مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو الأسود الدؤلي»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
||
سطر ٥٠: | سطر ٥٠: | ||
== نبذة عن حياته== | == نبذة عن حياته== | ||
لم تذكر المصادر التاريخية التي تعرّضت لحياة الرجل إلا بالنتف اليسيرة عنها، ومع ندرتها تحمل في كثير من الحالات كماً من التناقضات | لم تذكر المصادر التاريخية التي تعرّضت لحياة الرجل إلا بالنتف اليسيرة عنها، ومع ندرتها تحمل في كثير من الحالات كماً من التناقضات التاريخية | ||
=== اسمه=== | |||
== اسمه== | |||
هناك اختلاف كبير بين مترجمّي أبي الأسود حول اسمه وأسماء آبائه , وكل مؤرخ من القدماء أو المعاصرين , يرجح اسماً ما, أو يذكر الاسماء دون ترجيح أحدها. حتى أنّ بعض الباحثين وضع فهرسة لاسمائه وأسماء آبائه وأجداده المحتملة.<ref> الدجيلي، ديوان أبو الأسود الدؤلي، ص 3؛ الدجني، أبو الأسود الدؤلي، ص 98 وما تلاها.</ref> | هناك اختلاف كبير بين مترجمّي أبي الأسود حول اسمه وأسماء آبائه , وكل مؤرخ من القدماء أو المعاصرين , يرجح اسماً ما, أو يذكر الاسماء دون ترجيح أحدها. حتى أنّ بعض الباحثين وضع فهرسة لاسمائه وأسماء آبائه وأجداده المحتملة.<ref> الدجيلي، ديوان أبو الأسود الدؤلي، ص 3؛ الدجني، أبو الأسود الدؤلي، ص 98 وما تلاها.</ref> | ||
سطر ٦٠: | سطر ٥٧: | ||
ويحتمل أن ذلك جاء بسب الخلط بين الاسماء فإنّ بين سارق وسراق قرب شبه كبير في رسم الخط. <ref> ابن أبي حاتم، الجرح و التعديل، ج 2 ،1، ص 503؛ الطوسي، الرجال، ص 46.</ref> | ويحتمل أن ذلك جاء بسب الخلط بين الاسماء فإنّ بين سارق وسراق قرب شبه كبير في رسم الخط. <ref> ابن أبي حاتم، الجرح و التعديل، ج 2 ،1، ص 503؛ الطوسي، الرجال، ص 46.</ref> | ||
==نسبه== | ===نسبه=== | ||
إن الذي لا يشك فيه ـ لدى المؤرخين ـ انتساب أبي الأسود إلى كنانة مُضر التي كانت تقطن في عالية البصرة. | إن الذي لا يشك فيه ـ لدى المؤرخين ـ انتساب أبي الأسود إلى كنانة مُضر التي كانت تقطن في عالية البصرة. | ||
وينتهي نسبه إلى خصوص الدُئل من كنانة. ولمّا كانت إحدى بطون قبيلة حنيفة تعرف بالدُوَل، وإحدى بطون بني عبد القيس تعرف بالديل، كما أشار إلى ذلك الأصمعي،<ref>أبو الطيب، مراتب النحويين، ص 7.</ref> فأي تغيير في لفظ نسبه سيؤدي إلى توهّم انتسابه إلى أحد البطنيين المذكورين.<ref> اليغموري، نور القبس، ص 7؛ السمعاني، الأنساب، ج 5، ص 406- 407.</ref> | وينتهي نسبه إلى خصوص الدُئل من كنانة. ولمّا كانت إحدى بطون قبيلة حنيفة تعرف بالدُوَل، وإحدى بطون بني عبد القيس تعرف بالديل، كما أشار إلى ذلك الأصمعي،<ref>أبو الطيب، مراتب النحويين، ص 7.</ref> فأي تغيير في لفظ نسبه سيؤدي إلى توهّم انتسابه إلى أحد البطنيين المذكورين.<ref> اليغموري، نور القبس، ص 7؛ السمعاني، الأنساب، ج 5، ص 406- 407.</ref> | ||
سطر ٧٤: | سطر ٧١: | ||
