مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العبادة»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
العبادة هو مصطلح دينيّ [[الفقه|فقهيّ]] ، له علاقة بتلك الأعمال الخاصّة الّتي أوجبها المولى تعالى على عبده، ولها ربطٌ بعلاقة العبد بخالقه، فالعبادات كمصطلح فقهيّ يقابل مفهوم [[المعاملات]] ، الّذي هو الآخر له علاقة بمعاملات النّاس في ما بينهم . كما أنّ للعبادات معناً لغويّاً أعم من المعنى الفقهيّ الاصطلاحيّ ، وهو مطلق الطّاعة مع الخضوع والتّذلّل للّه تعالى .<ref>راجع: مركز المعجم الفقهي، المصطلحات، لا ن.، لا س. لا. م، ص1963.</ref> | '''العبادة''' هو مصطلح دينيّ [[الفقه|فقهيّ]] ، له علاقة بتلك الأعمال الخاصّة الّتي أوجبها المولى تعالى على عبده، ولها ربطٌ بعلاقة العبد بخالقه، فالعبادات كمصطلح فقهيّ يقابل مفهوم [[المعاملات]] ، الّذي هو الآخر له علاقة بمعاملات النّاس في ما بينهم . كما أنّ للعبادات معناً لغويّاً أعم من المعنى الفقهيّ الاصطلاحيّ ، وهو مطلق الطّاعة مع الخضوع والتّذلّل للّه تعالى .<ref>راجع: مركز المعجم الفقهي، المصطلحات، لا ن.، لا س. لا. م، ص1963.</ref> | ||
{{الأحكام}} | {{الأحكام}} | ||
== | == مفهوم العبادة == | ||
=== العبادة لغة=== | |||
العبادة هو مصدر ، يُشتق منه فعل " عَبَدَ ، يَعبُدُ " ، وهو يفيد معنى الخضوع والتذلّل ، فيقال فلان استَعْبَدَ فلان : أي اتّخذه عبدًا ، و لفظ " عَبَدَ" لا يقال إلاّ لمن عَبدَ [[الله]] {{عز وجل }} <ref>كتاب العين : للفراهيدي ، ج 2 ص 1123 ، حرف العين، مادة عبد .</ref>. | العبادة هو مصدر ، يُشتق منه فعل " عَبَدَ ، يَعبُدُ " ، وهو يفيد معنى الخضوع والتذلّل ، فيقال فلان استَعْبَدَ فلان : أي اتّخذه عبدًا ، و لفظ " عَبَدَ" لا يقال إلاّ لمن عَبدَ [[الله]] {{عز وجل }} <ref>كتاب العين : للفراهيدي ، ج 2 ص 1123 ، حرف العين، مادة عبد .</ref>. | ||
وقع الخلاف بين [[الوهابية|الوهابيّة]] وباقي المذاهب الإسلامية [[أهل السنة|بسنّتها]] و[[الشيعة|شيعتها]] في تحديد مفهوم العبادة ، وكذلك في تِبيان مصاديقه ، فكان للوهابية رأي خاص بهم في تعريف وتبيان مصاديق العبادة ، وهذا الفهم الخاطئ للعبادة هو الذي أوقعهم في تكفير أتباع المذاهب الأخرى ، ولم يستثنوا منهم أحدًا . | |||
=== عند الشيعة === | |||
وقع الخلاف بين | |||
=== | |||
لمفهوم العبادة معنيان : عام وخاص . | لمفهوم العبادة معنيان : عام وخاص . | ||
* | *المعنى العام : يقصد به « كل فعلٍ وكل قولٍ خيريّ ، بل كل حركة يقوم بها العبد امتثالاً لأوامر المولى تعالى او امتثالاً لنَوَاهِهِ » ، وهو يشمل المعاملات والعبادات ، بل يشمل كل حركة من حركات الإنسان . | ||
* | *المعنى الخاص : هو « تلك الأعمال التي فرضها المولى تعالى على عبده ، والمشروطة بنية الامتثال قربة لله {{عز وجل}} » ، بمعنى أنّها لا تصحّ أو لا تُقبل من العَبدِ إلاّ إذا كانت مسبوقةً بنية الامتثال قربة لله {{عز وجل}} .<br /> | ||
وهذا المعنى الخاص هو نفسه المعنى الاصطلاحي [[الفقه|الفقهيّ]] لمفهوم العبادة ، من قبيل [[الصلاة]] ، و [[الصوم]] ، و [[الحج]] ......الخ . | وهذا المعنى الخاص هو نفسه المعنى الاصطلاحي [[الفقه|الفقهيّ]] لمفهوم العبادة ، من قبيل [[الصلاة]] ، و [[الصوم]] ، و [[الحج]] ......الخ . | ||
