انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة حنين»

أُضيف ٤١ بايت ،  ١٢ أغسطس ٢٠١٥
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Madani
imported>Madani
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{تطوير مقال}}
{{تطوير مقال}}
'''غزوة حُنين''' وقعت بعد فتح مكّة مباشرة وذلك في السنة الثامنة للهجرة (630م) في منطقة حُنين، بين جيش المسلمين بقيادة النبي الأكرم  {{صل}} من جهة وبين المشركين من قبيلتي هوازِن وثقيف من جهة أخرى الساكنين في منطقة الطائف. حيث مالت كفّة الحرب في بدايتها لصالح المشركين بسبب الخطة التي اعتمدها المشركون وحضور المسلمين الجدد في المعركة، والتي كادت أن تعصف بجيش المسلمين وتنتهي بمقتل النبي الأكرم  {{صل}}، إلا أنّ المسلمين أعادوا تنظيم صفوفهم ورجعوا مرّة أخرى إلى المعركة بقوّة ليكون النصر حليفاً لهم في نهاية المطاف مستولين على كثير من الغنائم والأسرى.
'''غزوة حُنين''' وقعت بعد فتح مكّة مباشرة وذلك في السنة الثامنة للهجرة (630م) في منطقة حُنين، بين جيش المسلمين بقيادة [[النبي الأكرم]] {{صل}} من جهة وبين المشركين من قبيلتي هوازِن وثقيف من جهة أخرى الساكنين في منطقة الطائف. حيث مالت كفّة الحرب في بدايتها لصالح المشركين بسبب الخطة التي اعتمدها المشركون وحضور المسلمين الجدد في المعركة، والتي كادت أن تعصف بجيش المسلمين وتنتهي بمقتل النبي الأكرم  {{صل}}، إلا أنّ المسلمين أعادوا تنظيم صفوفهم ورجعوا مرّة أخرى إلى المعركة بقوّة ليكون النصر حليفاً لهم في نهاية المطاف مستولين على كثير من الغنائم والأسرى.
== تاريخ الغزوة واسماؤها ==
== تاريخ الغزوة واسماؤها ==
ذكر المؤرخون حول تاريخ الغزوة أن رسول الله   {{صل}} لمّا افتتح مكّة لثلاث عشرة مضت من رمضان، وكان فتح مكّة يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة، فأقام  {{صل}} بمكّة خمس عشرة ليلة، ثم غدا يوم السبت لستّ ليال خلون من شوّال إلى منطقة حُنين. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3 ، ص 889 ؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 137 ، 150 ؛ البلاذري، أحمد بن يحيى، انساب الاشراف، ج 1، ص 438 .</ref>
ذكر المؤرخون حول تاريخ الغزوة أن رسول الله {{صل}} لمّا افتتح مكّة لثلاث عشرة مضت من رمضان، وكان فتح مكّة يوم الجمعة لعشر بقين من [[رمضان]] من السنة الثامنة للهجرة، فأقام  {{صل}} بمكّة خمس عشرة ليلة، ثم غدا يوم السبت لستّ ليال خلون من شوّال إلى منطقة [[معركة حنين|حُنين]]. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3 ، ص 889 ؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 137 ، 150 ؛ البلاذري، أحمد بن يحيى، انساب الاشراف، ج 1، ص 438 .</ref>


