حصار نبل والزهراء

من ويكي شيعة
(بالتحويل من محاصرة نبل والزهراء)
حصار نبّل والزهراء
صورة لفرحة أهالي نبل والزهراء بتحرير البلدتين
الموقعبلدتا نبّل والزهراء في مدينة حلب شمال سوريا
التاريخبين عامي 2012م و2016م
الضحاياأكثر من 730 بين قتيل وجريح، و123 مخطوفاً من أهالي البلدتين
المنفذونالجماعات التكفيرية
الدافعالضغط على الحكومة السورية لتحصيل مكاسب سياسية


حصار نُبُّل والزهراء؛ هو حصار على بلدتين شيعيّتين شمال سوريا فرضته المجموعات التكفيرية المعارضة بين عامي 2012م و2015م. وخلال هذا الحصار عانى أهالي هاتين البلدتين من صعوبات شديدة في الحصول الغذاء والدواء رغم أنهما تقعان على بعد 20 كم من مدينة حلب.

تمّ كسر هذا الحصار على يد التحالف السوري الإيراني ضد التكفيريين، ومن الناحية الاستراتيجية؛ جلب هذا النصر معه انتصارات في معارك أخرى فيما بعد. وبلغت ضحايا هذا الحصار أكثر من 720 بين قتيل وجريح، و123 أسيراً بحسب ما أوردته بعض التقارير.

الأهمية والمكانة

نُبّل والزهراء بلدتان يفصلهما 5 كيلومترات عن بعضهما البعض، وتقعان على بعد 20 كيلومتراً عن مدينة حلب و40 كيلومتراً عن الحدود التركية.[١] وفي بدايات المعارك بين الطرفين تمكّن أهالي المنطقة من أن يمنعوا سقوط البلدتين من خلال تشكيل لجان شعبية. يقطن هاتين البلدتين غالبية شيعية من حدود 60 ألف نسمة، بالإضافة إلى 15 ألف شيعي آخرين ممّن لجأ إليهما جرّاء الأحداث الأخيرة. وسعت القوات التكفيرية إلى الضغط على حزب الله اللبناني والنظام السوري للقبول بمطالبهم من خلال الضغط المتزايد على أهالي البلدتين.[٢]

وكان للسيطرة على نبّل والزهراء أهمية بالغة للتكفيريين، وذلك بهدف إكمال السيطرة على جبهة شرق سوريا، وكذلك منع التحاق شباب تلك المنطقة بالقوات السورية. كما أنّ لهذه المنطقة مكانة استراتيجية كبيرة تضاعف من أهميّتها حيث أنها تشرف على المناطق المجاورة لها.[٣]

تسلسل الأحداث

المناطق المظلّلة باللون الأحمر كانت مناطق محاصرة من قبل التكفيريين

في الثامن من نيسان عام 2012م قام أحد الفصائل التكفيرية ويدعى (فصيل نور الشهداء) بأسر 17 شابّاً من أهالي هاتين البلدتين، فقام على إثرها مجموعة من أهالي البلدتين بأسر عدد من أعضاء هذا التنظيم المسلح ليفتحوا الطريق أمام تبادل للأسرى بين الطرفين. وفي السابع عشر من أيار من نفس العام (أي بعد حوالي شهرين من حادثة الأسر) قام التكفيريون بمنع دخول الغذاء والدواء إلى البلدتين.[٤] وفي الثالث والعشرين من أيار قامت الفصائل التكفيرية التابعة للقاعدة وجبهة النصرة بمحاصرتهما بشكل كامل، وأغلقت هذه الفصائل جميع طرق المساعدات للبلدتين. وخلال فترة الحصار عانى الأهالي صعوبات شديدة في الحصول على المتطلبات الأولية للحياة. ومع هذا كان القوات السورية تحاول إلقاء بعض البضائع إليهم من خلال المروحية. وكانت الفصائل التكفيرية تحاول منع وصول أي مساعدة إليهم من خلال استهداف المروحية وأهالي المنطقة. كما سعت القوات التكفيرية لدفع البلدتين للاستسلام من خلال إطلاق قذائف الهاون والرصاص. واستمرّ هذا الحصار لمدة ثلاث سنوات.[٥]

وخلال سنوات الحصار تمكنت مساعدات الهلال الأحمر من الوصول إلى نبّل والزهراء مرتين فقط، وكانت تشمل الخيام والدواء.[٦] وكانت العصابات التكفيرية قد أعلنت سابقاً أنها ستقتل سكان نبل والزهراء وكفريا والفوعة بشكل مفجع حتى تجعل منهم عبرة لبقية السوريين.[٧]

التحرير

تمكنّت قوات الجيش السوري بالتعاون مع بقية القوات الحليفة من خلال عمليات متعدّدة من انتزاع سيطرة القوات التكفيرية على العديد من البلدات والمدن التي كانوا يحتلّونها، وفي الثاني من شباط عام 2016م استطاعت قوات النظام السوري من السيطرة على القرى المحيطة بهاتين البلدتين.[٨]

وبعد أن تركّز اهتمام قوات داعش على كفريا والفوعة في مدينة إدلب؛ قرّرت القوات السورية وكذلك القيادات الإيرانية المحاربة لتنظيم داعش في سوريا تحرير نبّل والزهراء من خلال عملية مباغتة. وكان قاسم سليماني ومحمد جعفر أسدي من بين قادة القوات الإيرانية المسؤولة عن هذا الملف. وفي الثالث من شباط عام 2016م تمّ فك الحصار عن هاتين البلدتين.[٩]