=== | === عند الوهابية=== | ||
ذكر ابن تيمة تعريفًا للعبادة فقال : | ذكر ابن تيمة تعريفًا للعبادة فقال : | ||
*العبادة : « هي اسمٌ جامعٌ لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه منَ الأقوال والأعمال الباطنة والظّاهرة » ، [[الصلاة|فالصّلاة]] ، و [[الزّكاة]] ، و [[الصوم|الصّيام]] ، و [[الحج|الحجّ]] ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وبرّ الوالدين ، وصلة الرحم ، والوفاء بالعهود ........ والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين و البهائم ، والدّعاء ، والذكر والقراءة ، وأمثال ذالك من العبادة <ref>كتاب : العبودية لابن تيمية ، ص 19 . </ref>. | *العبادة : « هي اسمٌ جامعٌ لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه منَ الأقوال والأعمال الباطنة والظّاهرة » ، [[الصلاة|فالصّلاة]] ، و [[الزّكاة]] ، و [[الصوم|الصّيام]] ، و [[الحج|الحجّ]] ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وبرّ الوالدين ، وصلة الرحم ، والوفاء بالعهود ........ والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين و البهائم ، والدّعاء ، والذكر والقراءة ، وأمثال ذالك من العبادة <ref>كتاب : العبودية لابن تيمية ، ص 19 . </ref>. | ||
*وقال أيضًا : وكذلك حبّ الله و رسوله ، وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له .......والتّوكّل عليه والرجاء لرحمته ، والخوف من عذابه ، وأمثال ذلك هي من العبادة <ref>كتاب : العبودية لابن تيمية ، ص 19 . </ref> . | *وقال أيضًا : وكذلك حبّ الله و رسوله ، وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له .......والتّوكّل عليه والرجاء لرحمته ، والخوف من عذابه ، وأمثال ذلك هي من العبادة <ref>كتاب : العبودية لابن تيمية ، ص 19 . </ref> . | ||
==== | ==== ردّ الشيعة على الوهابية ==== | ||
ردّ [[الشيعة]] على فهم « [[الوهابية | ردّ [[الشيعة]] على فهم « [[الوهابية]] » لمفهوم العبادة ، بالتالي : | ||
*أولا : أنّ الفهم الخاطئ لمفهوم العبادة ومصاديقها عند | *أولا : أنّ الفهم الخاطئ لمفهوم العبادة ومصاديقها عند الوهابية، راجع لشبهة عدم مقدرتهم على التفرقة بين المعنى العام للعبادة والمعنى الخاص لها ، فالنصوص القرآنية والروائية كانت في بعضها تستعمل لفظة العبادة وتقصد منه معناً خاصاً كما يفهمه كثير من النّاس منها ، وتارة أخرى تستعمله في معنى أعم من الخاص . | ||
*ثانيا : أنّ المعنى الخاص للعبادة له أحكام خاصة به ، قد تكون مخالفة للأحكام المتعلّقة بالمعنى العام للعبادة ، من قبيل حرمة الإتيان بالعبادات الخاصة لغير المولى تعالى ، [[الصلاة|فالصلاة]] أو [[الصوم]] لغير الله{{عز وجل}} محرّمة شرعًا ، وقد يوصل هذا الفعل صاحبه للوقوع في [[الشرك]] إذا اقترن معه الاعتقاد بألوهية من يُصلّى أو يوصام له ، بينما يمكن ويجوز للعبد أن يأتي ببعض العبادات التي هي مصاديق للمعنى العام للعبادة ، من قبيل أنّ يأتي العبد بفعلٍ يفهم منه الحبّ والمودّة أو الإحترام والتبجيل لعبدٍ آخر ، كما فعل [[النبي يعقوب|نبي الله يعقوب]] {{ع}} وأبناءه عندما سجدوا [[النبي يوسف |ليوسف النبي]] {{ع}} ، احتراما وتعظيما لمكانته عند المولى تعالى ، وكما هو حال الكثير من المسلمين الذي يقصدون [[النبي محمد|نبي الله محمد]] {{صل}} و [[أهل بيت(ع)|أهل بيته]] {{ع}} [[الزيارة|لزيارة]] مقاماتهم تعظيما واحترامًا منهم لشأنهم ومكانتهم عند المولى تعالى ، وما يمثلونه من قيم إيمانية عالية . | *ثانيا : أنّ المعنى الخاص للعبادة له أحكام خاصة به ، قد تكون مخالفة للأحكام المتعلّقة بالمعنى العام للعبادة ، من قبيل حرمة الإتيان بالعبادات الخاصة لغير المولى تعالى ، [[الصلاة|فالصلاة]] أو [[الصوم]] لغير الله{{عز وجل}} محرّمة شرعًا ، وقد يوصل هذا الفعل صاحبه للوقوع في [[الشرك]] إذا اقترن معه الاعتقاد بألوهية من يُصلّى أو يوصام له ، بينما يمكن ويجوز للعبد أن يأتي ببعض العبادات التي هي مصاديق للمعنى العام للعبادة ، من قبيل أنّ يأتي العبد بفعلٍ يفهم منه الحبّ والمودّة أو الإحترام والتبجيل لعبدٍ آخر ، كما فعل [[النبي يعقوب|نبي الله يعقوب]] {{ع}} وأبناءه عندما سجدوا [[النبي يوسف |ليوسف النبي]] {{ع}} ، احتراما وتعظيما لمكانته عند المولى تعالى ، وكما هو حال الكثير من المسلمين الذي يقصدون [[النبي محمد|نبي الله محمد]] {{صل}} و [[أهل بيت(ع)|أهل بيته]] {{ع}} [[الزيارة|لزيارة]] مقاماتهم تعظيما واحترامًا منهم لشأنهم ومكانتهم عند المولى تعالى ، وما يمثلونه من قيم إيمانية عالية . | ||
== | == أقسام العبادة في الإسلام== | ||
تنقسم [[الأحكام الشرعية الخمسة|التشريعات الإلهية]] بجمع أنواعها - [[الواجب|الواجب]] و [[محرم |المحرم]] و [[المستحب|المستحب]] و [[المكروه]] و [[المباح]] - بلحاظ تعلّقها بحركة الإنسان ، إلى قسمين : | تنقسم [[الأحكام الشرعية الخمسة|التشريعات الإلهية]] بجمع أنواعها - [[الواجب|الواجب]] و [[محرم |المحرم]] و [[المستحب|المستحب]] و [[المكروه]] و [[المباح]] - بلحاظ تعلّقها بحركة الإنسان ، إلى قسمين : | ||
*العبادات :وهي ما يتوقف في تأديتها على نيّة الإمتثال قربة لله {{عز وجل}} . | *العبادات :وهي ما يتوقف في تأديتها على نيّة الإمتثال قربة لله {{عز وجل}} . | ||
سطر ٧٣: | سطر ٧٢: | ||
وتحت كل قسمٍ من هذه الأقسام هناك فصول ومسائل كثيرة . | وتحت كل قسمٍ من هذه الأقسام هناك فصول ومسائل كثيرة . | ||
== | == مواضيع ذات صلة == | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
*[[فروع الدين]] | *[[فروع الدين]] | ||
سطر ٨٧: | سطر ٨٦: | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
== | == الهوامش == | ||
{{مراجع|}} | {{مراجع|}} | ||
== | == المصادر == | ||
#المصطلحات: مركز المعجم الفقهي، ، لا ن.، لا س. لا. م، لا.ط. | #المصطلحات: مركز المعجم الفقهي، ، لا ن.، لا س. لا. م، لا.ط. | ||
#كتاب العين : الخليل بن أحمد الفراهيدي ، الطبعة الثالثة ( 1432 ه ) ، انتشارات أصوة ( التابعة لمنظمة الأوقاف والأمور الخيرية) ، قم - إيران . | #كتاب العين : الخليل بن أحمد الفراهيدي ، الطبعة الثالثة ( 1432 ه ) ، انتشارات أصوة ( التابعة لمنظمة الأوقاف والأمور الخيرية) ، قم - إيران . |