يصلح أمر أمّة محمد{{صل}} على أيدينا؟ فقالت لها أم سلمة: إن عماد الدين لا يقام بالنساء، حماديات النساء غض الأبصار، وخفض الأطراف، وجرّ الذيول. إن الله وضع عني وعنك هذا، ما أنت قائلة لو أن [[رسول الله]]{{صل}} عارضك بأطراف الفلوات قد هتكت حجاباً قد ضربه عليك؟.<ref>اليعقوبي، | بعد مقتل [[عثمان بن عفان|عثمان]] لحق [[طلحة]] و[[الزبير]] ب[[عائشة]] إلى [[مكة]] فحرضاها على الخروج، فأتت أم سلمة، فقالت لها: إن ابن عمي وزوج أختي أعلماني أن عثمان قتل مظلوماً، وأن أكثر الناس لم يرض ببيعة [[الإمام علي عليه السلام|علي]]{{ع}}، وأن جماعة ممن في [[البصرة]] قد خالفوا، فلو خرجت بنا لعل الله أن يصلح أمر أمّة محمد{{صل}} على أيدينا؟ فقالت لها أم سلمة: إن عماد الدين لا يقام بالنساء، حماديات النساء غض الأبصار، وخفض الأطراف، وجرّ الذيول. إن الله وضع عني وعنك هذا، ما أنت قائلة لو أن [[رسول الله]]{{صل}} عارضك بأطراف الفلوات قد هتكت حجاباً قد ضربه عليك؟.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، صص 180 - 181.؛ الدينوري، الإمامة والسياسة، ج 1، صص 57 - 58.؛ ابن أبي طاهر، بلاغات النساء، ج 1، صص 15 - 16.؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 4، صص 316 - 317.؛ الصدوق، معاني الأخبار، ج 1، ص 357.</ref> | ||
وبعد أن يئست من عائشة كتبت إلى [[الإمام علي عليه السلام|علي]]{{ع}} تُعلمه خبر القوم قائلة له: يا أمير المؤمنين{{ع}}، لولا أن أعصي الله عز وجل وأنك لا تقبله مني لخرجت معك، وهذا ابني عمر- و الله لهو أعزّ عليّ من نفسي- يخرج معك فيشهد مشاهدك فخرج فلم يزل معه، واستعمله على [[البحرين]] ثم على [[فارس]] ويقال على [[حلوان]] و [[ماه]] و[[ماسبذان]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 430. الطبري، التاريخ، ج 4، | وبعد أن يئست من عائشة كتبت إلى [[الإمام علي عليه السلام|علي]]{{ع}} تُعلمه خبر القوم قائلة له: يا أمير المؤمنين{{ع}}، لولا أن أعصي الله عز وجل وأنك لا تقبله مني لخرجت معك، وهذا ابني عمر- و الله لهو أعزّ عليّ من نفسي- يخرج معك فيشهد مشاهدك فخرج فلم يزل معه، واستعمله على [[البحرين]] ثم على [[فارس]] ويقال على [[حلوان]] و [[ماه]] و[[ماسبذان]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 430.؛ الطبري، التاريخ، ج 4، صص 451 - 452.</ref> | ||
===محبتها للإمام الحسين{{ع}}=== | ===محبتها للإمام الحسين{{ع}}=== | ||
[[ملف:مقبرة أم سلمة باب الصغير.jpg|تصغير|المرقد المنسوب لأم سلمة في مقبرة باب الصغير.]] | [[ملف:مقبرة أم سلمة باب الصغير.jpg|تصغير|المرقد المنسوب لأم سلمة في مقبرة باب الصغير.]] | ||
عرفت أم سلمة بحبّها الشديد [[أهل البيت عليهم السلام|لأهل البيت]]{{هم}}، فقد روي عن [[الإمام الباقر عليه السلام|الباقر]]{{ع}} أنه قال: « لما أراد [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]]{{ع}} الخروج إلى [[العراق]] بعثت إليه أم سلمة، وهي التي كانت ربّته، وكان أحب الناس إليها، وكانت أرق الناس عليه....»<ref>ابن حمزة، الثاقب في المناقب، | عرفت أم سلمة بحبّها الشديد [[أهل البيت عليهم السلام|لأهل البيت]]{{هم}}، فقد روي عن [[الإمام الباقر عليه السلام|الباقر]]{{ع}} أنه قال: « لما أراد [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]]{{ع}} الخروج إلى [[العراق]] بعثت إليه أم سلمة، وهي التي كانت ربّته، وكان أحب الناس إليها، وكانت أرق الناس عليه....»<ref>ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ج 1، ص 330.</ref> وقد روى صاحب [[أسد الغابة]]: «... دخلت على أم سلمة، وهي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله{{صل}} في المنام، وعلى رأسه و لحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله{{صل}}؟ قال: شهدت قتل الحسين{{ع}}آنفاً».<ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1 ، ص 500.</ref> | ||
====دور أم سلمة في واقعة كربلاء==== | ====دور أم سلمة في واقعة كربلاء==== | ||
{{مفصلة|واقعة عاشوراء}} | {{مفصلة|واقعة عاشوراء}} | ||
روى [[العلامة محمد باقر المجلسي|العلامة المجلسي]] في [[البحار الأنوار|البحار]]، أنه لمَّا أَراد اللَّهُ أَن يقبضهُ{{صل}} أَورث عليّاً علمهُ وسلاحهُ وما هناكَ ثمَّ صار إِلى [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]]{{ع}} وإِلى [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]]{{ع}} ثمَّ حين استشهد الحسينُ{{ع}} استودعهُ أُمَّ سلمة.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 26، ص 209. الكليني، | روى [[العلامة محمد باقر المجلسي|العلامة المجلسي]] في [[البحار الأنوار|البحار]]، أنه لمَّا أَراد اللَّهُ أَن يقبضهُ{{صل}} أَورث عليّاً علمهُ وسلاحهُ وما هناكَ ثمَّ صار إِلى [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]]{{ع}} وإِلى [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]]{{ع}} ثمَّ حين استشهد الحسينُ{{ع}} استودعهُ أُمَّ سلمة.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 26، ص 209.؛ الكليني، الكافي، ج 1، ص 235.؛ الحر العاملي، إثبات الهداة، ج 5، ص 216.</ref> مما يكشف عن عظم منزلتها عند [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]]{{هم}} أيضاً، رواية التربة التي كانت عندها والتي رواها العامة والخاصة، وقد أعطاها [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي المصطفى]]{{صل}} لها حين أتى بها [[جبرئيل]]{{ع}} إلى [[النبي]]{{صل}} وحين اُسري به{{صل}} هناك. فأتى بها{{صل}} بيده الشريفة وأعطاها إلى أم سلمة وهي تربة حمراء، فقال لها{{صل}}: «احتفظي بها، فإذا صارت دما فإن ابني قد قُتل» قالت: فوضعتها في قارورة زجاج وكنت أنظر إليها كل يوم، وأبكي ، حتى صار [[عاشوراء|يوم العاشر من المحرم]]، نظرت إليها وقت الصبح فوجدتها على حالها، ثم عدت إليها بعد الزوال فاذا هي دم عبيط، فصحت وصرخت.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، صص 89-227-232، ج 44، ص 225-231-236-239.؛ الحر العاملي، إثبات الهداة، ج 5، ص 192.؛ الصدوق، الأمالي، ص 120.</ref> وأخبرت الناس باستشهاد [[الحسين]]{{ع}}. | ||
==مخالفتها لمعاوية== | ==مخالفتها لمعاوية== |