من دون أن يسند ذلك إلى مصدر خاص أن والد أبي الأسود قتل مع المشركين في إحدى الغزوات؛ ولكن يحتمل قوّياً أن ذلك حصل بسبب الخلط والاشتباه في الأسماء.<ref> الواقدي، كتاب المغازي، ج 1، ص 151؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 712.</ref> | من دون أن يسند ذلك إلى مصدر خاص أن والد أبي الأسود قتل مع المشركين في إحدى الغزوات؛ ولكن يحتمل قوّياً أن ذلك حصل بسبب الخلط والاشتباه في الأسماء.<ref> الواقدي، كتاب المغازي، ج 1، ص 151؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 712.</ref> | ||
== تاريخ ولادته== | === تاريخ ولادته=== | ||
لم يعيّن التاريخ عام ولادة أبي الأسود, ولكن أكثر مترجميه ذكروا أنّه ولد في [[الجاهلية]]، فيما ذكر [[أبو حاتم السجستاني]] عبارة يظهر منها الشك والتردد أنّه ولد في الجاهلية<ref>أبو الطيب، مراتب النحويين: ص8.</ref> ونقل عنه أنّه ولد في عالم [[فتح مكة|الفتح]]. | لم يعيّن التاريخ عام ولادة أبي الأسود, ولكن أكثر مترجميه ذكروا أنّه ولد في [[الجاهلية]]، فيما ذكر [[أبو حاتم السجستاني]] عبارة يظهر منها الشك والتردد أنّه ولد في الجاهلية<ref>أبو الطيب، مراتب النحويين: ص8.</ref> ونقل عنه أنّه ولد في عالم [[فتح مكة|الفتح]]. | ||
سطر ١٠٠: | سطر ٩٧: | ||
وجاء في رواية تاريخية- لا يركن إليها كثيراً- أنّ أمير المؤمنين علي عليه السلام كان يروم اختيار أبي الأسود ممثلاً عنه في عمليّة [[التحكيم]] التي جرت بعد صفين.<ref> اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي: ج2، ص205؛ الطبري، تاريخ الطبري: ج5، ص141؛ البلاذري، أنساب الأشراف(نسخة خطية): ج2، ص169-170؛ ابن عبدربه، العقد الفريد: ج4، ص354-355؛ ابن الجوزي، تذكرة الخواص: ص150-151. </ref> | وجاء في رواية تاريخية- لا يركن إليها كثيراً- أنّ أمير المؤمنين علي عليه السلام كان يروم اختيار أبي الأسود ممثلاً عنه في عمليّة [[التحكيم]] التي جرت بعد صفين.<ref> اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي: ج2، ص205؛ الطبري، تاريخ الطبري: ج5، ص141؛ البلاذري، أنساب الأشراف(نسخة خطية): ج2، ص169-170؛ ابن عبدربه، العقد الفريد: ج4، ص354-355؛ ابن الجوزي، تذكرة الخواص: ص150-151. </ref> | ||
==ولاية البصرة== | ===ولاية البصرة=== | ||
قيل أنّ العلاقة بين ابن عباس وأبي الأسود لم تكن بالحميمة لإتهامه ابن عباس بالتصرّف ببيت مال المسلمين، وأنّه كتب إلى علي عليه السلام بذلك، جاء فيه: | قيل أنّ العلاقة بين ابن عباس وأبي الأسود لم تكن بالحميمة لإتهامه ابن عباس بالتصرّف ببيت مال المسلمين، وأنّه كتب إلى علي عليه السلام بذلك، جاء فيه: | ||
:إن ابن عمّك قد أكل ما تحت يديه بغير علمك, ولم يسعني كتمانك رحمك اللّه, فانظر فيما هناك واكتب إليّ برأيك فيما أحببت, والسلام. | :إن ابن عمّك قد أكل ما تحت يديه بغير علمك, ولم يسعني كتمانك رحمك اللّه, فانظر فيما هناك واكتب إليّ برأيك فيما أحببت, والسلام. | ||
سطر ١١١: | سطر ١٠٨: | ||