وقال أمين حطيط العميد الركن المتقاعد والمحلل العسكري اللبناني أنّ هذه العملية يمكن توصيفها على أنها عملية معقدّة واحترافية، نظراً لأنواع الأسلحة المستخدمة فيها، وعدم وقوع خسائر في صفوف أهالي هذه المنطقة.[١٠]

الخسائر

أُطلق على نُبّل والزهراء أكثر من 15000 قذيفة هاون وصاروخ طوال فترة الحصار.[١١] وبحسب تقرير لوكالة عرب برس الأخبارية فقد قُتل أكثر من 620 شخصاً وأصيب 110 آخرون خلال هذه الفترة. كما تمّ اختطاف وأسر 123 شخصاً من أهالي هاتين البلدتين منهم 26 امرأة و17 طفلاً والبقية من الرجال.[١٢] وقيل بأنّ 55 مقاتلاً من التكفيريين قُتلوا أثناء عملية التحرير.[١٣]

النتائج

أدّى تحرير هاتين البلدتين لتوجيه ضربات هامّة لمحور التكفيريين في سوريا من النواحي النفسية والاستراتيجية، ومن هنا استطاع النظام السوري أن يستفيد من هذه الورقة في "مفاوضات جنيف" الرامية لحل الأزمة اعتماداً على الوقائع الجديدة التي حقّقها على الأرض.[١٤] وقد أدّى صمود أهالي هاتين البلدتين في مواجهة حصار القوات التكفيرية إلى تحوّلهم لرمز للمقاومة طوال الصراع مع داعش.[١٥] كما مهّد فكّ الحصار عن نبّل والزهراء إلى فكّ الحصار عن كفريا والفوعة أيضاً فيما بعد.[١٦]

مؤلَّفات

تمّ تأليف بعض الكتب حول حصار نبّل والزهراء باللغة الفارسية، ومنها كتاب إيرانيها آمدند (بمعنى: جاء الإيرانيون) وهو من تأليف أمير محمد عباس نجاد، والذي تحدّث عن تحرير نبل والزهراء عبر لواء القدس 16 للمهام التابع لمحافظة (جيلان) الإيرانية.[١٧]

الهوامش

  1. نبذة عن نبل والزهراء اللتين قهرتا الحصار، موقع قناة المنار؛ «چند گام تا شکست حصر "نبل" و "الزهرا"»، باشگاه خبرنگاران جوان.
  2. نبل والزهراء... اقتراب الحسم، موقع قناة العالم؛ «محاصرة "نبل و الزهرا" شكسته شد»، وكالة تسنيم للأنباء.
  3. مدينة "نبل".. أيقونة الريف الشمالي، سوريا مدونة وطن؛ «محاصرة "نبل و الزهرا" شكسته شد»، وكالة تسنيم للأنباء.
  4. تسلسل زمني-معركة حلب السورية، وكالة رويترز للأنباء؛ «شکست محاصرة نبل والزهرا بعداز1277 روز»، وكالة إيرنا للأنباء.
  5. إرهابيو حلب يقصفون بلدتي "نبل والزهراء" بصواريخ الغراد، وكالة تسنيم للأنباء؛ فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء، وكالة مهر للأنباء.
  6. «شکست محاصرة نبل والزهرا بعداز1277 روز»، وكالة إيرنا للأنباء؛ الإمدادات الإنسانية العاجلة تصل إلى ريف حلب، أخبار الأمم المتحدة.
  7. «نبل و الزهراء نماد مقاومت يا پيروزي»، وكالة إيسنا للأنباء؛ “هيهات منا الذلة” .. رمز إنتصار نبل والزهراء، وكالة شفقنا للأنباء.
  8. نبل والزهراء... اقتراب الحسم، موقع قناة العالم؛ «چند گام تا شكست حصر "نبل" و "الزهرا"»، باشگاه خبرنگاران جوان.
  9. الجيش السوري واللجان يكسرون حصاراً ارهابياً ظالماً عن بلدتي "نبل" و"الزهراء" دام 4 سنوات، وكالة تسنيم للأنباء؛ «آزادسازي نبل و الزهراء به روايت سردار أسدي»، وكالة تسنيم للأنباء.
  10. «شکست محاصرة نبل والزهرا بعداز1277 روز»، وكالة إيرنا للأنباء.
  11. إرهابيو حلب يقصفون بلدتي "نبل والزهراء" بصواريخ الغراد، وكالة تسنيم للأنباء؛ «شکست محاصرة نبل والزهرا بعداز1277 روز»، وكالة إيرنا للأنباء
  12. «نبل و الزهراء؛ مقاومت اسطوره‌اي در محاصرة مطلق»، صاحب نيوز؛ حكاية معاناة نساء وأطفال «نبل» و «الزهراء» في أسر المسلحين، وكالة تسنيم للأنباء؛ مأساة مخطوفي بلدتي نبل والزهراء على طريق الأمل، موقع قناة الميادين؛ نبل والزهراء... اقتراب الحسم، موقع قناة العالم.
  13. «سورية: محاصرة مناطق شيعة نشين نبل و الزهراء شكسته شد»، وكالة شفقنا للأنباء.
  14. خبير عسكري سوري: فك حصار نبّل والزهراء نصر استراتيجي أكبر من نصر عسكري، وكالة فارس للأنباء.
  15. “هيهات منا الذلة” .. رمز إنتصار نبل والزهراء، وكالة شفقنا للأنباء.
  16. «نبل و الزهراء نماد مقاومت یا پيروزي»، وكالة إيسنا للأنباء.
  17. «روايت محاصرة تا آزادسازي دو شهر شیعة نشين سورية»، وكالة إيبنا للأنباء.

المصادر والمراجع