== سبب الغزوة ==
== سبب الغزوة ==
بعد فتح مكة وإستسلام معظم أهلها، أو إسلام القبائل المحيطة بمكة فضلاً عن قبائل قريش ومشايخه، إلاّ (هوازن) و(ثقيف) فإنهم عتوا عن أمر رسول اللّه (ص) وفكّروا في اجتياح المسلمين والإغارة عليهم، فاجتمعوا وجمعوا الجموع والسلاح وقالوا: إنّ محمداً قاتله قوم لم يحسنوا القتال ولم يكن لهم علم بالحرب فغلب عليهم، ونحن اُولوا بصيرة في الحرب وتجربة في القتال، فسوف نغلبه. ثم عزموا على قصده قبل أن يقصدهم، وقالوا: قبل أنّ يظهر ذلك منه سيروا إليه. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 885 ؛ البلاذري، أحمد بن يحيى، انساب الاشراف، ج 1، ص 438 .</ref>وفي رواية أخرى: كانت ثقيف وهوازن قد جمعوا قبل ذلك حين سمعوا بمخرج رسول الله من المدينة، وهم يظنون أنّه إنمّا يريدهم حيث خرج من المدينة، فلمّا أتاهم أنّه قد نزل مكّة، أقبلت هوازن عامدين إلى النبي  {{صل}} وأقبلت معهم ثقيف، حتى نزلوا حُنيناً. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 70.</ref>
بعد فتح مكة وإستسلام معظم أهلها، أو إسلام القبائل المحيطة بمكة فضلاً عن قبائل [[قريش]] ومشايخه، إلاّ (هوازن) و(ثقيف) فإنهم عتوا عن أمر رسول اللّه (ص) وفكّروا في اجتياح المسلمين والإغارة عليهم، فاجتمعوا وجمعوا الجموع والسلاح وقالوا: إنّ محمداً قاتله قوم لم يحسنوا القتال ولم يكن لهم علم بالحرب فغلب عليهم، ونحن اُولوا بصيرة في الحرب وتجربة في القتال، فسوف نغلبه. ثم عزموا على قصده قبل أن يقصدهم، وقالوا: قبل أنّ يظهر ذلك منه سيروا إليه. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 885 ؛ البلاذري، أحمد بن يحيى، انساب الاشراف، ج 1، ص 438 .</ref>وفي رواية أخرى: كانت ثقيف وهوازن قد جمعوا قبل ذلك حين سمعوا بمخرج رسول الله من المدينة، وهم يظنون أنّه إنمّا يريدهم حيث خرج من المدينة، فلمّا أتاهم أنّه قد نزل مكّة، أقبلت هوازن عامدين إلى النبي  {{صل}} وأقبلت معهم ثقيف، حتى نزلوا حُنيناً. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 70.</ref>
وقد سمّيت الغزوة بيوم حُنين تارة <ref>سورة التوبة، آيه 25 ؛ ابن حزم، جوامع السيرة، وخمس رسائل أخرى، ص 241 .</ref>ووقعة حُنين، <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 62 .</ref> وغزاة حُنين، <ref> أحمد بن يحيى البلاذري، أنساب الأشراف، ج ۱، ص 438 .</ref>وغزوة هوازِن <ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 149 ؛ المسعودي، التنبيه والأشراف، ص 269 .</ref> ووقعة هوازِن تارة أخرى. <ref> ابن حزم، جوامع السيرة، وخمس رسائل أخرى، ص 241 .</ref>
وقد سمّيت الغزوة بيوم حُنين تارة <ref>سورة التوبة، آيه 25 ؛ ابن حزم، جوامع السيرة، وخمس رسائل أخرى، ص 241 .</ref>ووقعة حُنين، <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 62 .</ref> وغزاة حُنين، <ref> أحمد بن يحيى البلاذري، أنساب الأشراف، ج ۱، ص 438 .</ref>وغزوة هوازِن <ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 149 ؛ المسعودي، التنبيه والأشراف، ص 269 .</ref> ووقعة هوازِن تارة أخرى. <ref> ابن حزم، جوامع السيرة، وخمس رسائل أخرى، ص 241 .</ref>


سطر ٣٣: سطر ٣٣:


=== الخطوات الاحترازية التي قام بها النبي (ص) قبل المعركة ===
=== الخطوات الاحترازية التي قام بها النبي (ص) قبل المعركة ===
روى محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن حسين (الإمام الباقر {{عليه السلام}}، قال: لمّا أجمع رسول الله  {{صل}} السير إلى هوازن ليلقاهم، ذكر له أنّ عند صفوان بن أميّه أدراعاً وسلاحاً، فأرسل إليه، فقال: يا أبا أميّة - وهو يومئذ مشرك-: أعرنا سلاحك هذا نلق فيه عدونا غداً. فقال له صفوان: أغصباً يا محمد! قال: بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك، قال: ليس بهذا بأس، فأعطاه مائه درع بما يصلحها من السلاح. <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 73 ؛ قس شمسشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص 312 .</ref>
روى محمد بن إسحاق، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن حسين [[الإمام الباقر]] {{عليه السلام}}، قال: لمّا أجمع [[رسول الله]] {{صل}} السير إلى هوازن ليلقاهم، ذكر له أنّ عند صفوان بن أميّه أدراعاً وسلاحاً، فأرسل إليه، فقال: يا أبا أميّة - وهو يومئذ مشرك-: أعرنا سلاحك هذا نلق فيه عدونا غداً. فقال له صفوان: أغصباً يا محمد! قال: بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك، قال: ليس بهذا بأس، فأعطاه مائه درع بما يصلحها من السلاح. <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 73 ؛ قس شمسشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص 312 .</ref>
فخرج إليهم رسول الله في جيش عظيم عدتهم اثنا عشر ألفاً: عشرة آلاف أصحابه الذين فتح بهم مكة، وألفان من أهل مكّة ممّن أسلم عام الفتح. قالوا وخرج رجال من مكّة مع النبيّ  {{صل}} فلم يغادر منهم أحداً- على غير دين- ركباناً ومشاة، ينظرون لمن تكون‏ الدائرة فيصيبون من الغنائم، ولا يكرهون أن تكون الصّدمة- شدّة المصيبة- لمحمّد  {{صل}} وأصحابه‏.وانتهى رسول الله  {{صل}} إلى حُنين بمعيّة من كان معه من المسلمين مساءَ ليلة الثلاثاء لعشر ليال خلون من شوّال.
فخرج إليهم رسول الله في جيش عظيم عدتهم اثنا عشر ألفاً: عشرة آلاف أصحابه الذين فتح بهم مكة، وألفان من أهل مكّة ممّن أسلم عام الفتح. قالوا وخرج رجال من مكّة مع النبيّ  {{صل}} فلم يغادر منهم أحداً- على غير دين- ركباناً ومشاة، ينظرون لمن تكون‏ الدائرة فيصيبون من الغنائم، ولا يكرهون أن تكون الصّدمة- شدّة المصيبة- لمحمّد  {{صل}} وأصحابه‏.وانتهى رسول الله  {{صل}} إلى حُنين بمعيّة من كان معه من المسلمين مساءَ ليلة الثلاثاء لعشر ليال خلون من شوّال.


سطر ١٠٥: سطر ١٠٥:


*الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، بلا تا.
*الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، بلا تا.
*المسعودي، علي بن الحسين، التنبيه والاشراف، ترجمه أبو القاسم باينده، طهران، انتشارات علمي وفرهنگي، 1365ه  
*المسعودي، علي بن الحسين، التنبيه والاشراف، ترجمه أبو القاسم باينده، طهران، انتشارات علمي وفرهنگي، 1365ه
*النويري، احمد بن عبد الوهاب، نهاية الإرب في فنون الأدب، القاهرة، 1923- 1990م.
*النويري، احمد بن عبد الوهاب، نهاية الإرب في فنون الأدب، القاهرة، 1923- 1990م.
*الواقدي، محمدبن عمر، كتاب المغازي، طبعة مارسدن جونز، لندن 1966 ، طبعة افست القاهرة، بلا ‌تا.
*الواقدي، محمدبن عمر، كتاب المغازي، طبعة مارسدن جونز، لندن 1966 ، طبعة افست القاهرة، بلا ‌تا.
مستخدم مجهول