ومما يعزز ذلك أيضاً أن [[زياد بن أبيه]] ترك البصرة سنة 39 هـ بأمر من أمير المؤمنين {{ع}} ليتولى شؤون [[ولاية فارس]]، وبقي هناك حتى [[استشهاد الإمام علي (ع)|استشهد أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}}. <ref>البلاذري، أنساب الأشراف(نسخة خطية): ج2، ص508؛ الطبري، تاريخ الطبري: ج5، ص150-151؛ المسعودي، مروج الذهب: ج2، ص416.</ref>ومن هنا يحتمل أن يكون تصدّي أبي الأسود لشؤون البصرة مؤقتاً، ولم يكن بتعيين رسمي من الإمام، و يحتمل على أقل تقدير أنّه واصل العمل بالمهام التي كان مكلفاً بها سابقاً. | ومما يعزز ذلك أيضاً أن [[زياد بن أبيه]] ترك البصرة سنة 39 هـ بأمر من أمير المؤمنين {{ع}} ليتولى شؤون [[ولاية فارس]]، وبقي هناك حتى [[استشهاد الإمام علي (ع)|استشهد أمير المؤمنين]]{{عليه السلام}}. <ref>البلاذري، أنساب الأشراف(نسخة خطية): ج2، ص508؛ الطبري، تاريخ الطبري: ج5، ص150-151؛ المسعودي، مروج الذهب: ج2، ص416.</ref>ومن هنا يحتمل أن يكون تصدّي أبي الأسود لشؤون البصرة مؤقتاً، ولم يكن بتعيين رسمي من الإمام، و يحتمل على أقل تقدير أنّه واصل العمل بالمهام التي كان مكلفاً بها سابقاً. | ||
==حث الناس لمبايعة الإمام الحسن {{ع}}== | ===حث الناس لمبايعة الإمام الحسن {{ع}}=== | ||
روى أبو الفرج الأصفهاني في [[كتاب الأغاني|الأغاني]] خبراً – لا يمكن الركون إليه- جاء فيه: أتى أبا الأسود الدؤلي نعيُ أمير المؤمنين [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} وبيعة [[الإمام الحسن المجتبى|الحسن]] {{ع}}, فقام على المنبر فخطب الناس ونعى لهم عليّاً{{ع}} فقال في خطبته: وأن رجلاً من أعداء اللّه المارقة عن دينه اغتيال أمير المؤمنين عليّاً كرّم اللّه وجهه ومثواه في مسجده وهو خارج لتهجده في ليلة يرجى فيها مصادفة ليلة القدر, فقتله... فإنا للّه وإنا إليه راجعون, ثم بكى حتى اختلفت أضلاعه, ثم قال: وقد أوصى [[الإمامة|بالإمامة]] بعده إلى ابن [[رسول الله|رسول اللّه]] وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه, وإنّي لأرجو أن يجبر اللّه به ما وهي، ويسدّ به ما انثلم , ويجمع به الشمل ويطفئ به نيران الفتنة, فبايعوه ترشدوا. | روى أبو الفرج الأصفهاني في [[كتاب الأغاني|الأغاني]] خبراً – لا يمكن الركون إليه- جاء فيه: أتى أبا الأسود الدؤلي نعيُ أمير المؤمنين [[علي بن أبي طالب]] {{ع}} وبيعة [[الإمام الحسن المجتبى|الحسن]] {{ع}}, فقام على المنبر فخطب الناس ونعى لهم عليّاً{{ع}} فقال في خطبته: وأن رجلاً من أعداء اللّه المارقة عن دينه اغتيال أمير المؤمنين عليّاً كرّم اللّه وجهه ومثواه في مسجده وهو خارج لتهجده في ليلة يرجى فيها مصادفة ليلة القدر, فقتله... فإنا للّه وإنا إليه راجعون, ثم بكى حتى اختلفت أضلاعه, ثم قال: وقد أوصى [[الإمامة|بالإمامة]] بعده إلى ابن [[رسول الله|رسول اللّه]] وابنه وسليله وشبيهه في خلقه وهديه, وإنّي لأرجو أن يجبر اللّه به ما وهي، ويسدّ به ما انثلم , ويجمع به الشمل ويطفئ به نيران الفتنة, فبايعوه ترشدوا. | ||
فبايعت [[الشيعة]] كلّها, وتوقف ناس ممن كان يرى رأي العثمانية، ولم يظهروا أنفسهم بذلك, وهربوا إلى [[معاويةابن ابي سفيان|معاوية]] مع رسول دسّه إليهم يعلمه – يعني أبا الأسود- أنّ الحسن {{ع}} قد راسله في الصلح, ويدعوه إلى أخذ البيعة له بالبصرة ويعده ويُمنيه. | فبايعت [[الشيعة]] كلّها, وتوقف ناس ممن كان يرى رأي العثمانية، ولم يظهروا أنفسهم بذلك, وهربوا إلى [[معاويةابن ابي سفيان|معاوية]] مع رسول دسّه إليهم يعلمه – يعني أبا الأسود- أنّ الحسن {{ع}} قد راسله في الصلح, ويدعوه إلى أخذ البيعة له بالبصرة ويعده ويُمنيه. |